مشروع كنيسة شهداء الأردن، دير اللاتين، مرج الحمام، عمان. البطريركية اللاتينية الأورشليمية، الأردن
(القديسان زينون وزيناس، من رسم جداري في كنيسة الراعي الصالح في مركز سيدة السلام، عمان، الأردن)
القديسان زينون وزيناس
وسائر القديسين الشهداء في الأردن
تذكار (في الأردن)
قدَّسَ أرضَ الأردنّ قدّيسون وشهداءُ كثيرون، ولم يَذكُرْ كتابُ سِيَرِ الشهداءِ إلاّ عددًا قليلاً منهم، وهم : يوم 10 حزيران، القديس أستِيريوس أسقف البتراء في القرن الرابع؛ وفي 23 حزيران، القديسان الشهيدان زينون وزيناس اللذان نالا إكليلَ الاستشهادِ في اليومِ نفسِه عام 304؛ وفي 1 آب القدّيسون كيرلس وأكويلا (Aquila) وبطرس ودوميتسيانس (Domitianus) وروفُس وميناندر، في فيلادلفيا عمان.
ويجبُ أن نذكرَ أيضًا موسى النبيَّ الذي تُوُفِّيَ في جبلِ نَبُو قُربَ مادبا، والقدّيس يوحنا المعمدان الذي قطع رأسَه الملكُ هيرودس في قلعةِ المكاور جنوبَ مادبا. والقدّيس يوحنا المعمدان سابقُ المسيح هو شفيعُ الأردن.
القديسان زينون وزيناس
(سير الشهداء، حزيران، طبعة باريس 1867 ، ص 406 وتابع)
من خسر نفسه في سبيلي وجدها
يَليقُ بنا أن نُشِيدَ بجهادِ الرجالِ الذين استشهدوا في سبيلِ الله ونالوا إكليلَ الظفر، ليعلمَ الجميعُ الحقيقة، ويخجلَ الطاغيةُ، ويَخزَى إبليس.
في السنةِ الأولى من حكمِ الإمبراطور مكسيميانس (285-305)، كانَ يسكُنُ في مدينةِ فيلادلفيا (عمان) جنديٌّ اسمُه زَينُون، وكانَ رجلاً ذا بأسٍ، منصرفًا إلى التأمُّلِ في شؤونِ الله، يتّقدُ محبَّةً ويسيرُ في آثارِ مخلِّصِنا يسوعَ المسيح.
بدأَ فأطلقَ جميعَ عبيدِه الخادمِين في بيتِه وأرسلَهم أحرارًا. لأنَّه رأى أنَّه من العدلِ أن يُعِيدَ الحرّيّةَ لجميعِ عبيدِه، وقد منحَهم إيّاها اللهُ خالقُ الإنسانِ والطبيعة.
وكانَ في خدمةِ زَينون عبدٌ اسمُه زِيناس، وهو من حيث العمرُ فتًى صغير، ولكنَّه من حيث الشجاعةُ والحكمةُ رجلٌ كاملُ الرجولة. ولهذا كانَ عزيزًا على سيِّدِه أكثرَ من غيرِه. وقد توسَّلَ العبدُ كثيرًا إلى سيّدِه ألا يُبعِدَه عنه مثلَ غيرِه بعد أن أعادَ إليه حرّيتَه، مفضِّلاً أن يبقى في خدمتِه في منزلِه طمعًا في الحصولِ على منافعَ روحيّةٍ أوفر.
وفي يومٍ ما، لمّا كان مكسيموس والي المدينةِ يَقضِي في بعضِ الشؤونِ العامّةِ، أمرَ بإحضارِ الأصنامِ التي صنعَها ليسجدَ لها الناس. فتقدَّم زَينون، وقد كَرِهَ الكُفرَ في قلبِه وامتلأ بغَيْرَةٍ إلهيّةٍ، فقالَ لمكسيموس: " أيّها الكافرُ ووارثَ النارِ الأبدية، لماذا تأمرُ بالسجودِ لتماثيلَ جامدةٍ صنعَتْها أيدي الناس؟ لماذا تَتبعُ ضلالَ أباطرتِكَ وتجتهدُ في إرضائِهم بدلَ إرضاءِ اللهِ الحيِّ؟"
سمعَ مكسيموس ذلك، فأَرسَلَ جنودًا ليَقبِضوا على زَينون ويقدِّموه للقضاء. فلمَّا حضرَ زَينون، سألَه مكسيموس كعادةِ القُضاةِ عن اسمِه ووطنِه ووظيفتِه. أجابَ زينون: "أنا من أهلِ هذا البلد. وأنا مسيحي. واسمي زينون، وأنا واثقٌ وعالمٌ أنَّ الذين يؤمنون بالمسيحِ هم الذين يَحيَوْن. وأسكُنُ في المعسكرِ المُسمَّى "زوزيو" (أي زيزيا اليوم). وقد بلَغْتُ مَرتَبةً عاليةً في الجنديّة".
قال مكسيموس: "إن كنتَ ذا رتبةٍ عاليةٍ في الجنديّة، فهذا لا يُتيحُ لك أن تقاومَ أوامرَ الإمبراطور".
قالَ زَينون: "أنا مسيحي، وأخدُمُ ربِّي يسوعَ المسيح. له أقدِّمُ الذبيحةَ، وله أسجد".
فأمرَ الوالي بأن يُضرَبَ زَينونُ على فمِه، وبأن يُمَدَّدَ ويُضرَبَ بسياطٍ من جِلد البقر. وكانَ الشهيدُ في أثناءِ جَلدِه يجاهرُ أنَّه سيقدِّمُ الذبيحةَ للهِ الواحدِ ربِّ السماوات. فأمرَ مكسيموس بجرِّ زَينونَ الرافضِ وإحضارِه أمامَ المذبحِ، وإجبارِه على السجودِ للصنم. وأمّا الشهيدُ القدّيسُ، الممتلئُ بقوَّةِ الروحِ القدس، فقد ركلَ المذبحَ بقدمِه فقلَبَه. إذّاك أمرَ الوالي بتقييدِه بآلةِ التعذيبِ. فحدَّقَ جنديُّ المسيحِ الشجاعِ بنظرِه إلى السماءِ وهتفَ قائلا: "يا إلهَ خلاصي، إليك صرَخْتُ. وقد قُلْتَ: من أهلكَ نفسَه من أجلي وجدَها. وها أنا سمِعْتُ وآمنْتُ بقولِك".
قالَ هذا. ثم أمرَ مكسيموسُ بحلِّ قيودِه من آلةِ التعذيبِ وإعادتِه إلى السجن. وكانَ زِيناس خادمُه قد دنا منه، وأخذَ يقبِّلُ قيودَه، ويتوسَّلُ ألاّ يُفصَلَ عن سيِّدِه، وأنّه يفضِّلُ مرافقتَه حتّى إلى الاستشهاد. فأمرَ مكسيموس بإلقاءِ الخادمِ أيضًا في السجن، وإحضارِه في الغداةِ للقضاءِ أمامَ الجمهور.
حاولَ مكسيموس ملاطفةَ الخادمِ ومخادعتَه. وأمّا زِيناس فقد أجابَه بجرأة: "أتريدُني أن أسجدَ للمذبح، وكأنك لم ترَ كيف قلبَه سيِّدي بركلةٍ من قدَمِه؟ فأيَّ إكرامٍ يستحقُّ مثلُ هذا المذبحِ الذي لم يَقدِرْ أن يقفَ أمامَ ضربةِ قدَمٍ واحدةٍ مُثخَنَةٍ بالجراح"؟
فثارَ غضبُ الوالي وأمرَ بتقييدِه بآلةِ التعذيب، ثم بإلقائِه في السجنِ مع سيّدِه زَينون.
وبعدَ بضعةِ أيام، حُكِمَ على زَينون وزِيناس بقطعِ الرأس. فقدَّما راضيّيْن عنُقَيهما للسيَّاف. وبذلك تمَّ استشهادُهما.
الردة
* إنّنا نجاهدُ ونقاومُ متّحدِين بالإيمان، واللهُ وملائكتُه والمسيحُ ناظرون. ما أعظمَ الكرامةَ وما أعظمَ السعادةَ حين نَمثُلُ أمامَ اللهِ، وحينَ ننالُ من المسيحِ الديّانِ إكليلَ المجد.
* لنتسلَّحْ بكلِّ قِوانا، ولنستعدَّ للمعركةِ بذِهنٍ سليمٍ وإيمانٍ قويمٍ وفضيلةٍ متفانية.
* ما أعظمَ الكرامةَ وما أعظمَ السعادةَ حين نَمثُلُ أمامَ الله وحينَ ننالُ من المسيحِ الديّانِ إكليلَ المجد.
باقة من شهداء الأردن، من عصر الاضطهادات، وقد حفظ التاريخ أسماءهم. أما مجموعهم كلهم ففي ذمة الله في الملكوت السماوي:
1-
شهداء مناجم فينان وفي اليون فينان، وادي عربة.
2-
القديس ثيوذوروس ورفاقه: يوليانوس، وإفبولوس، وملكامون، وموكيموس، وسالامون، الذين استشهدوا في فيلادلفيا (عمان).
3-
القديسان زينون وزيناس، وهم جنديان من ولاية زيزيون-زيزيا على مسافة 37كلم جنوب فيلادلفيا (عمان).
4-
القديس إليانوس الذي استشهد في فيلادلفيا (عمان) .
5-
مزار كهف الفتية السبعة فيلادلفيا (عمان).
6-
القديس بولس الذي من البتراء، رئيس دير رايثو، استشهد في رايثو.
7-
الأب أثينوجينوس، أسقف البتراء.
8-
الأم ذامياني المتنسكة، أم القديس أثيناجينوس أسقف البتراء.
9-
القديس يوسف الراييثي، ينحدر أصله من أيلة، العقبة.
10-
القديس جيورجيوس الأرسائيتي، ينحدر أصله من أيلة، العقبة.
11-
الأب مارتيريوس، المنصرف، المغادر، الحبيس، ينحدر أصله من جرش.
12-
القديس زكا الشماس ينحدر أصله من غادرا، أم قيس.
13-
القديس بطرس ينحدر أصله من بيت راس في إربد - وهو غير بطرس الرسول.
14-
القديسين ثيوذوروس وثيوفانيس، المعترفان، وهما من مؤاب.
15-
القديس باتريكيوس الأذرحي، ينحدر أصله من أذرح.
16-
القديس نيقون الأردني كان رئيس لدير القديس جيراسيموس، يحتفل بعيده يوم 24 نيسان- أبريل.
17-
الأب قوزماس، رئيس دير القويسمة، في قرية القويسمة اليوم على مسافة 3 كلمة جنوب شرق عمان.
18-
القديسان ماقتا الفضة قوزماس ودميانوس اللذان من العربية استشهدا مع إخوتهما ليونيوس، وإفبريبيوس وأنثيموس.
19-
النبي إيليا التسبيتي ينحدر أصله من تسبيت (ليستب) قرب عجلون.
20-
النبي موسى وصل إلى جبال موآب ورقد في الرب في صياغة، مادبا.
21-
النبي هارون، وقبره في جبل هارون مقابل البتراء.
22-
النبي العادل لوط، إبن أخ أبي الأسباط إبراهيم (إلى الجنوب الشرقي من البحر الميت، قرب مدينة غور الصافي حيث تم اكتساف المغارة التي التجأ إليها مع ابنتيه، وتوجد هناك أيضاً أنقاض دير من العهد البيزنطي).
23-
يوحنا السابق، المعمدان عاش في منطقة نهر الأردن تعذب واستشهد في قلعة المقبور - مكاور.
24-
التقية مريم المصرية، عاشت في صحراء شرقي الأردن وهناك دفنت.
شُفعاءُ الأُردن من فيهُ ولدوا، حُماته الأُلى عاشوا حياة النُسك الشريف، لنُمدحهم كمُجاهدين ببَهاء، ماتوا مستشهدين. ومجَدوا الأرض في الأردن. وهُم أحباء الله، فيلادلفيا بهم تزهو، والمسيحيون يفخرون. لنُسبح مادحين بالأناشيد، كلَ قدِيسي الأردنِ، العاشقين للثالوث، والراسخين بروح الله، فهم دوماً، حراس فيلادلفيا. هيا لنسبح يا إخوتي، قديسي الأردن وحماة الكنيسة، ذكرُهُم وردٌ، وتكريم للأردن، البقعة المثَلثة السعادة.