ديوان الأردن   ديوان الأردن
القسم الأول من قصائد ديوان الأردن

ويحوي هذا القسم القصائد التالية

أنا الأُردن
توّجتُ باسمِكَ أشعاري
الأُردن جَمال وجلال
العصماء في تحيّة الأردن
إنْ تَسَلْ عَنّي فإنّيْ أُرْدُنِيُّ
ذكرى ابنتي الصُّغرى الشهيدة الصيدلانية " دينا
موطن الجلال والجمال
نَفَحات من الأردن
تحيّة الشِّعر في عيد الاستقلال الخالد
ملحمة المجد "قصّة الثورة العربية الكبرى"
عروس المدائن الأردنيّة "السّلط العريقة السّاحرة"
البتراء الخالدة .. ثانية عجائب الدّنيا السّبع
السلط ذِرْوَةُ الإِباء
تحيّة الشِّعر للجيش العربي المُظَفَّر
عمّان
السّلط
يوم الكرامة يوم النّصر والغلب
مِن وحي معركة الكرامة المجيدة
تحيّة الملكيّة الأُردنيّة
تحيّة وفد اتِّحاد الأُدَباء الصّيني
تحيّة اتِّحاد الكُتّاب والأُدَباء الأُردنيين
تحيّة الشِّعر للعُمّال في عيدهم المجيد
دُمية حَسناء مِن بلدي
رُدّي التَّحايا
إبسمي حَسناء
إلى سيّدة عظيمة
فَأَضاءَ النّور الظُّلمات
رُؤاكِ تَحْيا بِفِكْري
موعدنا في المساء
والدُّنى لولاكِ صحراء مملّة
عَبَث يا أَسْمَر
عِتاب
خُطى الحبيب
ظَبْيٌ مِنْ بَلَدي
إِنْسٌ تُراها أَمْ ملائكة
أحب مها
تحية الشِّعْر لأعضاء الجمعية الملكية لحماية الطبيعة
يا بُلْبُل الوادي
رسالة شوق
أوبريت "الأردن أوّلاً"
سلاماً خالداً يا فلسطين
رسالة من جبل النار في ذكرى صدور الوعد الجائر
التّحدي والاستجابة
الواقع والرّفض
في ذكرى استشهاد بطل معركة القسطل الخالد الشهيد عبد القادر
لحسيني طيّب الله ثَراه
حيفا .. إشراقة الصّباح أَمْ توهّج اللهب
مِن وحي وحدة الضّفتين الرائدة
سترحل أيها المحتَل
صباح النّور يا وَجناء
مادبا
.. قلعة الكبرياء
جرش العربية الخالدة
الطفيلة .. الواحة الظّليلَه
عمّان عروسنا الجميلة
تحيّة الكرك الزّهراء
تحيّة الشِّعر لربّة الحُسن مادبا

بطاقة إجلال إلى القدس شمس المدائن
اللؤْلُؤَةُ البهيّهْ في تحيّة الكرك العَذِيَّهْ
الأزرق الجميل
ليالي العقبة
سلامٌ على النّاصرة
تحيّة الخليل
تحيّة مدن فلسطينية مناضِلَهْ
تحيّة بيرزيت
تحيّة بيت ساحور
هذا يومُ الأرضِ يا قُدْسُ
نشيد "القدس الخالدة"
بِطاقةُ وَجْدْ ... إلى القدس الشريف
أوبريت القدس الخالدة
إلى حُماة المدينة المقدّسة
جبل الزّيتون القدسي
عهد إلى الأقصى الخالد
المجد والخلود لغزّة الشهداء
لكِ يا غزّة .. مجدٌ سرمدي
أَلْفُ طُوبَى لِرُعاةٍ سَهِروا .. مِنْ وَحي عيدِ الميلادِ المَجيد
تحيّة عيد الميلاد المجيد
تحيّة
الثّورة العربيّة الكبرى
من وحي الواقع .. الوحدة العربية حُداءُ الأماني
أشواق يا أُردن
تحيّة الشِّعْر إلى شاعر الأُمّه الأستاذ الدكتور جميل عَلّوشْ
أوّل الزّمان مساكب الجمان
خليل حيّ بذكراه
فخر الشّبيبة .. سلطان حتّر
تحيّة مهرجان الأردن
نشيد مدارس العروبة
نشيد أطفال العرب
بطاقة حب إلى الدكتور جلال فاخوري
تحيّة الشِّعر إلى الأديبة عدلة الكوز
بطاقة حب إلى سعيد قعوار
تحيّة من القلب إلى الدكتور محد بشير شريم
رَحْمَهْ
ألفُ مرحى للمرأة العربيّه
تحيّة الشّاعرات العربيات
بطاقة حب إلى كل طفل يحتفل بعيد ميلاده
إلى الطالب في بدء العام الدراسي
أغنية حب إلى فلاّحنا الطيّب

 

 

أنا الأردن

 

أنا الأُردن
أنا والمجدُ والتاريخُ والعلياءُ والظفرُ
رفاقٌ .. منذُ كانَ البَدْءُ والإنسانُ والعُصُرُ
مِنْ سمائي شَعَّ نورُ الحقِّ يَهْدي البَشَرِيَّهْ
مِنْ رُبوعي سارَ رَكْبُ الخيرِ رَكْبُ المَدَنِيَّهْ

 

أنا الأردن

كلُّ شِبْرٍ من تُرابي مَلحمهْ

طاوَلَتْ هام المحالْ

خَطّها نِعمَ الرّجالْ

مَنْ تسامَوْا بالنضالْ

مَنْ لهم في كلِّ يومٍ مكرمَهْ

 

أنا الأردن

ضربَ الأمثالَ شعبي بالشّهامهْ
يحملُ الفاسَ بِساعِدْ
يرفع الرُّمحَ مُجَاهِدْ
يتحدّى الهولَ صامِدْ
صاغَ نَصْرَ العُرْبِ في يوم الكرامهْ

 

أنا الأردن

كاللظى شعبي بساحاتِ الحُتوفْ
شعب أبطال قساورْ
بالدما يبني المفاخرْ
وهو يجتاح المخاطرْ
يكتب السؤدد في حدِّ السيوفْ

 

أنا الأردن

أرضيَ الحرةُ أرضُ النخوةِ
جنّةُ الدنيا الجميلهْ
لم تزل أرض الرجولهْ
وميادين البطولهْ
هي غابُ العزِّ مَهْدُ الوحدةِ

 

أنا الأردن

نبت الفخر هنا والعزةُ
ونما المجد التليدْ
شادَهُ خَيْر الجدودْ
جعفر وابن الوَلِيدْ
ها هنا اليرموك هذي مؤتةُ

 

أنا الأردن

مِلْءُ عينِ الخُلْدِ آثاري العظيمهْ
الفنون الخالدات
والقصور الرائعات
والقلاع الشامخات
تروي عن أمسي وأمجادي القديمهْ

أنا الأردن

نهري الخالد نهر الانبياءِ
عاصر العالم طفلا
كان للدهر سجلا
حين نَفْحُ الهَدْيِ هَلَّ
عندما هزَّ الدُّنى صوتُ السماءِ


أنا الأردن  
منذ فجر الكون ساح للنضالِ
أيّ عزمٍ عزم شعبي
يتحدى كلَّ صعبِ
دربه أشرف دربِ
أَبَدا يرنو لتحقيق الكمالِ

أنا الأردن

 

توّجْتُ باسمكَ أشعاري

في عيد الاستقلال الخالد

 

توّجْتُ باسمكَ أشعاري .. فصار له
 

فمُ الزّمانِ .. على الأحقاب قيثارا
 

أردنّ .. يا وطناً .. رقّتْ نسائمه
 

وطابَ سهلاً وأنجاداً وأغوارا
 

يحتلُّ أسمى مكانٍ .. في ضمائرنا
 

من الضّلوعِ له شيّدْنا أسوارا
 

مهدُ الحضارةِ آي النّور منه سرَتْ
 

تَهدي العوالمَ بلداناً وأقطارا
 

مفاخرٌ غنّتْ الدنيا بروعتها
 

كما يغنّي .. حداةُ البيد سُمّارا
 

أعْظِمْ بيومٍ يزين المجدُ مفرقَه
 

آساده سطّروا التاريخ أحرارا
 

السّيف في يدهم كالحقّ مُنْجَرِدٌ
 

لا يعرفون بوجه الموتِ إدْبارا
 

ضحَّوْا بأرواحهم كي يستقلّ حمىً
 

سما عَلاءً وأبطالاً وآثارا
 

يومُ العلى عيدُ الاستقلال تنفحُهُ
 

عرائسُ الخُلْدِ أزهاراً ونُوّارا
 

يومُ المفاخرِ الاستقلالُ ما بَرحَتْ
 

حناجرُ الخُلْدِ تشدو فيه أشعارا
 

والثّورةُ الكبرى نورُ الشمسِ بُرْدَتُها
 

والعُرْبُ تُحْني لها الهاماتِ إكْبارا
 

قد وشّحَ الصفحاتِ البيضَ قادتُها
 

عزماً وبأساً وإيماناً وإصرارا
 

شادوا من البذْلِ طوداً شامخاً وذرى
 

فاقتْ برِفْعتها نجماً وأقمارا
 

بين المعالي وأردُنِّ العُلى العربي
 

عِشْق كما يعشق الغِرّيدُ أزهارا
 

في كلّ شبرٍ له فعلٌ ومكرمةٌ
 

فمُ الرّجولة يَروي عنه أسْفارا
 

شبابُهُ أُرْضِعَتْ حبَّ الفِدى قِدَماً
 

واسْتلْهَموا من تُراثِ الضّادِ أسرارا
 

مَنْ غيرُهُمْ يصنعُ الجُلّى بروحِهِمُ
 

وفي احتدامِ المنايا .. يأخُذُ الثّارا
 

فَلْنَرْفعِ الرّأسَ في استقلالِ أردُننا
 

ما قَبَّلَ النّورُ .. نور الصّبحِ أيّارا
 

وعاشتِ الثّورةُ الكبرى لنا قَبَساً
 

تُثْري العروبة أبطالاً وثوّارا

 

الأردن جمال وجلال

 

وطني الأردن يا دنيا جلال وجمالِ
 

أنتَ تحيا في كياني وجناني وخيالي
 

أبداً تزهو على العالم بالسحر الحلالِ
 

وبنهر الأردن الخالدِ والماء الزلالِ
 

ومروج التين والزيتون والدرّ اللآلي
 

ورياض الكرمة الخضر وجنّات الغلالِ
 

وطني الأردن يا عالم مجد ونضالِ
 

قَسَماً إني سأبقى الذخر في سود الليالي
 

 أُرْخِصُ الروح أضحّي بدمي في كلّ غالي
 

في سبيل النهضة الكبرى ومن أجل الكمالِ
 

فَلْتَعِشْ بالمجدِ وَضّاءً مُشِعّاً كالهلالِ
 

خافقَ الرّاي مَنيع الحوض كالجوزاءِ عالي
 

 

العصماء في تحيّة الأردن

 

أوقف الرّكب... وسلّم وانثرِ
 

في حِمى الأردن ... عقد الجوهرِ
 

والثمِ السّاحَ التي قد خُضِّبَتْ
 

بدم الأبطال عبر الأعصرِ
 

واخفضِ الهامةَ إجلالاً له
 

ولماضيه العريق العطِرِ
 

فالحضارات ارتدت من بُردِهِ
 

وبه التاريخ زاهي الصورِ
 

كلُّ شبرٍ فيه يروي قصة
 

عن بطولات وفتحٍ أكبرِ
 

وابْدأ التطوافَ في أرباضهِ
 

مَنْ حَوَتْ أبهى ربيع مزهرِ
 

فهواها مثقل بالعنبرِ
 

ومياه عذبة كالكوثرِ
 

قد تناهى الحسن في أرجائها
 

فتراءَتْ كالصباح المسفرِ
 

بورك الأردن ترباً وسما
 

وَلْيَعِشْ رغمَ صروف العُصُرِ
 

يا حبيبي هذه أمسية
 

تتجلّى من أماسي العُمرِ
 

فارسل اللحن رقيقاً ناعما
 

يتحاكى ورنين الوترِ
 

وأدِرها بوعاء مرمري
 

قد توشّى ببهيِّ الدُّرَرِ
 

وأعِدْ للذهن عهداً سالفاً
 

كان ملء السمع ملء البصرِ
 

وتَغَنَّ باسم ماض شامخٍ
 

في ظلال الأمسِ حلو الذكرِ
 

حين كان العمر في إبّانهِ
 

يتباهى بالأماني الخضرِ

 

ها هنا يستحضر الفكر رؤى
 

أعذب الذكرى لعهد نضِرِ
 

ها هنا منبع وحْيي مُلهمي
 

ها هنا من أفتدي بالبصرِ

ها هنا جدي وأمي وَأَبِي
 

هنا مَنْ أحببتُ منذ الصِّغَرِ
 

قسماً بالحق بالعلياءِ ..
 

بالوطن الغالي بربّ البشر
 

قسماً بالحب والأحبابِ ..
 

والحسن والحسنا وعيني جُؤْذُرِ 

عن فدى أردننا لا أنثني
 

قاذفاً بالمعتدي في سقَرِ
 

فهو يدري عن مضائي أنني
 

حينما ألْقاهُ فتّاكٌ جري
 

وبِسَمْعي هاتفٌ يحفزني
 

لغدٍ منتصرٍ منتظرِ
 

لِغَدٍ فيه نرى أردنَّنا
 

رافعاً راي العُلى والظَّفَرِ
 

إن تمنى البعض قصراً وارفاً
 

أو مقاماً فيه قد يُمسي ثَري

فأنا أمنيتي يا إخوتي
 

بالدّما عزّة شعبي أشتري
 

وحدة العرب بقلبي أبداً
 

فيها تحقيق أسمى وَطرِ
 

يا بني أردنّنا الصّيد لكم
 

في جبين المجد أعلى منبرِ
 

أسطر التاريخ قد أغنيتُمُ
 

بتفانٍ وبجهدٍ خيِّرِ
 

إن تسل في العرب عن مأثرة
 

فهي في الأردن لم تندثر

أو مروءات ونبل ووفا
 

لم يزل منها جليّ الأثرِ
 

وإذا ما الضّاد لاقى خطراً
 

كنتم الدرع لِدَرْءِ الخطر
 

يا بني الأردن قد أثقلتُمُ
 

كاهل الجلّى بما لم تقدِرِ
 


 

إنْ تَسَلْ عَنّي فإنّيْ أرْدُنِيّ

 

إنْ تَسَلْ عَنّي فإنّيْ أُرْدُنِيُّ
 

لِبَنيْ غسّانَ أُنْمَى عَرَبِيُّ
 

وَجُدودي طاوَلَتْ راياتُهُمْ
ج

ذِرْوَةَ الجوزاءِ والدّهْرُ فَتِيُّ
 

وبلادي أيْنَعَ المجدُ بها
ج

والحضاراتُ تسامَتْ والرُّقِيُّ
 

ولقدْ طابَتْ سماءً وثرىً
 

ماؤُها كَوْثَرُ والجوُّ شَذِيُّ
 

فَلْتَعِشْ في عِزَّةٍ شامِخَةً
 

يَفْتَديها دَمُ أبْطالٍ زَكِيُّ
 

هيَ فِرْدَوْسُ الدُّنَى للأصدِقا
 

وَجَحيمٌ للأعاديْ أَبَدِيُّ
 

شَعْبُنا الجبّارُ خَوّاضُ الرَّدى
 

في مُثارِ النَّقْعِ مِقْدامٌ أَبِيُّ
 

وإذا الواجِبُ نادى أُسْدَهُ
 

كي يخوضوا الرَّوْعَ لَبَّوْا وَتَهَيُّوا
 

وَمَضَوْا للسّاحِ لمْ يَخْشَوْا رَدَىً
 

فالعَسيرُ الصَّعْبُ هَيْنٌ وَرَخِيُّ
 

شَعْبُنا كلُّ الوَرى يعرفهُ
 

أنّهُ حُرٌّ على الغازيْ عَصِيُّ
 

غابَةَ الأبْطالِ يا أرْدُنَّنا
ج

أيّها الرُّمحُ الرُّدَيْني السَّمْهَرِيُّ
 

دَمُنا مَرْهونُ لاسْتِقلالِهِ
 

وهوَ للرِّفْعَةِ صَرْحٌ أَزَلِيُّ
 

أَيُّ بُلْدانٍ تُحاكيْ بَلَديْ
 

إنَّهُ مُتْحَفُ آثارٍ ثَرِيُّ
 

ليسَ في العالَمِ آثارٌ كما
 

هي في الأردنِّ والأمْرُ جَلِيُّ
 

كُلُّ شِبْرٍ فيهِ يَرْوي قِصَّةً
 

عَنْ عَلاءٍ شادَهُ عَزْمٌ فَتِيُّ
 

هذهِ البتراْ بناها شعْبنا
ج

قاهِرُ الصَّعْبِ العظيمُ النَّبَطِيُّ
 

مِنْ رُبوعِيْ مِنْ سَنَى آفاقِها
جج

مِنْ سَماها شَعَّ نورٌ سَرْمَدِيُّ
 

أنْبِياءُ اللهِ جاءوا قِدَماً
 

يَنْشُرونَ الْهَدْيَ والكَوْنُ دَجِيُّ
 

أنْبِياءُ اللهِ عاشوا ها هُنا
 

ظِلَّ زَيْتونِ بِلاديْ قَدْ تَفَيُّوا
 

والمسيحُ الهاديْ قَدْ عُمِّدَ في
ج

نَهْرِنا الخالِدِ والفَجْرُ نَدِيُّ
 

ها هُنا اليَرْموكُ هَذيْ مُؤْتَةٌ
 

ها هُنا الفَتْحُ العَظيمُ العَرَبِيُّ
 

مَوْطِنُ الأمْجادِ مُنْذُ المُبْتَدَاْ
ج

بِالتُّقَى والعِلْمِ والخُلْقِ غَنِيُّ
 

مَنْبِتُ العِرْفانِ والفَنِّ مَعاً
 

والدُّنَى في جَهْلِها بَحْرٌ طَمِيُّ
 

وَسُفوكْليسُ على مَسْرَحِهِ
 

جاءَ بالإعْجازِ وَهْوَ الألْمَعِيُّ
 

مَوْطِني الأردنُّ عُنوانُ الوفا
ج

نُصْرَةُ الضّادِ وَمِعْوانٌ قَوِيُّ
 

وَحْدَةُ العُرْبِ ذُرَى أهْدافِهِ
 

فَبِها الرِّفْعَةُ والعِزُّ البَهِيُّ
 

وهوَ للأضْيافِ صيْوانُ نَدىً
 

مُشْرِعُ الأبوابِ مِعْطاءٌ سَخِيُّ
 

فإذا الضَّيْفُ أتى مَنْزِلَنا
 

رَحَّبَ الشَّيْخُ وَحَيّاهُ الصَّبِيُّ
 

وإذا مَسَّ دَخيلٌ حَوْضَنا
 

يَتَلَقّاهُ حُسامٌ مَشْرَفِيُّ
 

وطني المَحْبوبَ يا دُنْيا الرُّوا
 

أيُّها الرَّوْضُ الرَّبيعِيُّ العَذِيُّ
 

كُلُّ شِبْرٍ فيكَ يَثْوي فارسٌ
 

وَشَهيدٌ عَزَّ أصْلاً وَسَرِيُّ
 

أنتَ دَوْماً مِلْءُ سَمْعيْ نَغَمٌ
 

وعلى ثَغْريْ نَشيدٌ وَطَنِيُّ
 

لكَ كَرَّسْتُ كِفاحيْ وَدَميْ
 

وَحياتيْ يَشْهَدُ اللهُ العَلِيُّ
 

أنا لَوْ لَمْ أَكُ مِنْ هذا الحِمَى
 

لَتَمَنَّيْتُ بأَنّيْ أُرْدُنِيُّ
 

ذكرى الشّهيدة الخالدة

 الصيدلانية ابنتي الصُّغرى " دينا " - قَدَّسَ الله روحها –

 مَن قال ودّعتِ الدُّنى ... ما زلتِ يا دينا هنا
تَحْيَيْنَ ملءَ جوانحي ... وتَخِذتِ قلبي مَسْكِنا
فأراكِ إن هلّ الضيا ... عن بدءِ يومٍ معلِنا
تتناولين القهوة السادا بشرفة بيتنا
نبراتُ صوتك صُنو موسيقى تُهَدْهِدُ سَمعنا
وإذا مرَرْتُ بروضةٍ غنّا .. لمحتُكِ سوسنا
أنّى أسيرُ أرى مُحيّاكِ المتوَّج بالسّنا
يا كنزَنا، يا حبَّ أردنّنا العزيز وحُبَّنا
ما كان من قبل الشّذى ... دمهُ يُراقُ بحوْضِنا
 

مَن قال غادرتِ الحمى ... أتغيبُ عنّا شمسنا
مَن قال هذا واهمٌ ... ما زلتِ نجمةَ أُفْقنا
كَمْ قد ملكتِ من المحاسن يا قلادةَ جيدنا
خُلُقٌ رفيعٌ كامل ... والعقل بالفكر اغتنى
والمبدأ السامي لكِ الحادي وكان الدّيْدَنا
 

دينا فَدَيْتُكِ لم أكُنْ أدري المصيرَ المُحْزِنا
لَقَطَعْتُ أيديَ المجرم الجاني بِعَزْمٍ ما وَنى
لكنّه أمر العليّ ... والله يبلو المؤمنا
فاستبشري في جنّةٍ ... لا حزن فيها أو عَنَا
أنتِ الشهيدةُ لا مِرا ... روّى نجيعُكِ أرضَنا
كنتِ النّقية كالنّدى ... ما كفّها ذنباً جنى
يا زهرة الزهرات قد أدمى اغتيالكِ أعيُنا
في ذمّة الأردن مَنْ طابت بأصلِ معدِنا
 

كم قد رثَيْتُ من الجهابذةِ الأولى من صَحْبِنا
كان القريضُ يُطيعني ... ويجيء سهلاً هيّنا
لكنّه أمسى العصيّ ولم يعُدْ لي مُذْعِنا
 

يا موتُ قاسٍ أنتَ ... لا تختار إلاّ الأحسَنا
قد غِلْتَ بابنتنا المميَّزة الأماني والمُنى
شُلَّت يدُ الجاني فقد أبكى المُصابُ الأُردُنا
مَن يصرع الوردً الشَّذيّ ... كان الأخسَّ الأجبنا
 

أردنّ يا طودَ العدالةِ سيفُ عدْلكَ ما انثنى
حِصنَ الشهامة والمروءةِ للنّزيل المأمنا
إنّا نُباهي دائماً ... كلّ البلادِ بأمْنِنا
ما كنتَ يوماً دار إجرامٍ وشرٍّ أو خَنا
فاسحَقْ بحُكْمكَ مجرماً ... فظّاً لئيماً أرعنا
كي تبقى للحقّ الصُّراح وللسلامة موطنا
 

يا موطني هذي فتاتُكَ قطعةٌ من نفسنا
فاجعل جفونك للحبيبةِ والبريئةِ مَدْفِنا
واعْقِدْ من الأزهار إكليلاً بهيّاً مُتقَنا
ليكون مثواها المطهَّر بالزّهور مُزَيّنا
وليشْدُ طيرُكَ في الرُّبى ... لحنَ الوداع مُؤبِّنا
دينا الفريدةُ والعزيرةُ والأثيرةُ عندَنا
سيظلُّ ذكْرُكِ خالداً ... أرِجاً بآياتِ الثَّنا
نصغي لصوتكِ كلّما ... غنّى الهَزارُ بروْضنا

 

موطنُ الجَلالِ والجَمال

 

لِعَيْنَيْكَ ذاتي ... فَخُذْ ما تُريدْ
 

فَأَنتَ المُنى ... أنتَ بَيْتُ القَصيدْ
 

أَيا مَوطِني الأُرْدُن المُفْتَدَى
 

حَباكَ الإلهُ الجَمالَ الفَريدْ
 

أَفيقُ على صوتِ شادي الطّيورِ
 

يُغَرِّدُ في الرَّوْضِ أَحْلى نَشيدْ
 

يَبُثُّ بِهِ ... نَبَأً مُبْهِجاً
 

بإِعْلانِ ميلادِ يومٍ جَديدْ
 

وَتَحْمِلُ لِلصَّدْرِ أَنسامُهُ
 

شَذىً صادِراً مِنْ حُقولِ الوُرودْ
 

وَأَمْواهُهُ كَوْثَرٌ ساحِرٌ
 

يُرَوّي الظَّمَاْ مُنْعِشٌ لِلْكُبودْ
 

وأَشْجارُهُ كَصَبايا حِسانٍ
 

يَمِسْنَ بِأَبْهى وَأَزْهى بُرودْ
 

وَيُشْجي المَسامِعَ فوقَ الرُّبى
 

أَغاني الرُّعاةِ تَهُزُّ النُّجودْ
 

وَيَبْدو بِفَصْلِ الرَّبيعِ البَديعِ
 

كَأَنَّ الطَّبيعَةَ في يومِ عيدْ
 

 فَأَنّى مَضَيْتَ تَرى فِتْنَةً
 

وَأَنّى مَشَيْتَ فَآثارُ صِيْدْ
 

وَحَسْبُ حِمَى مَوْطِنيْ عِزَّةً
 

سَقَتْ كُلَّ شِبْرٍ دِماءُ الشَّهيْدْ
 

وَرَغْمَ طَوافي الدُّنَى لَمْ أَرَ
 

مَثيلاً لِرَوْعَتِهِ في الوُجودْ
 

فِداهُ .. فِدىً لِحِماهُ الحَبيبِ
 

أُضَحّيْ فَخوراً بِحَبْلِ الوَريْدْ
 

إِذا شِئْتُ تَشْبيهَ أُرْدُنِّنا
 

أُشَبِّهُهُ بِجِنانِ الخُلودْ

 

نَفَحاتٌ مِن الأرْدُنّ

 

أُرْدُنُّ يا أَرْضَ المَيامينِ الأُولى
 

شادوا على هامِ النُّجومِ مُقامَهُ
 

يا مَنْبِتَ المَجْدِ التَّليدِ وَملْعَبَ _
 

التّاريخِ إِذْ تَرْعى يَداكَ فِطامَهُ
 

يا مَوْطِناً ضَمَّ الجَمالَ وَسِحْرَهُ
 

يا وَحْيَ عَذْبِ الشِّعْرِ يا إِلْهامَهُ
 

مِنْ أَجْلِهِ أَرْواحُنا وَدِماؤُنا
 

حتّى نُحَقِّقَ للحِمى أَحْلامَهُ
 

مَنْ كانَ يَطْمَعُ في اسْتِباحَةِ حَوْضِهِ
 

يَلْقى على أَيْدي الرِّجالِ حِمامَهُ
 

أَرْضُ الحَقيقَةِ شَمْسُها وَسَماؤُها
 

لَمْ يَقْبَل التَّزْييفَ أَوْ أَوْهامَهُ
 

قَدْ كانَ في دَعْمِ التَّضامُنِ رائِداً
 

والحَقُّ قَدْ حَيّا لَهُ إِسْهامَهُ
 

أُرْدُنُّ يا مَهْدَ الأَشاوِسِ أَنْتَ مَنْ
 

شادَ العُلى رَغْمَ العِدى وَأَقامَهُ
 

وَإِذا سَما الضّادُ العَريقُ لِمَطْلَبٍ
 

في ذِرْوَةِ العَلْياءِ كُنْتَ إِمامَهُ
 

سَتَظَلُّ حُرّاً مُسْتَقِلاًّ سَيِّداً
 

وَذُراكَ تَقْحَمُ في السَّماءِ غَمامَهُ
 

وَطَنٌ إِذا عَصَفَ الزَّمانُ فَإِنَّهُ
 

لَمْ يَخْشَ سَطْوَتَهُ وَسَلَّ حُسامَهُ
 

يَطْوي على الأَلَمِ العَنيفِ جَناحَهُ
 

لَمْ يَخْشَ تَصويبَ القَضاءِ سِهامَهُ
 

لَكِنَّهُ كالطَّوْدِ يَبْقى شامِخاً
 

عَلَمَ الصِّدامِ أَبا الصُّمودِ هُمامَهُ
 

تحيّة الشعر في عيد الاستقلال الخالد

 عيدٌ أهَلَّ بِرَوْعَةٍ وَجَلالِ
 

أهْلاً بِمَطْلَعِ عيدِ الاستقلالِ
 

أعْظِمْ بِهِ عيداً مَجيْداً خالِداً
 

أحْيا بِشَعْبي أرْوَعَ الآمالِ
 

فَرِحَتْ بِمَقْدِمِهِ القُلوبُ وَهَلَّلَتْ
 

لِشُروقِهِ كَتَهَلُّلِ الأطفالِ
 

وافْتَرَّ ثَغْرُ الخُلْدِ عندَ مَجيئِهِ
 

فَعُلاهُ شَيَّدَهُ دَمُ الأبْطالِ
 

قدْ جاءَ في أيّارَ رَفْرافَ السَّنا
 

شَهْرِ الزّهورِ العاطِرِ الإقْبالِ
 

حيْثُ الطّيورُ الشّادِياتُ بِصَوْتِها
 

أحْلَى الغِناءِ وَرائِع الموّالِ
 

فَكَأنَّ أيّاراً يُشارِكُ شَعْبَنا
 

في عيدِهِ المُتألِّقِ المُتلالي
 

يا يومَ الإستقلالِ قدْ ذَكَّرْتَنا
 

كَمْ قدْ بَذَلْنا مِنْ نَجيعِ رِجالِ
 

كَمْ فارِسٍ ضَحّى ولم يخشَ الرَّدى
 

لِيَظَلَّ بَيْرَقُنا عزيزاً عالي
 

ما هانَ شعبُكِ يا بلادي مرّةً
 

في وَقْعَةٍ ومعاركٍ ونزالِ
 

فَلأنْتِ حِصْنُ الأمّةِ السّامي الذُّرى
 

يا ساحَ عِزٍّ شامِخٍ ونِصالِ
 

أردُنُّنا ماضٍ مجيدٌ ساطعٌ
 

وأصالَةٌ قُرِنَتْ بِطِيْبِ فَعَالِ
 

قدْ عاصَرَ التّاريخَ مُذْ كانَ المَدى
 

بِحَضارَةٍ ومعارِفٍ وكَمالِ
 

جَرَشٌ تُحَدِّثُ عنْ رُقِيِّ بلادِنا
 

مِنْ غابِرِ الأزْمانِ والأجْيالِ
 

 ومعالِمُ البتراءِ تَرْوي أنّنا
 

شِدْنا المدائِنَ مِنْ صُخورِ جِبالِ
 

وَطَني مَنارُ الهَدْيِ والدُّنْيا دُجَى
 

وَرُبوعُهُ قُدُسِيَّةُ الأظْلالِ
 

قَدْ عاشَ فيهِ الأنْبِياءُ حياتَهُمْ
 

وَنَهارَهُمْ قَضَّوْا بِهِ ولَيالي
 

والنّورُ شَعَّ مِنَ الفَضا مُتَلألِئاً
 

مُتَدَفِّقاً كَتَدَفُّقِ الشّلالِ
 

لمّا المسيحُ أتى لِشاطِىء نَهْرِنا
 

حتّى يُعَمَّدَ مِنْ سِنينَ خَوالي
 

أرْدُنُّ يا غابَ الليوثِ وَمَهْدَها
 

يا حِصْنَ كلِّ مُجاهِدٍ رِئْبالِ
 

يا أرْبُعاً غَنّيْتُ فيها ملاحِمي
 

يا موطِنَ التّاريخِ والأقْيالِ
 

لَمْ يَبْقَ شِبْرٌ فيكَ إلا صُغْتُ في
 

آثارِهِ العُظْمَى بديعَ خيالي
 

ستظلُّ مرفوعَ الجبينِ مُمَجَّداً
 

فوقَ الجميعِ وشامِخاً مُتَعالي
 

مَرْبَى أُباةِ الضَّيْمِ والبُسَلاءِ ما
 

هانَتْ يَميْنُكَ في وَغىً وَنِضالِ
 

ما كُنْتَ إلا السّيفَ دوماً مِصْلَتاً
 

فوق الرِّقابِ وقاهِرَ الأهْوالِ
 

بيتٌ حرامٌ سامِقٌ مِنْ أجْلِهِ
 

نَتَقَحَّمُ الهيجاءَ لَسْنا نُبالي
 

كَمْ مَرَّةٍ جاءَ العدوُّ لِغَزْوِهِ
 

فارْتَدَّ في خِزْيٍ وفي إذْلالِ
 

سيظلُّ حُرّاً مُسْتَقِلاً سيِّداً
 

ما صافحَ الإشْراقُ خُضْرَ تِلالِ
 

أرْدُنُّ صَرْحُ الثّورةِ الكُبرى التي
 

قامَتْ لِسَحْقِ الظُّلْمِ والأغْلالِ
 

بِقِيادَةِ البَطل الحسينِ أبي علي
 

 لِيُعيدَ سُؤْدُدَنا قُبَيْلَ زَوالِ
 

فأعادَ للعَرْباءِ مجداً غارِباً
 

بِكِفاحِهِ مع نُخْبَةِ الأنْجالِ
 

واليومَ يرفعُ رايَها في عَزمةٍ
 

قرشية الأعمام والأخوالِ

 

ملحمة المجد قصّة الثورة العربية الكبرى

 

الأفق تغلفه الظلمهْ
وجدار يحتجز النجمهْ
كي تكتم أنفاس الأمّهْ
وسلاسل تعذيب ضخمهْ
وصدور تغلي بالنّقمَهْ
 

العيش ظلال دجى قاتمْ
فالقبضة فولاذ غاشم
والقسوةُ كابوس جاثم
والسوط وجلاّد ظالم
والحقد على الباغي عارِم
 

بَطْش إِرهاب تقتيلُ
دستور الترك التنكيلُ
ظلم إعدام تمثيلُ
أحرار العُرب قد اغتيلوا
أَتُرى ليل الإفك طويلُ

الأعين ترنو للفجرِ
وتتوق إلى العيشِ الحرِّ
قد ضاقَتْ ذِرْعاَ بالأسرِ
فلتعبس في وجه الشرِ
لا خوف الآن من القبرِ
 

الموتُ لكي يحيا العربُ
وليسحق نذل مغتصبُ
وتمزّق رايته القضبُ
فالأنفس جمر ملتهبُ
والثأر يؤججه الغضبُ
وانطلقت أصوات حرّهْ
دَوَّتْ رعداً أذكى شررهْ
تدعو الأحرارَ إلى ثورهْ
تردي المستعمر لن تذره
وتدك بقبضتها وكره
 

وأَهلَّ من الأفق سؤالُ
مَن قائد ثورتنا قالوا
مَن تقفو خطاه الأبطالُ
لن يصلح إلا رئبالُ
تتجسّد فيه الآمالُ
فالتفَتَ العربُ إلى مكّهْ
وَرَنَوْا بقلوبٍ مرتبكهْ
لحسين عنوان الحنكهْ
ليقود بجرأته الحركهْ
وينجي الضاد من الهلكهْ
 

وانطلقوا إلى رمز الأملِ
وانتظموا مِن خلف البطلِ
الحر حسين شبل علي
والثائر في وجه الخطلِ

مِن أجل عقيدته ثارا
ولِسَحْقِ المستعمر سارا
لا يخشى القوة والنّارا
يتمنطق سيفاً بتّارا
ومضاء في الرّدعِ شرارا
 

ليث في صورة إنسانِ
يحدوه سناء القرآنِ
وحسام صلب عدناني
يجتثّ جذور العدوانِ
ويدمّر صرح الطّغيانِ

وَأَطَلَّ التاسع من شعبان
فأصاخت بالسمع الأزمان
لتدوي الطلقة كالبركان
فيهب الصيد إلى الميدان
يفدون بروحهم الأوطان

والأمّة في الوطن الأكبر
سارت خلف البطل القسور
ومضت خلف حسين تثأر
من علج باغ مستعمر
أمّتنا الحرة لَن تُقهَر

فالغاصب تدحره الأسدُ
وأوار الثورةِ يشتدُّ
فيشيب من الهول الولدُ
والطّامع قسراً يرتدُّ
ويفك عن العنق القيدُ
 

أمّتنا ثارت ثورتها
أمّتنا قالت كلمتها
شاءت أن تعلن وحدتها
وحسين خلّد نهضتها
والله تولّى نصرتها
 

وأفاق العملاق العربي
من بعد قرون من كربِ
فاهتزّ أساطين الغربِ
غدروا بالعهدِ بلا سببِ
مدّوا للقدسِ يد السّلبِ
 

أمْرُ الحلفاء قد افتضحا
مذ قال حسين بالفصحى
سوءتكم هذه لن تُمحى
من أجل فلسطين ضحّى
في قبرص منفياً أضحى
لكن حسيناً قد أبقى
ميراثاً من ظفر حقّا
ذِكراً ملء الدّنيا عبقا
للأمّةِ كي تسمو .. تَرْقى
 

يا أروع ذِكرى قوميّهْ
أَعْلَتْ رايات الحريَّهْ
صاغَتْ أهدافاً وطنيّهْ
وحقوقاً صانَتْ شَرْعيَّهْ

وثّقت الماضي بالحاضر
خلّدت التاريخ الزّاهرْ
بدماء ميامين قساوِرْ
وَمَضا ابن علي الباترْ
حيّا المولى البطل الثائرْ

 

عروس المدائن الأردنية السّلط .. العريقة .. الساحره

 

صحوتُ على حُداء الدَّهْرِ يَشْدو
 

لجوهرةِ المدائن .. شِعْرَ فَخْرِ
 

فَأَحيا لَحنهُ العلْويُّ نفسي
 

وأَفْعَمَ خافقي آيات بِشْرِ
 

فَلِلأَنْسامِ طِيْبٌ أيُّ طِيْبٍ
 

ووجه الأُفْقِ وضّاءٌ كَبَدْرِ
 

وأسراب العنادلِ صادحاتٌ
 

لِعَيْنِ عَروسِنا أنغامَ سِحرِ
 

تُرَدِّدُها الأَزاهِرُ راقصاتٍ
 

وتنشرها الجداول وَهْيَ تجري
 

وترنيم الرُّعاةِ مع الشَّلايا
 

لأَرْبُعِها الحسانِ لسانُ شكرِ
 

فَتخفقُ نَشوةٌ في كلِّ قلبِ
 

وَتَعْلو بسمةٌ في كلِّ ثغرِ
 

فَسَلْطُ السّؤددِ السامي سَناها
 

يُضيءُ الرّوحَ بالنّور الأَغَرِّ
 

فَأَعْظِمْ باسمِها الغالي وَأَكْرِمْ
 

بِمَنْ عُرِفَتْ بِإِقْدامٍ وَصَبْرِ
 

لها في نهضة الأردنِّ سِفرٌ
 

صَحائِفُهُ تُشيدُ بِكُلِّ سَطْرِ
 

أَلا فَلْنُحْنِ هامتَنا احْتِراماً
 

لِسَلْطِ المَجْدِ في سرٍّ وَجَهْرِ
 

عَشِقْتُكِ يا مدينتي عِشْقَ صَبٍّ
 

كَعِشْقِ البلبل الشادي لِزَهْرِ
 

صَبا واديكِ .. أَوْحى لي قريضي
 

وحُسْنُكِ جَلَّ عن شِعري ونثري
 

وَأَمْسُكِ لا يوازيهِ عَلاءٌ
 

وبِرُّكِ والعطاءُ كَفَيْضِ بحرِ
 

بِحُبِّكِ إنني أبداً عميدٌ
 

فلا أسْلوكِ سلطُ .. طَوالَ عُمْري
 

أَسَيِّدَتي الفريدةَ أنتِ حِصْني
 

وَمَنْ أَرْجوهُ في ضيقي وَقَهْري
 

فأنتِ الغوثُ في كربٍ وصعبٍ
 

وَنِعْمَ الرّوضُ في جَدْبٍ وقَفْرِ
 

وأنتِ الواحةُ الخَضرا إذا ما
 

ضَلَلْتُ الدَّرْبَ في صحراءِ دَهري
 

أقول مُحَيِّياً أُمَّ المعالي
 

وقلبي خافقٌ حُبّاً بِصَدري
 

سلام الله يا سلطَ النّشامى
 

عليكِ ما أَهَلَّ ضِياءُ فَجْرِ

 

البتراء الخالدة ثانية عجائب الدّنيا السّبع

 

لِبترا صاغَ ثغْرُ الخُلْدِ لَحْنا
 

تَفَرَّدَ فيهِ موسيقى وَوَزْنا
 

لِثاني عجائِبِ الدنيا لِصَرْحٍ
 

سَبى الألبابَ إعْجازاً وَفَنّا
 

فبتراءُ العظيمةُ منذُ كانت
 

عليها مُبْدِعُ التاريخِ أثْنى
 

أشادَتْ باسْمِها بِكْرُ القوافي
 

بِشِعْرٍ قد سَما برفيعِ معنى
 

فَما كَرُسومِها في الأرضِ رَسْمٌ
 

ولا كَبِنائِها في الكونِ مَبْنى
 

وهندَسَةٍ عن الأوصافِ جَلَّتْ
 

وآثارٍ نُهى الدّنيا خَلَبْنا
 

مَرابِعُ عِزّةٍ قَعْساءَ يبدو
 

بها الماضي كَنورِ البدْرِ لَوْنا
 

فَأنَّى تَمضِ .. نَفْحُ المجدِ طيْبٌ
 

وأسْطُرُ سؤدُدٍ سامٍ كُتِبْنا
 

تُرى مَنْ شيّدَ البترا قديماً
 

أمِنْ بَشَرٍ هُمُ أمْ كانوا جِنّا
 

هُمُ العَرَبُ الأرادِنَةُ النّشامى
 

إذا شاءوا يَصيرُ الصّعْبُ هَيْنا
 

بَني الأنباطِ خوّاضي المنايا
 

لِعَزْمِكُمُ جبينُ المجدِ يُحْنى
 

فَما شِدْتُمْ يُحَدّثُ عنْ مَضَاءٍ
 

وبأسٍ سَحْقُهُ الأخْطارَ سُنّا
 

إذا ما طُفْتَ أرْبُعَهُم تَبَدّتْ
 

رجالٌ كالبدورِ إذا طَلَعْنا
 

تُظَلّلهُمْ رِماحٌ مُشْرَعاتٌ
 

كَبَرْقٍ حينَ يلمَعُ في الدُّجُنّا
 

فَمِلْءُ العينِ والآفاقِ خَيْلٌ
 

يُغَطّي زَحْفها سهلاً وَحَزْنا
 

عَلاها فِتْيَةٌ غُرٌّ شِدادٌ
 

وَصِيْدٌ لَمْ تُقِمْ للموتِ وَزْنا
 

دِماؤُهُمُ لِصُنْعِ الفخرِ رَهْنٌ
 

فما عَرَفوا بِساحِ الحَرْبِ وَهْنا
 

سلامٌ يا رُبى البترا شَذِيٌّ
0

سلامٌ ما شدا طيْرٌ وَغَنّى
 

على الدّيْرِ العظيمِ على تُراثٍ
 

سيبقى خالداً حِفْظاً وَصَوْنا
 

على السّيقِ الذي يَرْوي حَكايا
 

عقولَ أعاظِمَ العُلَما سَلَبْنا
 

وهذي الخزْنةُ الكبرى كتابٌ
 

يُحَدّثُ كيف آيَ الدّهْرِ شِدْنا
 

صَليلُ سُيوفِنا قد كان يحْكي
 

صَهيلَ الصّافِناتِ إذا وَثَبْنا
 

وكان هُتافُنا .. رعْداً يُدَوّي
 

فِدى بترائِنا نَحْيا ونَفْنى
 

بَني الأنباطِ يا أُسْدَ البوادي
 

أُباةَ الضّيْمِ أجدادَ المُثَنّى
 

صَنَعْتُمْ أيَّ مُعْجِزةٍ بِعِلْمٍ
 

أحَالَ المَهْمَهَ الصحراءَ حِصْنا
 

بِعَهْدِ الحارِثِ المِقْدامِ سُدْتُم
 

وَعِشْتُمْ سادَةً عِزّاً وَيُمْنا
 

لِيَبْني سُؤدداً للضّادِ يَبْقى
 

تَحَدّى الموتَ قلباً مُطْمَئِنّا
 

وكان النّصرُ طَوْعَ يديهِ دَوْماً
 

وَشَرْعَ العدلِ والإنصافِ سَنّا
 

بَني الأنباطِ ما أعطَوْا وَأعْلوْا
 

على تاجِ البِنا أضْحى لُجَيْنا
 

فَمَنْ مِنْ قَبْلِكُم شادَ المعالي
 

وَمَنْ سَوّى ثرى الصّحراءِ جَنّا
 

بِظِلِّ الحارِثِ الفذّ السّجايا
 

وَمَنْ بالسّيْفِ حَقّقَ ما تَمَنّى
 

رُبوعُكَ أرْدُنَ الأمجادِ مَلأْى
 

بآثارٍ تُحَدّثُ كيف كُنّا
 

لقد كُنّا وما زِلْنا أُباةً
 

نُدَمّرُ كُلَّ عادٍ يدنو مِنّا
 

فَما لانَتْ بِمَعْرَكَةٍ قَنانا
 

فَسَلْ عَنّا الكرامَةَ تُنْبي عَنّا
 

فَيا أُرْدُنُّ يا طَوْدَ المعالي
 

لكَ الرّوحُ الفِداءُ فَقَرَّ عَيْنا
 

سَتَبْقى للحضارةِ خَيْرَ رُكْنٍ
 

وَتَحْيا للمعارف خيرَ بَنّا
 

السلط ذِرْوَةُ الإباء

 

سَلْطُ يا قمّةَ الإِباءِ شموخاً
 

مَعقِلَ الكبرياءِ حصنَ الحصونِ
 

أَنْتِ اُمٌّ لكلّ حرٍّ شجاعٍ
 

يصرع المعتدي بِعَزمٍ مكينِ
 

أنتِ أُغنِيَّةُ الصّمودِ ودنيا
 

من رُواءٍ وروعةٍ وفُتونِ
 

كلما اليأس كاد يطرق نفسي
 

لُذْتُ فيكِ لأستردَّ يقيني

 ما حَييْتِ عزيزة فسيبقى
 

أُردنُ الصِّيد شامِخَ العِرنينِ
 

أُردنُ المجد للحضارة مهدٌ
 

للمعالي من غابِرات القرونِ
 

هو فخرٌ للضادِ باني عُلاهُ
 

رغم أنف المُكابِرِ المأفونِ
 

باسلاً صامداً يقود خُطاهُ
ج

لِذُرى عِزَّةٍ ونصرٍ مُبينِ
 

أردن المجد في القلوب فلسنا
 

نُغمِضُ الطَّرْفَ عن حِماهُ المَصونِ
 

سوف نجتاح خصمَهُ في مَضاءٍ
 

من لهيب كالصّارمِ المسنونِ
 

أنا إِنْ صُغْتُ في الوفاء قصيدي
 

وتغنّيتُ بالإِبا كلَّ حينِ
 

إِنّما أنثرُ القصيدةَ شمساً
ج

ليضيءَ الطريقَ نورُ اليقينِ
 

إنَّ دربَ الحياةِ دربُ كِفاحٍ
 

لا يُرَجّى النجاحُ للمُسْتَكينِ
 

وسبيلُ الخلودِ خُلْقٌ كريمٌ
 

وسبيلُ الفناءِ دربُ المجونِ
 

والعُلى لا يُنالُ إلا بِبَذْلٍ
 

وبِمَهْرٍ من الدماءِ ثمينِ
 

مُخْطِىءٌ مَنْ يظن أنّ الأماني
 

تُبْتَغى بالبَيانِ والتَّبْيينِ
 

فابْذلوا الروحَ والدماءَ لِتَبنوا
 

بِعَنيفِ الكفاحِ مَجْدَ العَرينِ
 

تحيّة الشعر للجيش العربي المُظَفَّر

 

 أُحَيِّي جيشَنا العربيْ بيوم
 

به دوّى اسمه فدعوهُ عيدا
 

فيوم الجيش عيدٌ أيّ عيد
 

تعطّر بالفِدى فبدا فريدا
 

فما كبلاءِ منتسبيه صُنْوٌ
 

ولا كوفائهمْ تَلْقى نَديدا
 

فكم سهروا وكم بذلوا وضحَّوْا
 

وكم زرعوا بأُرْدُنِنا شَهيدا
 

نشامى في البَسالة مثل أُسْدٍ
 

فجُرْأَتهم تُلين بها الحديدا
 

رجال الجيش قد عُرِفوا ببأسٍ
 

يذيبُ مَضاؤه الصّخرَ الصَّلودا
 

يُضَمِّخُ فِعْلَهُمْ أَرَجُ التّفاني
 

وتضحيةٌ تجاوزتِ الحدودا
 

فحيّوا جيشَنا العربيْ بفخر
 

فَسؤدده على الشّهداء شيدا
 

وحيّا الله أبطالاً أُباةً
 

وجوهُهُمُ تفيضُ ندىً وجودا
 

ميامينٌ إذا ما الخَطْبُ يوماً
 

أَلَمَّ بموطني نفروا أُسودا
 

وتاريخ البطولة منذ كانوا
 

تزيّن من مآثرهم بُرودا
 

سطور مثقلات بالضّحايا
 

بها الإقدام تاه بها مُشيدا
 

فليس كمثل صيد الجيش صِيْدٌ
 

فقد ملأوا الدُّنى فِعلاً حَميدا
 

إذا طالعتَ أحداثَ الليالي
 

رأيتَهُم النّجومَ تضيءُ بيدا
 

ولولا الجيش ما نهضتْ بلاد
 

ولا رفع العَلاءُ بها بنودا
 

تعالى الله كم قاموا بفتح
 

على شفة الجهاد غدا نشيدا
 

لِواؤُهُمُ بنصرِ اللهِ عالٍ
 

فَتَلْقاهم لباريهم سجودا
 

أَنالوا شعبنا العربيَّ أَمْناً
 

وأهل الشرّ قد حصدوا حصيدا
 

شبابٌ نخبةٌ غُرٌّ شِدادٌ
 

سَلِ الأعداءَ تُبْصِرْهم شهودا
 

بيوم الجيش قد جئنا نهني
 

أشاوس كرَّسوا مجداً وطيدا
 

وَأُرْدُنُ أولاً يبقى مناراً
 

لِيُضْحي موطني طوداً عَتيدا
 

ونبقى للحِمى أبداً حُماةً
 

وفي وجه العِدى نَمضي أسودا
 

عمّان

 

 فردوس في قلب البيداء
 

ورياض ساحرةٌ غَنّاءْ
 

وجنائنَ حُسْنٍ وعبير
 

وزهور تشرق بالأَنداءْ
 

وطيور تشدو في مرحٍ
 

والأفق ترانيمٌ ودعاءْ
 

وجلال يبعثه ماضٍ
 

كالنّور وتاريخ وضّاءْ
 

أَنّى سَرَّحْتَ الطَّرْفَ تَرى
 

دنيا طابَتْ أرضاً وسَماءْ
 

نهضت والصبح بِحار سَنَا
 

والفجر .. فراشاتٌ بيضاءْ
 

ترنو للسؤدد في وَلَهٍ
 

وتحلّق في آفاقِ عَلاءْ
 

وتشيد بعزم جبّارٍ
 

يحفزه إيمانٌ ورجاءْ
 

فتطلّ مناراً من نور
 

ومشاعل عمران وبناءْ
 

 

وتفيض ينابيع رخاءٍ
 

وتدفّق خيراتٍ وعطاءْ
 

عمّان الحُسن وَموئله
 

ومعيناً فاضَ ندىً ووفاءْ
 

يرعاك الباري يا قَبَساً
 

رِفعتهُ طاولت الجوزاءْ
 

السّلط

أَلْقَيْتُ هذه القصيدة لأول مرة بمناسبة تكريمي في مسقط رأسي السّلط -  بتاريخ 1 أيلول 2007

  

وقافيةٍ فذّةٍ حرّةٍ ..
 

من الشعر.. ما صُغْتُ أمثالَها
 

شَرودٍ تَلمّعُ في الخافِقََيْنِ
 

إذا ذُكِرَتْ..قيلَ مَنْ قالها
 

بأغلى اللآلىءَ زيّنْتُها
 

إلى ربّةِ الحُسْنِ تُهْدَى لها
 

فقدْ تُوِّجَتْ بالجمال الذي
ج

يَشعُّ الحياةَ وَسَيّالَها
 

لها طَلْعَةٌ كانبثاقِ الصّباحِ
 

يُزيلُ عن الرّوحِ أثقالَها
 

وَعَيْناها عَيْنا رشا فاتنٍ
 

وأُمُّ البها طَرّزَتْ شالَها
 

إذا بَسَمَتْ هَلَّ وجهُ الرّبيعِ
 

وأَنْشَدَتِ الطّيْرُ مَوّالَها
 

وَإِنْ لامَسَتْ صخرَةً كُهْرِبَتْ
 

وَأَجْرَتْ من الصخرِ سَلْسَالَها
 

فَمِلْكُ يديها الرّواء الذي
 

يعيشُ يُقَبِّلُ أظْلالَها
 

عَشِقْتُ صَباها وأجواءَها
 

كَذاكَ ضُحاها وآصالَها
 

وأروعُ شعري غنّيتُها
 

وأبذُلُ روحيَ "كُرْمالَها"
 

تُرَى هَلْ عرفتُم فيمَنْ أَهيمُ
 

ومَنْ تعشقُ الرّوحُ صُنْواً لَها
 

هي السّلطُ دار الخلودِ المقيمِ
 

وحقُّ الوفا يَقْضي إجلالَها
 

فَما أَنْجَبَتْ غير شُمِّ الأُنوفِ
 

كما تُنْجِب الأسْدُ أشْبالَها
 

إذا ما المعالي دَعَتْ ولْدَها
 

تنادَوْا يُلَبّونَ تَسْآلَهَا
 

ووحدَةُ أمّتِنا همُّها
 

لِتَحْيا وتُصْلِح أحْوالَها
 

تَسامَتْ بأمْسٍ شَذيّ السّنا
 

وكان النّدى أبَداً خالَها
 

وتبقى من الأرْدُنِ المُفْتَدَى
 

مَعينَ الحياةِ وشَلالَهَا
 

وطابَتْ ثَرَىً بالليوثِ الأُولى
 

دِماهُم تُعَطّر صَلْصَالَها
 

فماذا أقولُ بها مِنْ ثَنا
 

ويستبِقُ الفعلُ أقوالَها
 

عليها من الخُلْدِ تعويذَة
 

ألَحّ الزّمانُ فما زالَها
 

وعطّرَها العِلْمُ في عِطْرِهِ
 

وحَلّى يديْها وأحْجالَها
 

فدارُ المعارِفِ كانت بها
 

ولا يُنْكِرُ العلمُ أفْضالَها
 

وقلْعتُها عنْ بطولاتِها
 

تُحَدّثُ بالفخر أجْيالَها
 

وكيف الحُماةُ استماتوا فِدىً
 

فقد خلّدَ الدّهْرُ أبْطالَها
 

وواديها للفنّ فردوسُهُ
 

وللنفسِ يبعثُ آمالَها
 

وللشعر يوحي القوافي التي
 

تجيء تجرجرُ أذيالَها
 

وقد حَمَلَت طيّ أحشائها
 

نديّ المعاني وإخْضالَها
 

فيا سلطُ عفوَكِ ماذا أقولُ
 

بِمَنْ طرّزَ المجدُ سِرْبالَها
 

وقد أصبحَتْ موئلاً للعلاءِ
 

على النجمِ تسحبُ أذيالَها
 

ولو لم تكوني أعزَّ حمى
 

لَزُلْزِلَت الأرضُ زِلْزالَها
 

يوم الكرامة يوم النصر والغلب

 

 يومُ الكرامة يومُ النّصرِ والغَلَبِ
 

عيدٌ يتيهُ على الأيامِ والحِقَبِ
 

يوم به سجّلَ الأردن مَلحمة
 

تعتزُّ فيها وتزهو أمّة العربِ
 

لما انتضى جيشنا سيف الكفاح وما
 

هابَ المَنايا ليدمي وجه مغتصبِ
 

وانقضَّ يُردي عدوَّ الحقِّ في هِمَمٍ
 

شَمّاءَ أَفتَكَ مِن نارٍ ومِن لَهَبِ
 

وصاح دونك يا أردن يا بلدي
 

فيض الدّماءِ يروي خالِد التُّربِ
 

يومُ الكرامةِ لن ننساه ما طلعتْ
 

شمسُ ولاح ضياء الفجرِ عن كَثَبِ
 

حَيِّ الأُباةَ سَمَوْا بَأْساً وتضحيةً
 

جنداً نشامى وَحَيِّ معظم الرُّتَبِ
 

مَنْ مِثلهم يصنع الجُلّى بروحِهِم
 

إِنْ ساروا للرَّوْع بالفولاذِ واليَلَبِ
 

شادوا من البَذْلِ طوداً شامِخاً وذُرى
 

يعلو سموّ عُلاها شامخ الشُّهُبِ
 

في كلِّ شِبْرِ لهم فِعلٌ ومَكرمَةٌ
 

قد سُجِّلَتْ بمداد الفخرِ في الكُتُبِ
 

شبابه نشقتْ عطر الإِبا أنفاً
 

مِن خير أمّ حَصان حرّة وأَبِ
 

أردنُّ يا مَنْبِتَ الأبطالِ مِن قدم
 

يا مهدَ كلّ شريفٍ مُنْتَمٍ وأَبي
 

أردن مذ كانت الدنيا حمى شَمم
 

رأس المعالي وليس الرّأس كالذّنبِ
 

يا دارةَ الأمل المَرْجوْ لنا أبداً
 

إلى غَدٍ مُفْعَم بالعِزِّ مُرتقبِ
 

ترابُ أرْضِكَ يا ذا السّيف قد جُبِلَتْ
 

ذرّاته بدمٍ كالمُزنِ مُنْسَكِبِ
 

في كلِّ شِبرٍ شهيد قد ثوى وفم
 

يصيح هذا عرين السّادة النّجبِ
 

مَنْ داسَ أرْضَكَ أرض العِزِّ يحرقه
 

لظى ويرجعُ بالخسرانِ والعطبِ
 

مَحَوْتَ أسطورةً لِيَهودٍ قالَ قائلها
 

لم ينهزم جيشهم يوماً وينغلبِ!!
 

كم صفحة سَجَّلَتْ يُمْناكَ مُشرِقَةٍ
 

أَغْنَتْ صَحائفنا بالبَذْلِ والدَّأَبِ
 

كرَّسْتَ جهدك للعَلْياءِ هِمْتَ بها
 

لم تَهْفُ للعرض الفاني أو النّشبِ
 

ما قُمْتَ فيهِ تَسامى أن يحيط بهِ
 

نَظْمٌ مِن الشِّعرِ أو نَثْرٌ من الخُطَبِ
 

والقدسُ كم شهدت من موقف بطلٍ
 

كنتَ النَّصيرَ لها بالخطبِ والكُرَبِ
 

أيُّ الرّجال إِليكَ المنتمين إذا
 

ناداه واجبه الرّوحَ لم يَهبِ
 

صوت المدافع يشجي سمع فتيته
 

كأنّهُ وَتَرٌ قد جُنَّ مِنْ طربِ
 

جيشٌ عظيمٌ إِذا سارَتْ كَتائِبُهُ
 

لا يملك الخَصم إلا الجدّ في الهربِ
 

جيش لَهامٌ إذا ما العادي واجهه
 

يرتدّ مندحراً رأساً على عقبِ
 

سيستعيد لنا الأقصى وجيرته
 

ويرجع المهدَ بالأرواح والقُضُبِ
 

من وحي معركة الكرامة المجيدة

 

 سهول الغور .. هيّا حَدِّثينا
 

حَديْثاً يملأ الأعطاف كِبْرا
 

وقصّي كيف صُغْنا باقْتِدارٍ
 

صحائف عزّة قعسا ونصرا
 

ففي يوم الكرامة قد أَذَقْنا
 

فيالقَ جيشِ إِسرائيلَ مُرّا
 

ولقّنّاهم درساً بليغاً
 

رَدَدْناهُم على الأعقابِ قَسْرا
 

ودمّرتا عتادَهم وسُقْنا
 

بعزم رجالنا الأبطالِ أَسْرى
 

فتاهَ السّيفُ فيما قد صَنَعْنا
 

وغنّى العَضْبُ للآسادِ شِعْرا
 

وأنشد باسمهم لحناً فريداً
 

غزا الأسماعَ في معناه سِحْرا
 

بمعركة الكرامةِ هَبَّ صِيْدٌ
 

يفجّر عزمُها في الرَّوْعِ صَخْرا
 

نشامى لا تهابُ رؤى المَنايا
 

فما تبغي سوى العَلْيا مَقَرّا
 

أشاوس جيشنا عُرِفوا بِبأْسٍ
 

فهم يبدون في الظّلماء بَدْرا
 

حداؤهُم المدافعُ قاصفات
 

تحيل السّاح بركاناً وَحَشْرا
 

فملءُ الأفقِ والبطحا دروعٌ
 

يغطّي زحفُها سهلاً وَوَعْرا
 

أَلا فَلْيَعْلَم الأعداءُ أَنّا
 

بيوم الحرب يغدو العزمُ جَمْرا
 

فلن يَلْقَوْا بهذا الطّودِ إِلاّ
 

هزائِمَ من فوارسنا وَخُسْرا
 

ففي يوم الكرامة قد رسمنا
 

بأسياف الجباه السُّمر فجرا
 

بمعركة الكرامة قد خططنا
 

بتاريخ الصّمود الفذِّ سِفْرا
 

فأَبْلِغْ كلَّ مَنْ يَبْغى مساساً
 

بِأُرْدُننا جيوشك لن تَمُرّا
 

ففي غاب الأسود لَسَوفَ تَلْقى
 

جهنّمَ يا أَخا الجُبَناءِ حمرا
 

فما لانَتْ بمعركةٍ قنانا
 

ولا غاز بموطننا اسْتَقَرّا
 

ضياغم جيشنا العربي مرحى
 

كتبتم في سجل الخلد سطرا
 

صنعتم أيّ تاريخ مجيد
 

بنصركم فتاهَ العربُ فَخْرا
 

فَحَيّا الله أبطالاً شداداً
 

مضاؤُهم بجيش الإِفْكِ أزرى
 

لإنقاذ البلاد من الأعادي
 

مشوا لم يجعلوا للموت سِعرا
 

ولمع شفارهم ومثار نقع
 

علا فوق البيارق فاستقرّا
 

وصيحات الرّجال هدير بحرٍ
 

سنفدي أرضَنا شِبراً فشِبْرا
 

ونشميّاتنا يُطْلِقْنَ بشرا
 

زغاريد الثّناءِ تحيي غُرّا
 

ترابكَ أردن الأبطال تِبْر
 

تعطر بالدِّما حفظاً ومهرا
 

فقد كنّا اللظى في وجهِ غاز
 

ندمّره إِذا ما شاء غدرا
 

فدى عينيكَ يا أُردن يبقى
 

دم الصِّيْدِ الأُباةِ يسيلُ نهرا
 

لتحيا للعروبة دار عِزّ
 

تشيِّد عزّة للعرب كبرى
 

تحيّة الملكية الأردنية

 

 مَلَكِيَّهْ تمتطي هام السُّحُبْ
 

زورقاً مِن فضّة لا يضطرِبْ
 

تحمل اسمَ الأردن الحرّ الأَبي
 

عالياً عند الثُّرَيّا والشُّهُبْ
 

تتصدّى للرّياح الهوجِ لا
 

تنثني نسرا يُسوّي بكلّ صَعْبْ!
 

كلُّ ما فيها جليل رائع
 

يفتن الرّوح .. بهيّ مُسْتَحَبّ
 

تتراءى بين أجواز الفضا
 

كتلة من نور تَسْبي كلَّ لُبّ
 

وعيون الشّعب ترنو نحوَها
 

فلها في نفسه أسمى الرُّتَب
 

مَلَكِيَّهْ .. مركبٌ مِن روعةٍ
 

يحمل اسماً خالِداً عبرَ الحِقَب
 

حَلِّقيْ ما شِئْتِ في دنيا الفَضا
 

واقحمي الأهوالَ لا تَخْشي عَطَب
 

طيري باسم الله صبحاً ومسا
 

وامخري الأجواءَ في شرقٍ وغرْبْ
 

يتولاّكِ نسور عُرِفوا
 

بِتَفانٍ وَمَضاءٍ وَدَأَبْ
 

سامَروا الجوزاءَ في رحلاتهم
 

وأَحَبّوا كلَّ سامٍ أَيّ حُبّْ
 

سُفَراءُ الأُرْدُنِ الغالي هُمُ
 

أينما حَلّوا فرمز للأَدَبْ
 

قد تسامَوْا بِمَزايا فذَّة
 

خلق .. عِلم ونُبل وَحَسَبْ
 

حيِّهم .. من كل نسر بطل
 

روحه للوطن الحُرِّ وَهَبْ
 

وانثُر الزّهر على سِرب الوفا
 

عندما يظهرن قُل شِعراً عذبْ
 

فإذا سِرْن فرهط مِن رشا
 

نفرت مِن غابها النّائي تَثِبْ
 

يا ظباء سَحَرتْ قلبي وما
 

كنتُ إِلاّ موْلِعاً بالحُسْنِ صَبْ
 

أَلهمتني الفن في فتنتها
 

فَنَظَمْتُ الشِّعْرَ مِنْ قَلْبٍ لِقَلْبْ
 

وِسَقَتْني الرّاحَ مِن مُقْلَتِها
 

فملأت الكأس من أروع نخب
 

وعلى الثّغْرِ تَبَدَّتْ بسمةٌ
 

تأسرُ الرّوحَ لها وَحْيٌ عَجَبْ
 

أيُّ موسيقى إذا ما نَطَقَتْ
 

أَيُّ سِحْرٍ في مُحَيّاها سُكِبْ
 

أفتدي الغيد الرّعابيبَ وما
 

أرخص الرّوحَ فدى تلك اللُعَبْ
 

مَلَكِيَّهْ عِشْتِ في بُرْدِ عُلى
 

فاكْتُبي المَجْدَ بحرفٍ مِن ذَهَبْ
 

لَسْتِ فَخْراًُ لِبلادي إِنّما
 

أَنْتِ فَخْرُ الضّادِ بَلْ فَخْرُ العَرَبْ
 

 تحية وفد اتحاد الأدباء الصّيني

 نخبة الكُتّابِ في الصّين ... سلاماً وتَحِيَّهْ
ألف مرحى ألف سهلا  ... في الرّبوع الأردنيَّهْ
هلَّلَ القلبُ لِلُقْياكُم  ... بِعَمّانِ البَهِيَّهْ
وطيور الرّوضِ تَشْدو ... والأَزاهير النّدِيَّهْ
واتِّحادُ الأُدَباءِ الأُردنيْ  ... طلق المُحَيَّهْ
مرحباً فيكم بأردن النّدى والأريحيَّهْ
نتمنّى أَنْ تُقَضّوا  ... فيهِ أوقاتاً هَنِيَّهْ
إِنّما الأردن مُذْ كان ... مقرّ المدنيَّهْ
مركز العرفان ينبوع الفنون المشرقيَّهْ
أَسَّسَ البتراءَ مِن صخر لِتبقى سَرْمَدِيَّهْ
فَغَدَتْ أَعلامها خفّاقة عند الثًّرَيَّهْ
وكذاك الصّين كانت كعبة العِلم الوَضِيَّهْ
منهل الحكمة دوماً في ظِلالِ الكُنْفُشِيَّهْ
فاطْلُب العِلمَ أخي لو كان الصّين القَصِيَّهْ
إنّ هذا القول فيهِ نفحات فلسفيَّهْ
هذه أيدينا في أيديكم نمضي سويَّهْ
وستبقى اتّفاقية هذا اليوم حَيَّهْ
خدمة للفكر .. صَوْناً للمبادىء العالميَّهْ
أدباءُ الصّينِ أقمار الفنون الأدبيَّهْ
إنّنا فيكم نُباهي بالنُّهى والعَبْقَرِيَّهْ
والخيال الفذ في إِبْداعه والأَلْمَعِيَّهْ
ونحيي باحترام نهضة عُظمى عَلِيَّهْ
عاشت الصّين نصيرا ... للقضايا العربيَّهْ
شرعةَ الحقّ تُعْليْ ... في فلسطين الأَبِيَّهْ
وَلْتَعِشْ وحدتنا والصّين مُثْلى أَزلِيَّهْ

تحيّة اتّحاد الكُتّاب والأُدباء الأُردنيّين

 

 مِن زهور الرّوض .. مِن أنفس دُرِّ
 

لاتِّحادِ الأُدَبا .. أَبْدَعْتُ شِعْري
 

هيكل الآداب والفن الذي
 

يَتَبَوّا منزلاً في كلِّ صَدْرِ
 

أَيُّها الصَّرْحُ الثّقافي الذي
 

يبلغ الجوزاء في رِفْعَةِ قَدْرِ
 

إِنَّ ما كَرَّسْتَهُ مِن مُثُل
 

سامياتٍ غَنّى فيها ألفُ ثَغْرِ
 

مَعْقِلَ الآدابِ حِصن الشُّعَرا
 

يا دُنى وحي وإِلْهام ونَشْرِ
 

كم من الإِنجازِ والإِعْجازِ كم
 

لكَ في الأوطان مِن آيات سِحْرِ
 

يُطْرِبُ الأسماعَ ما أَعْلَيْتَهُ
 

لَمْ تُقِمْ يوماً موازين لِوَعْرِ
 

فَيَد شمّاء تبني ويد
 

تُعْليْ راي الفكرِ في صمتٍ وصبْرِ
 

كنتَ في وجهِ الأَعادي صخرة
 

تتحدّى عِصْبتي كيدٍ ومكرِ
 

ولكي تبني بأَرْجاء الحِمى
 

نهضة .. قَدَّمْتَ مَهْراً أَيّ مَهْرِ
 

تصنع الجُلّى بِعَزْمٍ صادق
 

تتحدّى الصَّعْبَ جيّاشاً كَبَحْرِ
 

فَغَدَوْتَ اليوم في أُرْدنّنا
 

واحةً تختال في شِعْرٍ ونَثْرِ
 

قَسَماً ما صُغْتَهُ من موقفٍ
 

رائع يسمو على عَدٍّ وَحَصْرِ
 

آخِذاً في أيدي جيلٍ طالعٍ
 

هو للآدابِ ذخرٌ أَيُّ ذُخْرِ
 

أَلْفُ مَرْحى لاتِّحادٍ سامِقٍ
 

بِمَباديْهِ يُضاهي هامَ زُهْرِ
 

وأُحَيِّيْ زملاءَ جُدداً
 

إِنَّهُم عزوتنا صَفْوَةُ غُرِّ
 

أَيّها الطَّوْد الثقافي الذي
 

ليسَ ينصاع لمستورد فِكْرِ
 

وارِثاً أَرْقى تُراثٍ في الدُّنى
 

خالد الآيات مِنْ دَهْرٍ لِدَهْرِ
 

سَدَّدَ اللهُ الخُطى كي تُعْتِقوا
 

عقلَ هذا الضّاد مِنْ أَضْغاثِ شَرِّ
 

فَخَلاص العقلِ شرطٌ لازبٌ
 

لِخَلاصِ العربِ مِن قيدٍ وَأَسْرِ
 

حَفِظَ الله اتِّحادَ الأُدَبا
 

وَحَباهُ أَبَداً إِكْليلَ نَصْرِ
 

وَلْيَعِشْ أُرْدُنّنا ساحَ عُلى
 

يَتباهى في عُلاه كلّ حُرِّ
 

تحية الشعر للعمال في عيدهم المجيد

 

إحْنوا الهاماتِ بإجلالِ
 

قد أشرقَ عيد العمّالِ
 

تيهوا بجهادٍ مشكورٍ
 

قد شاد مجيد الأعمالِ
 

حيّوا إيماناً ومضاءً
 

يجتاح عظيم الأهوالِ
 

نُبْلاً إقداماً تضحيةً
 

صبراً لثقيل الأحمالِ
 

ندعوهُمُ عمّالاً وهُمُ
 

في الواقعِ نخبةُ أبطالِ
 

المجدُ لهم لسواعدِهِم
 

لفريدِ كفاحٍ ونضالِ
 

وأقولُ بصدقٍ إنّهُمُ
 

 قُدْوتُنا في الوطن الغالي
 

بأداءِ الواجبِ قد عُرِفوا
ج

بالنّخوةِ مَضرِب أمثالِ
 

لولاهم لولا همّتهم
 

الأرض غَدَتْ رُبعاً خالي
 

حبّاتُ العرقِ بجبهتهم
 

تبدو مشرقةً كلآلي
 

مَنْ يبني عزّةَ أمّتنا؟
 

بالصّعبِ يُرى غيرَ مُبالي
 

إلا العمّالُ فحيّي وقُلْ
 

أكْرِمْ بالرّهْطِ المِفْضالِ
 

أردنَّ المجدِ اعتزَّ بِمَنْ
 

عُرِفوا أبداً بالأفعالِ
 

بأُباةٍ صيدٍ مبدأهم
 

العمل محلّ الأقوالِ
 

عمّال بلادي قدْوتنا
 

لغدٍ يتميّزُ بكمالِ
 

فهُمُ في الجُلّى مدرسة
 

بتفانٍ وكريمِ خِصالِ
 

أيّارُ بعيدِهمُ يسمو
 

ببرود الحسن المُنثالِ
 

وقوافي الشّعرِ قد انتظمَتْ
 

تزهو كحِسانٍ بِدَلالِ
 

وتصوغ لهم عربونَ وفا
 

بقريضٍ فذٍّ وخيالِ
 

هذا العمران بروعتهِ
 

يبدو الأردنُّ كمختالِ
 

والطّرق الكبرى وسدود
 

للماء لخصبٍ وغلالِ
 

ومصانع شتّى قد شمخَتْ
 

كمنائر نورٍ مُتلالي
 

هذي آياتٌ ناطقةٌ
 

بعطاءِ وجهدِ العمّالِ
 

عمّالَ بلادي حسْبُكُمُ
 

فخراً، رزقكمُ بحلالِ
 

فالواجبُ عندكمُ قُدُسي
 

كَدَمٍ يسري في الأوصالِ
 

كي يحيى وطني غابَ عُلى
 

والسّؤددُ وارفُ أظلالِ
 

نظرتُكمْ .. للأثر الباقي
 

لا نظرة جاهٍ أو مالِ
 

فالصّالحُ يخْلُدُ لا يفنى
 

والزّبَدُ منوطٌ بزوالِ
 

يا خيرةَ أبناءٍ عُرِفوا
 

بعطاءٍ ثرٍّ .. ومثالي
 

وبإقدام السّلف السّامي
 

إقدامُ صُهَيْبٍ وبلالِ
 

قُدُماً والباري يحرسكم
 

لتصوغوا خيرَ الآمالِ
 

وَلْيَبْقَ النّبلُ شعاركُمُ
ج

لتُنيروا دربَ الأجيالِ
 

ويظلّ الأردُنُ مزدهراً
 

موفورَ القوّة مُتعالي
 

 دُمْيَه حسناء من بلدي بلد الجلال والجمال

 

حسناء يا أغلى من النفسِ
 

يا صُنْوَ نجمٍ ساطِعٍ قُدُسي
 

في القلبِ في العينينِ ساكِنَةٌ
 

يا زهرةً عُلْوِيَّةَ الغَرْسِ
 

زَيَّنْتِ يا حَسناءُ أُرْدُنَنا
 

في حُسنِكِ الأخّاذِ كالشّمسِ
 

حُسْنٌ فريدٌ زانَهُ شَرَفٌ
 

قد جَلَّ عن وَصْفٍ وعن حَدْسِ
 

مُيِّزْتِ في فِكْرٍ وفي أَدَبٍ
 

سامٍ بليغِ اللفظِ والجِرْسِ
 

الثّغْرُ لا يَنْفَكُّ مبتسمٌ
 

ما شابَهُ شيءٌ من العَبْسِ
 

والوجهُ بَدْرٌ مشرقٌ أَبَدا
 

في هالةٍ من روعةٍ مَكسيْ
 

والدّر إِنْ حَدَّثْتِ شَعَّ سَنىً
 

وحديثُكِ الممراحُ كالهمسِ
 

دُمْتِ الفريدةَ في أَجَلِّ صَفا
 

في عالم الأخطاءِ والرّجْسِ
 

موالُ إِسْمِكِ خالدٌ بِفَمي
 

أَشدو بهِ في الجهْرِ والهمسِ
 

في غمرة الأشجانِ أنتِ رجا
 

أنتِ السّعادة من لظى التَّعْسِ
 

لمّا تراكِ العين باسمةً
 

تَنْأَى عن الضرّاءِ واليأسِ
 

يُمْناكِ فيها كَهْرَباءُ شِفا
 

يُشْفى بها العَيّانُ باللمْسِ
 

في كلِّ دارٍ تنزلين بها
 

تُثْرينَ تلكَ الدّارَ بالأُنْسِ
 

أَهْواكِ في سِرّي وفي عَلَني
 

وأنا فخورٌ رافعٌ رأسي
 

ويظلّ حُسْنُكِ مُلهمي أبداً
 

حتّى ولو غُيِّبتُ في الرَّمْسِ
 

فالرّوحُ تحيا دهرَها عَبَثاً
 

فكأنها في حُلْكَةِ الحَبْسِ
 

حتى تُلاقي روحَ مَنْ تهوى
 

فتعيشَ ليلى في حِمى قَيْسِ
 

ماذا تُرى أُهْديكِ يا مَلَكاً
 

يحتلُّ أسْمى مكانِ في الحِسِّ
 

إني أقدِّمُ راضِياً كَبِدي
 

يَفديكِ مِن ضُرٍّ ومِنْ بَأْسِ

 رُدّي التّحايا

 

 رُدِّي التَّحايا بِلا عبوسْ
 

يا مَنْ بِفِتْنَتِها تَميسْ
 

يا غادةَ الغيدِ الملاحِ
 

وجوهَرَ الحُسن النَّفيسْ
 

الشَّعْرُ غابٌ مِن شَذىً
 

والوجه يشرق كالشّموسْ
 

تسمو بِرِقَّةِ زهرةٍ
 

وحديثِها العذبِ السَّلوسْ
 

عيناها شَلاّلا سَنىً
 

يخشى سَناءَهُما خَميسْ
 

وحديثها أنغام موسيقى
 

يُسَرُّ بِها الجَليسْ
 

تَهْوى المُطالَعةَ الكثيفةَ
 

والكِتابُ لَها أَنيسْ
 

هذا المُحَيَّا الأُرْدُنِيُّ
 

تُديرُ نَضْرَتُهُ الرّؤوسْ
 

من خير قوم أنْجُمِ الجُلَّى
 

إِذا حَمي الوطيس
 

حَسْناءُ يا جَرَشِيَّةَ العاداتِ
 

والدَّمِ والطّقوسْ
 

حسناؤنا تسبي السّرائرَ
 

والعواطفَ والنّفوسْ
 

مِن موطنِ التّاريخ مِن
 

قلب الحَضارة مُذْ زِيوسْ
 

حسناءُ ماذا أقول عن
 

شيءٍ بِعاطِفَتي حبيسْ !
 

ماذا أقولُ سوى الأماني
 

الخُضْرِ يا أحلى عروسْ
 

إبسمي .. حسناء

 

إِبسمي حسناءُ كي يُشرقَ في الآفاقِ فجرُ
ويُفيقُ الوردُ والفُلُّ ويستيقظُ زَهْرُ
ويُحَلّي وجنة المنثور أنداءٌ وعطرُ
والصَّبا يَسري رُخاءً والفَضا طيبٌ ونَشْرُ
 

إِبسمي يا أختَ هذي الشمس كي يخضرّ صخرُ
آهِ ما أروعَ ما أبدعَ أن يفترَّ ثغرُ
وتهلُّ النّشوة الكبرى إِذا أسفرَ بدرُ
قَسَماً لولا الجمال الفذُّ ما أَنْشَدَ طَيْرُ
قَسَماً لولا العيونُ النُّجلُ ما فَتَّحَ نَوْرُ
والدُّنى لولاكِ يا حسناءُ صحراءٌ وقفرُ
والدُّنى لولاكِ كانونٌ وهذا العيشُ مُرُّ
 

إِبسمي فالمشرق العربي تقطيب وقهرُ
يَئِدُ الحُبَّ كما يُطْفَأ في الأمواجِ جمرُ
أشرقي حسناء يا مَنْ يفتدي حُسنكِ عُمْرُ
حَلِّقي روحاً بهذا الكونِ تَحْيا وَتُسَرُّ
كَسِّري النِّيْرَ ففي التّحطيمِ سَرّاءٌ وخيرُ

إنّما العمرُ ثوانٍ مِلْؤُها شوق وسِحرُ
في حِمى يحرسُهُ نجمٌ سماويٌّ وبدرُ
والنَّدامى شاعر صَبّ وقنديل وشِعرُ
نحنُ في زورقنا المسحور ملاح وبحرُ
وعلى مِجدافنا الأمواج تغفو وَتَقَرُّ
للهوى العذريِّ في مبدأنا نَهْيٌ وَأَمْرُ
لا قيود سوف تثنينا ففي الأعطافِ كِبْرُ
ليس في الحُبِّ جناح ليس في الفردوسِ شَرُّ
 

إلى سيدة عظيمة

 

أَقْبَلَ العيدُ فَنِعْمَ المُقْبِلُ
 

وَغَدا كلُّ الوَرى يحتفلُ
 

أنتِ يا سيّدتي العيد الذي
 

بِسُمُوِّ النَّجْمِ .. فكري يَصِلُ
 

أنتِ عيدي والأماني والمُنى
 

وقصيدي والهوى والغَزَلُ
 

أنتِ أمْسي أنتِ يومي وغدي
 

والذي .. يأتي بهِ المستقبلُ
 

أَيُّ رَوْضٍ مزهر ثرّ النّدى
 

لا يُضاهيكِ فَأَنْتِ الأَجْمَلُ
 

بورِكَ الثّغرُ السّماوي الذي
 

فيهِ يَنْثالُ الشّذى والعَسَلُ
 

أَيُّ فنّانٍ تُرى من يده
 

صيغَ ذيّاكَ الرّواء المذهلُ
 

أنتِ نيسان الذي مِنْ سِحرهِ
 

يضحكُ الوردُ ويشدو البُلْبُلُ
 

وإِذا مَسَّتْ يَداكِ صخرةً
 

كُهْرِبَتْ وانْسابَ منها سَلْسَلُ
 

والدُّنى لولاكِ ليلٌ دامِسٌ
 

فَسَناكِ في دُجاها مِشْعَلُ
 

وبِصحراءِ حياتي واحةٌ
 

عندَ مرْآها يُرَدُّ الأَمَلُ
 

أنتِ دُنيا مِن كمالٍ وَبَها
 

وجمالٍ رائعٍ لا يذبلُ
 

يَقِفُ الشِّعْرُ عَصِيّاً لا يَفي
 

نَهْرَ حُسْنٍ قيلَ فيهِ المَثَلُ
 

رغمَ ما مَرَّ بِعُمْري مِن هوى
 

أنتِ يا حَسْناءُ حُبّي الأَوَّلُ
 

أَيُّنا يملكُ أَمْراً في الهوى
 

ذَلِكُمْ شَرْعُ السّماء المُنْزَلُ
 

كانَ شِعْري ضائعاً مُغتَرِباً
 

فَأَعادَتْهُ العيونُ النُّجُلُ
 

سوفَ تَبْقينَ نشيداً خالِداً
 

في فمي حتى يحينُ الأَجَلُ
 

وَلْيَكُنْ عُمْرُكِ عيداً أَبَداً
 

بِصَفاءٍ سَرمَدي يحفلُ
 

فأضاء النّورُ الظلماتِ

 

 شرَّفْتِ الموطن حسنائي
 

فأضاء النّورُ الظلماتِ
 

وانساب بساحته أرجٌ
 

عذْبٌ علوي النفحاتِ
 

والعاصفة الكبرى سكَنَتْ
 

وأهلّتْ أحلى نسماتِ
 

كاد الوجدانُ لروعتها
 

 أن يرسمها في خفقاتِ
 

سأظلّ مديناً لحضورٍ
 

بالبهجة زان السّاعاتِ
 

ويكون قريضي تكريماً
 

لقدومكِ في غدنا الآتي
 

فَلأَنْتِ بصحراءِ حياتي
 

تَبْدينَ ظلالَ الواحاتِ
 

أوصافكِ يا بدر بلادي
 

لا تَرْقى إليها كلماتي
 

مَنْ مثلُكِ أدباً وبياناً
 

أغنى بالفكرِ الصّفحاتِ
 

مَنْ مثلُكِ حُسناً وجمالاً
 

مَنْ صُنْوُكِ في سحرِ صفاتِ
 

فالثّغرُ تعظّمَ مبدعه
 

والوجه بديع القسماتِ
 

وإذا حدّثْتِ فموسيقى
 

ترقى لرفيع السّمواتِ
 

وإذا ما الملكاتُ اجتمعتْ
 

تبدين أََجَلّ الملكاتِ
 

لنهوض المرأة عاملة
 

أبداً بصمودٍ وثباتِ
 

ولدعمِ العِلمِ ونُصْرته
 

قدَّمْتِ عظيم الخدماتِ
 

باركَكِ الله لكي تَبْقَيْ
 

مصباحاً في قَدَرٍ عاتي

 

رُؤاكِ تَحْيا بِفِكْري

 

مِنْ أَيِّ روضةِ زهرِ
 

جُسِّدْتِ .. آيةَ سِحرِ
 

وأيّ نفحة فنّ
 

سَوَّتْكِ روعة فجرِ
 

إذا نطقتِ بحرفٍ
 

تنهل ومضة دُرِّ
 

ينثال سلسلُ شهدٍ
 

مِنْ نَبعِ أجمل ثغرِ
 

موسيقى صوتكِ تسمو
 

إلى كواكِبَ زُهْرِ
 

هل أنتِ فيضُ سَناءٍ
 

أم أنتِ واحةُ نَوْرِ
 

أم أنتِ جدولُ حُبٍّ
 

أم غابُ طيبٍ وَنَشْرِ
 

هذا الجبينُ لجينٌ
 

والثّغر موكبُ عِطرِ
 

لن تهربي من حياتي
 

رُؤاكِ تَحْيا بِفِكْري
 

لولا رواؤكِ .. وَحْيِي
 

وَلّى قريضي ونثري
 

لمّا لَمَحْتُكِ لاحَتْ
 

في الأفقِ نسمةُ بِشْرِ
 

مهما وَصَفْتُكِ يَعْيا
 

عن رسمِ حسنكِ شِعري
 

عيناكِ .. نهرا شُعاعٍ
 

عيناكِ أعمقُ بحرِ
 

آمَنْتُ بالحُبِّ لمّا
 

طلعتِ شمساً بِعُمْري
 

إِنْ لم تهلّي نهاراً
 

أراكِ ليلاً ببدري
 

والرّوحُ ملكُ يديكِ
 

تحميكِ مِن كلِّ شرِّ
 

لأنّ ما بفؤادي
 

حُبّ أصيلٌ وَعُذري
 

يا مُلْهِمي سحرَ فنّي
 

أُفديكِ هيكلَ طُهْرِ
 

أَقْسَمْتُ أَنّكِ أَغلى
 

مِن كنزِ ماسٍ وَتِبْرِ
 

والأمر أمركِ دوماً
 

وفي الشَّغافِ اسْتَقِرّي
 

موعدنا في المساء

 

أَبَدْرٌ تَأَلَّقَ أَمْ نورُها
 

وَطَيْرٌ تَرَنَّمَ أَمْ ثَغْرُها!
 

وتيّار حُسْنٍ من الكَهْرَباءِ
 

تَدَفَّقَ كالنّهرِ أَمْ سِحْرُها!
 

وغُصْنٌ من البانِ غَضٌّ رقيقٌ
 

تَمَوَّجَ واهْتَزَّ أَمْ خَصْرُها
 

وغابٌ من العطر ثرُّ الشّذى
 

تَراءى لِعَيْنَيَّ أَمْ شَعْرُها
 

إِذا بسمتْ فالدُّنى كلها
 

مساكب وعد نما زهرها
 

فَيا قِبْلَةَ الرّوحِ يا ظبيةً
 

يلوح إذا نطقت درّها
 

أَطِلّي على الشّوق في طلعةٍ
 

إذا ما أَهَلَّتْ زكا نَشْرُها
 

وقولي لكلّ العيون الظّوامي
 

هذي المفاتن ما سرُّها
 

فَأَنْتِ جَمالٌ فريدُ المَنالِ
 

وللروح مِلْءُ الرّؤى خمرها
 

وجودي على الصَّبِّ في نظرةٍ
 

لِتَحْيا قلوبٌ قَسا دَهْرُها
 

فَعَيْناكِ سِحر الظِّبا فيهما
 

وآية حُسْنٍ سَما طُهْرُها
 

ويا رَبَّةَ الشِّعْرِ مُدّي اليدين
 

لتنجو نفوسٌ طغا بحرها
 

ولا تبخلي بالمُحَيّا الجميلِ
 

لكي يَمتلي بالمنى صدرُها
 

وموعدنا المجتَبى في المساءِ
 

إذا زانَ أُفْقَ السّما بدرُها

 

والدُّنى لولاكِ صحراء مملّة

 

فَتَنَتْ رُوْحِيَ جَمْلَهْ
 

بِفَمٍ عَذْبٍ وَمُقْلَهْ
 

وَجَبيْنٍ مَرْمَرِيٍّ
 

فاضَ نوراً كالأَهِلَّهْ
 

وَقِوامٍ غُصْنِ بانٍ
 

مَاسَ في أبْدَعِ حُلَّهْ
 

وَبِصَوْتٍ مُخْمَلِيٍّ
 

عاطِفِيٍّ لَنْ تَمَلَّهْ
 

وَجْهُهَا المُشْرِقُ يَغْزو
 

القَلْبَ في أَرْوَعِ طَلَّهْ
 

فإذا طالَعَهُ الصَّبُّ
 

سَلا مَنْ كانَ حَوْلَهْ
 

ثَغْرُها .. رَفَّتْ على
 

عُنّابِهِ .. بَسْمَةُ طِفْلَهْ
 

بَسْمَةٌ تَحْتَلُّ قَلْبَ المَرْءِ
 

مِنْ أَوَّلِ وَهْلَهْ
 

لَوْ على الفولاذِ رَفَّتْ
 

كانَ .. سَهْلاً .. أَنْ تَفُلَّهْ
 

شَعْرُها غابَةُ طِيْبٍ
 

الشّذى يَغْمُرُ ظِلَّهْ
 

يا عَروسَ الشِّعْرِ إنّيْ
 

أُكْبِرُ الحُسْنَ وَأَهْلَهْ
 

فَاحْذَرِيْ أنْ تَقْتُليْنيْ
 

يا فَتاتي شَرَّ قَتْلَهْ
 

لا تلوميْني إذا ما
 

قلبي بالسِّحْرِ تَدَلَّهْ
 

وعلى ثغركِ شهد
 

مفرد تهواه نحلهْ
 

والدُّنى لولاكِ يا
 

جَمْلَةُ صَحْراءُ مُمِلَّهْ
 

فَإِذا تُيِّمْتُ كُفّيْ
 

اللومَ عَنْ عَقْلٍ تَوَلَّهْ
 

طَيْفُكِ الأخّاذُ يغزو
 

نَوْمَهُ في كلِّ لَيْلَه
 

واعْذري مَنْ يبذل
 

الرّوحَ لكي يَحْظى بِقُبْلَهْ
 

عَبَث يا أَسْمَر

 

تسألني تلحف كتم هوى
 

عَبَثٌ إِلْحافُكَ ْ يا أَسْمَرْ
 

نظرات عيوني تكشفه
 

وجناني يرسم ما أَضْمُرْ
 

ولساني إن نَطَقَ الكلمات
 

محال إِسمك لا يُذكَرْ
 

والنّسمةُ مُذْ حملتْ نَجواي
 

إليكَ وقلبي يتفطَّرْ
 

باحَتْ للوردِ بِقِصَّتِنا
 

والورد رَواها للعنبرْ
 

تسألني تلحف كتم هوى
 

قَسَماً بِعيونِكَ لا أقدرْ
 

قَدْ غنّى بِهوايَ الشّحرور
 

وَحَدَّثَ عَنْ حُبّي الأَكْبَرْ
 

والجدول للرّوضِ رَواهُ
 

وأَراهُ صَحائِف لَم تُنْشَرْ
 

والدّوحة كم سمِعَتْ هَمْساً
 

عَذْباً رَقْراقاً كالكَوْثَرْ
 

والبَدْرُ تُرى أَنَسيتَ البَدْر
 

تَجَلّى إِذْ كُنّا نَسْمَرْ
 

فَحَكى للنّجمِ حِكايتنا
 

فَتَبَدّى بِسَناهُ يَفْتَرْ
 

الصَّمْتُ وَحَقّكَ لا يُجدي
 

لا يَخْفى النّورُ على مُبْصِرْ
 

يَدْعونا الحُبُّ لِجَنَّتِهِ
 

بِلِسانٍ بالفِتْنَةِ يقطرْ
 

فَتعالَ نُلَبّي دَعْوَتَهُ
 

وَنَطوفُ بِعالَمِهِ الأخضرْ
 

عِتاب

 

تقولين يا زهرتي قد كبرت
 

فهلاّ تَخَلَّيْتَ عن دوحَتي
 

تَخَطَّيتَ عام الخماسين لا
 

تَظُنَّنَّ أنكَ صَبٌّ فَتيْ
 

فَدَعْني أُفَتِّشُ عَنْ بُلْبُل
 

غرير يغرّدُ في روضتي
 

ويُسمعني رائع الأغنيات
 

بِصَوْتٍ أَرَقّ من النّسمةِ
 

بِرَبِّكَ لا تقتربْ مِن حماي
 

ودعني وشأني وحرّيتي
 

رويدكِ لا تسرفي في العتاب
 

ولا تُكْثِري اللوم يا ظَبْيَتي
 

لَئِنْ قد كبرتُ فَحُبّي نَما
 

وزاد هيامي بالزّهرةِ
 

وصرتُ أُقَدِّر ما حُسنها
 

وأَيّ كنوزٍ بِها ثَرَّةِ
 

أنا الآنَ أعرف معنى الرّواء
 

وما ضَمَّ بردهُ مِن فِتْنَةِ
 

وَأُدْرِك سِرّ الجمال العظيم
 

وما فيهِ مِن بالغ الرّوعَةِ
 

فاصغي لينساب لحن الخلود
 

يثير الأحاسيس كالخمرةِ
 

لَئِنْ قد كبرتُ فقد رسخت
 

هواكِ الليالي في مهجتي
 

وعُدْتُ أراكِ بِعَيْنِ الحقيقة
 

لا بالعواطف والنّزوةِ
 

وَأَلْمَحُ فيكِ سَناء حياتي
 

 ووحي فؤادي وأُمْنِيتي
 

لِعينيكِ كلّ حدائي الفريد
 

وكلّ صلاتي با قِبْلَتي
 

فَيا فتنتي لا تردّي العميد
 

ولا تُبْعِديهِ عن الجنّةِ
 

ولا تَحْفَلي بِبَياضٍ بَدا
 

فإنّ الجنان لَظى جَمرةِ
 

وفي أغنياتي سناء الخلود
 

وإِنّي بِحُبّي صَبٌّ فَتيْ
 

خُطى الحبيب

 

قلبي بعنف يخفق
 

والباب دوني مُغلَقْ
 

ما بال عيني سمرت
 

نشوى بمن قد يطرقْ
 

ويكاد يفضحني لهاث
 

بالحقيقة ينطق
 

متقطّع الأنفاس
 

أشواقي لهيب يحرق
 

أصغي لوقْعِ خُطى الحبيب
 

وبالفراغ أحدّقْ
 

وَقْعٌ فَريد وَقْعُها
 

حلو أنيس شَيِّقْ
 

نفسي بها مأخوذة
 

وبها الجنان معلّقْ
 

تعلو كموسيقى تطوف
 

بمسمعي تترقرقْ
 

وتزفّ بشرى قدوم مَن
 

يهوى الفؤاد ويعشق
 

إِنّي أُمَيِّزُ خطوه
 

حدس المتيَّمِ يَصْدُقْ
 

وأكاد أُبصر وجهه
 

وعبيره أستنشِقْ
 

كم مرّة قلبي رآه
 

وكان عيني يسبقْ
 

فإذا بَدا نجم الهوى
 

وجبينه المتألِّقْ
 

غنّى الفؤاد وأصبحت
 

سحب المُنى تتدفَّقْ
 

وإِذا بِروحي قَدْ غَدَتْ
 

بِدُنى الرّواء تُحَلِّقْ
 

وإِذا الحياة بناظري
 

ربيع حُسنٍ يُشْرِقْ
 

ظَبْيٌ مِنْ بَلَدي

 

ظَبْيٌ فَتّانٌ .. مِنْ بَلَديْ
 

يَسْبيْ بِاللَحْظِ وَبِالقَدِّ
 

وَمُحَيّا كالْبَدْرِ جَمالاً
 

والشَّعْرُ مُروجٌ مِنْ نَدِّ
 

والثَّغْرُ .. تَبارَكَ مُبْدِعُهُ
 

أَحْلى وأَلَذُّ مِن الشَّهْدِ
 

آياتُ مَحاسِنِهِ كُثْرٌ
 

تَسْمو واللهِ على عَدِّ
 

إِنْ مَرَّ بِقُرْبيْ تَغْمُرُنيْ
 

نَفحاتٌ مِنْ عِطْرِ الوَرْدِ
 

أَوْ حَدَّثَ تَلْقانيْ أُصْغيْ
 

لأغانيْ شُحْرورٍ غَرِدِ
 

وَأُحِسُّ إِذا بَسَمَ .. الدّنيا
 

تَتَبَسَّمُ عَنْ أَحْلَى وَعْدِ
 

يا ظَبْياً مِنْ أَرْضِ بلادي
 

الأُرْدُنِّ .. تَمَيَّزَ بِالصَّدِّ
 

مِنْ سِحْرِ عُيونِكَ أشْعاريْ
 

وَقريْضي المُفْعَمُ بالوَجْدِ
 

إِنْ غَنَّى البُلْبُلُ هَيْماناً
 

فَإِليكَ أَغانيهِ يُهْديْ
 

أَوْ مالَ النَّرْجِسُ في وَلَهٍ
 

فَبِحُسْنِكَ إِعْجاباً يُبْديْ
 

أَوْ طالَعَنيْ طَيْفٌ حَسَنٌ
 

مَوّارٌ بِالسِّحْرِ الفَرْدِ
 

إِلا وَرَأيْتُ بِهِ أَثَراً
 

مِنْ حُسْنِكَ يا أَسْمى قَصْدِ
 

يا مَنْ توحيْ لي رَوْعَتُهُ
 

آياتِِ الحِكْمَةِ والرَّشَدِ
 

سَتَظَلُّ لِحاظُكَ مُلْهِمَتيْ
 

لَسَبيلِ السُّؤْددِ والمَجْدِ

 

 إنْسٌ تُراها أمْ ملائكة

 

 أَلْحاظُها .. أَمْ نشوة الخمرِ
 

وجبينُها أَمْ رفّة الفجرِ
 

وحديثها أَمْ شدو قُبّرة
 

ورواؤها أَمْ نضرة الزهرِ
 

وقوامها أَمْ غصن بانِ نَقا
 

وأريجها أَمْ دفقة النَّشْرِ
 

إِنْسٌ تُراها أَمْ ملائكةٌ
 

أَمْ لوحة أخّاذة السِّحرِ
 

الشَّعْرُ .. شلاّلٌ يفيض شذى
 

والطّيْبُ كلّ الطِّيْبِ في الثّغرِ
 

والجيد يا الله جيد مها
 

والواحة الفيحاء في الصّدرِ
 

محبوبتي لا شيء يعدلها
 

أوصافها جلّتْ عن الحَصْرِ
 

بالحُسْنِ بالعينين مفردة
 

بالنُّبلِ بالإخلاصِ بالطُّهْرِ
 

أحْبَبْتُها حُبّاً وَهمتُ بِها
 

حُبّاً نبيل المُبْتَغى عُذْري
 

تحيا معي في القلب منزلها
 

وفِدى مليكة خافقي عمري
 

لمطارح العَلْياء مُلْهِمَتي
 

لروائعي وعرائسي البكرِ
 

ما دارَ قَطُّ بخاطري أَبَداً
 

أَنّي أُفَكُّ الدَّهْرَ مِن أَسْري!
 

أُحِبُّ مَها

 

أُحِبُّ مَها ولا تَدْري
 

وأعبد حسنها عمري
 

وَأَلْمَحُ في مُحَيّاها
 

رواء فاتن السِّحْرِ
 

وأبصر حلو طلعتها
 

فَأَشهد روعة البدرِ
 

أُحِبُّ مَها ولا تَدْري
 

وأعبد حسنها عمري
 

فمن عينيها إِلهامي
 

وفيض الوحي والشِّعرِ
 

ويشفي عذب بسمتها
 

تباريح الهوى العذري
 

تعيش بقلبي المعمود
 

ملء السّمعِ والفكرِ
 

أراها في بهاء الورد
 

في إِطلالة الفجرِ
 

أراها الواحة الخضراء
 

في المستوحش القفرِ
 

مها يا بكر أحلامي
 

ودنيا الحسنِ والطُّهرِ
 

أَلا رِفقاً بمن قد
 

بات َ لا يقوى على الصّبرِ
 

تحية الشِّعْر لأعضاء الجمعية الملكية لحماية الطبيعة

 

ألف مرحى إلى حُماةِ الطّبيعهْ
 

ناشِري رايةَ المبادي الرّفيعهْ
 

كرَّسوا نفسَهُم لأَسْمى شِعار
 

كي يُعيدوا إِلى حِمانا رَبيعَهْ
 

حفظوا الأرضَ مِنْ تَجَنّي أُناسٍ
 

تَخِذوا حُجَّةَ البِناءِ ذَريعَهْ
 

كي تظلَّ البلاد للخير نهرا
 

والجمال الفريد تبقى مُشيعَهْ
 

وملاذاً للطّيرِ يُنْشِدُ فيها
 

لَحْنَهُ شاكِراً لِرَبّي صَنيعَهْ
 

إِنّما الأُردُنُ الحبيبُ رِياضٌ
 

مِنْ وُرودٍ وَمِنْ زُهور وَديعَهْ
 

سوف نُبْقيهِ آيةً مِن بَهاءٍ
 

زين بالدُّرّ واللآلي البديعَهْ
 

فاحْفَظوا روعة الطّبيعةِ فيهِ
 

واجْعَلوا أَرْضَه سِياجاً مَنيعَهْ
 

كُلُّ شِبرٍ مِن أَرضنا قُدُسِيٌّ
 

فوقه سارَ أنبياءٌ شَفيعَهْ
 

فَإذا صُنْتُمُ الطّبيعةَ صُنْتُمْ
 

كَنْزَ جَدٍّ لن يرتضي أن نُضيعَهْ
 

إِنَّ مَنْ صانَ للجُدودِ عُهوداً
 

نفسه للإله كانت مُطيعَهْ
 

مَن يُحافظْ على الطّبيعة يَحفظ
 

قوّةَ الشّعبِ مِنْ صِعابٍ مُريعَهْ
 

والتّحايا إلى نُفوسٍ وِضاءٍ
 

جعلتْ حُبَّها التُّراثَ شَريعَهْ
 

بارَكَ اللهُ جُهْدَهُم وَرَعاهُم
 

وَلْيَعِشْ دائماً حُماةُ الطّبيعَهْ
 

يا بُلْبُلَ الوادي

 

يا بُلْبُلَ الوادي ... يا شاعِرَ الأَطيارْ

تغريدُكَ الهادي ... أَشْجى من القيثارْ

فاعْزِفْ مَعَ الفجرِ

أُنْشودةَ البِشْرِ

أَوّاهُ لو تَدْري

ما أَعْذَبَ الأَنغامْ

الجدولُ السّاحِرْ ... والوردُ والرّيحانْ

توحي إلى الشّاعِرْ ... بالشِّعْرِ والأَلْحانْ

يا شاديَ الأَطيارْ

أُرقص مع الأَزهارْ

واسْبَحْ مع الأَفكارْ

في عالَم الأَحلامْ

العينُ كَمْ تَعْلَقْ ... بالمنظرِ الفَتّانْ

والقلبُ كَمْ يخفقْ ... للمطربِ الفنّانْ

يا مُطْربَ الأَرواحْ

في صوتك المِمْراحْ

يُهدينا كُلَّ صَباحْ

إِشراقَةً وَهُيامْ

 

رسالة شوق

 

على جناحِ الأحرفِ الصّغيرهْ

ألمشرقاتِ أَنْجماً مُنيرهْ

أبثّها أشواقيَ الكبيرَهْ

                           إِليكَ يا حبيبيَ الأثيرْ

                           رَقْراقَةً كَهَمْسَةِ الغَديرْ

                           فَوّاحةً بالعِطْرِ والعَبيرْ

مِن زهرةٍ مِن بلدي نَدِيَّهْ

بيضاءَ كالفراشةِ البريَّهْ

 

تبحر من قلبي إلى عينيكْ

تُلقي عصا التّرحالِ في يديكْ

تُعانِقُ الضِّيا بمقلتيكْ

وَتسْتَحِمُّ تسْتَحِمُّ جَذْلى

في أَرَجٍ مَعَ المنى أَهَلاّ

فتُغمض الأجفانَ في سُكونِ

تَغفو على هيمنةِ الحنينِ

 

على جناح نسمةٍ عليلهْ

تهب من سفوحِنا الجميلهْ

أَبُثُّها تحيّةً أَصيلَهْ

                           إِليكَ يا صديقيَ الأمينْ

                           مُخْضَرّةً كَنَبْتَةِ الزّيتونْ

                           مزروعةً فُلاًّ وياسمينْ

مِن أرضِنا الخَيِّرَةِ المِعْطاءِ

مِن جنّةٍ تَمورُ بالسّناءِ

                           تجتاز أسواراً من الأشواكْ

                           يهزّها الفؤادُ كي تَلْقاكْ

                           تَدْمى فلا ترتاعُ كي تراكْ

فتستقرُّ حيثما تكونُ

ويطمئن قلبُها المفتونُ

وتنحني تضمُّ خيرَ نفسِ

في نشوةٍ فيّاضةٍ بالحِسِّ

على جناح عندليبٍ آتِ

من ربوةٍ تضجُّ بالصلاةِ

أَبُثُّها أطيبَ أُمنياتي

                           إليكَ يا حبيبيَ البَعيدا

                           تنسابُ لحناً خالداً فَريدا

                           يَهزُّ مِن روعته الخُلودا

وتنثني في لهفةٍ ووجدِ

تَصُبُّ في أُذْنيك أحلى وعدِ

تخضر من سخائهِ النجودُ

ويرقص النسرينُ والورودُ

يقول لُقْيانا بِلا قَطيعَهْ

تحمي حمى بقائِهِ الطَّبيعَهْ

 

أوبريت "الأردن أولاً" هذا الحمى الحبيب  - الهاشميّ المهيب

 

أردنُّ أوّلا

نعطيه ما يشاءْ

الحب والولا

والروح والدماءْ

أردنّ أوّلا

أردنّ في المقلْ

نبني له العلى

بالعلم والعملْ

نشيد له المجد والسؤددا

لتزحم راياته الفرقدا

نموت ونحيا لكي يَخْلُدا

وصوت التحدّي عميق الصدى

 أردنُّ أوّلا

نعطيه ما يشاءْ

الحب والولا

والروح والدماءْ

أردنّ أوّلا

أردنّ في المقلْ

نبني له العلى

بالعلم والعملْ

أردنّ فجرنا

أردن بدرنا

أردن رسمه

سُكْناهُ صدرنا

كي يبقى عامرا

للحق ناصرا

للظلم قاهرا

حرا وظافرا

 هذا الحمى الحبيب

الهاشمي المهيبْ

فردوسنا الخصيب

تهفو له القلوبْ

نشيد له المجد والسؤددا

لِتَزْحَمَ راياته الفَرْقَدا

نموت ونحيا لكي يخْلُدا

وصوت التحدّي عميق الصدى

أردنّ أوّلا

نعطيه ما يشاءْ

الحب والولا

والروح والدماءْ

أردنّ أوّلا

أردنّ في المقلْ

نبني له العلى

بالعلم والعملْ

يا صانع الجُلّى

يا قلعة الحشدِ

للوحدة الكبرى

عِشْ خافق البندِ

يا كعبة الخلدِ

يا غابة الأسْدِ

جدّدْ لنا الماضي

بالبذل والجهدِ

الروح كم تهواكْ...

فالسحر في مغناكْ...

آسادنا ترعاكْ

تُعلي صروح بناكْ

نشيد لكَ المجد والسؤددا

لتزحم راياتِكَ الفرقدا

نموت ونحيا لكي تَخْلُدا

وصوت التحدّي عميق الصدى

أردنّ أوّلا

نعطيه ما يشاءْ

الحب والولا

والروح والدماءْ

أردنّ أوّلا

أردنّ في المقلْ

نبني له العلى

بالعلم والعملْ

تاريخُكَ الوضّاءْ

أمجادُكَ الغرّاءْ

آثارُكَ الشمّاءْ

تدعونا للعلياءْ

 بتراؤنا تروي

إِنّا من الصخرِ

شيّدنا مملكة

بالبأس والصبرِ

فلنمضِ يا أبطالْ...

قدما بدون كلالْ...

من يسعَ نحو كمالْ

لَمْ يلتفِتْ لِمُحالْ

أردنّ أوّلا

نعطيه ما يشاءْ

الحب والولا

والروح والدماءْ

 نشيد له المجد والسؤددا

لتزحم راياته الفرقدا

نموت ونحيا لكي يَخْلُدا

وصوت التحدّي عميق الصدى

 أردنّ أوّلا

أردنّ في المُقَلْ

نبني له العلى

بالعلم والعملْ

كي يبقى عامرا

للحق ناصرا

للظلم قاهرا

حرا وظافرا

أردنّ أولا...

أردنّ أوّلا...

  

سلاماً خالداً..... يا فلسطين

 

 

يا فلسطينُ ... سلاماً خالداً
 

قِبلةَ الأنظارِ ... يا بيتَ القصيدِ
 

يا ربوعَ المهدِ والأقصى ويا
 

مِشعلَ النورِ وجنّاتِ الورودِ
 

كيف حالُ الأهلِ في قدسِ الفِدى
 

وَبِقَلْقيْلِيا والسَّبْعِ الشديدِ
 

وخليلِ البأسِ والصبرِ وفي
 

غزَّةَ الشَمّاْ ونابُلْسِ الأُسودِ
 

وَبِرامَ اللهْ الميامينِ وفي
 

بَيْتَ لحمِ الطَّوْدِ في وجه اللدودِ
 

وجِنينَ النّارِ والعزمِ وفي
 

طولكرمِ الذَّوْدِ عنوانِ الصُّمودِ
 

بارك الله بَنيكِ الصِّيْدَ مَنْ
 

يفتدون الأرضَ في حَبْلِ الوريدِ
 

حَيِّهِمْ عنّا رجالا ًصمدوا
 

صخرةً صَمّاءَ في وجه اليهودِ
 

أَخفِضوا الهامَ لهم إِنَّهُمُ
 

صاغةُ المستقبلِ الحرِّ المجيدِ
 

بذلوا الأرواحَ ذوداً عن حمىً
 

قُدُسِيٍّ.. ضَمَّ جثمانَ الشهيد
 

نحنُ لا عِشنا إذا لم نتحد
 

كُلنا نمضي ونهزا باللحود
ج

يُطرِب الأسماعَ مِنّا مدفعٌ
 

وصواريخٌ تُدوّي كالرعودِ
 

وجموعُ الشُّهَدا في موكبٍ
 

أقبلت تسعى من الأفق البعيدِ
 

ركّزت مؤمنةً خاشعةً
 

رايةَ اللهِ عَلتْ فوق الحُشود
 

فتعالت صيحةُ الأبطالِ في
 

ساحة القدسِ فَضَجَّتْ بالنشيدِ
 

فامضوا للجُّلى وسيروا قُدُماً
 

كي يعودَ الحقُّ خَفّاقَ البنودِ
 

رسالة من جبل النار في ذكرى صدور الوعد الجائر

 

طلقة واحدة تعدل خمسين قصيدهْ

مُفعماتٍ .. بالتفاعيل الفريدهْ

مثقلات بالمعاني

حافلات بالبيانِ

مُشرقاتٍ بضياء الكلمهْ

رافلاتٍ بِشَجِيّ النغمهْ

طلقة واحدة يطلقها ساعدُ باسلْ

رابضٍ في خندق المجد يقاتلْ

تتحدّى الخُطَباءَ المِصْقَعينْ

تتسامى فوق هامِ البارعينْ

الكُسالى عن ميادين الشهامهْ

السُّكارى إن دعا داعي الكرامهْ

طلقةٌ من مدفعٍ في كفِّ جنديْ

تتعالى فوق صيحاتِ التحديْ

إنها أَوْقَعُ من ألفِ نداءْ

وهتافاتٍ تدوّي في الفضاءْ

والشعاراتِ الغريبهْ

والتعابيرِ الرّتيبهْ

كم كتبنا.... كم نظمنا.. كم هتفنا

أُمُّ بلفورٍ كثيراً ما شَتَمْنا

نصفُ قرنٍ قد مضى والليل مُطْبِقْ

وغيوم الظلمِ بالأُمَّةِ تُحْدِقْ

لم يُحقِّقْ ما كتبنا من سطورْ

مطلباً .. كنا كَحَرّاثِ البُحورْ

يا شبابَ الأُمَّةِ اليومَ أَقولْ

تَرْجِموا القولَ فَعالاً .. فَدُجانا لَنْ يَطولْ

مَنطق العَصْرِ.. سلاحٌ وصِفاحْ

ونضالٌ وجهادٌ وكفاحْ

لُغَةُ القوّةِ .. أَجْدى لُغَةِ

لهجةُ الرشّاشِ أَسمى لهجةِ

فَلْيَكُنْ بِلفورُ مَعْناً في العَطاءْ

وَلْيَهَبْ ما شاءَ أرضاً وسماءْ

وَلْيُوَقِّعْ لأَعادينا الوثائِقْ

وَلْيَهَبْ حاتمُ أرضاً وحدائقْ

وَلْيعِدْ بلفور آلافَ الوعودِ

سوف نمحوها بنارٍ وحديدِ

وَلْنُؤَجِّجْ في الحمى نارَ المصانعْ

ولتكُنْ أشعارنا قصفَ المدافعْ

ولتكُنْ صرخَتُنا صوتَ القنابلْ

وَلْنَسِرْ للسّاحِ جنديٌّ وعاملْ

لم يعد للقولِ معنىً .. لم يعدْ

فلنودعهُ وداعاً للأبدْ

 

التّحدّي والاستجابة

بِلِسان أبطال نابلس، القدس، الخليل، رام الله، غزة، بيت لحم، طولكرم، جنين، البيرة، قلقيلية، وكل بلدة في الثّرى الطّهور.

 

في الصّعب .. وفي الشِّدّة صخرُ

في الكرب .. وفي الحومة .. جمرُ

فاشْهَد يا دهرُ .. أنا حُرُّ

أتحدّى الهولَ ولا أخشى

فَشِعاري الموتُ أو النّصرُ

سأُحَطِّمُ عن وطني القيدا

وأصونُ الذِّمّةَ والعهدا

وأَشيدُ بتضحيتي مجدا

بأسي في الهيجاءِ شديدُ

ومضائي في الرَّوْعِ حديدُ

وسلاحي ماضٍ وفريدُ

يطلقه ساعدُ مغوارِ

يبني الحريّةَ ويشيدُ

ألجرحُ النّازفُ في جسمي

يذكي ويضاعف مِن عزمي

حبّي لبلادي ملءُ دمي

يسري بعروقي يدفَعُني

للموتِ بثغرٍ مبتسمِ

ألخندقُ بيتُ الأحرارِ

والدرع رداءُ الأبرارِ

والصبرُ عَتادُ الأخيارِ

والغاصبُ لا يرحلُ إلا

بهديرِ المِدفعِ والنّارِ

ألحقُّ .. نضالٌ وسلاحُ

والنصرُ جهادٌ وكفاحُ

والسّؤددُ بِيْضٌ وَصِفاحُ

لا يعلو الحقُّ بلا مهرِ

كي يُشرِقَ في الأُفْقِ صباحُ

*  *  *

حَفيفُ الغُصونِ وهمسُ الصَّبا

هتافٌ يجلجل في مَسمعي

وشدو الهزارِ وترنيمُهُ

نِداءٌ يُحَفِّزُني أَنْ أَعيْ

فَأَنْهَض للسّاحِ ليثاً هصورا

أَرُدُّّ الدّخيلَ عن الأَرْبُعِ

وأَفدي بروحي التّراثَ الطّهورَ

وأَحميهِ بالنّارِ والمِدفعِ

بلاديَ مُحْتَلَّةٌ فَلأَثِبْ

ولو كان في وثبتي مَصْرعي

سأقتحمُ الهولَ مِن أجْلِها

دِفاعاً عن الشّرفِ الأَرْفَعِ

فَحِطّينُ تهتفُ سِرْ لِلفِداءْ

وجالوتُ تَصْرُخُ لا تَرْجِعِ

تَقَدَّمْ وَجَدِّدْ لنا ماضِياً

تَأَلَّقَ كالفَرْقَدِ الأَنْصَعِ

فَأَجْدادُكَ الصِّيْدُ قد رَكّزوا

على الكونِ .. رايَ الهُدى أَجْمَعِ

وكانوا نجومَ الفتوحِ الأُولى

تسامَوْا بكل فتىً أَرْوَعِ

فلا تَنْسَ أيّامَنا الخالداتِ

وَمِنْ حَوْمَةِ الحربِ لا تَفْزَعِ

وبالنّفسِ خَلِّدْ عظيمَ التّراثِ

وروحَ التّخاذلِ قُمْ شَيِّعِ

بلادُكَ قبرُ الغُزاةِ الكبيرُ

فَقُلْ لِعَدُوِّكَ .. لا تَطْمَعِ

فَيا سماواتُ عَلَيَّ اشْهَدي

ويا أُمّتي قَسَمي رَجِّعي

سأَمضي أَشقُّ طريقيْ غداً

إلى الخُلْدِ من بابِهِ الأَوْسَعِ

أنا إِنْ بذلتُ دمي في الوغى

أقولُ لِصُبْحِ المعالي اطْلُعِ

فَيا إخوتي لن يطولَ الأَسى

ويا جفنَ أرضيَ لا تَدْمَعِ

*  *  *

قَسَماً بالله ربِّ العالمينْ

والرّسولِ المصطفى الهادي الأمينْ

قسماً بالمهد والأقصى السّجينْ

قسماً بالحقّ والعدلِ الطّعينْ

أَنْ أُعيدَ القدسَ لا أخشى المَنونْ

كل ما في الوطن الغالي الحبيبْ

من تراث قدسي بي يُهيبْ

أن أُلَبّي دعوة الحقّ السّليبْ

في مَضاءٍ مُضَرِيٍّ كاللهيبْ

موطني ها أَنَذا اليومَ مُجيبْ

أقحم الأخطارَ كالليثِ الهَصورْ

بدمائي أفتدي الحوضَ الطّهورْ

منبت الآسادِ لن يبقى أسيرْ

وَسَيَلْقى المعتدي أَقسى مَصيرْ

أَجَل الباطلِ والإِفْكِ قَصيرْ

عزْمة الأحرارِ تجتاح الحصونْ

وثبة الأبطالِ تُردي الغاصِبينْ

وجراح اللاجئينَ النّازِحينْ

حافزٌ للصِّيْدِ نسلِ الفاتِحينْ

أن يردّوا الحقَّ وضّاحَ الجَبينْ

*  *  *

يا ديارَ المجدِ يا أرض الجدودْ

قِبْلَةَ الأنظارِ عنوانَ الخلودْ

ساعدي يسحقُ هاتيكَ القُيودْ

قَسَماً إِنّي سأَوْفيْ بالعُهودْ

وإذا متُّ .. فَجَنّاتُ الخلودْ

عُمَرٌ يحفزني .. للنّجدةِ

وشعاعٌ خالِدٌ من مُؤْتَةِ

وصلاح الدّين يرعى خطوتي

وَسَنا حِطّينَ يُذْكي هِمَّتي

أَبْشِري إِنّي لها يا أُمّتي

*  *  *

هذه أرضي وهذا بلدي

لا بقاءٌ فيهما للمعتدي

هذه أرضي التي خَضَّبَها

بالدّم القاني حُماةُ السّؤددِ

لا مكاناً لِعَدُوٍّ غاصِبٍ

في حِمى المهدِ وساحِ المسجدِ

وطني حيث المعالي أَيْنَعَتْ

وَتَسامَتْ فوق هام الفرقدِ

*  *  *

يصرعُ الباطلَ في إيمانهِ

وَمَضاءٍ باسلٍ مُتَّقِدِ

خابَ ظنُّ الخَصْمِ إِنْ ظَنَّ على

أرضِنا يَحْظى بِعَيْشٍ أَرْغَدِ

مَنْبِتُ الأبطالِ للغازي لَظىً

وجحيمٌ للأعادي أَبَديْ

أَتَحَدّى الهَوْلَ إِنْقاذاً لها

ليسَ يُثْنيني الرَّدى عن مَقْصِدي

وَأَفي بالعهدِ في تحريرها

مِن قيودٍ واحتلالٍ أسْوَدِ

مُرْخِصاً في السّاحِ روحي ودمي

ذائِداً عن حوضِها كالأَسَدِ

بِصُمودي أُرْجِعُ الحقَّ وفي

تَضْحِياتي أَبْتَني خَيْرَ غَدِ

*  *  *

يا إخوتي مَنْ يعشقِ الرّدى

يَكُنْ مثالَ الجودِ والنّدى

يبني العُلى يَشيدُ سُؤْددا

يعيشُ رغمَ القيدِ سَيِّدا

يبني بناءً رائعاً غَدا

يحيا حياةَ المجدِ والخلودْ

يحطّم الأغلالَ والقيودْ

يصوغُ صُبحاً رائعاً جديدْ

*  *  *

لا خوفَ بعدَ اليومِ يا رِجالْ

لا رُعبَ مِنْ فَتْكٍ ومِن أهوالْ

لم يَبْقَ ما يدعونهم أَغوالْ

ولّى زمانُ الخوفِ يا أَبطالْ

فَلْنَرْفَعِ الجِباهْ

وَلْنَسْحَق الطُّغاهْ

لكلّ شيءٍ مَهْرُهُ

ومهرُ ذي الحرّيةِ الحياهْ

وَلْنَبْتَهِلْ لله في صلاهْ

حتى يُضيْ قلوبَنا المسدودهْ

يلهمنا المبادىء الرّشيدهْ

يسمو بنا للحكمة السّديدهْ

فنمنح الحريةَ الأرواحا

ونعشق الجهادَ والكفاحا

*  *  *

يا إخوتي .. ما ذَلَّ مَنْ يَبْسِمُ للخطرْ

ما ضاع حقُّ باسلٍ حُرٍّ وما انْدَثَرْ

ما خاضَ رَوْعاً واسْتَماتَ إلاّ وانْتَصَرْ

وَكُلِّلَتْ أَعْلامُهُ .. بِهالةِ الظَّفَرْ

فَلْتَبْسِمِ الثّغورْ .. وَلْتخْفق الصّدورْ

فالنّورُ يأتي .. مِن كُوى الظلامْ

وخلفَ هوجِ الرّيحِ تَسْري .. أروعُ الأنسامْ

فَتَسْتَفيقُ زهرةٌ .. نَدِيّةُ الأكمامْ

 

الواقع والرّفض

 

ما كان ذاك .. حلما

بل واقعٌ رهيبْ

في لحظةٍ تَوارى .. فردوسُنا الحبيبْ

وحَلَّ في حِمانا

مستعمِرٌ غريبْ

وصرنا كالحيارى .. نَتيهُ في الدُّروبْ

أَيّامُنا تَبَدَّتْ

بحراً من الكُروبْ

ولا نرى في دربِنا

إلا رؤى الغُزاهْ

تطوف حول ركبنا .. فاغرة الأَفواهْ

تسلبنا بقسوةٍ .. معالم الحياهْ

والرّيح في سياطها .. تمزّق الجِباهْ

لم يبقَ نور في الفَضا

فَحُلْكَةُ الظلامْ

غدت تلفّ شعبَنا .. المهيضَ في الخِيامْ

ماذا جنينا ماذا

حتى غدونا هكذا .. جرحى بلا معينْ

أَنّى مضينا فالدُّنى .. كالصَّخرِ لا يلينْ

ماذا جنينا ماذا .. بالله يا سهادْ

حتى نعاني ما لا .. يطيقه الجمادْ

بلادنا علينا .. قد أصبحت حرامْ

هل يا ضمير الدنيا .. حُكِمْنا بالإِعدامْ؟

هذي السّنون تمضي .. ونحن في العَراءْ

ستنقضي قرون .. ونحن في الشّقاءْ

فَلْيَخْتَنِقْ فَلْيَخْتَنِقْ .. في حلقنا النّداءْ

وللجحيم يمضي .. الإلحاف والرّجاءْ

فلن نعود يوماً .. كي نقرع الأبوابْ

قد ساد يا إلهي .. في الأرض حكم الغابْ

مَنْ يا تُرى ننادي .. فالنّاس في رقادْ

بُحَّ النّداءُ .. صرنا

كَنافِحِ الّرمادْ

إِنّا لَفي زمان .. ضميره قد نامْ

وأسقط المبادي .. والخُلْقَ والسّلامْ

سنطرح الشكاوى .. وننبذ التّبيانْ

وننتضي سلاحاً .. يُدَوّي كالبركانْ

فصوته المدوّي

تصغي له الآذان

يُنَبِّهُ السُّكارى .. ويوقظ الوجدانْ

ما رُدَّ حقّ إلا .. بالعزم والتّفانْ

بنهر أُرجوانٍ .. ينساب من شُجعانْ

 * * *فانتفضنا * * *

هتف الأقصى بنا لمّا انتفضنا .. أَيها الأحرار أَين القصد أَيْنا

فأَجَبْناهُ بصوتٍ هادرٍ .. والأماني أشرقت في مُقلتينا

هزّنا شوقٌ إلى ساح الفدى .. وَرُبى حِطّين قد حَنَّتْ إلينا

لاحت الجُلّى فَقُلنا مرحبا .. ودعانا المجد جمعاً فَأَتَيْنا

الدم الفوّار بركان لظى .. والرّدى يا للردى ملء يدينا

لن يَفُتَّ الصعب من همّتنا

لا يشاء الدهر إِنْ نحنُ أَبَيْنا

بالضحايا سوف نفدي أرضنا

ندفع الدَّيْنَ ونوفي ما علينا

وإذا الأبطال يوماً عزموا

ذُلِّلَ الأَمر وَأَضْحى الصَّعْبُ هَيْنا

أَلا فَلْنَمْضِ للعَلياء طُرّا

أَلا فَلْنُلْغِ بالإِقْدامِ أَسْرا

لنوقظ كلَّ مَن أغفى وقرّا

بصوت هادر رعداً ونقرا

كتاباً بالدم المُهَراق سِفرا

ليصبح موطن الأبطال جمرا

تُدَمِّرُ نارُه ظُلماً وشرّا

فليس سوى الجهاد يشيد نصرا

وَيُرْجِعُ موطنَ الإِسراءِ حُرّا

* * *

فَهَيّا للكفاح فليس ينفعْ

صراخ فالمغامر ليس يسمعْ

سوى صوتِ القَنا وزئير مدفعْ

تزلزل قلبَ مَنْ ظلموا تُصَدِّعْ

أخي قُمْ عن حِياضِ القدس ندفعْ

عدوّاً بالمآثمِ قَدْ تَلَفَّعْ

أَخي هيّا بنا للسّاحِ أَسْرِعْ

فما كنّا من الهيجاءِ نفزعْ

وما كنّا لخصم الحقّ نخضعْ

* * *

بساح الموت نقتحم السّدودا

ولا ننفكّ نملؤها حشودا

نحبّ المجد .. نختصر القيودا

نركّز في ربى الغازي البُنودا

تَفُلُّ قوى كتائبنا الحديدا

وترجِعُ أُسْدُنا المجدَ التّليدا

شِعار الحُرِّ أَنْ يَقضي شَهيدا

ويكتبُ بالدِّما نصراً أكيدا

سَلِ الأعداءَ تَسْمَعْها شُهودا

* * *

نُرَوّي بالنّجيع ثرى حِمانا

وَنَحْرِقُ يوم معركة عِدانا

فَسَلْ عنّا البواتِرَ والسِّنانا

فما وهنَتْ بميدان قُوانا

ونبلغُ بالضّحايا مُبْتَغانا

ويَرْهَبُ خصمُنا وجهاً لِقانا

عرين الأُسْدِ ما ضَمَّ الجَبانا

فقد وَرِثَ البطولةَ منذ كانا

وعند النّجم قد تَخِذَ المكانا

* * *

شهيدَ القدسِ والأقصى سلامُ

وروّى لَحْدَكَ السّامي غمامُ

فَذِكْرُكَ في القلوب له دوامُ

وأنتَ مُخَلّدٌ خَسِىءَ الحِمامُ

كفاحُكَ سوف ترعاه الذِّمامُ

شهيدَ المجدِ .. إِنّا لا ننامُ

وفي الأحشاءِ يستعرُ اضْطِرامُ

سيعرف مَنْ طَغى إِنّا كِرامُ

لنا الثّاراتُ يعرفنا الحُسامُ

* * *

أُباةَ الضّيمِ صُنّاعَ المآثِرْ

نداءُ الحقِّ كالإِعصارِ هادِرْ

يهيب بأن نحطِّمَ كلَّ غادِرْ

دم الأحرار يدعو كلّ ثائرْ

أَبِيٍّ لا يهابُ الموتَ طاهِرْ

لإِشْهار السِّلاح بِوَجْهِ جائِرْ

وفكّ الأقصى مِن طغيان آسِرْ

ولا عجبٌ فَأَوطانُ الجبابِرْ

تَرَوَّتْ أَرضُها بِدَمِ القَساوِرْ

 

في ذكرى استشهاد بطل معركة القسطل الخالدة

الشهيد عبد القادر الحسيني طيّب الله ثراه

 

أيُّ ذِكرى .. فَجَّرَتْ فيضَ قصيدي
 

أيُّ معنى .. هزَّ أعطاف الوجودِ
 

أيُّ صبحٍ .. لاحَ رفراف السّنى
 

إنه يومُ الفدى .. عيدُ الشّهيدِ
 

إنه يومُ الدمِ القاني الذي
 

عطّر القدسَ بنفحٍ من ورودِ
 

دم عبد القادرِ الحرّ الأبي
 

بُثَّ بالضادِ مَضاءً كالحديدِ
 

أَلْهِبِ الهِمّةَ في أجيالنا
 

أَضْرِمِ النارَ بأجفانِ الرقودِ
 

بئس هذا العمرُ إِنْ كُنّا على
 

أَرضنا نحيا بِذُلٍّ كالعبيدِ
 

لا نَعمنا بحياةٍ أو صَفا
 

أو نُسِبْنا للمثنى والرّشيدِ
 

إِنْ توانينا عن الإقدام في
 

حلباتِ الهول في كل صعيدِ
 

يا نجيعَ الليثِ قد ذكّرتنا
 

بصلاح الدين والفتحِ المجيدِ
 

كان في حِطّينَ سَحْقُ المعتدي
 

وسقيناها دماً أرض الجدودِ
 

وبجالوتَ هزمنا كَتْبُغا
 

وأَعَدْنا المجدَ خفّاقَ البُنودِ
 

حَدِّثينا يا رُبى القدسِ ويا
 

قسطلَ الخُلدِ، وقصّي واسْتَزيدي
 

حين عبدُ القادرِ الحُرُّ انتضى
 

مِدْفَعَ الثأرِ بإِقْدامٍ فريدِ
 

وانثنى في همّةٍ جبّارة
 

يتصدّى لقوى الغازي اللدودِ
 

هاتفاً فَلْتَكْتُبي يا أمّتي
 

أَسْطُرَ العِزّةِ في بَذْلِ الكُبودِ
 

ثمن الحرية الحمراءِ ما
 

كان مُذْ كانَ سوى قلبِ الشّهيد
ِ

يا رفاقَ الدّربِ سيروا قُدُماً
 

وَلْنُجَدِّدْ سؤددَ الماضي التّليدِ
 

وإلى القدسِ أَلا حُثّوا الخُطى
 

لا تُبالوا بسدودٍ وحدودِ
 

تاقت الأُمُّ لِلُقْيا وُلْدِها
 

إِنَّ لُقْياها لَعيدٌ أَيُّ عيدِ
 

أمّتي يا أمّةَ الأبطال من
 

كل حرٍّ رابطِ الجأشِ .. جَليدِ
 

أمّتي لن يبرحَ الغازي الحِمى
 

وعن الجُلّى بَنوكِ في هجودِ!
 

جَدِّدي العزمَ .. وسيري للعُلى
 

وأَعيدي عهدَ حِطّينَ .. أَعيدي
 

أُمّتي للرُّشْدِ عودي واحْذَري
 

هَوْلَ ما حَلَّ بِعادٍ وَثَمودِ
 

واحْذَري الغزو الرّهيبَ المنطوي
 

في ثنايا كلِّ بَرّاقٍ جديدِ
 

فلنا تاريخنا مبدأنا
 

وتراثٌ صيغَ مِن خُلْقٍ حَميدِ
 

إنه خيرُ سلاحٍ في الورى
 

وبه النصرُ يُرى زاهي البرودِ
 

فادْفَعي الأبطالَ للمجد ادفعي
 

حطّمي الخوفَ وبالأرواحِ جودي
 

ليس كالأرواحِ مهرٌ للعُلى
 

والدم القانيَ سبيلٌ للخلودِ
 

لا يُنالُ الحقُّ إلا بالفِدى
 

لا بِحُسْنِ النثرِ والشعر النّضيدِ
 

سَئِمَ الناسُ شَكاوانا فَلَمْ
 

تَعُد الشكوى علينا بمفيدِ
 

سألوا هل هؤلاءِ الضُّعَفا
 

هُمُ مِن أحفادِ عَمروٍ والوليدِ
 

فامْسَحوا بالبَذلِ عنّا وصمةً
 

ودعوا الشكوى لِرِعْديدٍ قَعيدِ
 

سُنَّةُ الكونِ جهادٌ فَثِبوا
 

للمعالي فَلَكُمْ حقُّ الوُجودِ
 

يَطْلُعُ الصُّبحُ بهياً ساطعاً
 

بعد ساعاتٍ من الظَّلماء سودِ
 

حَسْبُنا صبراً فما نحن به
 

يبعث الإحساسَ في الصخرِ الصَّلودِ
 

فمتى نُدمي جَبينَ المعتدي
 

مرة دونَ التفاتٍ لِوَعيدِ
 

فإلى ساحِ التّفاني قُدُما
 

جرِّدوا الأسياف من سجنِ الغُمودِ
 

كلُّ حلمٍ زادَ عن مقدارهِ
 

كانَ جُبْناً ما عليه مِن مزيدِ
 

فاضربوا لا عاش مَن لا يضربُ
 

المارقَ العادي بنارٍ وحديدِ
 

روحَ عبدِ القادرِ المِقدامِ مَنْ
 

بالدم القاني سقى خُضْرَ النُّجودِ
 

حَدِّثي الأجيالَ صِدقاً وانشري
 

صفحاتٍ من جهادٍ وجهودِ
ِ

قُصّي عن شعبِ فلسطينَ الذي
 

ضرب الأمثالَ بالبأسِ الشديدِ
 

لم يَلِنْ في وجهِ طاغٍ آثِمٍ
 

قاومَ استعمارَ جبّارٍ مَريدِ
 

قَسَماً لولا خداعُ الحُلَفا
 

إِذْ تخلَّوْا عن وفاءٍ بالعهودِ
 

 

لم تَضِعْ منا فلسطينُ وما
 

كبّل العادي حماها في القيودِ
 

يا فلسطينُ سلاماً خالداً
 

قِبلةَ الأنظارِ يا بيتَ القصيدِ
 

يا ربوعَ المهدِ والأقصى ويا
 

نفحةَ الخلدِ وجنات الورودِ
 

كيف حال الأهل في رام الله في
 

غزة الشّما ونابلس الصمودِ
 

وخليل النُّجبِ والبيرةِ في
 

طولكرمٍ وجنين ومزيدِ
 

حَيِّهمْ عنا رجالاً ثبتوا
 

صخرة شمّاء في وجه اليهودِ
 

أَخْفِضوا الهامَ لهم إِنَّهُمُ
 

صاغةُ المستقبلِ الحرِّ السعيدِ
 

بذلوا الأرواح ذوداً عن حِمىً
 

قُدُسِيٍّ يرتدي بُرد الخلودِ
 

نحن لا عشنا إذا لم ننتفض
 

للعُلى نمضي ونهزا باللحودِ
 

يطرب الأسماعَ منا مدفعٌ
 

صوته الضخمُ يدوّي كالرّعودِ
 

وجموع الشُّهدا ألمحها
 

أقبلتْ تسعى من الأفق البعيدِ
 

خرجوا للزحف في أيديهِمُ
 

راية الله سَمَتْ فوقَ الحشودِ
 

فَعَلا التهليلُ والتكبيرُ في
 

ساحةِ القدس فَضَجَّتْ بالنّشيدِ
 

فارْفَعوا الأعلامَ وامْضوا قُدُماً
 

لِحِمى المهدِ وللأقصى المجيدِ
 

كي نفكّ القيدَ عن فردوسنا
 

ونفي بالعهدِ في يوم الشّهيدِ

 

حيفا ... إشراقة الصَّباحِ أمْ توهّجُ اللهبْ

 

أَنارَ مِن حَيْفا النضالِ عالَمَ العَرَبْ

وأضرم النيرانَ في

عزائم النُّجُبْ

وأيقَظَ الذين يحلمون

لُبَّهُمْ خَلَبْ

والليل خافَ وانزوى

وَظِلُّهُ هَرَبْ

وفي مِدادٍ رائع الإشراقِ والسَّنا

وفي مَضاءٍ خالدٍ

يَفيض بالمُنى

وفي يدٍ جبّارةٍ

أَذَلَّت العَنا

كتبتِ حيفا إِسْمَكِ العظيمَ بالذهبْ

حيفا عروسُ البحرِ .. قد هزّها التّحنانْ

إلى اجْتِلاءِ نورِ

الأَحِبَّةِ الإِخوانْ

تاقَتْ لِمَرْأى الأهلِ

والصَّحْبِ والخِلاّنْ

فَأَشْعَلَتْ مِن أعلى

كَرْمِلِها النّيرانْ

والنار من قديمٍ

تُشْعَلُ للرُّكْبانْ

لهم تقولُ مرحى

لقاؤنا قد حانْ

رفاقَنا فَلْنُبْحِرْ

لِساحِرِ الشُّطْآنْ

فلن نُقيمَ وزناً

لِشاهقِ الجدرانْ

وللجحيم يمضي الهيّابُ والجبانْ

لبّيك يا عذراءُ استعصَتْ على الغزاهْ

ما فرّطت في عهدٍ

فاهت به الشِّفاهْ

والغازي لم يحقّقْ

ما شاءَ مِن .. مُناهْ

فامتنعتْ تَمَنَّعَتْ

باركها الإلَهْ

وقاوَمَتْ بشدَّةٍ

جَحافِلَ الغُزاهْ

ولم تهب عروسُنا

من قسوة الجُناهْ

بل صبرت وصابَرَتْ

حسناؤنا الفتاهْ

إليكِ يا نقيّه .. يا حُرَّةً أَبِيَّهْ

يا ذروةَ الكفاحِ نُحْني

لِبَأْسِكِ الجِباهْ

يا شعلةً فوقَ النجومِ الزُّهْرِ قد سَمَتْ

لها قلوب صِيْدِنا

وأُسْدِنا هَفَتْ

لها عيون الظامئين للضِّيا رَنَتْ

لها ثغور عاشقي العَلاء قد شدتْ

يا جِذْوَةً من ذروةِ الجبالِ أشرقتْ

دكّت رواسي الجبنِ والهوانَ أَحْرَقَتْ

وعزمَ خيرِ أُمَّةٍ .. في الكون جَدَّدَتْ

بنورها سنهتدي مِن حُلْكَةٍ طَغَتْ

لبّيكِ يا عروسَنا .. راياتُنا عَلَتْ

من وحي وحدة الضفتين الرائدة

 

رُبّينا عند ضفاف النهرْ

ونشأنا نرقب أروع فجر

وسمعنا أحلى أغاني الطُّهْرْ

وشدونا معا وقطفنا الزهر

والأُفق شذى ورواء ونشرْ

* * *

ومضينا نشيد ليوم غدِ

قُدُماً بِمَضاءٍ مُتَّقِدِ

نتسابق في حفظ العهدِ

ونركز رايات المجدِ

* * *

وَبَدا في الأُفق دجى أَسْوَدْ

والجو تغيَّرَ وتَلَبَّدْ

وإِذا بجبين الأرض ارْبَدْ

* * *

 وغريب في وجه بشعِ

قد لاحَ بأَثواب الطمعِ

يجتاح حِمانا بالفزعِ

فأَسالَ دمانا أنهارا

واحتلَّ الروضةَ والدّارا

داس الحرمات ولم يرحمْ

شيخا ونساء وصغارا

* * *

وإِذا بالنكبة تلفحنا

وتلف سمانا.. تنهكنا

فيزيد تماسك وحدتنا

* * *

فنسير معا نحو السّاحِ

وأضم سلاحك لسلاحي

ونخوض معاً أسمى كفاح

وأُضمّد جرحك وجراحي

* * *

قُدُماً أمضي ويدي بيدك

وأريق دمي لغدي وغدك

أفديك من النّار بصدري

أحميك من الخصم بعمري

ونصوغ معاً أبدع سِفْرِ

 فَلأَنْتَ أخي ..

يربطنا الدم .. يجمعنا الهمّْ

جرحي جرحك .. فرحي فرحك

هدفي هدفك .. شرفي شرفك

* * *

لا... لن تتصدع وحدتنا

لا... لن تتزعزع همتنا

قَسَماً .. لن تضعف عزمتنا

لا... لن تتفرق كلمتنا

* * *

فاشْهَدْ يا عَصْر

وحدة شعبَيْنا لَنْ تُكْسَرْ

ولقانا الخالد لن يُقهَرْ

وحدتنا صِدقاً تتفجَّرْ

وحدتنا خالدة كالدّهرْ

باقية قِبلة نظر الحُرّْ

ستظل تنير دروب النّصْرْ

ستظل تنير دروب النّصْرْ

 
 

سترحل أيها المحتل

 مناسبة القصيدة: عندما قامت سلطات الاحتلال بهدم سبعين بيتاً في حلحول:

 

دَمِّر يا مُستعمرُ دَمِّرْ
 

وافْعَلْ ما شِئْتْ
 

سأظلُّ بِأَرضيْ مُلْتَصِقاً
 

وسترحَلُ أَنْتْ
 

مهما دمرتَ فلن يتزعزعَ مني العزمْ
وسأَسْقي أَرْبُعَ آبائي أَنهارَ الدَّمْ
ويكون صمودي جباراً يتحدّى الخَصْمْ
إِنّي بِعَريني ملتصقٌ كالطِّفْلِ بِأُمّْ
وسأمكثُ في أرضِ بلادي ويزولُ الظُّلْمْ
 

إِرْفَعْ سيفَ الإِرْهابِ ارفع
 

واسجنْ ما شِئْتْ
 

فسأبقى في وطني الغالي
 

وستخرُجُ أَنْتْ
 

سيفُ الإِرْهابِ غداً يرتدُّ إلى نَحْرِكْ
وستحفرُ يا مَغرورُ به مَثْوى قَبْرِكْ
فَتَفَنَّنْ يا مُحْتَلُّ تَفَنَّنْ في غَدْرِكْ
فالشعب يُصوِّبُ نارَ الثأْرِ إلى صدرِكْ
عزمُ الأَبطالِ غداً سَيُعَجِّلُ في قَهْرِكْ
 

أَرْهِبْ يا مُسْتَعْمِرُ أَرْهِبْ  
 

واصْنَعْ ما شِئْتْ
 

إيماني بِحَقّي لن يَخْبو
 

وَسَتُسْحَقُ أَنْتْ
 

إِسجن آلافَ الأَحرارِ أَعَدُوَّ الحقّْ
واحصدْ آلافَ الأبرارِ واقتلْ واحرقْ
لا تحفظ حرمة إنسانٍ وانهبْ واسرقْ
إِزْهقْ أَرواحَ الأَطفالِ .. لا، لا تُشْفِقْ
سيضاعف ظلمُكَ من بأسي لأَفُكَّ الطَّوْقْ
 

هَدِّمْ يا مُتَطَفِّلْ هَدِّمْ
 

واقتلْ ما شِئْتْ
 

مهما هَدَّمْتَ فلن أَرْحَل
 

وستمضي أَنْتْ
 

دَمِّرْ حَلْحولَ ولا تتركْ فيها حجرا
لا تُبْقِ على شيءٍ واقطعْ حتى الشَّجرا
وانْشُرْ راياتِ التخريبِ ولا تترك فيها أثرا
مهما هَدَّمْتَ فلن تَبْلُغْ منها وَطَرا
حلحولُ ستبقى خالدةً وغداً سَتَرى
 

 

 صباح النّورِ يا وَجْناءْ

 

صباح النّورِ يا وَجْناءُ
 

يا أبهى من الزَّهْرِ
 

ويا أحلى من المنثورِ
 

يا أنقى من القَطْرِ
 

ويا أغلى من الياقوتِ
 

والمَرْجانِ والتِّبْرِ
 

ويا مَنْ نورُ طَلْعَتِها
 

يُضاهي رَوْعَةَ البَدْرِ
 

ويا مَنْ عَذْبُ بَسْمَتِها
 

يَرُدُّ الرّوحَ للصَّدْرِ
 

تُهِلُّ كما تُهِلُّ الشّمسُ
 

في إطلالَةِ الفَجْرِ
 

صباح الفلِّ يا وَجْناءُ
 

يا أصفى من الدُّرِّ
 

جمالُكِ فيهِ إعْجازٌ
 

وَسِحْرٌ جَلَّ عَنْ حَصْرِ
 

لقد بَدَّدْتِ أشْجاني
 

وَأَحْيَيْتِ مُنى دَهْري
 

تبارَكَ مَنْ حَباكِ الحُسْنَ
 

 في إشراقِهِ البِكْرِ
 

فَكُنْتِ الواحَةَ الفَيْنانَةَ
 

 الفَيْحاءَ في القَفْرِ
 

تَعالَى مُبْدِعُ الدُّنْيا
 

إِلَهُ النُّوْرِ والنَّوْرِ
 

تَمَجَّدَ في السَّما باري
 

العيونِ الحُلْوَةِ الخُضْرِ
 

مُروجُ بِلادِيَ الخَضْراءُ
 

في إشْعاعِها يَسْري
 

وَمَنْ صُنْوُ العيونِ الخُضْرِ
 

يوحيْ أرْوَعَ الشِّعْرِ
 

وَيُحْيِيْ كامِنَ الآمالِ
 

يُذْكيْ خالِدَ الفِكْرِ
 

وَلَوْلا وَحْيُها السّامي
 

لَظَلَّ الفنُّ في أَسْرِ
 

وَمَنْ يَسْطيعُ أَنْ يَقْوى
 

إِزاءَ سِهامِها السِّحْريْ
 

تَصيْدُ الصَّقْرَ في الأَجْواءِ
 

تُجْريْ الماءَ مِنْ صَخْرِ
 

صباحُ الخَيْرِ يا ذاتَ
 

الجَبينِ الفاتِنِ النَّضْرِ
 

يَشِعُّ سَنا مُحَيّاها
 

سُمُوَّ الرّوحِ والطُّهْرِ
 

وَأَنّى تَمْضيْ تَنْشُرُ في
 

حِماها أَطْيَبَ النَّشْرِ
 

وَيَلْثُمُها الصَّبا صُبْحاً
 

وفي إغفاءَةِ العَصْرِ
 

وَتُسْمِعُها طيورُ الحَقْلِ
 

قصّةَ حبِّها العُذْري
 

وَوَرْدُ الرَّوْضَةِ الجوريُّ
 

يُهْديها الشّذى العِطْري
 

يقولُ لها صباحَ الوردِ
 

يا عُلْويَّةَ القَدْرِ
 

سَلِمْتِ لنا لِتَبْقَيْ رَبَّةَ
 

 السَُلْطانِ والأمرِ
 

وإِشراقَ الأماني الخُضْرِ
 

يُثْري رِحْلَةَ العُمْرِ
 

 

مادبا .. قلعة الكـبـرياء

 

 إلى ربّةِ الحُسْن قلبي صَبَا
 

وما أصْبى قلبي سوى مادَبا
 

وكيف يُغَيَّبُ عنّي حِمىً
 

بهِ عاشَ جدّي سِنِيَّ الصِبا
 

أمادبا عفوَكِ إنْ قَصَّرَتْ
 

قوافِيَّ مَنْحَكِ ما أوْجَبا
 

فإنّكِ في خافقي دائماً
 

وحُبُّكِ طَيَّ الضلوعِ اخْتَبا
 

رَعاكِ الذي صاغَ هذا البهاءَ
 

وأَرْبُعَكِ فِتْنةً قدْ حَبا
 

فأنّى مضيْتَ ترى روعةً
 

وتشدو الطيورُ غِنا مُطْرِبا
 

وسِحْرُ الطبيعةِ يَسْبي النُّهى
 

بِزَهْرِ الحُقولِ وَخُضْرِ الرُّبا
 

وقدْ طِبْتِ جوّاً وطِبْتِ ثرىً
 

وأرضُكِ تبقى هيَ الأخْصَبا
 

وَمُذْ كُنْتِ دنيا رُواءٍ فَما
 

شروقُ مُحَيّاكِ يوماً خَبا
 

ويا ما أحَيْلى مُروجَ النُّضارِ
 

مِنَ القمحِ ذَهَّبَتِ السّبْسَبا
 

جمالُكِ مصدرُ وحْيِ القريضِ
 

وَمِنْ مُهَجِ الشُّعَرا كمْ سَبى!
 

فقدْ مَسَّ مِنْهُمْ شَغافَ القلوبِ
 

كتيّارِ سِحْرٍ من الكهْرَبا
 

سَتَبْقَيْنَ مصْدَرَ إلْهامِهِمْ
 

وللفَنِّ أُمّاً لَهُ والأَبَا
 

ولِلأُرْدُنِ الخالِدِ المُفْتَدى
 

تَظَلّيْنَ ابنتهُ الأقْرَبا
 

سَليلَةَ خَيْرِ الجُدودِ الأُولى
 

لِواؤُهُمُ صافَحَ الكوْكَبا
 

تُحَدِّثُ آثارُكِ الرّائِعاتُ
 

أحاديثَ صادقَ ما كذّبا
 

تقولُ بأنَّ ثَراكِ اسْتَقى
 

دَماً فَغَدا عاطِراً طَيِّبا
 

وأنَّ الحَضارَةَ فيكِ نَمَتْ
 

وكُنْتِ المقرَّ لَها الأرْحَبا
 

وَمُنْذُ القديمِ مَنارَ السّنا
 

وَبَدْرُ عَلائِكِ ما غُيِّبا
 

بِأمْسِكِ كَمْ مِنْ نبيٍّ أتى
 

لِيُسْمِعَ صوتَ السّما المُجْتَبى
 

لكيْ ينْهَجَ المَرْءُ نَهْجَ التُّقى
 

ويَسْلُكُ دَرْبَ الهُدى الأصْوَبا
 

شبابُكِ نِعْمَ الشبابُ الجريءُ
 

إلى عَزْمِ اُسْدِ الشَّرى اُنْسِبا
 

إذا نودِي يوماً لِساحِ العُلى
 

مَضى كالهَصورِ وما اسْتَصْعَبا
 

شبابُكِ خيْرُ الحُماةِ الكُماةِ
 

وَسَيْفُهُمُ في الوَغى ما نَبا
 

فَهُمْ في الميادينِ أبْطالُها
 

بِحُمْرِ الشِّفارِ وَحَدِّ الظُّبا
 

وَإنْ يَدْنُ مِنْكِ عَدُوٌّ يَعُدْ
 

كَليْلَ الخُطى خاسِراً خائِبا
 

فَدوميْ بِأفْقِ البَها نَجْمَةً
 

تَشِعُّ السَّنا الأرْوَعَ المُذْهَبا
 

وَبورِكْتِ يا قَلْعَةَ الكِبْرياء
 

حِمىً للكرامةِ مَهْدَ الإبا

 

جرش العربية الخالدة

 

 لبس التاريخُ من أثوابها
 

والحضارات سَرَتْ من بابها
 

زيوس الأكبر حامي حوضِها
 

أرْتميسُ النورِ من حُجّابها
 

ولواء العزّ رفراف السّنا
 

وأريج الخلد في محرابها
 

أرضها الغرّاء كانت أبداً
 

مضرِب الأمثال في إخصابها
 

وثراها طابَ عَرْفاً وشذىً
 

بدم الأبطال من أصحابها
 

والميامين الأُولى سادوا المدى
 

نسِبوا قِدْماً إلى أصلابها
 

والمروءات وعزمٌ وإبا
 

وسجايا النبل من أنسابها
 

هي والبدرُ رفيقا عُمُرٍ
 

والنجوم الزُّهْرُ من أترابها
 

أيّ دنيا من جمالٍ وبها
 

أيّ حُسنٍ ضُمَّ في جلبابها
 

كانت الجنّةَ مأوى للشذى
 

وجموع الطير في أسرابها
 

كَسَت العالم أبراد الرواء
 

وازدهى البنيان من أخشابها
 

قبلةَ الأنظار كانت مثلما
 

كانت الصفوةُ من أربابها
 

سُننَ الأمجادِ سنّتْ شِرْعةً
 

والورى يمشي على أعقابها
 

والفروسية فيها نشأت
 

وبنوها الصّيد من أحبابها
 

ولها جيش عظيمٌ ظافرٌ
 

مَنْ تُرى يَقْوى على إغضابها؟
 

جرش العزّة والخلد معاً
 

كانت العلياء من خُطّابها
 

وإذا ما المُزنُ يوماً هطلت
 

فلها الحصّة من تَسْكابها
 

كانت الدنيا إذا ما غَضِبَتْ
 

بادرتْ تسعى إلى أعتابها
 

جرش الأردنِّ مَنْ يشبهها
 

عَجِز العالم عن إنجابها
 

جرش السيدة الأولى التي
 

كان تاج الملك من ألقابها
 

بلغت في روعة الفن الذّرى
 

تفتِن الألباب في خلابها
 

هذه آثارها شاهدةٌ
 

تروي عن عزّ وأمجادٍ بها
 

تِلْكُمُ أعمدة الساح تُرى
 

صُنْوَ حرّاس على أبوابها
 

بصمات الفنّ في عمرانها
 

مثلما الكحل على أهدابها
 

والقوافي كم تغنّت باسمها
 

وشَدَتْ فيه على شُبّابها
 

سائل الأزمان تُنْبيكَ بما
 

يبعث الإعجابَ عن أحسابها
 

كلّ ما فيها سطورٌ عبّرت
 

عن عُلىً عاشته في أحقابها
 

جرش اليومَ أفاقت لغدٍ
 

وانبرى أسدُ الشّرى من غابها
 

يُرجعون الأمس خفّاقَ اللوا
 

والمنى تختال في أطيابها

 

الطفيلة .. الواحةُ الظّليلهْ

 

  أيُّ حَسْناْ فريدةٍ وأصيلهْ
 

في جنوبِ الأردنِّ ثَمَّ نَزيلهْ
 

أيُّ حَسْناْ فريدةٍ وأصيلهْ
 

في جنوبِ الحِمى هناك نَزيلهْ
 

أيُّ آيٍ من الرُّواءِ وسِحْرٍ
 

وبهاءٍ تضمُّ تلك الخميلهْ
 

مَنْ تُرَى هذه البديعةُ حقّاً
 

والتي للذُّرى العواليْ سليلهْ
 

هلْ عَرفْتُمْ مَنْ قد عَنَيْتُ بِسُؤْلي؟
 

إنها بهجةُ القلوبِ الطّفيلهْ
 

باركَ الله ساحَها وحِماها
 

وحَباها تاجُ النّدى إكْليلهْ
 

أبَدَ الدّهْرِ في اخضرارٍ مُثيرٍ
 

رائعٍ والسّنا يجرُّ ذيولهْ
 

فكأنَّ الربيعَ فيها مقيمٌ
 

وخُطاهُ في حَوْضِها مَوْصولهْ
 

والعصافيرُ بالهوى تتغنّى
 

والسّواقي تُصْغي إليها خَجولهْ
 

وحُداءُ الرّعاةِ فوقَ الرّوابي
 

والشلايا تسيرُ غيرَ عَجولهْ
 

هزّها النايُ والغناءُ فسارتْ
 

للمروجِ الفِساحِ جَذْلى كَسولهْ
 

كلُّ ما فيها شيِّق وبهيٌّ
 

بورِكَتْ بيئةً وأرضاً ظليلهْ
 

هيَ والبدرُ في لقاءٍ حميمٍ
 

والروابي تشاهدُ التّعْليلهْ
 

فيها يحلو الحديثُ فوق سطوحٍ
 

والسّكونُ الشّجيُّ يُرْخي سُدولهْ
 

ليلةٌ بِتُّ فيها كأنّيْ
 

كنتُ أحْيا في جنّةٍ مجهولهْ
 

فَكُرومُ الزّيتونِ مَلأى دوالي
 

والعناقيدُ كاللآلي الجميلهْ
 

"عِنْبُها" رائعٌ كَشَهْدٍ مُصَفَّى
 

لستَ تلْقى أنّى مَضَيْتَ مثيلهْ
 

زيتُها طابَ لَوْناً وَطَعْماً
 

خيْرُ شافٍ إلى الجُسوم العليلهْ
 

ذاتُ ماضٍ مُخَلَّدٍ ومَجيدٍ
 

حافلٍ بالفِدى وأسْمى بُطولهْ
 

مُنْتَهى الكِبْرياء لمْ تُحْنِ رأساً
 

مُنْذُ كانتْ عَصِيَّةٌ مُسْتحيلهْ
 

لِعُلاها كَمْ قدَّمَتْ مِنْ شهيدٍ
 

بذلوا الرّوحَ كي تظلَّ جليلهْ
 

صَفحاتٌ من الكفاحِ وِضاءٌ
 

ونفوسٌ في البذْلِ ليستْ بخيلهْ
 

فَثَراها مُخَضَّبٌ بِنَجيعٍ
 

من أسودٍ هُمْ في الفدى أُمْثولهْ
 

وكُماةٍ .. حتّى تظلَّ بعزٍّ
 

وعلاءٍ سيوفُهمْ مسلولهْ
 

لفلسطينَ قدَّمَتْ خيْرَ صِيْدٍ
 

عطّرَتْها دِماهُمُ المطْلولهْ
 

بورِكَتْ للعُلى تسيرُ بِعزْمٍ
 

بشباب رمْزِ الوفا والرّجولهْ
 

فَلْتَعِشْ قِبْلَةَ العيونِ وتبقى
 

دارةَ العزِّ والشّموخِ .. الطّفيلهْ
 

 

عمّان عروسنا الجميلة الخالدة

 

 عمانُ يا عَروسَنا الأَصيلَهْ
 

يا بَسْمةً على فَم الطُفولَهْ
 

يا دارةَ الرُواءِ منذُ كانتْ
 

وَقمةَ الجَمالِ والفَضيلَهْ
 

الكِبْرُ والشُموخُ في رُباهاْ
 

والمجدُ يَمْشي ساحِباً ذُيولَهْ
 

والفنُ لما حُسْنُها تجلّى
 

أهْدى إليها طائعاً إِكْليلَهْ
 

كم شاعِر في حسنها تَغّنى
 

وثغْرها كم أشتهى تقبيلَهْ
 

في كل شِبر من ثراها تقرا
 

سطراً من الكفاحِ والرجولهْ
 

آثارها الغَراءُ تُنبي عنها
 

بأنَها لسؤْددٍ سَليلَهْ
 

تستقبل الأضيافَ بابتهاج
 

كما يلاقي ذو الندى نَزيلَهْ
 

لم يَدْنُ من حياضها عَدوٌ
 

إلاَّ وعادت جُنْدهُ ذليلَهْ
 

عمان يا حمىً يَضوعُ طيبا
 

لم نَلْقَ في كلِ الدُنى مَثيلَهْ
 

جبالُكِ الشّماءُ صُنوُ دِرْعٍ
 

يَقيك شرَّ الأعينِ الدخيلهْ
 

صباحُك الذي يشْع نورا
 

تُحيي الورى انسامُه العليلهْ
 

خريفُك البَهيُّ نَبْعُ خيرٍ
 

يَفيضُ في ربوعك الظليلهْ
 

شتاؤكِ اللطيف فيه يحلو
 

الجلوسُ والكانون والأَرْجيلَهْ
 

ربيعُك الفتانُ أَيُّ رَوْضٍ
 

يزدان في أزهارهِ الجميلَه
 

وصيفُك البديعُ فَصْلُ سِحْرٍ
 

كم يشتهي سُمّارنا حُلولَهْ
 

وماؤك الذي جرى نميرا
 

يستشعر الظِّماءُ سَلْسبيلَهْ
 

في ظلّك التاريخ عاش طفلا
 

يمشي خُطىً وئيدةً ثقيله
 

حضارة الانسان فِيكِ صيغت
 

مِنْكِ استقى الدروسَ والأمثولَهْ
 

عمان يا أُهزوجةَ النشامى
 

فريدةَ الأوزانِ والتَفْعيلَهْ
 

لا زِلْتِ صرحَ العِزّ والمعالي
 

ورايةً نَزْهو بها جَليلَهْ
 

تحيّة الكرك الزّهراء

مدينة الثقافة الأردنية لعام 2009

 

 لِلْكَرَكِ بِوِجداني حُبُّ
 

وَبِفِكْري لِصورَتِها نُصْبُ
 

وَبِنَفْسي لها أسمى مَهْدٍ
 

وَلِقَلْعَتِها أبَداً أصْبو
 

وَبِذِهْني مُوآبٌ باقٍ
 

فَهَواهُ في القلْبِ يَشُبُّ
 

مُذْ زُرْتُ رُباهُ .. أذكُرُهُ
 

وأنا في ذِكْري لَهُ صَبُّ
 

حَيّاهُ اللهُ وبارَكَهُ
 

فَثَراهُ مُعَطَّرُ والتُّرَبُ
 

والفَخْرُ نَمَا في ذِرْوَتِهِ
 

وَبِسُؤدُدِهِ نُشِرَتْ كُتُبُ
 

والحُسْنُ إذا ما اخْتارَ حمىً
 

فالكَرَكُ هيَ البيتُ الرّّحْبُ
 

فَصَباها يَشْفي مِنْ سَقَمٍ
 

وَأريجُ خَمائِلِها عَذبُ
 

وَرُواءُ المُوجِبِ أخّاذٌ
 

وَبِفِتْنَتِهِ سُحِرَ اللُبُّ
 

ماذا سأقولُ بِمِدْحَتِها
 

والبدرُ نَجِيُّها والشُّهُبُ
 

يا بِنْتَ الأردُنِّ المُثلى
 

يَرْعاكِ ويَحْرسُكِ الرّبُّ
 

ماضيكِ بطولاتٌ خَلَدَتْ
 

وَبَنوكِ ميامينٌ نُدُبُ
 

فُرْسانٌ صيدٌ مَبْدَأهُمْ
 

بَذلٌ وَشِعارهُمُ الدَّأبُ
 

قدْ عُرِفوا بالكَرَمِ العَرَبي
 

وَأعَفُّ النّاسِ إذا غَضِبوا
 

عشقوا العَلْياءَ وَهاموا بها
 

وَبِظِلِّ مَبادِئِها رُبُّوا
 

فَأذَلّوا الصَّعْبَ بِبَأسِهِمُ
 

بِسَواعِدَ هِمَّتُها لَهَبُ
 

مَنْ صُنْوُكِ يا مَهْدَ البُسَلا
 

وَعَلاؤُكِ شادَتْهُ القُضُبُ
 

وإذا الأردُنُّ أهابَ بِهِمْ
 

كالبَرْقِ لِنَجْدَتِهِ هَبّوا
 

رَفَعوا بالبَذلِ أجَلَّ بِنا
 

فالهَدَفُ العِزَّةُ والأرَبُ
 

أرْدُنُّ مَدينُ بِنَهْضَتِهِ
 

لِجُهودِ بَنيكِ وما وَهَبوا
 

والعِزُّ إذا اسْتُنْبِىءَ أهْلاً
 

فَلأنْتِ لَهُ أمٌّ وَأبُ
 

يا ساحَ الخَيْلِ وَمَلْعَبَِها
 

تَفديكِ ميامينٌ نُجُبُ
 

مَنْ يَنسى ثَوْرَتَكِ الكُبرى
 

ضِدَّ الأتراكِ وَمَنْ غَصَبوا
 

مِنْ خَلْفِ حُسَيْنٍ شِبْلِ علي
 

أبْناؤكِ لِلْهَيْجا وَثَبوا
 

ساروا لِلرَّوْعِ قَساوِرَةً
 

والخَصْمَ الغاشِمَ لَمْ يَهَبوا
 

ضَرَبوا الأمثالَ بِتَضحِيَةٍ
 

فَأهَلَّ الفَجْرُ المُرْتَقَبُ
 

وأتَوْا بالنّصْرِ على الأرْماح
 

وَبَنْدُ الحَقِّ لَهُ الغَلَبُ
 

يا قِبْلَةَ أنْظارِ الاُدَبا
 

يَهْواكِ الشّاعِرُ والأرِبُ
 

مَهْما نَشْدُ مِنْ شِعْرِ ثَنَا
 

لا لَنْ نوفِيَكِ ما يَجِبُ
 

أنَفيْ ماضِيْكِ وَرَوْعَتَهُ
 

يا شَمْسَ سَناءٍ لا يَخبو
 

قَدْ عِشتِ سادِنَةَ العِرْفانِ
 

وَخَيْرُ الشّاهِدَةِ الحِقَبُ
 

لا زِلْتِ مناراً أزَلِيّاً
 

يَزهو بِثَقافَتِكِ الأدَبُ
 

لا زِلْتِ مناراً أزَلِيّاً
 

يَزهو بِثَقافَتِكِ العَرَبُ
 

تحية الشِّعر لِرَبَّة الحُسْن مادبا

عاصمة الثقافة الأردنية لهذا العام 2012

 

يا أَخا الرّوحِ ويا صُنْوَ الهِلالِ
 

وَفَريداً في السَّجايا والخِصالِ
 

سِرْ معي نُمضي سُوَيْعاتِ صَفا
 

في رِياضِ السِّحرِ والحُسْنِ المِثالي
 

في ضَواحي مادَبا حيثُ تَرى
 

رَوْعَةَ العُمْرانِ تَسْمو بالخَيالِ
 

وَابْدَأ التّطوافَ في أَرْجائِها
 

حَيْثُ آيٌ مِن رُواءٍ وَجَمالِ
 

فَبِها الآثارُ تَبْدو للرّؤى
 

تحكي عن عِزٍّ تَليدٍ وَجَلالِ
 

والحَضاراتُ سَرَتْ مِن أَرْضِها
 

والعُلى شُيِّدَ فيها بالنِّصالِ
 

فَلَقَدْ كانَتْ مَقَرَّ الأَنْبِياء
 

حينَ كانَ البَدْءُ والعُصْرُ الخَوالي
 

فارْفَع الرّأس اعْتِزازاً باسْمِها
 

وَبِماضٍ لها زاهٍ كاللآلي
 

إنها السّاحُ التي قَد خُضِّبَتْ
 

بِدَمِ الأبطالِ فرسانِ النِّضالِ
 

بورِكَتْ أَرْضاً وَتُرْباً وَسَما
 

والشِّماغُ القاني يزهو بالعِقالِ
 

مادَبا قد هَزَّني شوق لدى
 

ذِكْرِ أَمْسٍ لكِ كالجَوْزاءِ عالي
 

فَحَثَثْتُ الخَطْوَ أستطلعُ ما
 

حالُكِ اليومَ وما فِعْلُ الليالي
 

فَبَدا الوَضْعُ بِأَبْهى صورةٍ
 

تحكي عن صَرْحِ شُموخٍ وَمَعالي
 

فالشَّبابُ الصِّيْدُ يَمْشي قُدُما
 

في بِنَاْ يُغْنيكَ عَنْ أَيِّ سُؤالِ
 

وَتَجَلَّتْ نَهْضَةُ المَرْأَةِ في
 

ذِروةٍ تحكي عن الجُهْدِ المِثالي
 

نَهْضَةٌ أَكْرِمْ بِها مِن نَهضةٍ
 

أَثْبَتَتْ فيها التَّساوي بِالرِّجالِ
 

أَنْجَبت للضّادِ خَيْرَ الأُدَبا
 

وَكِبارَ العُلَما رمزَ الكَمالِ
 

وَعَديداً مِن أَجَلِّ الشُّعَرا
 

جاءوا بالإِعْجازِ والسِّحْرِ الحَلالِ
 

أرضها الفَيحاء ما زالت على
 

عهدها مَلأى بِأَهْرامِ الغِلالِ
 

وَمُروج التّينِ والزّيتونِ والعِنَبِ...
 

 الشّهدِ وَجَنّاتِ الدَّوالي
 

فَلْنُحَيِّيْ رَوْضَةً فَتّانَةً
 

غابَ أُسْدٍ بِالمَنايا لا تُبالي
 

قَسَماً باللهِ بالتّاريخِ بِالوَطَنِ...
 

 الغالي بِرَبّي المُتَعالي
 

عَنْ فِدى أُرْدُنِّنا لا أَنْثَني
 

وَأَعاديهِ سَتُمْنى بِالوَبالِ
 

يا أَهالي مادَبا .. أهلي .. لَكُمْ
 

صَفَحاتٌ بيضُ في طِيْبِ الفَعالِ
 

نهضة الأُردن قَد أَثْرَيْتُمُ
 

بِكِفاحٍ مُسْتَمِرٍّ مُتَوالي
 

إِنْ تَسَلْ عَنْ قِيَمٍ أَوْ شَمَمٍ
 

لَمْ تَزَلْ عِنْدَكُمُ في خيرِ حالِ
 

وَإِذا الأُرْدُنُّ نادى كُنْتُمُ
 

أَوَّلَ الجُنْدِ اسْتَماتوا في القِتالِ
 

قَسَماً بالحَقِّ قَدْ أَثْقَلْتُمُ
 

كاهِلَ الجُلّى بِأَحْمالٍ ثِقالِ
 

بطاقة إجلال إلى  القدس ِ شَمْسِ المدائِن

 

 يا رُبى القُدْسِ سلاماً خالداً
 

مِنْ قُلوبٍ لَكِ تَهْفو بانْفِعالِ
 

حَدِّثِيْنا عن عُهودٍٍ قَدْ خَلَتْ
 

وَكِفاحٍ شادَ عِزّاً بالنِّصالِ
 

جَدِّديْ للسَّمْعِ تاريخاً مَضى
 

كانَ بالأمْجادِ كالجَوْزاءِ عاليْ
 

عندما كُنْتِ مَناراً مِنْ سَنَا
 

والوَرَى يَحْيا بِعَتْمٍ وَضَلالِ
 

كُنْتِ إِشْعاعَ ضياءٍ وَهُدىً
 

قِبْلَةَ الدُّنيا وَعُنْوانَ الجَلالِ
 

أَيُّ شِبْرٍ فيكِ لَمْ يُسْقَ دَماً
 

عَرَبِيّاً مِنْ كَمِيٍّ في النِّضالِ
 

لو قَضَيْتُ العُمْرَ يا ذاتَ البَهَا
 

أَنْظِمُ الشِّعْرَ بِفَجْرٍ وَلَياليْ
 

كي أَفيْكِ الحَقَّ مَدْحاً وَثَنَا
 

سوفَ يبقى مَطْلَبي صَعْبَ المَنالِ
 

قَسَماً بِاللهِ بالأبْطالِ بالمَهْدِ
 

والأقصى وَفُرْسانِ النِّزالِ
 

عَنْ فِداءِ القدسِ .. لا .. لا أَنْثَني
 

فَلِعَيْنَيْها رَخيْصٌ كلُّ غالي
 

نحنُ بالبَذْلِ سَنَسْتَرْجِعُها
 

لا بِتَبْيانٍ ولا قيْلٍ وقالِ
 

أَهْلُنا الأبطالُ في القدسِ هُمُ
 

صانِعو الجُلَّى بِإِقْدامِ الرِّجالِ
 

إِنَّهُمْ أُسْدُ الشَّرى مَنْ ضَرَبوا
 

بِالتَّفاني والفِدى أَسْمى مِثالِ
 

ها هُمُ أَغْنَوْا بِشلاّلِ الدِّما
 

ثورةَ الأقصى فِداءً مُتَتالي
 

إِنْ تَسَلْ في أُمَّتي عَنْ أُنُفٍ
 

تَلْقَهُمْ في القدسِ آسادَ القِتالِ
 

يا بني القدسِ لقد أَثْقَلْتُمُ
 

كاهِلَ السَّيْفِ بِأَحْمالٍ ثِقالِ
 

كي تُعيدوا الحقَّ خَفّاقَ اللِّوا
 

وَتَدُكّوا القَيْدَ .. قَيْدَ الإحْتِلالِ
 

اللؤْلُؤَةُ البهيّهْ في تحيّة الكرك العَذِيَّهْ

 هاتِ القوافي العَسْجَدِيَّهْ
 

حَيِّ بِها الكركَ العَذِيَّهْ
 

ساحَ البُطولَةِ والمُروءَةِ
 

والسَّجايا الحاتِمِيَّهْ
 

مَهْدَ المَيامينِ الأَشاوِسِ
 

والنَّدى والأَرْيَحِيَّهْ
 

 

أُمَّ النَّشامى والسُّيوفِ الباتِراتِ الأُرْدُنِيَّهْ
 

تاريْخُها صَفَحاتُ عِزٍّ سَطَّرَتْها المَشْرَفِيَّهْ
 

أَرْضُ الحَضارةِ مُنْذُ كان البَدْءُ بالجُلَّى غَنِيَّهْ
 

وَعَريْنُ آسادِ الحِمى
 

شُمِّ الأُنوفِ اليَعْرُبِيَّهْ
 

وَثَراها قِدْماً عَطَّرَتْهُ
 

 دِماْ فَوارِسِها الزَّكِيَّهْ
 

أَبْناؤُها أَبْناءُ صِيْدٍ
 

لا يَهابونَ المَنِيَّهْ
 

لا يَرْتَضونَ سِوى المَعاليْ لَيسَ يَرْضَوْنَ الدَّنِيَّهْ
 

كَرَكُ المَكارِمِ لا يَفيْها الشِّعْرُ حَقّاً في التَّحِيَّهْ
 

هِيَ فوقَ ما تَصِفُ القَوافي في سَجاياها الرَّضِيَّهْ
 

أَنْسامُها تُحْيي العَليلَ بِنَفْحَةِ الزَّهْرِ الشَّذِيَّهْ
 

هِيَ والعُلى أَخَوانِ
 

صُنْوُ البَدْرِ والجَوْزا سَوِيَّهْ
 

لَمْ تُحْنِ يوماً رأْسَها
 

بَلْ ظَلَّ وَضّاحَ المُحَيَّهْ
 

هاتِ القَوافي السَّرْمَدِيَّهْ
 

حَيِّ بِها الكركَ الأَبِيَّهْ
 

كَمْ سَطَّرَتْ صَفَحاتِ مَجْدٍ بالشَّهادَةِ والحَمِيَّهْ
 

بورِكْتِ يا غابَ الليوثِ وقَلْعَةَ الوَطَنِ القَوِيَّهْ
 

اللهُ أكبرُ يا عروسَ الأُرْدُنِ الحُرِّ النَّقِيَّهْ
 

مَهْما أُعَدِّدْ مِنْ صِفاتِكِ أنتِ كالشِّعْرى[1] قَصِيَّهْ

وَبَنوكِ دَوْماً أَنْجُمٌ
 

في عَتْمَةِ الوَطَنِ الدَّجِيَّهْ
 

حُيِّيْتِ يا دارَ الإِباْ
 

بورِكْتِ يا حَسْناْ عَصِيَّهْ
 

لا شَكَّ أَنَّكِ بالتَّحِيَّةِ
 

والثَّنا أَبَداً حَرِيَّهْ
 

مَنْ يَنسى ثورَتَكِ المَجيْدَةَ ضِدَّ تُرْكِيّا العَتِيَّهْ
 

كانتْ عَدُوَّ الحَقِّ ظالِمَةً مِثالَ البَرْبَرِيَّهْ
 

فَهَزَمْتِها بِنِضالِكِ الدّامي
 

وَتَضْحِيَةٍ سَخِيَّهْ
 

مُوآبُ عِشْتَ مُمَجَّداً
 

يا شَمْسُ لَمْ تَعْرِفْ عَشِيَّهْ
 

سُمّارُكَ البَدْرُ البَهِيّْ
 

وَكَواكِبُ الأُفْقِ السَّنِيَّهْ
 

حُيِّيْتَ يا رَمْزَ الخُلودِ
 

كَنَجْمَةِ الصُّبْحِ الوَضِيَّهْ
 

حُرّاً عَزيْزاً سَيِّداً
ج

تَعْلو بَيارِقُكَ الثُّرَيَّهْ
 

 

الأزرق الجميل

 

 لأزرقِنا الجميلِ .. الشِّعرُ غنّى
 

وتاهَ المجدُ والتاريخُ أثنى
 

وأنشدَ باسمِهِ الشُّعَرا قَريضا
 

غزا الأسماعَ في معنى ومبنى
 

ربوعٌ للربيعِ بها مُقامٌ
 

يزيدُ بهاءَها سحراً وحُسْنا
 

فأنّى سرْتَ أزهارٌ ووردٌ
 

وأنّى رُحْتَ تلقى وجْهَ حَسْنا
 

وآثارٌ تحدّثُ عن عَلاءٍ
 

ومجدٍ شادَهُ صَحْبُ المثنّى
 

رجالَ الأزرقِ الغالي ليوثٌ
 

إذا ما قيلَ أينَ الأُسْدُ أينا
 

حُداؤُهُمُ البنادقُ مُشْرَعاتٌ
 

يُفرِّغْنَ الرّصاصَ تقولُ مُزْنا
 

إذا ما زرْتَ أرْبُعَهُم تبدَّتْ
 

أشاوسُ والرّماحُ قد ارتفعنا
 

فمِلْءُ العينِ والآفاقِ نُجْبٌ
 

تُغطّي خيلُها سهلاً وحَزْنا
 

وَلَمْعُ شِفارِهِمْ وَمُثارُ نَقْعٍ
 

علا فوق البيارقِ فاحْتجَبْنا
 

وصيحاتُ الأباةِ مدوِّياتٌ
 

نعيشُ فداءَ أرْدُننا ونفْنى
 

كأنّ الثورةَ الكبرى تراءتْ
 

يحطّمُ جنْدُها للخَصْمِ حصنا
 

وأمّتُنا تزغرد بابتهاجٍ
 

زغاريدَ العُلى أنّا نهضْنا
 

رموزَ الثورةِ الكبرى سلامٌ
 

لكمْ يا سادتي القاماتُ تُحْنى
 

صنعتُمْ أيَّ تاريخٍ مَجيدٍ
 

أعاد الماضيَ الزّاهيْ إلينا
 

بأظلالِ الحسينِ أبي عليٍّ
 

تحرَّرَ موطنُ العَرْبا وسُدْنا
 

لإنقاذِ العروبةِ من قيودٍ
 

تقدّمَ لم يُقِمْ للموتِ وزْنا
 

ترابُكَ أردُنَ الأبطالِ تِبْرٌ
 

تعطَّرَ بالدِّما حفْظاً وصَوْنا
 

فقد كنّا اللظى في وجهِ غازٍ
 

ندمّرُهُ إذا ما الحرْبَ شَنّا
 

فما لانتْ بمعركةٍ قنانا
 

ولا في وجهِ طاغيةٍ جَبُنّا
 

فِداكَ فِدى تُرابِكَ يا حِمانا
 

شموسٌ نورُها يمحو الدُّجُنّا
 

ستبقى ما حَييتَ عرينَ عِزٍّ
 

تُشيِّدُ نهضةً وتصونُ أَمْنا
 

ليالي العقبة

 

 البحرُ ... بِساطٌ من رَوْعَهْ
 

والشاطىءُ إغفاءٌ وَدَعَهْ
 

والنجمُ قناديل سَناءٍ
 

بقِبابٍ زرقاءَ مُشِعَّهْ
 

والبدرُ الأخّاذُ مَهيبٌ
 

بغِلالتهِ عذبُ الطّلْعَهْ
 

وشراعٌ أبيضُ يَخْتالُ
 

والكوْنُ رُواءٌ وجمالُ
 

وتهبُّ الأنسامُ رُخاءً
 

والزّورقُ تيهٌ ودلالُ
 

والأفقُ تجلَّتْ فِتْنَتُهُ
 

والنّورُ السّاحِرُ شلالُ
 

وشبابٌ في عمر الوردِ
 

وحوارٌ يعبق بالودِّ
 

والعودُ يُوقِّعُ ألْحانا
 

أحلى وألذُّ من الشّهْدِ
 

تنسابُ بأجواءِ صفاءٍ
 

وتقصّ أحاديث الوجْدِ
 

وتلوحُ رؤى سحر العَقَبَهْ
 

في حلّةِ حُسْنٍ منتَخَبهْ
 

وتبين حدائقها الكبرى
 

أمواج جمال مصطخبهْ
 

فكأنّ الفن أقام بها
 

وعليها قد ألقى ثوْبَهْ
 

 سلامٌ على النّاصرة

ألقى الأستاذ المهندس جرايسة، رئيس بلدية النّاصرة، محاضرة تناول فيها معاناة هذه المدينة المقدسة وصمود أهلها الأبطال، فعقّبتُ على المحاضرة بقصيدتي التالية:

 

سلامٌ على بلدةِ النّاصِرَهْ
 

سلامٌ على الدَّوْحَةِ النّاضِرَهْ
 

سلامٌ وألفُ سلامٍ على
 

عروس مدائننا الفاخرهْ
 

ثراها تَرَوّى بنهرِ الدِّما
ج

تَدَفَّقَ مِنْ أُسْدِها الثّائِرهْ
 

وعاشتْ بها أمّ عيسى المسيح
 

مكَرَّمَةً .. مريمُ الطّاهِرهْ
 

وقامَ المسيحُ بها هادِياً
 

لِباري الوَرى .. الأَنْفُسَ الحائِرهْ
 

فَطوبى لها مِنْ تراثٍ مَهيبٍ
 

مجيد من الأَعْصُرِ الغابِرهْ
 

سلامٌ على بلدةِ النّاصِرَهْ
 

عرينِ حُماةِ الحِمى الصّابِرهْ
 

تسامى شبابُكِ بالتّضحِياتِ
 

فخطّوا سطور الفِدى العاطِرهْ
 

هتافاتهم من صميم الشَّغافِ
 

ومِنْ عُمْقِ أَعْماقِهِم صادِرهْ
 

لِعَيْنَيْكِ يا قُدسُ أرواحُنا
 

وأصواتُهُم باسمها هادِرهْ
 

دَرى المجدُ أنهمُ جندُهُ
 

وساحُ الفِدى فِعْلَهُمْ ناشِرهْ
 

ولا يعرفون نعوت المُحال
 

فَعَزْمَتُهُم في الوغى قاهِرهْ
 

ومهما نَقُلْ لَهُمُ من ثَناءٍ
 

تظلُّ قصائدُنا قاصِرهْ
 

فحيّوا معي بلدة النّاصِرهْ
 

وعاشت طَوال المدى ظافِرهْ
 

وعاشتْ فلسطينُنا حرّةً
 

بأَسْيافِ أبطالِها الباترهْ
 

أَخْفِضوا الهامَ لِلْخَليلِ الأَبِيَّهْ

 

أَخْفِضوا الهامَ لِلْخَليلِ الأَبِيَّهْ
 

قَلْعَةِ المَجْدِ والعُلى وَالْْحَمِيَّهْ
 

غابَةِ الأُسْدِ مُنْذُ كانَتْ .. وَصَرْحٌ
 

لِلْمَعالي والعِزَّةِ العَرَبِيَّهْ
 

كُلُّ شِبْرٍ مُقَدَّسٍ في ثَراها
 

قَدْ سَقاهُ .. نَهْرُ الدِّماءِ الزَّكِيَّهْ
 

فيها عاشَ الخَليلُ يَهْدي الحَيارى
 

لِلْهُدى واتِّقاءِ ربّ البَرِيَّهْ
 

يوقِظُ النّاسَ مِنْ سُباتٍ وَجَهْلٍ
 

يَنْشُرُ الحَقَّ والمَبادي السَّنِيَّهْ
 

كَمْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ عاشَ فيها
 

وَتَفَيّا ظِلالَها العَنْبَرِيَّهْ
 

هِيَ سُمٌّ بِحَلْقِ كُلِّ دَخيلٍ
 

وَهْيَ دَوْماً على الأَعاديْ عَصِيَّهْ
 

حَسْبُها عِزَّةً وَرِفْعَةَ شَأْنٍ
 

وَتَضْحِياتٍ مِن أَجْلِ دَعْمِ القَضِيَّهْ
 

حَسْبُها سُؤْدُداً وَفَخْراً وَمَجْداً
 

أنّها قَدَّمَتْ أَجَلَّ هَدِيَّهْ
 

هُمْ بَنوها زَيْنُ الشّبابِ وَأَهْلُ_
 

العَزْمِ قِدْماً أُوْلوا النُّفوسِ الرَّضِيَّهْ
 

كَمْ لَهُمْ مِنْ مَواقِفٍ وَسُطورٍ
 

مفعماتٍ بالتَّضْحِياتِ السَّخِيَّهْ
 

قَدْ أَضافوا إِلى الجِهادِ صِحافاً
 

صُنْوَ عِقْدٍ مِنَ اللآلي البَهِيَّهْ
 

إِنَّها أُمُّهُم خليلُ النَّشامى
 

عَلَّمَتْهُم الصِّدْقَ في الوَطَنِيَّهْ
 

أَنْ يَبيعوا أَرْواحَهُم كَيْ يُعَلّوا
 

رايَةَ العِزِّ فَوْقَ رَأْسِ الثُّرَيَّهْ
 

فَهُمُ لِلرَّدى يَسيرونَ شَوْقاً
 

يَتَغَنَّوْنَ يا ما أُحَيْلى المَنِيَّهْ
 

أَخْفِضوا الهامَ لِلْخَليلِ الأَبِيَّهْ
 

هِيَ أَهْلٌ لِلنُّورِ والحُرِّيَّهْ
 

بارَكَ اللهُ أَرْضَها وَحَماها
 

مِنْ أَذى الطّامِعينَ والبَرْبَرِيَّهْ
 

 

تحيّة مدن فلسطينية مناضِلَهْ

 

       سَلامٌ على بيتَ لَحْمِ العَذِيَّهْ
 

سَلامٌ على طولِكَرْمَ الأَبِيَّهْ
 

سَلامٌ عليْكِ جِنينُ العَصِيَّهْ
 

سَلامٌ على نحالينَ الفَتِيَّهْ
 

سَلامُ البُطولَةِ وَالأَرْيَحِيَّه
 

سَلامٌ عليها وَأَلْفُ تَحِيَّهْ
 

إِلى شُهَداءِ العُلى والحَمِيَّهْ
 

تَسامى شَبابُكِ بالتَّضْحِياتِ
 

فَخَطُّوا سُطورَ الكِفاحِ الوَضِيَّهْ
 

وأَضْحَوْا حَديثَ الدُّنى عِنْدَما
 

مَضَوْا لِلرَّدى بِنُفوسٍ رَضِيَّهْ
 

فَمِنْ أَجْلِ حَقِّهِمُ لَمْ يَهابوا
 

يَهوداً وَلَمْ يَحْفَلوا بِالمَنِيَّهْ
 

فَساروا إِلى السّاحِ شُمَّ الأُنوفِ
 

شُموخاً وَلَمْ يَرْتَضوا بالدَّنِيَّهْ
 

وَرَوَّوْا ثَرَىً خالِداً بِالنَّجيعِ
 

لِتَخْضَرَّ دَوْحَةُ مَجْدٍ نَدِيَّهْ
 

لِتَحْريرِ أَرْضِهِمُ كَرَّسوا
 

حَياتَهُمُ قَدَّموها هَدِيَّهْ
 

فلسطينُ يا موطنَ الكِبْرِياءِ
 

وَمَهْدَ صَناديدنا اليَعْرُبِيَّهْ
 

سَتَبْقَيْنَ رَغْمَ العِدى حُرَّةً
 

يُفَدِّيْكِ نَهْرُ الدِّماءِ الزَّكِيَّهْ
 

"ولا بُدَّ لِلَّيْلِ أَنْ يَنْجَليْ"
 

وَتُشْرِقُ شَمْسُ عَلاءٍ بَهِيَّهْ
وَيَنْتَصِرُ الحَقُّ رَغْمَ الضَّلالِ
 

وَيَنْهَزِمُ الإِفْكُ والبَرْبَرِيَّهْ
 

تحيّة بيرزيت العربية الخالدة

ألقِيَتْ بنادي بيرزيت الزاهر

 

 بيرَزَيْتٍ يا مُروجَ الحَبَقِ
 

أَيُّ قَلْبٍ سِحْرَها لَمْ يَعْشَقِ؟
 

يا صَبا النِّسْرينِ والوردِ النَّديْ
 

يا رِياضاً تُوِّجَتْ بالزَّنْبَقِ
 

يا كُرومَ التّينِ والزّيتونِ والعِنَبِ الشَّهْدِ الشَّهِيِّ الأَزْرَقِ
 

أَنْتِ دُنْيا مِنْ عَلاءٍ وَبَها
 

يا شُعاعَ المَجْدِ فوقَ المَفْرِقِ
 

أَرْضُكِ الفَيْحاءُ قِدْماً عُطِّرَتْ
 

بِدَمِ الصِّيْدِ الميامينِ النَّقي
 

فاخْفِضوا الهاماتِ إِجْلالاً لها
 

ولِماضيها العَريقِ العَبِقِ
 

فَثَراها العربيُّ المُنْتَمَى
 

أَسْطُرٌ مِنْ سُؤْدَدٍ لَمْ يُلْحَقِ
 

بورِكَتْ تُرْباً وأرْضاً جَمَعَتْ
 

كلَّ حُرٍّ وَأَبِيٍّ وَتَقِي
 

بيرَزَيْتٍ جَدِّدي ماضي الأُولَى
 

لَهُمُ الجُلَّى وباعُ السَّبَقِ
 

أَرْجِعي لِلذِّهْنِ عَهْداً سالِفاً
 

كانَ بِالأَمْجادِ عالي البَيْرَقِ
 

حينَ كانَ الضّادُ أُسْتاذَ الوَرى
 

والدُّنى تَحْيا بِلَيْلٍ مُطْبِقِ
 

قَسَماً بِالحَقِّ بِالأَبْطالِ بِالعُرْوَةِ الوُثْقى بِرَبِّ الفَلَقِ
 

أَنْ أَصونَ القُدْسَ أَفْدي حَوْضَها
 

مَنْ يُصِبْها بِأَذىً يَحْتَرِقِ
 

عاشَتِ القُدْسُ وَيَحْيا مَنْ على
 

عِشْقِ ساحِ المَهْدِ والأَقْصى بَقِيْ
 

نَحْنُ بالوَحْدَةِ نَسْتَرْجِعُها
 

بِالعَواليْ والقَنا والحَلَقِ
 

وإِذا ما السَّيْفُ يَوْماً نَطَقَتْ
 

شَفْرَتاهُ كانَ أَسْمى منطِقِ
 

وَبِسَمْعيْ هاتِفٌ يحفزني
 

لِغَدٍ مُنْتَصِرٍ مُؤْتَلِقِ
 

لِغَدٍ فيهِ نَرى رايَتَنا
 

تزحمُ الجَوْزاْ بِأَعْلى أُفُقِ
 

يا أَهالي بيرَزَيْتِ الأَوْفِيا
 

كانَ مِنْ أَغْلى المُنى أَنْ نَلْتَقي
 

نَلْتَقي فيْمَنْ تَحَلَّوا بِالإِبا
 

والبُطولاتِ وَحُسْن الخُلُقِ
 

نَهْضَةَ الأُرْدُنِّ قَدْ أَغْنَيْتُمُ
 

بِعَطاءٍ وَتَفانٍ مُطْلَقِ
 

إِنْ تَغِبْ عَنْ ساحِنا مَكْرُمَةٌ
 

نَلْقَها عِنْدَكُمُ كالغَيْدَقِ
 

يا أَهالي بيرَزَيْتٍ أَهْلَنا
 

أَبْشِروا في غَدِ عِزٍّ مُشْرِقِ

 

تحيّة بيت ساحور الجميلة الجليلة

 

بيتَ ساحورَ سلاماً وَتَحِيّهْ
 

عِشْتِ صَرْحاً للفِدى والوَطَنِيَّهْ
 

يا ابْنَةَ العَلْياءِ والماضي الذي
 

كادَ في الرِّفْعَةِ أَنْ يَعْلو الثُّرَيَّهْ
 

أَرْضُكِ الفَيْحاءُ قَدْ عَطَّرَها
 

نَفَحاتُ الفُلِّ والوَرْدِ النَّدِيَّهْ
 

وَثَراكِ طابَ عَرْفاً وَشَذى
 

بِدِما الغُرِّ الميامينِ الزَّكِيَّهْ
 

حَسْبُكِ فَخْراً بِأَنْ تُنْمَيْ إِلى
 

قُرَّةِ العَيْنِ فِلِسْطينَ الأَبِيَّهْ
 

بيتَ ساحورَ سلاماً خالِداً
 

مِنْ شَغافِ القَلْبِ يا روحَ الحَمِيَّهْ
 

كُلُّ شِبْرٍ فيكِ يَرْوي قِصَّةً
 

عَنْ بُطولاتِ الشَّبابِ المُضَرِيَّهْ
 

كُلُّ شِبْرٍ فيكِ يَرْوي قِصَّةً
 

عَنْ بُطولاتِ الشَّبابِ السّاحورِيَّهْ
 

رَغْمَ أَنْفِ القَيْدِ والأَسْرِ معاً
 

سَوْفَ تَبْقَيْنَ على الغازي عَصِيَّهْ
 

وَمِثالاً في صُمودٍ يُحْتَذَى
 

شَوْكَةً في حَلْقِ صِهْيونَ العَتِيَّهْ
 

إِنَّنا دَوْماً نُحَيِّيكِ على
 

وَقْفَةٍ هَزَّتْ كِيانَ العُنْصُرِيَّهْ
 

أَلْفُ مَرْحَى لَكِ يا ساحَ عَلاءْ
 

وَكِفاحٍ دَكَّ رُكْنَ الهَمَجِيَّهْ
 

لَسْتُ أَنْسى في حَياتي زَوْرَةً
 

لِمَغانيكِ الحِسانِ العَسْجَدِيَّهْ
 

مُنْذُ أَنْ زُرْتُكِ يا فاتِنَتي
 

بَقِيَتْ صورَتُكِ في الذِّهْنِ حَيَّهْ
 

سَوْفَ تَبْقَيْنَ بِقَلْبي أَبَداً
 

رَسْمَ عِزٍّ شامِخاً سامي المُحَيَّهْ
 

وَجَمالاً فائِقاً يَسْبي النُّهى
 

يَخْلُبُ اللُبَّ وَأَرْباضاً عَذِيَّهْ
 

لَنْ نَغُضَّ الطَّرْفَ حتّى تَرْجِعي
 

حُرَّةً تَزْهو بِأَبْرادٍ بَهِيَّهْ
 

نَحْنُ لَنْ نَنْسى فِلِسْطينَ التي
 

في نُفوسِ العُرْبِ تَحْيا أَبَدِيَّهْ
 

فَاصْبِري يا غابَةَ الأُسْدِ اصْبِري
 

سَوْفَ تَعْلو رايَةُ العُرْبِ الوَضِيَّهْ
 

وَسَيَمْحو الفَجْرُ في إِشْراقِهِ
 

ظُلْمَةَ اللّيْلِ بِأَنْوارٍ سَنِيَّهْ
 

مَرْحَباً أُسْتاذَ جيلٍ ناهِضٍ
 

وَأَديباً شاعِراً ذا عَبْقَرِيَّهْ
 

وَرِوائِيّاً أَريْباً مُبْدِعاً
 

"هاني عودِهْ" ضَيْفَ قِسّيسِ الرَّعِيَّهْ
 

سامِرٍ بِنْ عازَرٍ أَكْرِمْ بِهِ
 

فَهْوَ عُنْوانُ النَّدى والأَرْيَحِيَّهْ
 

مَرْحَباً في ضَيْفِنا ثانِيَةً
 

مِنْ شَغافِ القَلْبِ نُهْدِيهِ تَحِيَّهْ
 

وَلْنُحَيِّي بَيْتَ ساحورَ الإِبا
 

وَلْتَعِشْ رَغْمَ الأَعادي عَرَبِيَّهْ
 

هذا يومُ الأرضِ يا قُدْسُ

 

هذا يومُ الأرضِ يا قُدْسُ .. فَأعْظِمْ فيهِ .. يَوْما
لنْ يَفيهِ الحقَّ ما .. ينثالُ تَبْياناً وَنَظْما
شعْبُنا الجبّار يا مَنْ .. لِذُرى العلْياءِ تُنْمَى
صار يومُ الأرضِ في .. بأسِكَ تاريخاً وَعِلْما
كنتَ في خَوْضِ المنايا .. فارِساً في الرَّوْعِ شَهْما
كي تصونَ الأرضَ .. تُبْقيها وكي تَجْتَثَّ ظُلْما
لمْ تَخَفْ هَوْلاً .. تَقَحَّمْتَ الرّدى طَوْداً أشَمَّا
بالنّضالِ المُسْتَميتِ المُرِّ .. قدْ زَلْزَلْتَ خَصْما
لمْ تَلِنْ مِنْكَ قَناةٌ .. وَأذَقْتَ الغازيْ سُمّا
قدْ تَمَرَّسْتَ بِفَنِّ الحرْبِ .. إقْداماً .. وَحَزْما
ألْفُ مَرْحَى للكفاحِ .. جَبْهةَ الطُّغْيانِ أدْمَى
قُلْ لألْمِرْتَ .. قُوانا .. تَسْحَقُ الصَّخْرَ الأصَمَّا
نحنُ في الميدانِ .. أقْدارٌ .. إذا ما الموتُ حُمَّا
فَبِجالوتٍ هَزَمْنا .. جيشَ هولاكو .. وَعُجْمَا
وَبِحِطّينَ غدا المُحْتَلُّ .. للأسْيافِ طُعْمَا
أرْضُنا .. أشْرَفُ أرْضٍ .. إننا نَدْعوها .. أُمّا
كلُّ شِبْرٍ مِنْ ثَراها ... أقْدَسَ الآثارِ ضَمّا
فَمَسيحُ الحقِّ .. فيها .. ناشِرٌ خَيْراً وَسِلْما
وَإليها المُصْطَفى أسْرى بهِ .. الرّحمن يَوْما
عمرُ الفاروقُ قدْ أشْبَعَها .. ضَمّاً .. وَلَثْما
وَدَمُ الأبطالِ قدْ .. عَطّرَها أمْسِ وَقِدْما
هذا يومُ الأرْضِ يبدو .. بالدِّما بَدْراً أتَمَّا
هلَّلَ الدَّهْرُ لَهُ .. والحقُّ قدْ أصْدَرَ حُكْما
مَنْ يُضَحّي في سبيلِ الأرضِ راعيها يُسَمَّى
وَلَهُ الأرضُ ورأسُ الشَّرِّ بالنّيرانِ يُرْمَى
وَلَهُ التّمْجيدُ والجُلَّى وَذِكْرٌ عاشَ دَوْما
وَلَهُ الخُلْدُ وَيَبْقَى في سَماءِ الخُلْدِ .. نَجْمَا
 

نشيد القدس الخالدة

نَظَمْتُ هذا النّشيد عام 1948 وأذيْعْ من محطّة "هنا القدس" وكان أوّلَ نشيْدٍ للقدس الخالدة.

 

القدسُ تُفَدّيها المُقَلُ
القدسُ القلبُ لها نُزُلُ
والروحُ لأرْبُعِها مَهْرُ
والموتُ لِنُصْرَتِها يَحْلو
 

والأقصى أبَداً نَذْكُرُهُ
وقِيامَةَ عيسى لنْ نَسْلو
يا أرضَ المُعْجزةِ الكُبْرى
ألفجرُ المُشْرِقُ سَيُطِلُّ

يا زهرةَ كلِّ مَدائِنِنا
سيزولُ ويَنْحَسِرُ الليلُ
والنّصرُ سَتَعْلو رايَتُهُ
وسَيَخْرُجُ مِنْكِ المُحْتَلُّ
 

ما كانتْ أرضُ عُروبَتِنا
إلا بُرْكاناً يَشْتَعِلُ
وَاُباةً هِمَّتُها لَهَبٌ
وَسُيوفاً للحَقِّ تُسَلُّ
 

يا أرضاً بارَكَها الباري
وَرِحاباً عاشَ بِها الرُّسُلُ
لَنْ يَبْرَحَ طَيْفُكِ خاطِرَنا
فَمَكانُكِ في القلبِ يَحِلُّ
 

وَعُيونُ العُرْبِ صَباحَ مَساء
لِرُبوعِكِ دَوْماً تَرْتَحِلُ
وَشِفاهُ الأبطالِ صَلاةُ
مِنْ أجْلِ خَلاصِكِ تَبْتَهِلُ
 

مَنْ قالَ نَسيْنا قِبْلَتَنا
الحُرُّ المُؤْمِنُ لا يَسْلو
القدسُ تَعيشُ بِأعْيُنِنا
القدسُ سَيَفْديها الكُلُّ
 

قَسَماً بِدِماءِ الشُّهَداءِ
قَسَماً بِكُماةٍ ما ذَلّوا
سَنَعودُ لِساحِكِ يا قُدْسُ
سَنَعودُ ويَجْتَمِعُ الشَّمْلُ
 

بِطاقةُ وَجْدْ ... إلى القدس الشريف

بمناسبة إعلان القدس عاصمة الثقافة العربية

 

على جَناحِ نَسْمَةٍ شَرْقِيّهْ
نَدِيّةٍ.. نَقِيّةٍ.. شَذِيّهْ
أبُثُّها .. أشواقيَ القلْبِيّهْ
 

إليكِ يا قُدْسَ الهُدى والنّورِ
رَقْراقَةً كَهَمْسَةِ الغديرِ
فوّاحةً بالعِطْرِ والعبيرِ
 

في أزْهى باقاتٍ من الزّهور ... بَديعَةِ الألوان والتَّصْويرِ

تُهْدى مِنَ الحِمى إلى رِحابِكْ
تُلْقي عصا التَّرْحالِ في أعْتابِكْ
تُقَبِّلُ السّناءَ في إهابِكْ
وَتَسْتَحِمُّ في هوىً مَفْتونِ
في تُرْبِكِ المُقَدَّسِ الثّمينِ
وَتُغْمِضُ الأجْفانَ في سُكونِ
تَغْفو على هَيْنَمَةِ الحَنينِ
 

على جَناحِ طائرِ اليَمامِ
اُزْجي تحايا الحبِّ والهُيامِ
إلى مَغاني البِرِّ والسّلامِ
للقُدْسِ مَنْ نَفْديها بالعُيونِ
مُخْضَرَّةً كَنَبْتَةِ الزّيتونِ
مزروعةً بالفلِّ والنِسْرينِ

مِنْ أرضِنا الخَيِّرَةِ المِعْطاءِ ... مِنْ رَوْضَةٍ تَمورُ بالرُّواءِ

 

تجتازُ أسواراً مِنَ الأشواكِ
يَهُزُّها شَوْقٌ لكي تَلْقاكِ
تشقى فلا تهتزُّ كي تَراكِ
 

فَتَسْتَقِرُّ في الأقصى وفي القِيامَهْ ... وَقَلْبُها يَخْفُقُ كالحَمامَهْ

 

وَتَنْحَني تَضُمُّ صَرْحَ كِبْرِ
في بَهْجَةٍ فَيّاضَةٍ كالنَّهْرِ
على جَناحِ بُلْبُلِ الخَميلهْ
أبْعَثُها رِسالةً خَجولَهْ
إليكِ يا سيِّدَتي الجَليلهْ
 

إليكِ يا أمًّ البَها السَّنِيّهْ
يا زَهْرةَ المَدائِنِ العَذِيَّهْ
تنسابُ في رُبوعِكِ القُدْسِيَّهْ
 

تمجّدُ الوفاءَ والصُّمودا ... تُقَبِّلُ الأشاوِسَ الاُسودا

 

وَتَنْثَني في لَهْفَةٍ وَوَجْدِ
إلى حِماكِ يا مَنارَ الخُلْدِ
تَصُبُّ في أذُنَيْكِ أسْمى عَهْدِ
 

مِنْ صِدْقِهِ تخْضَوْضِرُ النُّجودُ ... وَيَنْتَشي الآباءُ والجُدودُ

يقولُ في كلامِهِ الرَّقيقِ ... يا قُدْسُ لُقْيانا مع الشُّروقِ

 

أوبريت القدس الخالدة

 

يا قدسُ يا مَرابِعَ الخلودِ
يا قدس يا ريحانة الوجودِ
تحيةً يا مَعْقِلَ الأسودِ
 

قلوبنا إليكِ في ارتحالِ
شفاهنا ترنيمةُ ابتهالِ
سلمتِ يا مغانيَ الجلالِ
 

ورعى الباري حياض الحرمِ
وحمى ساح المكان الأعظمِ
موئلَ الإسراء يُفدى بِالدَّمِ
يا قُدْسُنا أبراجك السطورُ
فيها سنا أمجادِنا يمورُ
فتسطعُ القرونُ والعصورُ
ويعبِقُ النسرينُ والبَخورُ
فهذه يبوس من كنعانِ
تعلي بناء القدس جَلّ الباني
فتَصْدَعُ التاريخَ بالبرهانِ
وابنُ مروانٍ يَشيدُ الحَرَما
يحفظ العهد ويرعى الذِّمَما
يغرِس الفجر يشقّ الظُّلَما
 

يا قدس يا ريحانة السفوحِ
يا موطنَ الأذان والتسبيحِ
بالروح نحمي أقدسَ الصروحِ
مسرى النبيْ.. قيامة المَسِيحِ

أرضَ الهدى والخير والمكارمِ
يا صيحة الحق على المَظَالِمِ
يا غُرَّةً زانت جبين العالمِ
منزلُ الرُّسْلِ الكرام الطاهرينْ
ومُقامُ الشهداء الصابرين
ورحابُ المؤمنين الصالحين
 

تحدّثي يا قدس عن ماضينا
تحدثي ما زلت تذكرينا
فاروقَنا يقود مؤمنينا
يرسي انتصاراً خالداً مبينا
 

يرسي بنود الحق والسلامِ
والعدل والقانون والنظامِ
مستلهماً شريعة الإٍسلامِ
 

وصلاح الدين في حطين سارْ
يصرع المحتل في سيفٍ ونارْ
ويفك القدس من قيد الإسارْ
 

يا قدس يا فردوسنا المُفَدّى
إنّا قطعنا للدهور عهدا
أن نستطيب الموت أن نَرُدّا
كرامةً مهدورةً ومجدا
يا قِبلة الأنظار والخيالِ
يا دوحة قدسية الظلال
يا ملتقى الأحلام والآمال
 

شيد العُرْبُ حِماك الغاليهْ
قبل آلاف السنين الماضيهْ
وافتدَوْكِ بالدماء القانيهْ
 

يا قدسُ صبراً لن يطولَ الأسرُ
لن يهنأ الأعداء لن يُسَرّوا
يا قدس في حماكِ لن يَقِروا
سيرحلون عنكِ لا مفرُّ
ويعتلي أفْقَ الظلام فجرُ
 

فتصدحُ المآذنُ الحزينهْ
وتُقْرَعُ الأجراسُ في المَدِينَهْ
ويَطْلُعُ السلامُ والسكينهْ

 

إلى حُماة المدينة المقدّسة الخالده

 

سلامٌ عليكمْ لُيوْثَ العَريْنْ
حُماةَ حِمى قُدْسِنا الصّامدينْ
ثباتاً وصَبْراً بِساحِ الوَغَى
فَعَاقِبَةُ الصَّبْرِ نَصْرٌ مُبينْ
ولا تَبْخَلوا بالضَّحايا ولا
تَغُضّوا العيونَ عن الغاصِبينْ
أَلا اقْتَحِموا الهَوْلَ كيْ يَخْرُجوا
مِنَ المَسْجِدِ القُدُسيْ خائِبينْ
وَمَنْ يَبْذُلُ الرّوحَ كي يَفْتَديْ
ثَرى الأَقْصى مَثْواهُ في الخالِدينْ
سلامٌ عليكمْ لُيوْثَ العَريْنْ
حُماةَ حِمى قُدْسِنا الصّابِرينْ
أَلَسْتُمُ أَحْفادَ مَنْ ركّزوا
بيارقَهم في الوَرى فاتِحينْ
وكانوا مناراً يَشِعُّ الهُدى
وأَهْلَ السِّيادةِ في العالمينْ
وكانوا أُباةً إذا أُغْضِبوا
وَبُرْكانَ نارٍ على المُعْتَدينْ
أَعيْدوا لنا الأمسَ في وَثْبَةٍ
بها عَزْمُ أَجْدادنا المؤمنينْ
سلامٌ عليكمْ لُيوْثَ العَريْنْ
حُماةَ حِمى قُدْسِنا السّاهِرينْ
أَشاوِسَنا يا شموسَ الفِدى
ويا حِصْنَ مَهْدِ المسيحِ الحَصيْنْ
تَفانَوْا لِتَسْتَرْجِعوا حَقَّنا
وصونوا تُراثاً عظيماً وَدِيْنْ
وَشِيْدوا العُلى بِغَزيرِ الدِّما
فَمَنْ يَطْلُبِ المجدَ يَهْوَ المَنوْنْ
وَمِنْ أَجْلِ إنْقاذِ مَسْرى النّبيْ
وتَحْريْرِهِ كلُّ صَعْبٍ يَهوْنْ

جبل الزيتون القدسي

 

في جبل الزيتون الأخضرْ
أَوْرَثَني جدي زيتونهْ
باسقةً رائعةَ المنظرْ
روحي بهواها مفتونةْ
تبدو متألقةً بالنورْ
ويهيم بقمتها شحرورْ
رَوَّيْتُ ثراها بالعرقِ
بدماءٍ في لونِ الشَّفَقِ
وَرَعَيْتُ.. رعيتُ طفولتها
كالأُمِّ تصونُ وحيدتَها
حتى اشتدت وقسا العودُ
واخضرَّ وطالَ الأُملودُ
فغدت بالرفق تظللني
تدنو منّي.. وتقبّلني
فأعيش هنيهاتٍ عذبهْ
وأطير بأجواء محبه
بالعطر تضوعْ واللونُ رَبيعْ
أَحببتُ الغرسةَ كل الحُبّْ
حبا عذريا ملك القَلْبْ
إني أتذكر كم مرهْ
هَيَّأْتُ الزيتَ من الزيتونْ
ومسحت به جنباً مطعونْ
وَأَضأْتُ به قنديلَ صلاهْ
يهدي للدرب شقياً تاهْ
وضفرت أكاليلَ الغارِ
لأُتَوِّجَ هامَةَ مِغوارِ
ضحى بالروح لكي يفدي
حُرمات الأقصى والمهدِ
أتذّكر أني ذات مساءْ
ألقيت بنفسي في إِعياءْ
في حضن الأَغصان الخضراءْ
ونسيمٌ أَخّاذ عَبَرا
وجناحٌ رفرافٌ خَطَرا
فإذا بي في دنيا أخرى
ومواكب تاريخٍ تَتْرى
فَأُصيخُ السَّمعْ
لأُحَيْلى وَقِعْ
وعلى الأرض السلامْ
وفي الناس المَسَرّهْ
بُشرى للعالم بالميلادْ
وتَكَلَّمَ في المهدِ رَضيعُ
بالرّحمةِ قد نادى يسوعُ
وَبُراقٌ أَشرَقَ كالشّمسِ
حمل المختارَ إلى القدسِ
لرحاب الأقصى في الغَلَسِ
بالهادي خالقُنا أَسْرى
لتتمَّ المعجزةُ الكُبرى
ياقدسَ النّورْ
أمواجُ النّورْ
تنساب رخاءً كالأنسامْ
لتضيء الدّنيا بعدَ ظلامْ
في جبل الزيتونِ الأخضرْ
أورثني جدي زيتونهْ
باسقةً رائعةَ المنظرْ
روحي بهواها مفتونةْ
أهواها أذكرها أبدا
تحتل مكاناً في قلبي
وأحيط رؤاها بالحُبِّ
لكنّي في لحظة يأسِ
أَنْسَتْني قسوتُها نفسي
غادرتُ .. رحلتُ بدونِ وداعْ
والنفس أَسىً وشجىً وضَياعْ
عفواً زيتونِيَتي الغَضْبى
سأُكَفِّر بالعودة ذنبا
فغداً سأعود مع الفجرِ
لِظِلالكِ يا أَمل العمرِ
 

عهد إلى الأقصى الخالد

 

لِرِحاب الطُّهْرِ تَحِيَّتُنا

للمسجد تهفو أُمَّتُنا

لِحِماهُ ترنو أَعْيُنُنا

للأقصى ترخص أَنْفُسُنا

 

لن ننسى أَرْبُعَ قِبْلَتِنا

لن نسلو قمة عزّتنا

فَرُؤاهُ تعيش بِمُقلتنا

 

لبيك فنحن على العهدِ

نفدي بالروحِ ثرى الخلدِ

ونحطم أثقالَ القيدِ

وَنُع