نشيد اليعازر



إن نشيد اليعازر من التقاليد المسيحية القديمة، وقد زال من الفحيص في الثلاثينيات من هذا القرن . ولا نعرف حاليا أصلا له، ولكن اغلب الظن انه تقليد شرقي. وتجري مراسم هذا التقليد أو الطقس الشعبي يوم السبت السابق لأحد النخيل على الوجه التالي: يتوجه بعض الصبية إلى بيوت الرعية وقد ارتدى أحدهم ثوبا ابيضا رمزا إلى موت اليعازر وتكفينه ووضعه في القبر . ويحمل بقية الصبي قطعة بيضاء من القماش وترمز إلى كفن اليعازر، قد كتب عليها نشيد اليعازر. فيضعون قطعة القماش في مدخل البيت، ويجلس عليها الصبي المرتدي الثوب الأبيض ، ويأخذ بقية الصبية في ترنيم النشيد. ويمنح الناس هؤلاء الأطفال بعض البيض، فيحمله الأطفال في سلال بحوزتهم ويسلقونه ويلونونه ويوزعونه في الكنيسة أو في حيهم على معارفهم وأصدقائهم . والبيض الملون عادة قديمة مرتبطة في الاحتفالات الفصحية ، ولكن في هذا الطقس الشعبي يتم الربط بين إقامة اليعازر وقيامة السيد المسيح، على أن إقامة اليعازر مقدمة لقيامة السيد المسيح المجيدة.
إن هذه العادة أو الطقس الشعبي قد زال، ولكنه قد ظل حيا في الذاكرة الشعبية لدى بعض أبنائنا المؤمنين، ويدل على تسرب المفاهيم الإنجيلية والأحداث الخلاصية إلى هذه الذاكرة، وإفرازها ممارسات شعبية بسيطة تترجم الحدث الإنجيلي إلى واقع بسيط ممارس ضمن واقع الحياة اليومية، من خلال لعب الأطفال وتأوينهم الحدث القديم في تمثيلية شعرية غاية في البساطة والعفوية .

سلّم على اليعازر المعروف المسكينا وأنشر مدائحه صوتا وتلحينــــا
وأهدي إلى قبره البخور مفتكــرا بقبرِ عازر والكهنة يصلُّونـــــا
سار المسيح وكل الرسلِ تتبعـــه لبيت عنيا حيث اليعازر مدفونــا       
لاقته مريم ومرثا ساجدات لـــه بحرقة القلب والدموع تجرينـــا       
قالتا معلمنا لو كنت حاضرا هنــا ما كان أخونا بجوف الأرضِ مدفونا   
قال امنا بي أريكما عجبـــــا أُقيمُ أخاكما قبل البعث والدينــــا   
قالتا آمنّا بك يا سيّدنا وخالقُنـــا يا ساكن العرشِ يا من أنت فادينــا   
ناداهُ عازر عازر قم انهض وكلمني وأسرع بأمري وسُلطاني إلى هنــا       
فقام اليعازر وهو بالأكفانِ مُلتحفـاً يُسبّحُ الله رب العرشِ فادينــا            
راحَ الصيام المبارك وأتى أحد الشعنينا وورق الخوخِ والرمّانِ والتينــــا        
يا رب ارحمنا وارحم جماعتنـــا وارحم كهنتنا يا ارحم الراحمينـــا   
وارحم أيضا قارئها وسامعهـا وأجعل بطركنا على الاعداء منصورا
ما أحلى أولاد النصارى في كنائسهم أما اليهود الحزانى ما لهم دينـــا


مصدر هذه المعلومات والنص الشعري هو السيد عيسى سليمان حتر أبو سلطان.



الأب حنا كلداني  15 كانون الأول 2000

HOME