تـــأمــلات إنـــجــيــلــيـة، نثرا وشعرا

 

 

مريـــم العــــذراء

 

يـا أُمـــّنا يا أمــــاً نـــــقية

تطلّبيـــن من فــــوق السُحــبِ

مـــنكِ تفــــوحُ الطيـــــوبِ

وملجـــأ كــــلّ القـــــلوبِ

أنـــــتِ من العســلِ أشـــهى

أنــــتِ كالشمــــسِ والقمـــرِ

كلّـــــكِ بهيــــة وطــاهـرهْ

أنــــتِ بلســــمُ لا تراحــــي

أنــــتِ تـــاج لكـــفاحـــي

أمّ الـمخلّــــصِ أنــــــــت

أنثــــــري الســــلامَ بيننــا

أن ســـــر الخـــلاصِ فيـــكِ

فالمسيــــحُ مـــنكِ يســـــمعْ

فأنــــتِ المـــلاذُ الأخيـــــرْ

أنــــتِ فخـــرُ جـــمّ لنـــاَ

يــا أمّ أســـــرار الورديـــــة

أنقـــى من كــــلّ الشهـــــبِ

يــا رجــاءَ كـــلّ الشعـــــوبِ

يـــا أُمـــاً بـــلا عيـــــوبِ

ومــن كــلّ النجــــومِ أبهـــى

فـي عيـــوننا والبــــــــصر

وللشيطـــانِ أنــــت قاهــــرةْ

يُطيّـــبُ لـــي كــلّ جراحـــي

يــكـــدّلُ كـــلّ أفراحـــــي

فاستجيبــــي هيّـــا لدعوتــــي

وخلّــــصي شــــعباً أيقــــنَ

أنــــتِ يا عـــذراءُ لبيّـــــكِ

وأنــــتِ لــــنا تشـــــفـعْ

لكــــلّ خاطـــــيءٍ أسيـــرْ

وفي الآخــــرةِ كونـــي عوننــا

 

فعيــوننــا اليــــكِ ترنــــوا

لكيمـــا نفوسَــــنا يخلّـــــص ْ

ونطـــربُ لرؤيـــة فـــادينـــا

يا أُمنّــــــا يا أمّــاً نقيــــــةْ

 

وبــــك مســـيحـــنا يحــنو

وفي الســــماءِ نرى المخلّــــصْ

ذلــــك الحبيـــــبِ هادينـــا

يا أمّ أســــرارِ الورديِـــــــةْ

horizontal rule

 

القديــس يوســف

يا مــــار يـــــوسف يا نجارْ         كـل النــاس مــنك تحتـــارْ

كيـــف رضـــيت تـــــكون                زوج لـلعــــذرا وحنــــون

حتــى سر الخــلاص يكــــملْ         ويســوع فـي قلوبــنا يعمــلْ

وسيرتـك مــع العـــــــذراْ         كلهــــا فضيلــــة وعـطرهْ

بيهّف علـــى كل العـــــالــمْ                اللـي كلـــه حــزن وألـــمْ

 

ولما صار وقـــت التعــــــدادْ                الّلي أمــر فيــه القيصر المـقدادْ

حملتـو حالكــو علـــى طــولْ         لبيــت لحـم إنــتَ والبتـــولْ

وهنــاك ما لقيتـــــو مــكانْ         تعيشــــو فيه حتـى ولا خـان

وانجبرتـــو تـكنو معـــــارة         وليلـــها كـان عسيــر ونهارا

وحـــان موعد ولادة العـــذرا           وتحيرتــو كيـف الأمور بــتجرا

 

وفي يـــوم عيـــد الميـــلادْ         وُلد الطفـــل بعد سهــــــادْ

وأنــــت واقـــف سَنــــدْ          للعذراء والطفـــل الــولـــدْ

وبعـــدها بلّــــش المِشــوارْ         لـتربيــة البكـــر المِغـــوارْ

 

ولـــما زار الهيكــل للختــانْ           الكـــون كـلّهُ كــان بأمــانْ

وهنــاك سمعــان الشيخ حْملُــه         اللي كــان طلــب من الله يمْهلْهْ

حتى يشوف وجــه يســـــوعْ          مخلّـص إسرائيــل بكــل خشوعْ

وحنّة البنيـــة شافتـــه كمــانْ                وقلبهــا برؤيتـه كـــان تشوانْ

 

ولــما هربتـو كلكو عـــا مصـرْ                بيت لـحم انعصــرت عصــــرْ

وقتـــلّو بوحشيـــة أطفالهـــا                وثكلّـــــو ياحرام نسوانهـــا

 

ولمــا رجعتـو وعشتو بالناصـرة          كانـت عيشة هنيـة وصابــــرة

بتعيــك وبعـرق جبينــــــك          أمّنــت إلهــم لقمُة عيشـــك

وكان الطفــل يســــوع ينمــو                بينكـــم ونعمة الله عليه تسمــو

 

ولما زرتو أورشليــــــــــم         ومرّيتو بطريقكــــم بشكيـــم

مثــل كــل سنـة عـادتــــكم                بعيــد الفصـح زيارتكــــــم

للبركة في هيكــــل سليمـــانْ          ويســوع يصلّى مع الغلمــــان

وبعدهـــا من القديس ارجعتـــو         يسوع بقي في الهيكــل وإنتـــو

حاسبين إنه مــــع أترابـــــهُ                في القافلة وأهلـــه وأحبابـــه

ولما ما لقيتــوه بين الجمـــوع           عالقدس رجعتــــو ليســـوع

ولقيتوه بالهيكــــل يعـــلّمْ              وهو كـــان أكبــر معلّــــمْ

ولما عاهلعملـــه عاتبتــــوه           قلكـــو انه يعمــل بوصية أبوه

وانتو بوقتـــها ما فهمتــــو           شو كان يقصـــد ما عرفتـــو

 

بعــدها انتهت بالإنجيل سيرتَـكْ             ولكن بقلوبنا بعدها فايحة ريحتَــكْ

زنبقة رمـز الطهــــارة إنـتْ             وللعذرا حبيب وخطيـــب كنِـتْ

إنشاء الله تجتـــمع في السـما             وتكـون عطول عندك في الحـمــا

بين أيدين الله والعذرا ويســوعْ              وين ما في عطش ولا في جـــوعْ

horizontal rule

 

يوحنــــا المعمـــــدان

كانَ في أيـــــام هـــيرودس الكاهن زكريّا وزوجتـــــه اليصـــابـــاتْ

طاعنيـــن في الســّنِ وهي عاقــراً فلا ولــداً لهــــم ولا بنــــــــاتْ

وكانَ كلاهمـــا بـــــارّاً عنــد الله ولهـم كثيراً مــــن الحسنــــــاتْ

فدخَــلَ يومـــاً، بالقرعـــةِ، مقـــذسَ الـربّ البخــــــورَ ليحــــرقْ

فتراءي لهُ مـــلاكُ الــــربّ عن يميـــن المذبــح بوجهٍ مُشــــــــرقْ

فاضـطربَ زكـــريّا حيــنَ رآه واستــــولى عليـه خــوف مُقــــــلِـقْ

فهــدّأ مـــن روعـــهِ الملاكُ وبشّـره بولدٍ لهُ من أليصـــــــابـــــاتْ

وأن يُسمّهِ يوحنـــــا فسيكونُ من الله ِ كثيـــــــر البـَــركَـــــــاتْ

وعظيمـــــاً أمـــامَ الرّب وممتــــلئاً من الروح القدس في الأرضِ والسَمواتْ

وفيهِ روحُ إيليـــّا وقوّتُهُ وبعيــــداً عن كل نَجـــــسٍ والطُغــــــــاةْ

فتعجــــب زكريـــا وهوَ شيــخ كبيـــر وإمراتـــه طاعنةً في السّنِ يَستفسِر

فأجـــــابَهُ المـــــلاكُ بأنهُ جـــــبريلُ القــائمُ لدى الله فأستبشِـــــرِ

وستصــابَ بالخــــرَسِ إلــــى أن يتــــمّ ذلك لانـــكَ لم تؤمـــــن

فبُشـــراي ســـتتمُّ في أوانـــها بأمـــرِ اللهِ فــــــهل توقِــــــنِ؟

وتعجّــــــــبَ الشــــــعبُ في تـــأخر زكــــريّا في الهيكل المقدّسْ

فلمـــــا خرجَ ولم يســــــتطعْ أن يكلمهــــم: رأى رؤيــا! إنه أخـرسْ

وبعـــدها حمَلــــتْ أليصـــابات فكتمـــت أمَرهــا خمســة أشهــــرْ

وكانـــت تقـــول: هذا ما صنَـــعَ الـــرّب إلـــّي، وإيـــاهُ تشــــكُرْ

 

وزارتْ مـريــمُ العذراء خالتهـــا أليصـابـات وهي في الســـادس من حملهــا

فلمـا سَمِعـــتْ ســـلامَ مــريم أرتكضَ الجنيـــنُ فـــي بطنهـــــــا

فامتلأت من الــــروح القـــدس فهتفــــت بأعلــــى صَـــــوتهـــا

"مباركـــة أنــــت في النســــاء! ومبــــاركة ثمــــرةُ بطنـــــك!

من أيــــــن لي أن تـــأتينـــي أمّ ربي؟ فطـــــــوبى لــــــكِ! "

فانشـــدت مريـم: " تُعظّـمُ الربّ نفســي وتبتهــــجَ روحي بالله مخلّــــصي

وأقامــت نـحو ثلاثــةَ أشهـــر عــــادت بعدهــا لبيتــــها المقُـــدّسِ

ولمــا حــانَ مـــــوعــدُ ولادة اليصــابــات انجبَـــــتْ ولـــــداً

وبعـــد ثمانيــــة أيــام موعــــدُ ختـــــانهِ أسمـــوه "يوحنا" عجباً

قـــــــــــال الأقــــاربُ والــــجيـــرانُ؟ يطلبــــونَ رأيَ الأبِ

ولمـــــا كـــانَ أخرســــــاً نكتــــبَ علـــى لوحٍ من الخشــــبِ

اســـم "يوحنا" فانطلــــق لســــانُـــه ابتهـــاجاً فـي تعجّـــــــبِ

وأخذَ يُنشــــــدُ ابتهـــــالاً وشـــــكراً للهِ فــــي طــــــــربِ

 

فلـــما كبـــرَ يوحنا عــاشَ في البريــــة علــى العسلِ البّري ولحم الجندُبِ

وكانَ لباســه مِن وبَــر الإبـــل وفي نهــــر الاَردن يعمّــــد ويخطـــبِ

داعــــــياً للتــــوبةِ في ناحيــــة الاَردن وزواره من اليهوديّـــــــة

وهو الذي عنـــاه أشعيـــا : "صـــــــوت منـــادٍ في البريّـــــــة

أعــــدّوا طــريــــقَ الــــربّ واجعلـــوا ســــبله قويمــــــة

فســـألوه: ان كـــان هو المسيـــحُ أم ينتظـــروا آخــر أعمالـه عظيمــة

فأنكـــرَ وقـــالَ أنـه يُعمـّد بالمـاء والذي سيأتـــي بعده منه أقوى ثكيمـــة

فهو سيعمــــّدُ بالروح المقدس والنـار، قمحــهُ في الاهراءِ وتبنــهُ نارةُ لا تُطفيٍ

 

وجاءَ يســــوعُ مـن الجليـــلِ الى الاَردّنِ قاصـــداً يوحنـــا ليعتمـدَ عن يدهِ

فجعَــلَ يوحنــا يمانعــهُ ، فأجابه يســوع: يَحســنُ بنا أن نُتـمّ كل برًّ لمجــدهِ

واعتــمدَ يســوع فانفتحــت، الســموات وروحُ الله كأنه حمامة هَبطــــــتْ

وإذا صــوت من السمواتِ يقــول: " هذا هو ابنـي الحبيب الذي عنه (نفسيَ) رضِيَتْ"

 

وبعدهــا كان أن هيرودس أمسـكَ يوحنـا ووضعةُ السجـنَ من أجـلِ هيــروديــا

لأنـه منعـه من إمرأة أخيــة، فأراد قتلــه فخـافَ الشعـبَ لأنهــم يعدونه نبيــاً

فرقصـــت إبنة هيروديـا في ذكـرى ميــــلاد هـيرودس فأعجبتــــــــهُ

"رأس يوحنـا المعمــدان عـلى طبــق" بايعازٍ من أمّهــا، في هيرودس هذا ما طلبتهُ

فاغتّم الملكَ فحاورهــا فأبــــت فأرسل فقطــع رأس يوحنـــا في الســــجنْ

فأعطى الرأس للصبيّةِ أما تلاميــــذُ يوحنــــا فحملـــوا الجثـــة للدفـــنْ

 

قال يسوع عن يوحنــا "أنه أفضل من بنّي وليــــسَ فـي أولادِ النســاءِ أكبرَ منه،

ولـــــــكنّ الآصغَـــر فــي ملكــــوتِ اللهِ أكبـــــــرُ منــــه".

 

horizontal rule

 

البشـــــارة

  نـُذِرَتْ طفـولَتُها للعلـــــي            عذراءُ تركَـــــعْ وتُصلـــيّ

  جاَلســــةً فـي محرابـــها            فــي تأمــــلٍ وتجلّـــــي

  وَجهُهَــــا يشُــــّع نوراً              من الايمــــانِ المُهِــــــلِّ

  زاهـــدةً في الدنيــــــا             راضيـــةً بـما يُملـّــــــي

  عليها حياتَهــــا فـــــي             هـــذا الكــــونِِ الـمُـــذِلِّ

 

  فإذا مـــــلاكّ ينيــــرُ              مـحرابـهـا بشــكلٍ مـــُظــلّ

  فارتابــــتْ عندما رأتـْــهُ             وقــالـــتْ: رَبـــّي لعلــــيّ

  ارتكبــــتُ معصيةً بحقِــكَ             سامحني أيـهُـــــا العلـــــي

  السلامُ عليــكِ يــــا مُمــ            تــلئــةًً نعـمـةً فهللّـــــــي

  لا تخافــــي يـا مريــــمُ            فالـــرّبُ أختــاركِ فـظلّــــي

  ثابتــــةًً علـى الايمــــانِ           وستحمـليــنَ بإبـــنِ العلــــي"

  "ربّـي أنّى لــــي هــــذا           وليــــسَ هنـــاكَ من خـِــِلّ"

  "قوّةُ العلـــــي تُظلِلــــكِ            والمولـــودُ منــكِ مُبجّــــــلِ

  هو البدايــةُ والنهـــــايــةْ          قَــــبلـــــكِ وهــــو الأولِ

 

  ويُسّمـــــي "الله معنـــــا"         وسيبقــــى معنَـــا لــــلأزلِ"

  "هــا أنــا أمـةُُ الــــرّبِ"           قالـــــتْ بقلــــبٍِ متأمـــلِ

  "فليكـــن لــي بحــسبِ قوِلكَ"         طـائعةً بـــدون خَجــــــــلِ

  فليحــــلَّ عليـــــكِ روحُ           الـــرّبِ وبالنعـــمةِ تجلــــليِ

  وسيـــرقبُ الكــــونُ كلّــهُ         بعــد مـــدةٍ مــا هــو بسائـلِ

  مسيحـــاً ممسوحــاً بيننا ســ          يخلّـــصُ العــــالمَ من الــزللِ

 

horizontal rule

 

عيــــد الميــــــلاد

 

لما القيصـر أغُسطـــس أمَـــرْ         في رومـــا بتعداد كـل البشَـرْ

وكان فْيرينيـــوس حــــاكـمْ          على سورية والكـــل نـــاقمْ

والملك هيــرودس الكبيـــــرْْ           على اليهودية وجمعهــا الغفيـرْ

يوسف ومريم تركــوا النــاصرةْ           وهي حامل وعلى السفـر صابـرةْ

إلي بـــــيت لحـم مدينة داؤودْ          من حيث المسيــح العالمَ سيسودْ

لأنـــــه كان يجـب ان يكتتَـبْ          في مدينة آبائه حيثً ينتســــبْ

وهناك لـــم يجــدوا مـــكانْ          ليعيشــوا فيه حتى ولا خـــانْ

والتجـأوا ليسكـــنوا معـــارة           فيها حيوانات ومــــذود وحجارة

فعندها حان وقــت ولادتهــــا           ولم تكــن أيّ النسـاء قابِلَتهِــا

فولدت ابنهـــا البكــر المُمّجـدْ           فقمطّتهُ وأضجعته في مـــــذودْ

فكان فرحُ العائلـــةِ كبيـــــرْ          بمولــدِ هذا الطفـل القديــــرْ

 

وكان في تلكَ الناحيــة رعـــاة            ساهرين وهم لرزقِهـم سُعـــاة

فحضرهـــم ملاكُ الرّبِ وأشـرقْ           مجد الرّب عليهــم وأبـــرقْ

فخافوا خوفاً شديداً من المنظـــرْ           فظنوا أنهم أفرطوا في النظــــرْ

إلي النجـوم "فطمأنهم المــــلاك"          لا تخفْ أيها الجمعُ بُشــــراك

فرح عظيــم يعمّ الشعــــــبْ          وُلــدَ لكم المســيحُ الـــرّبْ

فهو مخلــــص للعالم، والعلامـة          طفلاً فيِ مذودٍ ستجدون بســلامة

وانضـــمّ بغتةً جنود سماويــون          يسبحون الله ملائكةً فيقولــــونْ

المجُد لله في العُلى والســـــلامْ           في الأرض لأهـلِ رضاه الانـــامْ

فانصرف الملائكةُ عنهـم إلي السماءْ           والرعاةُ بعد لأيً لبّوا الدعــــاءْ

فوجدوا الطفل مضجعــاً في مذوَدْ            مع أمه مريم ويوسفَ المُجهَــــدْ

فبـثّ الرعاةُ الخيـرَ في الناحيــة           ومنها إلى كل المناطق النائــــية

وكانت مريــمُ جميع الأموِر تحفظُها          في قلبها الكبير وتتأملُهــــــا

والرعاةُ رجعوا فرحين يسبحـــونْ          الله القديرَ ولهَ يمجـــــــدّونْ

والمجوس من الشـرقِ قََدمِـــــوا                ليسوعَ احتراماً ليقدّمـــــــوا

رأينا نجمَةُ ذاك الـــــولَـــدْ           فجئنــا لكيمــا له نسُجـــــدْ

هذا ما قالوه في أورَشليــــــم           لهيرودس الملـــكِ اللئيـــــم

فلمـــا سمــع هيرودس الخَبرْ            خافَ على مملكتـه أن تندثِــــر

فجمــعَ عظماء الكهنةَ واخذ يصيحْ           واستخبرهم اين يولد المسيــــح

فأخبروه في بيت لحم اليهوديّـــة           حيثُ يولدُ ملـــك الرعيـــــة

فطللبَ المجوسَ سرّاً أن يخبـــروه          إذا وجدوا الطفل أن يرشــــدوه

لكيما يسجد له ويذهــــــــبْ          ماكراً يُطمرُ سرّاً كالثعلــــــبْ

فعاودَ المجوسَ ظهورَ النجـــــمْ          ففرحوا به فوقـــفَ في بيتَ لحمْ

دخلوا البيتَ فجـــثوا ساجــدينْ           ثم حقائبهم وهداياهم فاتحيــــنْ

ذهباً ولباناً ومــرّاً مقدميــــنْ            ليســوعَ الطفـلَ وهم مبتهجيــنْ

فأوحى اليهــم الربّ الحليــــمْ           يألا يعودا طريقهم لأورشليـــــم

فعادوا طريقاً آخـر لبلادهـــــمْ           بعدمــا الواجـب أدّوا بسخائهــم

ثم ظهر الملاكُ ليوسف في الحلــمْ            وأمره بان يتـركَ بيــت لحـــم

فهربَ مع الطفــلِ وأمةِ لمصْــر           حيثُ سيعيشونَ مدةً من الدهـــرْ

 

ولما رأى هيرودس بأن المجوس منه يسخرونْ

أمرَ بأن جميع أطفالَ بيتَ لحمٍ يُقتلـــــونْ

والذين هم أعمارهُم من ابنِ سنتين فما دونْ

فثلكت بهم أمهاتهم وهم لإسم يسوعَ يستشهدونْ

ولاشكّ أنهم كانوا في السماء مع الملائكةِ يهللّونْ

المجدُ لله في العلى وعلى الأرض السلام ينشدونْ

 

horizontal rule

التــــــجلـــــــي

 

وأخذَ يســــوعُ بطرسَ ويوحنــا ويعقوبَ وصعدَ إلى جبلٍ عـــالٍ ليصلّي معهم

وبينما هو يُصلّي تبدّلَ منظـرُ وجهــهِ وصارت ثيابُهُ كالبرق، إنـّه التـجلّي لهــم

وإذا رجلانِ قد تراءيا في المجدِ يكلّمانهِ: موسى وإيلــــــــــيّا إنـــــهم

واخذا يتكلمـــانِ على رحيلــهِ الذي سيتـــم في أورشليمَ ويسوع واقفاً بينهـم

وكانَ التلاميذَ فيِ سُباتٍ فلّمـا استيقظوا عاينوه والرجليــنِ القائمينِ معَهَ في مجدهم

وكنَ المنظرُ جميلاً جداً يفوق الخيالَ فأصاخَ كلُ تلميذٍ سمعَـــــهُ ناصتاً لهــــم

فقالَ بطرسُ غيرَ مدركٍ لما يقولُ: "رّبي حسن أن تكونَ هَهنــا" أبرنـــا معهـــم

فلو نصبنــا ثلاث خيــامً، واحدةً لكَ وواحدةً لموسى وواحدةً لايليّا" لنبقيهــــم

وبينما هو يتكلـم، سمعوا صوتاً يقول " هذا هو ابني الحبيب فله اسمعوا" وغمام ظللهم

فلما سمع ذلك التلاميذُ استولى عليهم خوف شديد ووقعوا على وجــوههــــــم

فدنا يســــوعَ ولمسهــــم "قوموا لا تخافــوا" فرفعـــوا أنظارهـــــم

فرأوا يســــوعَ وحدَه " لا تخبروا أحداً بما رأيتـــم" أوصـــــــاهـــم

"إلا متى قــامَ ابنُ الانســــان من بيـــن الأموات" فكتموا أسرارهــــــم

إلى أن قامَ يسوعُ من القبـر وأرسلَ لهـــم الروحَ المـعزي فانفتحت أفواههـــم

وتكلمــوا بكلّ ما سمعوا وشاهدوا وفهمــوا بعد أن فــــــاقَ إدراكهــــم

 

 

horizontal rule

 

احد الشعانين

ولــما قـربوا مــن أورشـــليمْ

أحـضر لــــه تلــــــميذانْ

"فالربّ يحــــــتاج إليـــهما"

وفي بيـت فاجي تـــقدم المـوكبْ

قاصداً بنت صهيون محــاطاً بالجموعْ

والأطفال يلّوحـون بأغـصان الزيتون

ملكاً للـقلوب بينــهم تيســــيرْ

والكتبة والشيوخ على يسوع حاقديسنْ

أما هو فأبـناءَه بقـــــلبه يُباركْ

ودخل أورشــــــليمَ ظـــافراً

فطرد الباعــــة والتجارَ والصيارفةْ

بيتي بيتُ صــــلاه يدعـــــى

فازداد حقد الـــــكتبة والفريسيينْ

 

ويـسوع بــمـا سيجـــري عــــليمْ

أتـــاناً وجـــــحشاً مـــــربوطانْ

وركـــب يســـــوع أحـــدهــما

يسوع عــلى جحـش ابــن أتانٍ متـهيبْ

التي تفرش سعف النخيل وتذرف فرحاً الدموعْ

هوشعنا لابــن داؤود كلـــهم يهلّــلونْ

وهـــو دائــــماً لــهم نــــصيرْ

وقلوبـــهم ملآنة بالسواد ولـه متوعدينْ

ويطـــلب لــهم الـــعونَ في المهالكْ

والهيــكل المـدّنس أراده طــــــاهراً

ولم يـــترك لهــم طلاً ولا وارفــــة

وانتم جعلتمـــوهُ للـــصوص مــرتعاٍ

واصــــبحوا لــرأس يســوع طالبينْ

 

 

horizontal rule

 

خميس الأسرار

 

في أول يــــومٍ من الفطير دنا التلاميذُ إلى يسوعَ يــــــقولون:

"أين تريد أن نــــعد لكَ لـــــتأكل الفصحَ؟" يتــــــسائلون؟

"أذهبوا إلى فلان في صهيون، وقولوا له أن اجل المعلم قريب" يندهشون!

"فعندك سيقيم عــــــشاءَ الفصحِ مـــع التلاميذِ". إنهم فرحون!!

فيذهبون إلى جــــــبل هاديء حيـــــــث تقع علية صهيون

تـــــــطل من الـــــــغرب على وادي قـــــــدرون

وعـــــــشاءُ الفـــــــصح أعِد فـي هــــدوءِ وسكون

فجلس المعــــــلم وتلامـيذه بجانبه وهم لا يعــــــــلمون

أن هذا العــــــــشاء هـو الاخــــــير مـــعه سيأكلون

فكان يكلمهم بكل الحــــــب وهـم بقلوبـــهم وآذانهم منصتون

وأخذَ يــــــــحدثهم عـن آلامــــــهِ والـــموتِ المنون

وعـن خــــــــيانة يهوذا وقـــــــــبلته الحـــنون

فاغـــــــرين أفواهـــــــــهم وهــــم لا يفهـمون

فأخذ خبزاً وبــــــارك وكسر وأعـــــطاُهم جسـدَه ُ يأكـلون

ثم أخذَ كأسـاً وناولهـم دم العــــــهد الجـديد يـــــشربون

وأكـلوا الفصــــــــحَ المـعدّ لهــــــــــم في الصحون

وأكل يهــــــوذا مـن صحــــــن المــعلّمِ وهو مــمنون

وكان قد باعــــه قبـلاً بـــــــفضةٍ عــددها ثــــلاثون

ويوحــــــنا مـائلاً إلى صـــــــدره لكيــما تـــهون

الكلمـــــات التي يسمعـــــــها مــن المــعلمّ الشجون

"سيتبـــــدد القطــــــيعَ اليوم وستنــكرني يا ســيمون"

"لـــــــست بــــــناكركَ يارّب ومعكَ دائــــــماً سأكون"

"قبلَ صــــــياحِ الـــديك إيايِ يا بطـــــــرس ثلاثاً تنكرون"

وبـــــعد العشاء قــام المعلـــــم يغسل اقدامهم وهم يتهامسون

"حاشى يارّب أن تغــــــسلَ قدمـــي بل رأســــــي بالدَهون"

قالها بطـــرس وهو لا يعــــــي والتــــــلاميذ ما يشاهدون

"اذا لم أغســــــــلكَ فلاحــــــــظّ لك معي ســــيكون"

"إني أعطيكم وصـــــيةً جديدة وقدوةً لـــكيما بعضكم بعضاً تحبون"

ما أروعَ هذا المــــــعلّمْ ليتنا مــــــثله كلنا نكـــــــون

 

ثم دنـــــت الســـــــاعةُ فــــــنزلوا إلى وادي قـدرون

وبـــعدها جازوا إلى جســـــــمانية في بســــــتان الزيتون

فجثــــى وأخذ يصـــــلّي ويطلب من الآبِ ملــــــك الكون

"يارّب أبـــــــعد عني هذه الكأس، لا مــشيئتي بل مشيئتكَ فلتكون"

وأخذ يتـــــــصبب دمــــاً وعرقاً عــــــارفاً ما ينتظرون

من خــــــوفٍ وشــــــتاتْ لتلاميذهِ وكـــيف عنه سيتفرقون

فدنا منهم وأخذ يشجــــــــعهم وهــــــــم ســــاهرون

"إسهروا وصـــــــلوا معي فأنـــــتم الســــاعةً لا تعلمون،

الروح مُســــــتعد ّ أما الجــــــسد فــــــضعيفُ موهون"

فذهب للصلاة، ثــــانيةً ثم عــــــــاد إليهم فكانوا كلهم نائمون"

فايقظهم" قوموا وصلّوا لئـــــلا تدخـــلوا في التجربة" وهم متثاقلون

فاقتربتِ اللحــــــظةُ وإذا في البـــــستان صــــخب وجنون

جموع اليهود بالمــشاعل والـــــسيوفِ والعصــــــي حاملون

لالقاءِ القــــــبضِ على يســــــوع الذي سـرقَ منهم السكون

فاستقــــــبلهم يسوع بثــــــقة وســـــألهم "من تطلبون؟"

والـــــــتلاميذ بعد أن فاقــــــــوا من ســباتهم مذهولون

قالوا: "يسوعَ الناصري" روؤســـــاء الكـــــــهنةِ يـــريدون

 

ثم اقـــــتربَ يهوذا الاســـخريوطي وقال:"سلاماً يا معلمي الحنون"

وقبّلهُ قبلهً ذاعَ صيــــتها في هذا الــــــعالم المجــــــنون

"أبقبلةٍ تســلم ابن البــــــشر" قالها يـــــسوع للخائن الملعون

فاســــتل بطرس سيفه وضــــــرب خادم عظيم الأحبار المصون

فقطع أذنه اليمــــــنى، فلمسه وأبــــــرأه يســـوعُ الحنون

ثم سار معــهم بهدوء لكيـــــما مـــــشيئةُ الآبِ تـــــكون

وهرب الأحــــبّه من حولـــــه وهم لثيــــابهم تاركــــون

فأخذوه إلى المجلس حيث التقاه حّنانُ قــــيافا وروساء الكهنة متهيئون

فسألوا يسوع عن تلاميذه وأعماله فأخـــيرهم بأنها علانيةً ، لم تسألون؟

ثم استـــجوبوه "أأنت المـــــسيح ابن الله؟" إياه يــــستحلفون

فأجــــــابهم "نعم" فاخـــــذوا يـــــشتمونهُ ويتــهمون

لقد جـــــدّفَ علي إســـــمِ اللهِ فــله المـــــوتَ يطلبون

فقدموا شهودَ زورٍ، دون جــــــدوى، لكــــــيما للعالم يثبتون

التهمةَ ثم الحكمَ عليـــــــه بالمــــــــوتِ وهم له مطمئنون

وكان بطرسُ وقـــــــلة من أحبته أخــــــباره سرّاً بتتـبعون

فصاح الديك فجـــراً بعد أن أنـــــكره ثلاثاً بطـــــرسُ الجبون

فتذكر كلامَ المــــــعلمِ وبكي بـــــكاءاً مرّاً من القــلب والعيون

أما يسوعَ فالــــقوه في غـــــــرفةٍ وصـــــــار مسجون

لكيما في الغدِ يــــــــقدموه إلى بـــــيلاطس الحاكم المسكون

بالرعبِ والخوفِ على كرســــيه ويحــــــكم عليه كــما يريدون

 

horizontal rule

 

 تأمل في الآلام

بخشـــــوعٍ يُصــــــــــلّونْ

 

الـــذي هــــوَ ربّ الــــــعبادَ

 

وبــــــــعضهم نيــــــــامْ

 

يقـــــــــضونـها صـــــوماً

 

وبعـــــــضهم عـن الـــــهموم

 

ولله يبــــــــــــــــتهلونْ

 

ونـــــــفوسهم عَـطـِـــــرةْ

 

ومـحـــــــــــــــنةِ الآكام

 

والايـــــــــدي فـي رِبــــاطْ

 

بالـــــــشوكِ مكـــــــــلّلْ

 

وللجــــــــسم مبـــــــللاتْ

 

عـلي كــــــــاهل الـــَــرجُلْ

 

ومــــلكاً نــــــــــــّصّبوهْ

 

تـــــــعلو هـايــــــــــته

 

ســـــــلاماً يا ملـكَ اليـــــهودْ

 

حـــــــمله الصـــــليبَ جـنديْ

 

بخــــــــــطىً مجــــــلجلةْ

 

ذلك الـــــــــفادي الحـــــبيبْ

 

بأمــــــــــــرٍ من الطـــغاةْ

 

وفي حـــِـــــضنِ أُمهِ وضـــعوهْ

 

وفي الــــــــــقبرِ أنــــزلوهْ

 

وأغـــــــــلقوا القـــــــبرَ

 

عــــلى أمـل أن يلـــــــــتقوا

الـــــــناس’ ســـــــاهرونْ

 

يقــــتدونَ بالــــــــــفـادي

 

فالـــــــوقتُ صــــــــيـامْ

 

أربـــــعون يـومــــــــــاً

 

بعضـــــــهمْ عـن اللحـــــومْ

 

عن الشــــتم يمـــــــــتنعونْ

 

وجوهُــــــهمْ نَظـِــــــــرةْ

 

يـــــــــتأمـــــــلونَ ألالامْ

 

والجلـــــــدِ بالسيــــــــاطْ

 

والـــــــرأسُ مــــــــُهلهَلْ

 

والدمـــــاءُ جــــــــــارياتْ

 

ألــــــــمُ لا يُحـــــــــتمُلْ

 

الأرجــــــــوانَ ألبســــــوهْ

 

وقــــــــصبةً في يـــــــدهِ

 

يســـــــــــخرُ مـــنه الجنودْ

 

وبأمرِ بــــيــلاطَس البنُـــــطيْ

 

فســــــــــار إلى الجلجــــلةْ

 

وســـــــّمروهُ على الصــــليبْ

 

وهــــــــــــناك مـــــاتْ

 

تم عـــــن الصلـــــــيبِ أنزلوهْ

 

وبـــــــعدها طــــــــّـيبوُهْ

 

ودحـــــــــــرجوا الــــحجرَ

 

تم تـــــــــلاميذَهُ تـــــفّرقوا

 

 في انــــــــتظِار الــــــــقيامة

 

horizontal rule

 

درب الصليــــب

اللازمة: يا مريم يا أما ثكلى      بابنها الوحيد تبلى

لطلبي لنا الغفران

 

1) يســوعُ محـــكوماً عـــنا          بالــموتِ صـــلباً لإنــــا

قد جـحدنا بالأيمـــانْ

 

 

2) يســــوعُ الصليبَ يــحملْ            وهــو بخطــايانا مُــــثَقلْ

حامـلاً وِزرَ الإنـــسانْ

 

 

3) مِن ثِــقلِ الصـــليبِ يسقطْ            فاديــنا  مرهق ومحبـــــط

سوف يُذبَحّ كالحملانْ

 

 

4) يســوعْ أُمَــــهُ يَلــــقى         وهــي بآلامِـها تَرقـــــى

عــالياً فــوقَ الأحــزانْ

 

 

5) يا يســوعُ الـربُ اجــعلني            مثلَ ســمعانَ القيريـــــني

أحـملْ صــليبَ ألاوهـانْ

 

 

6) أيها الإلــــــهُ إدفـــعْ            بابَ قلبــي ثم إطــــــبْع

صـورتَك عـلى الــجنانْ

 

 

7) يا واقعاً مــــرةً أُخــــرى         إغِفَــرنْ ذنـــــباً وكفـرا

بـدا مِن قِــبَلِ النــدمانْ

 

 

8) بناتُ أُورشليــمَ تبــــكي             وبدمــوعِها ليسـوعَ تشــكي

حالَ بــؤسٍ وحِــرمانْ

 

 

9) ثَِْقــــلُ الصلــيبِ زادَ                 قــادراً لحَمْــــلِه مـا عـادَ

يسوعُ يسقـطْ بـهوانْ

 

 

10) فوقَ الصليــبِ الـربُ استلقى          خــلاً ومــــراً إستســقى

مُمـدَدْ وهوَ عُـــريــانْ

 

 

11) مساميــراً في يديـــــهِ            أدخـلوهـــا وَرجِـليــــهِ

فالصــليبْ لِدمـــهِ عطشانْ

 

 

12) ماتَ فاديــنا المُخــــلّصْ           لكي مــا النفــوسَ يُخلّــصْ

مِن عَـذاباتِ الشـيطانْ

 

 

13) أيها الـــفادي المُـــــنَزَلْ                         في حِضـنِ أُمـكَ أََََنـْزِِِِلْ

في قلوبِـِـنا الإيمـانْ

 

 

14) الفادي في القــبرِِ مَوضــــوعْ              نَطلـبْ منكَ يا يَســـوعْ

كُلّ الصـفحِِِ والغُـفرانْ

 

horizontal rule

 

تأملات في مراحل درب الصليب

1)          حكم بالموت علي متهم بريء. ما أقسى هذه اللحظات عندما يشعر المر بألغبن ليتنا يأرب نتذكر بأننا سنقف أمامك أنت العادل لتحاكمنا يوم الدينونة ، واجعلنا برحمتك أن نكون من الخراف عن يمينك . آمين

2)          أداة الموت ، الصليب المعد لعتاة المجرمين واللصوص والقتله ، تحمله أنت يارب راضياً لأنه يمثل خطايانا التي يحملك إياها تكون قد أنقذتنا من الخطيئة. يا ليتنا ندركُ ذلك ونبدأ بحملِ صليبنا بكل حبٍ لتمجيد اسمِكَ. آمين

 

3)          ها أنت يارب ترزحُ تحت نير الصليب من كثرة خطايانا نوعاً وكمّاً، ونحن سائرون على درب هذه الحياة وكان الأمر لا يعنينا . فأعطنا يأرب نعمة بأن ننهض من كبواتنا وخطايانا وساعدنا علي عدم العودة إليها . آمين

 

4)          ما اقسى وأمرّ تلك اللحظات التي تلتقي بها أمّ ابنها وهو يواجه الموت . تذوب الكلمات وتلتقي العيون ويُختزل العمر في هذه اللحظة. أبتها العذراء أمنا ، أمُ الأحزان، أعطنا النعمة بأن نتشبه بك وبابنكِ الحبيب عند مواجهة الموت . آمين

 

5)          نحن لا ندرك يأرب مدي انتشار الخطيئة في العالم ، من كثرتها ما عدتَ قادراً على حمل صليبك فاستعانوا بالقيرينى ليساعدك. آه ، يا ليتهم يعرفون السبب، لاستعانوا بنا نحن البشر لنكفر عن ذنوبنا وخطايانا. آمين

 

6)           ما أحلي تلك اللحظة عندما يكون الإنسان منهكاً يجدَ من يحنو عليه ويرعاه، ولكن تكون هذه اللحظة أجمل وأبهى عندما يساعد الإنسان خالقه بدون أن يدري، فكم سيكون أجره عظيم!  أعطنا يأرب بأن نساعد أخينا الإنسان لنحظى بلقياك دائماً أبداً . آمين

 

7)          كلما تقدمتَ بحمِلِكَ الثقيل كلما زاد إنهاك جسدكِ المجلود بالسياط ولم تعد قادراً فسقطت أرضاً وسقطنا معك بخطايانا ونكراننا للجميل . ساعدنا يارب على النهوض والاستمرار في مسيرة دربك الطويل . آمين

 

8)          نحن يارب لانبكِ على خطايانا وحال بؤسنا ، بل نطلب من الآخرين أن يتعاطفوا معنا ويعذروننا ويبكون على حالنا. نطلب منك يارب بمعونتك أن تُطهر قلوبنا بدموعنا الصادقة ندماً على آثامنا ومعاصينا . آمين

 

9)          لا نقدر يارب هولَ المُصيبة التي ألمت بكَ وجعلتكَ ترزحُ تحت الصليب حتى السقوط. اغفر لنا يارب سقطاتنا وهفواتنا وأقبل ندامتنا واجعلنا لا نعود للخطيئة. آمين

 

10)     ما أوجَعَ أن يُعري الإنسانُ بالإكراه أمام جموع الناس، فكم بالأحرى ربّ الأربابِ خالقنا ، وما آمرّ طعَم الخلِ والمرّ الذي يخدُر ضمائرنا ويجعلنا تغرق في الخطيئة عرّي يارب قلوبنا من الخطايا واسقنا بلسم حنانك وعطفك وردنا إلى ملكوتك. آمين

 

11)     المسامير تنهش لحم البريء الطاهر، والدم الثمين يهرق على الصليب المتعطش لاستقبال خطايانا التي يتسع لها صدرك يأرب على كثرتها. أعطنا يأرب أن نتحملَ آلام حياتنا اليومية اقتداءً بك كفارة عن خطايانا واثامنا . آمين

 

12)     النهاية الحقيقية للحياة هي الموت. ولكن موتك يارب هو بداية الحياة التي فديتنا بها بدمك الثمين فأصبحنا أحراراً من عبودية الخطيئة. ساعدنا يارب وكن معنا عند ساعة موتنا لنلقاك في الفردوس السماوي. آمين

 

13)     يالقساوة الحياة، أمنا مريم العذراء ثكلى بوحيدها بين يديها وسيفُ الحُزنِ يكللأُ قلبها صابرةً راضيةً بمشيئةِ الله. ساعدينا يا مريم يا أم الأحزان أن نصبر على ما يحل بنا من مصائب وآلام في حياتنا . آمين

 

14)     يا ليتنا يارب ندفن خطايانا وآثامنا معكَ في القبر وندحرج عليها الحجر فنقوم بمعونتك وقدرتك طاهرين أنقياء من خطايانا لنحيَ في بهاءِ مجدك الطاهر في الملكوت. آمين

 

 

horizontal rule

الجمعـــة العظيمـــة

وفجـــــرَ الجمعةِ الكهنةَ والشعبَ لبـــــيلاطسَ يـسوعَ قـادوه

وهم مـن حــــــوله هائــــجينَ صـــــارخينَ ليــعاقبوه

فحاوره بيــــــلاطس ولـــم يجد سبباً لتجريمة، فبقيصر أخافوه

"فأسلمــه إلـي الجــــند لكـــيما بالســــياطِ يجـــــلدوه

فأقسوا عــــليه جلداً فتـــــمزق جسمـــــه وهـو لا يفـوه

وعلـــى وجـــــهه لطـــماً وبـــــصقاً أشـــــبعوه

وهو بقـــــلبه الكبير مــــسامحاً غـافراً لمــــن ضــربوه

ثم ثـــــــوباً قـــــرمزياً تـــــهكـماً ألبــــــسوه

وقــصبهً صولاجـــــــاناً علامــــةَ مــــــُلكٍ أمـسكوه

ومـن يــــديه بالــــــحبال كمـــــجرمٍ أوثــــــقوه

وإكــــــليلاً مــــــن شــــــوكٍ عـلى رأسـه غرسوه

"ســلاماً يـا مـــــلكَ اليــــــهود" الجـــندُ هــــزأوه

فأحضره بيــــلاطس لهـــــم ثانيـةً لعلـــــــهم يـطلقوه

وكانت الـــــعادةُ أن يطـــــــلق لهم سجينا في العيدِ يريـحوه

فلما ســـألهم بيلاطــــس أن يطلق يــــسوع؟ بالنـفي أجـابوه

وصاحوا بأن يطــــلق برأبا بديـلاً ليســـــوعَ، هذا مـا طلـبوه

فقال لهم بيلاطس "خـــــــذوه وبحســــب شريعــتكم حاكموه"

"لا يجوزُ لنـــــــا أن نقـــــــتل أحداً " هذا مـا أجـــابوه

فعاد بيـــــــلاطس إلى يسوع:"أانتَ ملــك اليهود؟" إجـابةً يرجوه

"أمن عــــــندك تـــقولُ هـذا أم آخـــرين لكَ منّ قـــالوه"

ويتكلم معه بيلاطس عـن مــلكه ومــــملكته والحق الذي ما عرفوه

فلم يجد سبباً لتجربمه فاحــضره خـارجاً أمــلا ان الحـــريةٍ يعطوه

"هوذا الرجل"يسوع مكللاً بالـــشوكِ والرداءِ الأرجواني لعلهـم يرحموه

ولكن قلوبهم كانت قاسية فصاحوا "اصلبه" فقال لهم "خذوه أنتـم فأصلبوه"

فغسل يديه وأبرأ نفســــه مـن دمـــه وقال بــأن هذا ما يريدوه

حاكماً يحـــــكم على ملـــــك المـــــــلوك! يا للمعتوه

أعطي سلـــــــطاناً من علُ ليـــــــتم مـا كــــــتبوه

الأنـــــبياء مـن قـــــــبلُ وهـــــــم لا يعـــرفوه

 

وحمل الـكهنة والشــــعبُ وزرهُ والــــــصليب حـــــملوه

كشاهً بريــــــئة هذا الرجـــــلَ للصـــــلب ســـاقـوه

محتملاً ألــــماً لا يـــــــطاقُ! أن البـــــــشرَ ما ذاقـوه

فصعد حاملاً صليــبه إلى الجلـــــــجلةِ حـيث سيـــــصلبوه

وساعده ســـــمعانَ القـــــيريني وكـان الجـــنود قدسخروه

وفي الجلــــــجلةِ قبل الصــــــلبِ خـلاً ومرّاً أســـــقوه

وســــــالتِ الدمـــــاء مـن يديهِ ورجلـــيهِ بعد أن سمروه

ورفــــــعوه مـــــصلوباً ولـلعــــــــــــالم أروه

"يسوع الناصري مـــلك اليـهود" علّةَ الحكم على الصليب هذا ما كتبوه

وصلبوا معه لِـــــصّينِ لعـلّهم بــــذلك يكـــــونوا قد عزّوه

 

أما الجـنودُ بــــــعد أن مـن كــــــلّ ثــــــيابه عرّوه

إقتسموا ثوبـــــه بعد أن إلي أربـع حـــــصص مـــــزقوه

والقمــــــيص المنــــــسوج اقترعـوا عليـه، هذا ما فعلوه

 

وعند الصـــــليبِ وقفـــــــت أُمهُ مريم والتلميذ الحبيب يبكوه

"هذا ابنـــــكِ" هـذهِ أُمـــــُك" أوصــــاهم المطلوبَ فأطاعوه

"ألهى الهي لماذا تركتنـي" أنا عطــشان" استرحاماً يطلب من أبيهِ يرجوه

"اغفر لهـما يا أبتِ فــــــهم لا يــــــدرون ما صــــنعوه"

وصرخ صرخةً عظيمة "تم كلّ شىء، يا ابتِ في يديك أستودع روحي" لقد قتلوه

وأمـــــــال رأســــَهُ واسلم الـــــروحَ فــكان ما أرادوه

فطعنهَ جندي ومــــن جـــــــنبه دماً وماءً أســـــــالوه

ولما رأوا أنــــــه قد مــــــاتَ عن الصــــــليبِ أنزلوه

وفي حــــــضِن اَمه مــــريم الفــــــجوة وضــــعوه

فطلبَ يوســــف ونـــــيقودُس جسده من بيــــلاطس ليدفنوه

فأذِنَ لهم بذلك، ثم أعــــطاهم حرّاســــاً للقــــبر ليحرسـوه

لئلا يــــسرقه تلاميــــذه كما زعــــمَ من صلــــــبوه

فطّـــــــيبوه وكتاناً أبيـــضاً كـــفنوه وفي قبرٍ جديدٍ وضعوه

ودُحرجَ الحـــــجرُ الكبــــــير على القــــبر بعد أن شيعوه

إلى مشواره الأخــــــير كـــــــما كــــــانوا قد ظنـوه

 

فـــي انتـــــظار القــــــــيامة

 

 

 

horizontal rule

 

الــــــــقيامة

فجرُ الأحــــدِ أشْــــــرَقْ           والنســـوةُ تتحـــّــرقْ

لتحنيـــــطِ الفــــــادي            في صمـــتٍ مُطبـــَــق

فجئـــــنَ القبــــرَ صبحاً             وعــيونهـــنّ تتـــأرّقْ

فإذا مـــــلاكُ ظهَـــــرْ             بملابِـــــس تبــــرق

فتعجّبــــــنَ وصِحــــنَ             هــل الفـــادي ســـرِقْ

فقـــالَ لهــنّ بلهفــــــةٍ           وبوجهــــهِ المُشــــرقْ

لقــد قـــامَ حقــــــــاً           لقـــد قــــام بحَـــقّْ

وانتصــــر اليــــومَ علـى           المـــوتِ وأطبــــــقْ

وصــــار هو خلاصـــــاً             لكـــلّ إنســـانٍ مُعتــقْ

فافرحــــنَ إذاً هيّــــــا             فكــــل الكــونِ قد أُعتِـقْ

هللـــــــويا هللــــويا هللـــــويا

horizontal rule

 

الصعــــــــود

وبعدَ القيـــامة ظهــرَ للمجدليّـة

كمـا للتلميـذينِ في عــِمّـــاوس

وهو يشـــــرحَ لهم الكتــــبَ

فتفتــحت عيونهُـــم وعرفـــوهُ

كمـا تـراءى للتلاميـذِ عـــــدةَ

وظهَــرَ لتومـــا المتشكــــك

فصاح تــوما "ربي وإلهـــــي"

ثم تراءى لهـــم فيِ أمـــاكــنَ

ووعــدهــم بأن يرسلَ لهــــم

وبعدهــا يبشــرون باسمــــهِ

وفي اليــومِ الأربعيــن لقيامتــهِ

ثم بارَكهُـــم وارتفــعَ في السمـاءِ

فأخــتفي عن أنظــارهم وتـواري

فظهَر رجلان بثياب بيضِ وقالا:"أيهـا

فيسوعُ هذا الذي رُفعَ عنكم إلى السماء،

وبعـدها ذهبـوا إلى أورشليـــــم

 

 

التـي فـــرحت بــرؤيتهِ البهيّــة

فانفتحــت قلوبهـــم بشهيـــّــة

ويكلمهُـــم عــن نفسـهِ الشجيّــة

بعد أن كسَــرَ الخبـــزَ بقدسّـــية

مرّاتٍ وكـــذلك في العُليّــــــة

وأراهُ الجــروحَ البلسمـــــيّــة

وآمَـــنَ بالمسيـــح ربّ العَليّــة

أخــرى وكان يشجعهـــم برويّــة

المعــزي لينالوا منُــه الحــريّــة

والآبِ والــروحِ القــدسِ البشــريّة

دعاهــم قُـربَ بيـت عنيا بســريّة

وهم ينظــرونَ طلعتــهَ الإلهيّـــة

ليــروه عائــداً للدينونة الأبــديّـة

الرجال الجليليّون مابالكم تنظرونَ إلى السـماءِ،

سيأتي كما رأيتمــوه ذاهباً إلى السمـاء"

ينتظرون المُعـزي بــروحٍ رَعويّــة

 

 

horizontal rule

 

العنصــــــــرة

وبعـــدَ صعـــودِ الـرّبّ عـــادَ التلاميـــذُ إلى أورشليمَ خائفيـــــــنْ

وكانــوا يجتمعــــون في العليّةِ ســـرّاً على الرجــــاءِ متلهفيـــــــنْ

لمِـــا وعَدهـــم بــهِ المعلّـــمُ قبلاً حـلولَ الروحِ القــدسِ منتظــــريـنْ

وكانـــوا جميعــاً بقلــبٍ واحــدٍ على الصلاةِ مواظبيـــــنَ خاشعيــــنْ

ومعهـــم بعضُ النســـوةِ ومريـــمُ أمّ يســوعَ وإخوتــهُ مبتهليـــــــنْ ثم أختـــاروا بالقرعـــةِ بديلاً ليهـــوذا وهو متيـــا لينضـــم للمرسَـليـنْ وفي اليــومِ الخمســــينَ للقيــامةِ وبينمــا كانوا في العليــةِ كلهم مجتمعيــنْ

إنطلــقَ من السمــاءِ بغتــةً دَويّ كريــحٍ عاصفــةٍ حيثُ هم جــالسيــــنْ فمـــلأَ جوانــبَ البيـــتِ الذي كانــوا فيه فظهــــرت لهم وهــم مندهشِينْ ألسنـــةً وكـأنهـا من نارٍ قد انقسمـــتْ فوقفـــتْ على كلّ منهــمُ وهم ساكتينْ

فامتلأوا جمعيــاً من الـــروحِ القدسِ وكانــوا بلغــاتِ أخرى مُتكلّميــــــنْ على مــا وهبَهـــمُ الــــروحَ القــدسُ أن يتكلــــــموا متحــدثيـــنْ ْوتجيهَـــرَ النــاسُ حولهــــم وكلّهــــم ينظــــرونَ حــائريــــنْ

لأنّ كـلّ منــهم بسمعـــهُ بلّغتـــهِ التـــي يتكلـــمُ بهـــا متعجّبيــــنْ

فكلمهــــمْ بطـــرس عن يســـوعَ وما حــدثَ معــهُ وهم له سامعيــــنْ

وكــان بعضُهـــم ينصِــتُ إلى كلامـهِ وهم منَـــــه ساخريــــــــنْ

وبعدهــــا عملـــــوا بما قـــالهُ لهــــم الربّ يســــوع متحمسّيــنْ "إذهبوا وتلمذوا جميـعَ الأُمـــم وعمّدوهم باسم الابِ والابنِ والروح القدس، وعلّموهم أن يحفظــــوا كلّ ما أوصيتـــكم به، وها أنذا معكــم طولَ الأيـام إلى نهاية العالم".

 

 Back