صَبا من الأردن

سليمان إبراهيم المشّيني

 

صدر عن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع الجزء الحادي عشر من ديوان " صَبَا من الأردن " للشاعر الأردني سليمان المشّيني .. ويقع في 208 صفحات ويتضمّن ما يربو على سبعين قصيدة في البُلْدانيّات والإِخْوانيّات، وعلى مجموعة كبرى من القصائد الوطنيّة والغزليّة والوجدانيّة والوصْفيّة والإِنسانيّة، وما يشكِّل ديواناً في فلسطين. ويبدو شاعرنا المشّيني " فَتى غَسّان " فيما يَنْظُم قريحةً وقّادة وبَصيرة نَفّاذة وذخيرة من الأدب فيّاضة .. وشِعره يتدفّق صِدْقاً ووطنيّة إِذ يُمَجِّدُ نِضال الشّعب الفلسطيني ويدعو الأمّة إلى الوحدة والدّفاع باسْتِماتة عن حقّ العرب المقدّس في فلسطين والقدس، وأن فلسطين هي خط الدّفاع الأوّل والأخير عن الوطن العربي.

 ويتميّز شعر " فَتى غَسّان " بالخيال الرّائع والمعنى الجميل وقوّة التركيب ورشاقة العبارة وجزالة الألفاظ .. ويقدِّس الرّوح الوطنيّة ويتفرّد بالتّعادل الفنّي بين الفكرة والموضوع وصِدْق التّجربة والتّعبير عنها بالموسيقى الشّجيّة وبليغ البّيان ..

 وفي هذا الدّيوان، يُطْلِق نفسه على سَجِيّتها فَإِذا به في قصائده المُطَوَّلة يرسم لنا لوحات نَدِيَّة بالألوان .. وشاعرنا بلا شك هو امتداد لِكبار الشّعراء الكلاسيكيين أمثال شوقي وحافظ ومطران والخوري وسواهم من أَعْلام شعراء هذه الأمّة ..

 والشّاعر في رأي سليمان المشّيني ..

إنسان يدلّه الجَمال على نفسه ليدل سِواه عليه ..

وبذلك مُنِحَ في إِحساسه إمكانيّة إِنشاء الإحساس في النّاس .. فَكَأَنَّ عمله أن يُضيف إلى كلّ فكرة صورة لها وإلى كل صورة فكرة فيها ..

كذلك هو يُبْدِع المَعاني للأشكال الجامدة فيوجِد فيها الحياة .. فكأنّه خُلِقَ لِيَتَلَقّى الحقيقة ويُعطيها للناس ويزيدهم فيها استشعار روعة جمالها الفنّي ..

 وبالشّاعِر والأديب الجَديرَيْن بهذا الاسم تنمو معاني الحياة وكأنّما أوجدهما الله تبارك وتعالى لِتُنْقَلَ بها الدّنيا من حالة إلى حالة وَكَأَنّ هذا الكون يمرّ في فكرهما ليحقِّق ذاته ..

 من هنا، جاء شِعر سليمان المشّيني في دِقّته وتركيبه ومعناه وموسيقاه ونَسَقه الطّبيعي كأنّما يُقْرَع به على القلب ليفتح لمعانيه إلى الرّوح لأنّه شِعر تَمَّتْ له في صناعته وسائل التأثير وأُحْكِمَ من كل جهاته فَتَراهُ يطّرد بأَلْفاظه الجَزْلة ومعانيه الجميلة السّائغة ليس بينها وبين أن تنساب في العقل حائل .. فما يكون إلا أن تهزّ القارِىء أو المستمع وتنقله من دنيا المادة إلى عالم الرّوح والرّوعة والسّمو والجمال .      

 

--- الجزء الحادي عشر ---

 1432 هـ- 2011 م

 دار يافا العلمية للنشر والتوزيع

 

جميع الحقوق محفوظة

جميع حقوق الطّبع والنّشر محفوظة للشاعر المؤلف. لا يجوز تصوير أو نسخ جزء أو كل هذا الديوان بدون الموافقة الخطّية من المؤلِّف الشاعر سليمان إبراهيم المشّيني. وكل مَن يُخالف ذلك، يعرّض نفسه للعقوبات القانونية المنصوص عليها في قوانين حماية حقوق المؤلِّف والقوانين الأخرى ذات العلاقة.

 

 

الطبعة الأولى ، 2011

دار يـــــــافـــــا العلمية للنشر والتوزيع

الأردن – عمان – تلفاكس 4778770 6 00962

ص.ب 520651 عمان 11152 الأردن

E-mail: dar_yafa @yahoo.com

 عنوان الشاعر سليمان المشّيني:

هاتف: 5921357 / 0795638003

ص. ب. 910111 عمان 11191 الأردن

E-mail: petra2000bc@yahoo.com

صَبا من الأردن

 الـبـلــدانـيـات

الإهداء

إلى معلم الجيل المؤرخ الكبير الأديب الأريب الأستاذ الدكتور أسامة يوسف شهاب

مع أطيب التمنيات

 المؤلف

سليمان المشّيني

 أَخي وَصَديقي سُلَيْمان المشّيْني

شِعْر أُسْتاذ الجيل العَلاّمة الدكتور جَميل عَلّوشْ

 

يا أَبا إِبْراهيمَ أَهْلاً وسَهْلاً
 

أَنْتَ غالٍ عِنْديْ وَمَنْ مِنْكَ أَغْلى؟
 

لَكَ في ذِمَّتي دُيونٌ سأقضيها
 

وبعضُ الدُّيونِ كالطَّوْدِ ثِقْلا
 

أَنْتَ نَوَّهْتَ بي وَجُزْتَ بِذِكْري
 

مَطْلَعَ الشَّمْسِ مُكْثِراً أَوْ مُقِلاّ
 

أَنْتَ في كُلِّ مَجْلِسٍ تَذْكُرُ اسْمي
 

زادَكَ اللهُ في المَجالِسِ فَضْلا
 

أَنْتَ زَيَّنْتَني بِحُلَّةِ فَضْلٍ
 

سَوْفَ أَبْقى بِنَسْجِها أَتَحَلّى
 

يا صَديقي أَهْلاً وسَهْلاً وَنَزْرٌ
 

أَنْ يَقولَ الصَّديقُ أَهْلاً وسَهْلا
 

أَنْتَ ماضٍ كالسَّيْفِ لَكِنْ رَقيقٌ
 

في لِقاءِ الأَحْبابِ عَتْباً وَعَدْلا
 

صادِقٌ في الذي تقولُ وَفِيٌّ
 

مُسْتَقيمُ الحَديثِ جِدّاً وَهَزْلا
 

وَحَبيبٌ إِلى النُّفوسِ فَما
 

تَخْفِرُ عَهْداً وَما تُخَيِّبُ سُؤْلا
 

أَنا أُعْنى بِما تُسِرُّ وَتُبْدي
 

أَنا أَدْرى بِما تُحِبُّ وَتَقْلَىْ
 

شاعِرٌ يَنْظِمُ القَصيدَ ارْتِجالاً
 

وَيُعانيهِ عاطِلاً وَمُحَلّى
 

وَيَصوغُ الكَلامَ نَظْماً وَنَثْراً
 

لَيْسَ يَعْيا بِصَوْغِهِ أَيْنَ حَلاّ
 

في دَواوينِهِ قَصيدٌ حَماسِيٌّ
 

يردُّ النُّفوسَ في الخَطْبِ جَذْلى
 

عاشَ يَهْوى الأُرْدُنَّ غَوْراً وَنَجْداً
 

ويُحِبُّ الأُرْدُنَّ طَوْداً وَسَهْلا
 

وَيُغَنّيْهِ صادِقاً أَعْذَبَ الشِّعْرِ
 

وَيُغَلّيهِ مُسْتَعِزّاً مُدِلاّ
 

وَفِلَسْطينُ عِنْدَهُ بُؤْبُؤُ العَيْنِ
 

وَإِنْ ناشَها العَدُوُّ وَسَلاّ
 

يا أَبا إِبْراهيمَ أَصْدُقُكَ القَوْلَ
 

وَما كُنْتُ مُغْرِضاً أَوْ مُضِلاّ
 

إِنَّ عَهْداً مَضى لَنا في اتِّحادٍ
 

كانَ في عُمْرِنا الأَعَزَّ الأَجَلاّ
 

كانَ فيهِ الصِّحابُ يأْتونَ دَوْماً
 

وَالأَحِبّاءُ تَلْتَقي والأَخِلاّ
 

ما تَذَكَّرْتُ ذلكَ العَهْدَ إِلاّ
 

سالَ جَفْني بِدَمْعِهِ مُبْتَلاّ
 

يا أَبا إِبْراهيمَ جُرْحُكَ جُرْحي
 

وَهَوانا يأْبى انْفِصاماً وَفَصْلا
 

أُمَّةُ العُرْبِ أُمُّنا وهيَ تَأْبى
 

مِنْ بَنيها إِلاّ عَطاءً وَبَذْلا
 

هِيَ تَأْبى تَشَرْذُماً وانْقِساماً
 

وانْفِصاماً يَشِلُّ قَوْلاً وَفِعْلا
 

وَخِصاماً يَشُبُّ في الدّارِ ناراً
 

وَصِداماً يجرُّ طَعْناً وَقَتْلا
 

أُمَّةُ العُرْبِ لا تنامُ على الضَّيْمِ
 

وَتَبْقى مَشْلولَةَ العَزْمِ عَزْلا
 

وَإِذا دَوْلَةُ اليَهودِ تَعَدَّتْ
 

 واسْتَبَدَّتْ فَإِنَّها لَنْ تُذَلاّ
 

إِنّها أَقْسَمَتْ وَلَنْ تَتَراخى
 

عَنْ عَزيزٍ لَها وَلَنْ تَتَخَلّى
 

قَدْ طَوَيْنا العُصورَ شَدْواً وَشَكْوى
 

وَعَركْنا الحَياةَ خَمْراً وَخَلاّ
 

أَفَما آنَ أَنْ نَمُدَّ جناحاً
 

وَنَجرّ الذّيولَ تيْهاً وَدلاّ
 

ألأَماني مُطِلَّةٌ مِنْ سَماها
 

وَأَراها تَمُدُّ لِلْعُرْب حَبْلا
 

فَعَسى أَنْ يَكونَ في الغَدِ نَصْرٌ
 

لِشَريدٍ يصد ناراً وَنَبْلا
 

أَيْ فَتى الشِّعْرِ ما تَزالُ بِما
 

صُغْتَ مِنَ الشِّعْرِ للمَوَدَّةِ أَهْلا
 

حُبُّكَ النّاسَ موجِبٌ لَكَ فَضْلاً
 

في المَيادين كُلِّها يَتَجَلّى
 

أ. د. جميل علّوش

أغلى الغوالي

شِعر: بديع رباح/ عضو اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين

(مُهداة إلى الأستاذ الشاعر الكبير سليمان المشّيني في يوم تكريمه من اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين)

 

لِشَيْخِ الشِّعْرِ والشُّعَراءِ أَشْدو
 

لِطيبِ الأَصْلِ والخُلقِ المِثالي
 

فأقطفُ مِنْ رِحابِ الفِكْرِ قولاً
 

أُكَرِّمُ فيهِ مَفْخَرَةَ الرِّجالِ
 

لِمَنْ صاغَ القصائِدَ مثل عِقدٍ
 

تلألأ بالنّضارَةِ والكَمالِ
 

لمدرسةٍ بها الشّعراء ترقى
 

بِحُسْنِ الذِّكْرِ دوماً في المعالي
 

فأَنْتَ الفَخْرُ للشُّعَراءِ حقّاً
 

وأنتَ النّورُ في حَلَكِ الليالي
 

سَلوا دارَ الإِذاعةِ عن عظيمٍ
 

تأَلَّقَ بالمَهارَةِ والجَلالِ
 

وكانَ بِصَوْتِهِ نوراً مُشِعّاً
 

يَفوحُ المِسْكُ مِنْ طيبِ المقالِ
 

لَهُ في صَرْحِها بَصَماتُ مَجْدٍ
 

بدونِ منازِعٍ وبلا جدالِ
 

تجِبْكَ صَراحة وبكلِّ فخْرٍ
 

"سليمان" الأصالة في الأعالي
 

سيبقى شامِخاً بالعِزِّ دَوْماً
 

شموخ الصّقرِ في قِمَمِ الجِبالِ
 

أَبا الشُّعَراءِ فيكَ القَوْلُ يَحْلو
 

فَأَنْتَ وَهَبْتَهُ حُسْنَ الجَمالِ
 

حَباكَ اللهُ حُبَّ النّاسِ جَمْعاً
 

أميرَ الشِّعْرِ يا أَغْلى الغَوالي 

 

سليمان المشّيني ظاهرةٌ اخْتَرَقَت الزّمن

بقلم الأستاذ الدكتور الفيلسوف جلال زوّاد فاخوري

 وتتفجّر الكلمة ينابيع شعرية ترسم مجاريها وألوانها على لوحة الحياة غافيةً أو ساخرة .. ومن اتّساقها الروحية والشخصية تتدفّق عطاءً .. واهبةً الحياة سمة القوة والشفافية. وَلَئِنْ كانت الينابيع الشعرية تفيض من نهرٍ أو تُنْحَت من صخر .. فهي في الحالين رواء لكل نفس ظمأى لشفافية الكلمة الشاعرة .. وإذا كان للروح من اختراقٍ للزّمن، فإن روح شاعرنا العربي الكبير سليمان المشّيني قد هَزِأَت بالزّمن وسخرتْ من شعرائه المتطفّلين على أبواب العطاء.

 حلّق شاعرنا المشّيني كالصّقور قبل عدّة عقود .. ولم تهدأ جناحاه عن التّحليق .. تاركاً الهبوط للهابطين. المشّيني ظاهرة اخترقت الزّمن بقوّة العطاء .. فالجبال القويّة تقف عبر الأزمان بقوّة أمام الأنواء .. والمشّيني جبل قد تحدّى الزّمن بقوّته .. وأرسى مفهوماً تحاول المؤامرات على الشِّعر أن تزيله، وهو أن الشِّعر روح لا تقبل الهزيمة والتّملّق والإرتزاق والتّواطؤ مع المؤامرات. لم يَخُن الزّمن روح المشّيني أو ذاكرته التي ارْتَوَتْ من وطن له موقع القلب من روحه .. فالحديث عن الزّمن هو رواية رجال تَبَوَّأوا وأعطَوْا .. والحديث عن أدباء وشعراء أَوْفَوْا فَوَصَلوا. وسليمان المشّيني يعتبر أسطورة تتناقلها الأجيال .. ويجب أن يبقى كذلك .. فعطاؤه للوطن كان أكبر من سرد قصة عنه أو حديث عابر .. وأساطير الوطن هم رموز تاريخه .. وأقلام صفحاته .. لأنهم سطور تاريخه لا التاريخ سطّرهم بِعُبورٍ زمني غير لافت .. ولعلّ المُلْفِت في تاريخ المشّيني .. أنه كتب تاريخ الأردن بأهازيج وأناشيد ستبقى خالدة كخلود الأردن .. إنّ تحدّي الزّمن هو أسطورة عاشها واقعياً كل مَنْ عَرَفَ المشّيني .. إنّ المشّيني أنشودة زمن ستبقى ذاكرةَ تَدْمَغُ الأيام بحبرٍ لا يزول  .. إنّه حِبْر متمرّد على التلاشي .. المشّيني شاعر التّحدّي .. والتّحدّي لغة المعاصرة. 

عاش المشّيني عصور الزّهو الشِّعري .. فَتَعَمْلَقَ مع العَمالِقة.. وعاشَ عصر الهُبوط الشِّعري فَتَأَبّى على الهبوط .. وبقي عملاقاً يخترق كل زمن .. ويتحدّى كل هبوط شِعري .. فاسْتَحَقَّ لَقَبَ شاعر العروبة والأردن .. وبِلُغَةِ الأدب الفلسفي أقول "للشِّعر عقل واحد .. وللشّاعِر عقلان .. أحدهما روح تُحَلِّق والأخرى تسكن الجسد .. والمشّيني سَكَنَ الرّوح والجَسَد".

 طالَتْ أيّامُكَ يا سليمان على الأرض .. وسَكَنَتْ شاعريّتُكَ سماءً أَعْطَتْكَ فَأَحْسَنَت العَطاء.

الدكتور جلال زوّاد فاخوري

 

صباح النّورِ يا وَجْناءْ

 صباح النّورِ يا وَجْناءُ
 

يا أبهى من الزَّهْرِ
 

ويا أحلى من المنثورِ
 

يا أنقى من القَطْرِ
 

ويا أغلى من الياقوتِ
 

والمَرْجانِ والتِّبْرِ
 

ويا مَنْ نورُ طَلْعَتِها
 

يُضاهي رَوْعَةَ البَدْرِ
 

ويا مَنْ عَذْبُ بَسْمَتِها
 

يَرُدُّ الرّوحَ للصَّدْرِ
 

تُهِلُّ كما تُهِلُّ الشّمسُ
 

في إطلالَةِ الفَجْرِ
 

صباح الفلِّ يا وَجْناءُ
 

يا أصفى من الدُّرِّ
 

جمالُكِ فيهِ إعْجازٌ
 

وَسِحْرٌ جَلَّ عَنْ حَصْرِ
 

لقد بَدَّدْتِ أشْجاني
 

وَأَحْيَيْتِ مُنى دَهْري
 

تبارَكَ مَنْ حَباكِ الحُسْنَ
 

 في إشراقِهِ البِكْرِ
 

فَكُنْتِ الواحَةَ الفَيْنانَةَ
 

 الفَيْحاءَ في القَفْرِ
 

تَعالَى مُبْدِعُ الدُّنْيا
 

إِلَهُ النُّوْرِ والنَّوْرِ
 

تَمَجَّدَ في السَّما باري
 

العيونِ الحُلْوَةِ الخُضْرِ
 

مُروجُ بِلادِيَ الخَضْراءُ
 

في إشْعاعِها يَسْري
 

وَمَنْ صُنْوُ العيونِ الخُضْرِ
 

يوحيْ أرْوَعَ الشِّعْرِ
 

وَيُحْيِيْ كامِنَ الآمالِ
 

يُذْكيْ خالِدَ الفِكْرِ
 

وَلَوْلا وَحْيُها السّامي
 

لَظَلَّ الفنُّ في أَسْرِ
 

وَمَنْ يَسْطيعُ أَنْ يَقْوى
 

إِزاءَ سِهامِها السِّحْريْ
 

تَصيْدُ الصَّقْرَ في الأَجْواءِ
 

تُجْريْ الماءَ مِنْ صَخْرِ
 

صباحُ الخَيْرِ يا ذاتَ
 

الجَبينِ الفاتِنِ النَّضْرِ
 

يَشِعُّ سَنا مُحَيّاها
 

سُمُوَّ الرّوحِ والطُّهْرِ
 

وَأَنّى تَمْضيْ تَنْشُرُ في
 

حِماها أَطْيَبَ النَّشْرِ
 

وَيَلْثُمُها الصَّبا صُبْحاً
 

وفي إغفاءَةِ العَصْرِ
 

وَتُسْمِعُها طيورُ الحَقْلِ
 

قصّةَ حبِّها العُذْري
 

وَوَرْدُ الرَّوْضَةِ الجوريُّ
 

يُهْديها الشّذى العِطْري
 

يقولُ لها صباحَ الوردِ
 

يا عُلْويَّةَ القَدْرِ
 

سَلِمْتِ لنا لِتَبْقَيْ رَبَّةَ
 

 السَُلْطانِ والأمرِ
 

وإِشراقَ الأماني الخُضْرِ
 

يُثْري رِحْلَةَ العُمْرِ
 

الـبـلــدانـيـات

 إنْ تَسَلْ عَنّي فإنّيْ أُرْدُنِي

 إنْ تَسَلْ عَنّي فإنّيْ أُرْدُنِيُّ
 

لِبَنيْ غسّانَ أُنْمَى عَرَبِيُّ
 

وَجُدودي طاوَلَتْ راياتُهُمْ
 

ذِرْوَةَ الجوزاءِ والدّهْرُ فَتِيُّ
 

وبلادي أيْنَعَ المجدُ بها
 

والحضاراتُ تسامَتْ والرُّقِيُّ
 

ولقدْ طابَتْ سماءً وثرىً
 

ماؤُها كَوْثَرُ والجوُّ شَذِيُّ
 

فَلْتَعِشْ في عِزَّةٍ شامِخَةً
 

يَفْتَديها دَمُ أبْطالٍ زَكِيُّ
 

هيَ فِرْدَوْسُ الدُّنَى للأصدِقا
 

وَجَحيمٌ للأعاديْ أَبَدِيُّ
 

شَعْبُنا الجبّارُ خَوّاضُ الرَّدى
 

في مُثارِ النَّقْعِ مِقْدامٌ أَبِيُّ
 

وإذا الواجِبُ نادى أُسْدَهُ
 

كي يخوضوا الرَّوْعَ لَبَّوْا وَتَهَيُّوا
 

وَمَضَوْا للسّاحِ لمْ يَخْشَوْا رَدَىً
ج

فالعَسيرُ الصَّعْبُ هَيْنٌ وَرَخِيُّ
 

شَعْبُنا كلُّ الوَرى يعرفهُ
 

أنّهُ حُرٌّ على الغازيْ عَصِيُّ
 

غابَةَ الأبْطالِ يا أرْدُنَّنا
 

أيّها الرُّمحُ الرُّدَيْني السَّمْهَرِيُّ
 

دَمُنا مَرْهونُ لاسْتِقلالِهِ
 

وهوَ للرِّفْعَةِ صَرْحٌ أَزَلِيُّ
 

أَيُّ بُلْدانٍ تُحاكيْ بَلَديْ
 

إنَّهُ مُتْحَفُ آثارٍ ثَرِيُّ
 

ليسَ في العالَمِ آثارٌ كما
 

هي في الأردنِّ والأمْرُ جَلِيُّ
 

كُلُّ شِبْرٍ فيهِ يَرْوي قِصَّةً
 

عَنْ عَلاءٍ شادَهُ عَزْمٌ فَتِيُّ
 

هذهِ البتراْ بناها شعْبنا
 

قاهِرُ الصَّعْبِ العظيمُ النَّبَطِيُّ
 

مِنْ رُبوعِيْ مِنْ سَنَى آفاقِها
 

مِنْ سَماها شَعَّ نورٌ سَرْمَدِيُّ
 

أنْبِياءُ اللهِ جاءوا قِدَماً
 

يَنْشُرونَ الْهَدْيَ والكَوْنُ دَجِيُّ
 

أنْبِياءُ اللهِ عاشوا ها هُنا
 

ظِلَّ زَيْتونِ بِلاديْ قَدْ تَفَيُّوا
 

والمسيحُ الهاديْ قَدْ عُمِّدَ في
 

نَهْرِنا الخالِدِ والفَجْرُ نَدِيُّ
 

ها هُنا اليَرْموكُ هَذيْ مُؤْتَةٌ
 

ها هُنا الفَتْحُ العَظيمُ العَرَبِيُّ
 

مَوْطِنُ الأمْجادِ مُنْذُ المُبْتَدَاْ
 

بِالتُّقَى والعِلْمِ والخُلْقِ غَنِيُّ
 

مَنْبِتُ العِرْفانِ والفَنِّ مَعاً
 

والدُّنَى في جَهْلِها بَحْرٌ طَمِيُّ
 

وَسُفوكْليسُ على مَسْرَحِهِ
 

جاءَ بالإعْجازِ وَهْوَ الألْمَعِيُّ
 

مَوْطِني الأردنُّ عُنوانُ الوفا
 

نُصْرَةُ الضّادِ وَمِعْوانٌ قَوِيُّ
 

وَحْدَةُ العُرْبِ ذُرَى أهْدافِهِ
 

فَبِها الرِّفْعَةُ والعِزُّ البَهِيُّ
 

وهوَ للأضْيافِ صيْوانُ نَدىً
 

مُشْرِعُ الأبوابِ مِعْطاءٌ سَخِيُّ
 

فإذا الضَّيْفُ أتى مَنْزِلَنا
 

رَحَّبَ الشَّيْخُ وَحَيّاهُ الصَّبِيُّ
 

وإذا مَسَّ دَخيلٌ حَوْضَنا
 

يَتَلَقّاهُ حُسامٌ مَشْرَفِيُّ
 

وطني المَحْبوبَ يا دُنْيا الرُّوا
 

أيُّها الرَّوْضُ الرَّبيعِيُّ العَذِيُّ
 

كُلُّ شِبْرٍ فيكَ يَثْوي فارسٌ
 

وَشَهيدٌ عَزَّ أصْلاً وَسَرِيُّ
 

أنتَ دَوْماً مِلْءُ سَمْعيْ نَغَمٌ
 

وعلى ثَغْريْ نَشيدٌ وَطَنِيُّ
 

لكَ كَرَّسْتُ كِفاحيْ وَدَميْ
 

وَحياتيْ يَشْهَدُ اللهُ العَلِيُّ
 

أنا لَوْ لَمْ أَكُ مِنْ هذا الحِمَى
 

لَتَمَنَّيْتُ بأَنّيْ أُرْدُنِيُّ
 

البتراء الخالدة

ثانية عجائب الدّنيا السّبع

 

لِبترا صاغَ ثغْرُ الخُلْدِ لَحْنا
 

تَفَرَّدَ فيهِ موسيقى وَوَزْنا
 

لِثاني عجائِبِ الدنيا لِصَرْحٍ
 

سَبى الألبابَ إعْجازاً وَفَنّا
 

فبتراءُ العظيمةُ منذُ كانت
 

عليها مُبْدِعُ التاريخِ أثْنى
 

أشادَتْ باسْمِها بِكْرُ القوافي
 

بِشِعْرٍ قد سَما برفيعِ معنى
 

فَما كَرُسومِها في الأرضِ رَسْمٌ
 

ولا كَبِنائِها في الكونِ مَبْنى
 

وهندَسَةٍ عن الأوصافِ جَلَّتْ
 

وآثارٍ نُهى الدّنيا خَلَبْنا
 

مَرابِعُ عِزّةٍ قَعْساءَ يبدو
 

بها الماضي كَنورِ البدْرِ لَوْنا
 

فَأنَّى تَمضِ .. نَفْحُ المجدِ طيْبٌ
 

وأسْطُرُ سؤدُدٍ سامٍ كُتِبْنا
 

تُرى مَنْ شيّدَ البترا قديماً
 

أمِنْ بَشَرٍ هُمُ أمْ كانوا جِنّا
 

هُمُ العَرَبُ الأرادِنَةُ النّشامى
 

إذا شاءوا يَصيرُ الصّعْبُ هَيْنا
 

بَني الأنباطِ خوّاضي المنايا
 

لِعَزْمِكُمُ جبينُ المجدِ يُحْنى
 

فَما شِدْتُمْ يُحَدّثُ عنْ مَضَاءٍ
 

وبأسٍ سَحْقُهُ الأخْطارَ سُنّا
 

إذا ما طُفْتَ أرْبُعَهُم تَبَدّتْ
 

رجالٌ كالبدورِ إذا طَلَعْنا
 

تُظَلّلهُمْ رِماحٌ مُشْرَعاتٌ
 

كَبَرْقٍ حينَ يلمَعُ في الدُّجُنّا
 

فَمِلْءُ العينِ والآفاقِ خَيْلٌ
 

يُغَطًي زَحْفها سهلاً وَحَزْنا
 

عَلاها فِتْيَةٌ غُرٌّ شِدادٌ
 

وَصِيْدٌ لَمْ تُقِمْ للموتِ وَزْنا
 

دِماؤُهُمُ لِصُنْعِ الفخرِ رَهْنٌ
 

فما عَرَفوا بِساحِ الحَرْبِ وَهْنا
 

سلامٌ يا رُبى البترا شَذِيٌّ
 

سلامٌ ما شدا طيْرٌ وَغَنّى
 

على الدّيْرِ العظيمِ على تُراثٍ
 

سيبقى خالداً حِفْظاً وَصَوْنا
 

على السّيقِ الذي يَرْوي حَكايا
 

عقولَ أعاظِمَ العُلَما سَلَبْنا
 

وهذي الخزْنةُ الكبرى كتابٌ
 

يُحَدّثُ كيف آيَ الدّهْرِ شِدْنا
 

صَليلُ سُيوفِنا قد كان يحْكي
 

صَهيلَ الصّافِناتِ إذا وَثَبْنا
 

وكان هُتافُنا .. رعْداً يُدَوّي
 

فِدى بترائِنا نَحْيا ونَفْنى
 

بَني الأنباطِ يا أُسْدَ البوادي
 

أُباةَ الضّيْمِ أجدادَ المُثَنّى
 

صَنَعْتُمْ أيَّ مُعْجِزةٍ بِعِلْمٍ
 

أحَالَ المَهْمَهَ الصحراءَ حِصْنا
 

بِعَهْدِ الحارِثِ المِقْدامِ سُدْتُم
 

وَعِشْتُمْ سادَةً عِزّاً وَيُمْنا
 

لِيَبْني سُؤدداً للضّادِ يَبْقى
 

تَحَدّى الموتَ قلباً مُطْمَئِنّا
 

وكان النّصرُ طَوْعَ يديهِ دَوْماً
 

وَشَرْعَ العدلِ والإنصافِ سَنّا
 

بَني الأنباطِ ما أعطَوْا وَأعْلوْا
 

على تاجِ البِنا أضْحى لُجَيْنا
 

فَمَنْ مِنْ قَبْلِكُم شادَ المعالي
 

وَمَنْ سَوّى ثرى الصّحراءِ جَنّا
 

بِظِلِّ الحارِثِ الفذّ السّجايا
 

وَمَنْ بالسّيْفِ حَقّقَ ما تَمَنّى
 

رُبوعُكَ أرْدُنَ الأمجادِ مَلأْى
 

بآثارٍ تُحَدّثُ كيف كُنّا
 

لقد كُنّا وما زِلْنا أُباةً
 

نُدَمّرُ كُلَّ عادٍ يدنو مِنّا
 

فَما لانَتْ بِمَعْرَكَةٍ قَنانا
 

فَسَلْ عَنّا الكرامَةَ تُنْبي عَنّا
 

فَيا أُرْدُنُّ يا طَوْدَ المعالي
 

لكَ الرّوحُ الفِداءُ فَقَرَّ عَيْنا
 

سَتَبْقى للحضارةِ خَيْرَ رُكْنٍ
 

وَتَحْيا للمعارف خيرَ بَنّا
 

مادبا .. قلعة الكـبـرياء

 

إلى ربّةِ الحُسْن قلبي صَبَا
 

وما أصْبى قلبي سوى مادَبا
 

وكيف يُغَيَّبُ عنّي حِمىً
 

بهِ عاشَ جدّي سِنِيَّ الصِبا
 

أمادبا عفوَكِ إنْ قَصَّرَتْ
 

قوافِيَّ مَنْحَكِ ما أوْجَبا
 

فإنّكِ في خافقي دائماً
 

وحُبُّكِ طَيَّ الضلوعِ اخْتَبا
 

رَعاكِ الذي صاغَ هذا البهاءَ
 

وأَرْبُعَكِ فِتْنةً قدْ حَبا
 

فأنّى مضيْتَ ترى روعةً
 

وتشدو الطيورُ غِنا مُطْرِبا
 

وسِحْرُ الطبيعةِ يَسْبي النُّهى
 

بِزَهْرِ الحُقولِ وَخُضْرِ الرُّبا
 

وقدْ طِبْتِ جوّاً وطِبْتِ ثرىً
 

وأرضُكِ تبقى هيَ الأخْصَبا
 

وَمُذْ كُنْتِ دنيا رُواءٍ فَما
 

شروقُ مُحَيّاكِ يوماً خَبا
 

ويا ما أحَيْلى مُروجَ النُّضارِ
 

مِنَ القمحِ ذَهَّبَتِ السّبْسَبا
 

جمالُكِ مصدرُ وحْيِ القريضِ
 

وَمِنْ مُهَجِ الشُّعَرا كمْ سَبى!
 

فقدْ مَسَّ مِنْهُمْ شَغافَ القلوبِ
 

كتيّارِ سِحْرٍ من الكهْرَبا
 

سَتَبْقَيْنَ مصْدَرَ إلْهامِهِمْ
 

وللفَنِّ أُمّاً لَهُ والأَبَا
 

ولِلأُرْدُنِ الخالِدِ المُفْتَدى
 

تَظَلّيْنَ ابنتهُ الأقْرَبا
 

سَليلَةَ خَيْرِ الجُدودِ الأُلى
 

لِواؤُهُمُ صافَحَ الكوْكَبا
 

تُحَدِّثُ آثارُكِ الرّائِعاتُ
 

أحاديثَ صادقَ ما كذّبا
 

تقولُ بأنَّ ثَراكِ اسْتَقى
 

دَماً فَغَدا عاطِراً طَيِّبا
 

وأنَّ الحَضارَةَ فيكِ نَمَتْ
 

وكُنْتِ المقرَّ لَها الأرْحَبا
 

وَمُنْذُ القديمِ مَنارَ السّنا
 

وَبَدْرُ عَلائِكِ ما غُيِّبا
 

بِأمْسِكِ كَمْ مِنْ نبيٍّ أتى
 

لِيُسْمِعَ صوتَ السّما المُجْتَبى
 

لكيْ ينْهَجَ المَرْءُ نَهْجَ التُّقى
 

ويَسْلُكُ دَرْبَ الهُدى الأصْوَبا
 

شبابُكِ نِعْمَ الشبابُ الجريءُ
 

إلى عَزْمِ اُسْدِ الشَّرى اُنْسِبا
 

إذا نودِي يوماً لِساحِ العُلى
 

مَضى كالهَصورِ وما اسْتَصْعَبا
 

شبابُكِ خيْرُ الحُماةِ الكُماةِ
ج

وَسَيْفُهُمُ في الوَغى ما نَبا
 

فَهُمْ في الميادينِ أبْطالُها
 

بِحُمْرِ الشِّفارِ وَحَدِّ الظُّبا
 

وَإنْ يَدْنُ مِنْكِ عَدُوٌّ يَعُدْ
 

كَليْلَ الخُطى خاسِراً خائِبا
 

فَدوميْ بِأفْقِ البَها نَجْمَةً
 

تَشِعُّ السَّنا الأرْوَعَ المُذْهَبا
 

وَبورِكْتِ يا قَلْعَةَ الكِبْرياء
 

حِمىً للكرامةِ مَهْدَ الإبا
 

جرش العربية الخالدة

 

لبس التاريخ من أثوابها
 

والحضارات سَرَتْ من بابها
 

زيوس الأكبر حامي حوضِها
 

أرْتميسُ النورِ من حُجّابها
 

ولواء العزّ رفراف السّنا
 

وأريج الخلد في محرابها
 

أرضها الغرّاء كانت أبداً
 

مضرِب الأمثال في إخصابها
 

وثراها طابَ عَرْفاً وشذىً
 

بدم الأبطال من أصحابها
 

والميامين الألى سادوا المدى
 

نسِبوا قِدْماً إلى أصلابها
 

والمروءات وعزمٌ وإبا
 

وسجايا النبل من أنسابها
 

هي والبدرُ رفيقا عُمُرٍ
 

والنجوم الزُّهْرُ من أترابها
 

أيّ دنيا من جمالٍ وبها
 

أيّ حُسنٍ ضُمَّ في جلبابها
 

كانت الجنّةَ مأوى للشذى
 

وجموع الطير في أسرابها
 

كَسَت العالم أبراد الرواء
 

وازدهى البنيان من أخشابها
 

قبلةَ الأنظار كانت مثلما
 

كانت الصفوةُ من أربابها
 

سُننَ الأمجادِ سنّتْ شِرْعةً
 

والورى يمشي على أعقابها
 

والفروسية فيها نشأت
 

وبنوها الصّيد من أحبابها
 

ولها جيش عظيمٌ ظافرٌ
 

مَنْ تُرى يَقْوى على إغضابها؟
 

جرش العزّة والخلد معاً
 

كانت العلياء من خُطّابها
 

وإذا ما المُزنُ يوماً هطلت
 

فلها الحصّة من تَسْكابها
 

كانت الدنيا إذا ما غَضِبَتْ
 

بادرتْ تسعى إلى أعتابها
 

جرش الأردنِّ مَنْ يشبهها
 

عَجِز العالم عن إنجابها
 

جرش السيدة الأولى التي
 

كان تاج الملك من ألقابها
 

بلغت في روعة الفن الذّرى
 

تفتِن الألباب في خلابها
 

هذه آثارها شاهدةٌ
 

تروي عن عزّ وأمجادٍ بها
 

تِلْكُمُ أعمدة الساح تُرى
 

صُنْوَ حرّاس على أبوابها
 

بصمات الفنّ في عمرانها
 

مثلما الكحل على أهدابها
 

والقوافي كم تغنّت باسمها
 

وشَدَتْ فيه على شُبّابها
 

سائل الأزمان تُنْبيكَ بما
 

يبعث الإعجابَ عن أحسابها
 

كلّ ما فيها سطورٌ عبّرت
 

عن عُلىً عاشته في أحقابها
 

جرش اليومَ أفاقت لغدٍ
 

وانبرى أسدُ الشّرى من غابها
 

يُرجعون الأمس خفّاقَ اللوا
 

والمنى تختال في أطيابها
 

الطفيلة .. الواحةُ الظّليلهْ

  أيُّ حَسْناْ فريدةٍ وأصيلهْ
 

في جنوبِ الأردنِّ ثَمَّ نَزيلهْ
 

أيُّ حَسْناْ فريدةٍ وأصيلهْ
 

في جنوبِ الحِمى هناك نَزيلهْ
 

أيُّ آيٍ من الرُّواءِ وسِحْرٍ
 

وبهاءٍ تضمُّ تلك الخميلهْ
 

مَنْ تُرَى هذه البديعةُ حقّاً
 

جج

والتي للذُّرى العواليْ سليلهْ
 

هلْ عَرفْتُمْ مَنْ قد عَنَيْتُ بِسُؤْلي؟
 

جج

إنها بهجةُ القلوبِ الطّفيلهْ
 

باركَ الله ساحَها وحِماها
ج

وحَباها تاجُ النّدى إكْليلهْ
 

أبَدَ الدّهْرِ في اخضرارٍ مُثيرٍ
ج

رائعٍ والسّنا يجرُّ ذيولهْ
 

فكأنَّ الربيعَ فيها مقيمٌ
 

وخُطاهُ في حَوْضِها مَوْصولهْ
 

والعصافيرُ بالهوى تتغنّى
ج

والسّواقي تُصْغي إليها خَجولهْ
 

وحُداءُ الرّعاةِ فوقَ الرّوابي
 

والشلايا تسيرُ غيرَ عَجولهْ
 

هزّها النايُ والغناءُ فسارتْ
 

للمروجِ الفِساحِ جَذْلى كَسولهْ
 

كلُّ ما فيها شيِّق وبهيٌّ
 

بورِكَتْ بيئةً وأرضاً ظليلهْ
 

هيَ والبدرُ في لقاءٍ حميمٍ
 

والروابي تشاهدُ التّعْليلهْ
 

فيها يحلو الحديثُ فوق سطوحٍ
 

والسّكونُ الشّجيُّ يُرْخي سُدولهْ
 

ليلةٌ بِتُّ فيها كأنّيْ
 

كنتُ أحْيا في جنّةٍ مجهولهْ
 

فَكُرومُ الزّيتونِ مَلأى دوالي
 

والعناقيدُ كاللآلي الجميلهْ
 

"عِنْبُها" رائعٌ كَشَهْدٍ مُصَفَّى
 

لستَ تلْقى أنّى مَضَيْتَ مثيلهْ
 

زيتُها طابَ لَوْناً وَطَعْماً
 

خيْرُ شافٍ إلى الجُسوم العليلهْ
 

ذاتُ ماضٍ مُخَلَّدٍ ومَجيدٍ
 

حافلٍ بالفِدى وأسْمى بُطولهْ
 

مُنْتَهى الكِبْرياء لمْ تُحْنِ رأساً
ج

مُنْذُ كانتْ عَصِيَّةٌ مُسْتحيلهْ
 

لِعُلاها كَمْ قدَّمَتْ مِنْ شهيدٍ
 

بذلوا الرّوحَ كي تظلَّ جليلهْ
 

صَفحاتٌ من الكفاحِ وِضاءٌ
 

ونفوسٌ في البذْلِ ليستْ بخيلهْ
 

فَثَراها مُخَضَّبٌ بِنَجيعٍ
 

من أسودٍ هُمْ في الفدى أُمْثولهْ
 

وكُماةٍ .. حتّى تظلَّ بعزٍّ
 

وعلاءٍ سيوفُهمْ مسلولهْ
 

لفلسطينَ قدَّمَتْ خيْرَ صيْدٍ
 

عطّرَتْها دِماهُمُ المطْلولهْ
 

بورِكَتْ للعُلى تسيرُ بِعزْمٍ
 

بشباب رمْزِ الوفا والرّجولهْ
 

فَلْتَعِشْ قِبْلَةَ العيونِ وتبقى
 

دارةَ العزِّ والشّموخِ .. الطّفيلهْ

 

عمّان عروسنا الجميلة الخالدة

 

عمانُ يا عَروسَنا الأَصيلَهْ
 

يا بَسْمةً على فَم الطُفولَهْ
 

يا دارةَ الرُواءِ منذُ كانتْ
 

وَقمةَ الجَمالِ والفَضيلَهْ
 

الكِبْرُ والشُموخُ في رُباهاْ
ج

والمجدُ يَمْشي ساحِباً ذُيولَهْ
 

والفنُ لما حُسْنُها تجلّى
 

أهْدى إليها طائعاً إِكْليلَهْ
 

كم شاعِر في حسنها تَغّنى
 

وثغْرها كم أشتهى تقبيلَهْ
 

في كل شِبر من ثراها تقرا
 

سطراً من الكفاحِ والرجولهْ
 

آثارها الغَراءُ تُنبي عنها
 

بأنَها لسؤْددٍ سَليلَهْ
 

تستقبل الأضيافَ بابتهاج
ج

كما يلاقي ذو الندى نَزيلَهْ
 

لم يَدْنُ من حياضها عَدوٌ
 

إلاَّ وعادت جُنْدهُ ذليلَهْ
 

عمان يا حمىً يَضوعُ طيبا
ج

لم نَلْقَ في كلِ الدُنى مَثيلَهْ
 

جبالُكِ الشّماءُ صُنوُ دِرْعٍ
 

يَقيك شرَّ الأعينِ الدخيلهْ
 

صباحُك الذي يشْع نورا
 

تُحيي الورى انسامُه العليلهْ
 

خريفُك البَهيُّ نَبْعُ خيرٍ
 

يَفيضُ في ربوعك الظليلهْ
 

شتاؤكِ اللطيف فيه يحلو
 

الجلوسُ والكانون والأَرْجيلَهْ
 

ربيعُك الفتانُ أي رَوْضٍ
 

يزدان في ازهارهِ الجميلَه
 

وصيفُك البديعُ فَصْلُ سِحْرٍ
 

كم يشتهي سُمّارنا حُلولَهْ
 

وماؤك الذي جرى نميرا
 

يستشعر الظِّماءُ سَلْسبيلَهْ
 

في ظلّك التاريخ عاش طفلا
 

يمشي خُطىً وئيدةً ثقيله
 

حضارة الانسان فِيكِ صيغت
 

مِنْكِ استقى الدروسَ والأمثولَهْ
 

عمان يا أُهزوجةَ النشامى
 

فريدةَ الأوزانِ والتَفْعيلَهْ
 

لا زِلْتِ صرحَ العِزّ والمعالي
 

ورايةً نَزْهو بها جَليلَهْ
 

السّلط
أَلْقى الشاعر هذه القصيدة لأول مرة بمناسبة تكريمه في مسقط رأسه

بتاريخ 1 أيلول 2007

 وقافيةٍ فذّةٍ حرّةٍ ..
 

من الشعر.. ما صُغْتُ أمثالَها
 

شَرودٍ تَلمّعُ في الخافِقََيْنِ
 

إذا ذُكِرَتْ..قيلَ مَنْ قالها
 

بأغلى اللآلىءَ زيّنْتُها
 

إلى ربّةِ الحُسْنِ تُهْدَى لها
 

فقدْ تُوِّجَتْ بالجمال الذي
 

يَشعُّ الحياةَ وَسَيّالَها
 

لها طَلْعَةٌ كانبثاقِ الصّباحِ
 

يُزيلُ عن الرّوحِ أثقالَها
 

وَعَيْناها عَيْنا رشا فاتنٍ
ج

وأُمُّ البها طَرّزَتْ شالَها
 

إذا بَسَمَتْ هَلَّ وجهُ الرّبيعِ
 

وأَنْشَدَتِ الطّيْرُ مَوّالَها
 

وَإِنْ لامَسَتْ صخرَةً كُهْرِبَتْ
 

وَأَجْرَتْ من الصخرِ سَلْسَالَها
 

فَمِلْكُ يديها الرّواء الذي
 

يعيشُ يُقَبِّلُ أظْلالَها
 

عَشِقْتُ صَباها وأجواءَها
 

كَذاكَ ضُحاها وآصالَها
 

وأروعُ شعري غنّيتُها
 

وأبذُلُ روحيَ "كُرْمالَها"
 

تُرَى هَلْ عرفتُم فيمَنْ أَهيمُ
 

ومَنْ تعشقُ الرّوحُ صُنْواً لَها
 

هي السّلطُ دار الخلودِ المقيمِ
 

وحقُّ الوفا يَقْضي إجلالَها
 

فَما أَنْجَبَتْ غير شُمِّ الأُنوفِ
 

كما تُنْجِب الأسْدُ أشْبالَها
 

إذا ما المعالي دَعَتْ ولْدَها
 

تنادَوْا يُلَبّونَ تَسْآلَهَا
 

ووحدَةُ أمّتِنا همُّها
 

لِتَحْيا وتُصْلِح أحْوالَها
 

تَسامَتْ بأمْسٍ شَذيّ السّنا
 

وكان النّدى أبَداً خالَها
 

وتبقى من الأرْدُنِ المُفْتَدَى
 

مَعينَ الحياةِ وشَلالَهَا
 

وطابَتْ ثَرَىً بالليوثِ الأُلى
 

دِماهُم تُعَطّر صَلْصَالَها
 

فماذا أقولُ بها مِنْ ثَنا
 

ويستبِقُ الفعلُ أقوالَها
 

عليها من الخُلْدِ تعويذَةُ
 

ألَحّ الزّمانُ فما زالَها
 

وعطّرَها العِلْمُ في عِطْرِهِ
 

وحَلّى يديْها وأحْجالَها
 

فدارُ المعارِفِ كانت بها
 

ولا يُنْكِرُ العلمُ أفْضالَها
 

وقلْعتُها عنْ بطولاتِها
 

تُحَدّثُ بالفخر أجْيالَها
 

وكيف الحُماةُ استماتوا فِدىً
 

فقد خلّدَ الدّهْرُ أبْطالَها
 

وواديها للفنّ فردوسُهُ
 

وللنفسِ يبعثُ آمالَها
 

وللشعر يوحي القوافي التي
 

تجيء تجرجرُ أذيالَها
 

وقد حَمَلَت طيّ أحشائها
 

نديّ المعاني وإخْضالَها
 

فيا سلطُ عفوَكِ ماذا أقولُ
 

بِمَنْ طرّزَ المجدُ سِرْبالَها
 

وقد أصبحَتْ موئلاً للعلاءِ
 

على النجمِ تسحبُ أذيالَها
 

ولو لم تكوني أعزَّ حمى
 

لَزُلْزِلَت الأرضُ زِلْزالَها
 

العصماء في تحيّة الأردن

 

 أوقف الرّكب... وسلّم وانثرِ

في حِمى الأردن ... عقد الجوهرِ

والثمِ السّاحَ التي قد خُضِّبَتْ

بدم الأبطال عبر الأعصرِ

واخفضِ الهامةَ إجلالاً له

ولماضيه العريق العطِرِ

فالحضارات ارتدت من بُردِهِ

وبه التاريخ زاهي الصورِ

كلُّ شبرٍ فيه يروي قصة

عن بطولات وفتحٍ أكبرِ

وابْدأ التطوافَ في أرباضهِ

مَنْ حَوَتْ أبهى ربيع مزهرِ

فهواها مثقل بالعنبرِ

ومياه عذبة كالكوثرِ

قد تناهى الحسن في أرجائها

فتراءَتْ كالصباح المسفرِ

بورك الأردن ترباً وسما

وَلْيَعِشْ رغمَ صروف العُصُرِ

يا حبيبي هذه أمسية

تتجلّى من أماسي العُمرِ

فارسل اللحن رقيقاً ناعما

يتحاكى ورنين الوترِ

وأدِرها بوعاء مرمري

قد توشّى ببهيِّ الدُّرَرِ

وأعِدْ للذهن عهداً سالفاً

كان ملء السمع ملء البصرِ

وتَغَنَّ باسم ماض شامخٍ

في ظلال الأمسِ حلو الذكرِ

حين كان العمر في إبّانهِ

يتباهى بالأماني الخضرِ

ها هنا يستحضر الفكر رؤى

أعذب الذكرى لعهد نضِرِ

ها هنا منبع وحْيي مُلهمي

ها هنا من أفتدي بالبصرِ

ها هنا جدي وأمي وَأَبِي

هنا مَنْ أحببتُ منذ الصِّغَرِ

قسماً بالحق بالعلياءِ ..

بالوطن الغالي بربّ البشرِ

قسماً بالحب والأحبابِ ..

والحسن والحسنا وعيني جُؤْذُرِ

عن فدى أردننا لا أنثني

قاذفاً بالمعتدي في سقَرِ

فهو يدري عن مضائي أنني

حينما ألْقاهُ فتّاكٌ جري

وبِسَمْعي هاتفٌ يحفزني

لغدٍ منتصرٍ منتظرِ

لِغَدٍ فيه نرى أردنَّنا

رافعاً راي العُلى والظَّفَرِ

إن تمنى البعض قصراً وارفاً

أو مقاماً فيه قد يُمسي ثَري

فأنا أمنيتي يا إخوتي

بالدّما عزّة شعبي أشتري

وحدة العرب بقلبي أبداً

فيها تحقيق أسمى وَطرِ

يا بني أردنّنا الصّيد لكم

في جبين المجد أعلى منبرِ

أسطر التاريخ قد أغنيتُمُ

بتفانٍ وبجهدٍ خيِّرِ

إن تسل في العرب عن مأثرة

فهي في الأردن لم تندثر

أو مروءات ونبل ووفا

لم يزل منها جليّ الأثرِ

وإذا ما الضّاد لاقى خطراً

كنتم الدرع لِدَرْءِ الخطرِ

يا بني الأردن قد أثقلتُمُ

كاهل الجلّى بما لم تقدِرِ

 

تحيّة الكرك الزّهراء

مدينة الثقافة الأردنية لعام 2009

 لِلْكَرَكِ بِوِجداني حُبُّ
 

وَبِفِكْري لِصورَتِها نُصْبُ
 

وَبِنَفْسي لها أسمى مَهْدٍ
 

وَلِقَلْعَتِها أبَداً أصْبو
 

وَبِذِهْني مُوآبٌ باقٍ
 

فَهَواهُ في القلْبِ يَشُبُّ
 

مُذْ زُرْتُ رُباهُ .. أذكُرُهُ
 

وأنا في ذِكْري لَهُ صَبُّ
 

حَيّاهُ اللهُ وبارَكَهُ
 

فَثَراهُ مُعَطَّرُ والتُّرَبُ
 

والفَخْرُ نَمَا في ذِرْوَتِهِ
 

وَبِسُؤدُدِهِ نُشِرَتْ كُتُبُ
 

والحُسْنُ إذا ما اخْتارَ حمىً
 

فالكَرَكُ هيَ البيتُ الرّّحْبُ
 

فَصَباها يَشْفي مِنْ سَقَمٍ
 

وَأريجُ خَمائِلِها عَذبُ
 

وَرُواءُ المُوجِبِ أخّاذٌ
 

وَبِفِتْنَتِهِ سُحِرَ اللُبُّ
 

ماذا سأقولُ بِمِدْحَتِها
 

والبدرُ نَجِيُّها والشُّهُبُ
 

يا بِنْتَ الأردُنِّ المُثلى
 

يَرْعاكِ ويَحْرسُكِ الرّبُّ
 

ماضيكِ بطولاتٌ خَلَدَتْ
 

وَبَنوكِ ميامينٌ نُدُبُ
 

فُرْسانٌ صيدٌ مَبْدَأهُمْ
 

بَذلٌ وَشِعارهُمُ الدَّأبُ
 

قدْ عُرِفوا بالكَرَمِ العَرَبي
 

وَأعَفُّ النّاسِ إذا غَضِبوا
 

عشقوا العَلْياءَ وَهاموا بها
 

وَبِظِلِّ مَبادِئِها رُبُّوا
 

فَأذَلّوا الصَّعْبَ بِبَأسِهِمُ
 

بِسَواعِدَ هِمَّتُها لَهَبُ
 

مَنْ صُنْوُكِ يا مَهْدَ البُسَلا
 

وَعَلائِكِ شادَتْهُ القُضُبُ
 

وإذا الأردُنُّ أهابَ بِهِمْ
 

كالبَرْقِ لِنَجْدَتِهِ هَبّوا
 

رَفَعوا بالبَذلِ أجَلَّ بِنا
 

فالهَدَفُ العِزَّةُ والأرَبُ
 

أرْدُنُّ مَدينُ بِنَهْضَتِهِ
 

لِجُهودِ بَنيكِ وما وَهَبوا
 

والعِزُّ إذا اسْتُنْبِىءَ أهْلاً
 

فَلأنْتِ لَهُ أمٌّ وَأبُ
 

يا ساحَ الخَيْلِ وَمَلْعَبَِها
 

تَفديكِ ميامينٌ نُجُبُ
 

مَنْ يَنسى ثَوْرَتَكِ الكُبرى
 

ضِدَّ الأتراكِ وَمَنْ غَصَبوا
 

مِنْ خَلْفِ حُسَيْنٍ شِبْلِ علي
 

أبْناؤكِ لِلْهَيْجا وَثَبوا
 

ساروا لِلرَّوْعِ قَساوِرَةً
 

والخَصْمَ الغاشِمَ لَمْ يَهَبوا
 

ضَرَبوا الأمثالَ بِتَضحِيَةٍ
 

فَأهَلَّ الفَجْرُ المُرْتَقَبُ
 

وأتَوْا بالنّصْرِ على الأرْماح
 

وَبَنْدُ الحَقِّ لَهُ الغَلَبُ
 

يا قِبْلَةَ أنْظارِ الاُدَبا
 

يَهْواكِ الشّاعِرُ والأرِبُ
 

مَهْما نَشْدُ مِنْ شِعْرِ ثَنَا
 

لا لَنْ نوفِيَكِ ما يَجِبُ
 

أنَفيْ ماضِيْكِ وَرَوْعَتَهُ
 

يا شَمْسَ سَناءٍ لا يَخبو
 

قَدْ عِشتِ سادِنَةَ العِرْفانِ
 

وَخَيْرُ الشّاهِدَةِ الحِقَبُ
 

لا زِلْتِ مناراً أزَلِيّاً
 

يَزهو بِثَقافَتِكِ الأدَبُ
 

لا زِلْتِ مناراً أزَلِيّاً
 

يَزهو بِثَقافَتِكِ العَرَبُ
 


 

بطاقة إجلال إلى القدس ِ شَمْسِ المدائِن

 يا رُبى القُدْسِ سلاماً خالداً

مِنْ قُلوبٍ لَكِ تَهْفو بانْفِعالِ

حَدِّثِيْنا عن عُهودٍٍ قَدْ خَلَتْ

وَكِفاحٍ شادَ عِزّاً بالنِّصالِ

جَدِّديْ للسَّمْعِ تاريخاً مَضى

كانَ بالأمْجادِ كالجَوْزاءِ عاليْ

عندما كُنْتِ مَناراً مِنْ سَنَا

والوَرَى يَحْيا بِعَتْمٍ وَضَلالِ

كُنْتِ إِشْعاعَ ضياءٍ وَهُدىً

قِبْلَةَ الدُّنيا وَعُنْوانَ الجَلالِ

أَيُّ شِبْرٍ فيكِ لَمْ يُسْقَ دَماً

عَرَبِيّاً مِنْ كَمِيٍّ في النِّضالِ

لو قَضَيْتُ العُمْرَ يا ذاتَ البَهَا

أَنْظِمُ الشِّعْرَ بِفَجْرٍ وَلَياليْ

كي أَفيْكِ الحَقَّ مَدْحاً وَثَنَا

سوفَ يبقى مَطْلَبي صَعْبَ المَنالِ

قَسَماً بِاللهِ بالأبْطالِ بالمَهْدِ

والأقصى وَفُرْسانِ النِّزالِ

عَنْ فِداءِ القدسِ .. لا .. لا أَنْثَني

فَلِعَيْنَيْها رَخيْصٌ كلُّ غالي

نحنُ بالبَذْلِ سَنَسْتَرْجِعُها

لا بِتَبْيانٍ ولا قيْلٍ وقالِ

أَهْلُنا الأبطالُ في القدسِ هُمُ

صانِعو الجُلَّى بِإِقْدامِ الرِّجالِ

إِنَّهُمْ أُسْدُ الشَّرى مَنْ ضَرَبوا

بِالتَّفاني والفِدى أَسْمى مِثالِ

ها هُمُ أَغْنَوْا بِشلاّلِ الدِّما

ثورةَ الأقصى فِداءً مُتَتالي

إِنْ تَسَلْ في أُمَّتي عَنْ أُنُفٍ

تَلْقَهُمْ في القدسِ آسادَ القِتالِ

يا بني القدسِ لقد أَثْقَلْتُمُ

كاهِلَ السَّيْفِ بِأَحْمالٍ ثِقالِ

كي تُعيدوا الحقَّ خَفّاقَ اللِّوا

وَتَدُكّوا القَيْدَ .. قَيْدَ الإحْتِلالِ

 

اللؤْلُؤَةُ البهيّهْ في تحيّة الكرك العَذِيَّهْ

 هاتِ القوافي العَسْجَدِيَّهْ
 

حَيِّ بِها الكركَ العَذِيَّهْ
 

ساحَ البُطولَةِ والمُروءَةِ
 

والسَّجايا الحاتِمِيَّهْ
 

مَهْدَ المَيامينِ الأَشاوِسِ
 

والنَّدى والأَرْيَحِيَّهْ
 

أُمَّ النَّشامى والسُّيوفِ الباتِراتِ الأُرْدُنِيَّهْ

تاريْخُها صَفَحاتُ عِزٍّ سَطَّرَتْها المَشْرَفِيَّهْ
 

أَرْضُ الحَضارةِ مُنْذُ كان البَدْءُ بالجُلَّى غَنِيَّهْ

وَعَريْنُ آسادِ الحِمى
 

شُمِّ الأُنوفِ اليَعْرُبِيَّهْ
 

وَثَراها قِدْماً عَطَّرَتْهُ
 

 دِماْ فَوارِسِها الزَّكِيَّهْ
 

أَبْناؤُها أَبْناءُ صِيْدٍ
 

لا يَهابونَ المَنِيَّهْ
 

لا يَرْتَضونَ سِوى المَعاليْ لَيسَ يَرْضَوْنَ الدَّنِيَّهْ
 

كَرَكُ المَكارِمِ لا يَفيْها الشِّعْرُ حَقّاً في التَّحِيَّهْ
 

هِيَ فوقَ ما تَصِفُ القَوافي في سَجاياها الرَّضِيَّهْ
 

أَنْسامُها تُحْيي العَليلَ بِنَفْحَةِ الزَّهْرِ الشَّذِيَّهْ
 

هِيَ والعُلى أَخَوانِ
 

صُنْوُ البَدْرِ والجَوْزا سَوِيَّهْ
 

لَمْ تُحْنِ يوماً رأْسَها
 

بَلْ ظَلَّ وَضّاحَ المُحَيَّهْ
 

هاتِ القَوافي السَّرْمَدِيَّهْ
 

حَيِّ بِها الكركَ الأَبِيَّهْ
 

كَمْ سَطَّرَتْ صَفَحاتِ مَجْدٍ بالشَّهادَةِ والحَمِيَّهْ
 

بورِكْتِ يا غابَ الليوثِ وقَلْعَةَ الوَطَنِ القَوِيَّهْ
 

اللهُ أكبرُ يا عروسَ الأُرْدُنِ الحُرِّ النَّقِيَّهْ

مَهْما أُعَدِّدْ مِنْ صِفاتِكِ أنتِ كالشِّعْرى[1] قَصِيَّهْ
 

وَبَنوكِ دَوْماً أَنْجُمٌ
 

في عَتْمَةِ الوَطَنِ الدَّجِيَّهْ
 

حُيِّيْتِ يا دارَ الإِباْ
 

بورِكْتِ يا حَسْناْ عَصِيَّهْ
 

لا شَكَّ أَنَّكِ بالتَّحِيَّةِ
 

والثَّنا أَبَداً حَرِيَّهْ
 

مَنْ يَنسى ثورَتَكِ المَجيْدَةَ ضِدَّ تُرْكِيّا العَتِيَّهْ
 

كانتْ عَدُوَّ الحَقِّ ظالِمَةً مِثالَ البَرْبَرِيَّهْ
 

فَهَزَمْتِها بِنِضالِكِ الدّامي
 

وَتَضْحِيَةٍ سَخِيَّهْ
 

مُوآبُ عِشْتَ مُمَجَّداً
 

يا شَمْسُ لَمْ تَعْرِفْ عَشِيَّهْ
 

سُمّارُكَ البَدْرُ البَهِيّْ
 

وَكَواكِبُ الأُفْقِ السَّنِيَّهْ
 

حُيِّيْتَ يا رَمْزَ الخُلودِ
 

كَنَجْمَةِ الصُّبْحِ الوَضِيَّهْ
 

حُرّاً عَزيْزاً سَيِّداً
 

تَعْلو بَيارِقُكَ الثُّرَيَّهْ

 

الأزرق الجميل

 لأزرقِنا الجميلِ .. الشِّعرُ غنّى
 

وتاهَ المجدُ والتاريخُ أثنى
 

وأنشدَ باسمِهِ الشُّعَرا قَريضا
 

غزا الأسماعَ في معنى ومبنى
 

ربوعٌ للربيعِ بها مُقامٌ
 

يزيدُ بهاءَها سحراً وحُسْنا
 

فأنّى سرْتَ أزهارٌ ووردٌ
 

وأنّى رُحْتَ تلقى وجْهَ حَسْنا
 

وآثارٌ تحدّثُ عن عَلاءٍ
 

ومجدٍ شادَهُ صَحْبُ المثنّى
 

رجالَ الأزرقِ الغالي ليوثٌ
 

إذا ما قيلَ أينَ الأُسْدُ أينا
 

حُداؤُهُمُ البنادقُ مُشْرَعاتٌ
 

يُفرِِّغْنَ الرّصاصَ تقولُ مُزْنا
 

إذا ما زرْتَ أرْبُعَهُم تبدَّتْ
 

أشاوسُ والرّماحُ قد ارتفعنا
 

فمِلْءُ العينِ والآفاقِ نُجْبٌ
 

تُغطّي خيلُها سهلاً وحَزْنا
 

وَلَمْعُ شِفارِهِمْ وَمُثارُ نَقْعٍ
 

علا فوق البيارقِ فاحْتجَبْنا
 

وصيحاتُ الأباةِ مدوِّياتٌ
 

نعيشُ فداءَ أرْدُننا ونفْنى
 

كأنّ الثورةَ الكبرى تراءتْ
 

يحطّمُ جنْدُها للخَصْمِ حصنا
 

وأمّتُنا تزغرد بابتهاجٍ
 

زغاريدَ العُلى أنّا نهضْنا
 

رموزَ الثورةِ الكبرى سلامٌ
 

لكمْ يا سادتي القاماتُ تُحْنى
 

صنعتُمْ أيَّ تاريخٍ مَجيدٍ
 

أعاد الماضيَ الزّاهيْ إلينا
 

بأظلالِ الحسينِ أبي عليٍّ
 

تحرَّرَ موطنُ العَرْبا وسُدْنا
 

لإنقاذِ العروبةِ من قيودٍ
 

تقدّمَ لم يُقِمْ للموتِ وزْنا
 

ترابُكَ أردُنَ الأبطالِ تِبْرٌ
 

تعطَّرَ بالدِّما حفْظاً وصَوْنا
 

فقد كنّا اللظى في وجهِ غازٍ
 

ندمّرُهُ إذا ما الحرْبَ شَنّا
 

فما لانتْ بمعركةٍ قنانا
 

ولا في وجهِ طاغيةٍ جَبُنّا
 

فِداكَ فِدى تُرابِكَ يا حِمانا
 

شموسٌ نورُها يمحو الدُّجُنّا
 

ستبقى ما حَييتَ عرينَ عِزٍّ
 

تُشيِّدُ نهضةً وتصونُ أَمْنا
 

ليالي العقبة

 البحرُ ... بِساطٌ من رَوْعَهْ
والشاطىءُ إغفاءٌ وَدَعَهْ
والنجمُ قناديل سَناءٍ
بقِبابٍ زرقاءَ مُشِعَّهْ
والبدرُ الأخّاذُ مَهيبٌ
بغِلالتهِ عذبُ الطّلْعَهْ

وشراعٌ أبيضُ يَخْتالُ
والكوْنُ رُواءٌ وجمالُ
وتهبُّ الأنسامُ رُخاءً
والزّورقُ تيهٌ ودلالُ
والأفقُ تجلَّتْ فِتْنَتُهُ
والنّورُ السّاحِرُ شلالُ

 

وشبابٌ في عمر الوردِ
وحوارٌ يعبق بالودِّ
والعودُ يُوقِّعُ ألْحانا
أحلى وألذُّ من الشّهْدِ
تنسابُ بأجواءِ صفاءٍ
وتقصّ أحاديث الوجْدِ


وتلوحُ رؤى سحر العَقَبَهْ
في حلّةِ حُسْنٍ منتَخَبهْ
وتبين حدائقها الكبرى
أمواج جمال مصطخبهْ
فكأنّ الفن أقام بها
وعليها قد ألقى ثوْبَهْ

 

أنا الأردن

أنا الأردن
أنا والمجدُ والتاريخُ والعلياءُ والظفرُ
رفاقٌ .. منذُ كانَ البَدْءُ والإنسانُ والعُصُرُ
مِنْ سمائي شَعَّ نورُ الحقِّ يَهْدي البَشَرِيَّهْ
مِنْ رُبوعي سارَ رَكْبُ الخيرِ رَكْبُ المَدَنِيَّهْ

أنا الأردن

كلُّ شِبْرٍ من تُرابي مَلحمهْ

طاوَلَتْ هام المحالْ

خَطّها نِعمَ الرّجالْ

مَنْ تسامَوْا بالنضالْ

مَنْ لهم في كلِّ يومٍ مكرمَهْ

 أنا الأردن

ضربَ الأمثالَ شعبي بالشّهامهْ
يحملُ الفاسَ بِساعِدْ
يرفع الرُّمحَ مُجَاهِدْ
يتحدّى الهولَ صامِدْ
صاغَ نَصْرَ العُرْبِ في يوم الكرامهْ

أنا الأردن

كاللظى شعبي بساحاتِ الحُتوفْ
شعب أبطال قساورْ
بالدما يبني المفاخرْ
وهو يجتاح المخاطرْ
يكتب السؤدد في حدِّ السيوفْ

 أنا الأردن

أرضيَ الحرةُ أرضُ النخوةِ
جنّةُ الدنيا الجميلهْ
لم تزل أرض الرجولهْ
وميادين البطولهْ
هي غابُ العزِّ مَهْدُ الوحدةِ

 أنا الأردن

نبت الفخر هنا والعزةُ
ونما المجد التليدْ
شادَهُ خَيْر الجدودْ
جعفر وابن الوَلِيدْ
ها هنا اليرموك هذي مؤتةُ

أنا الأردن

مِلْءُ عينِ الخُلْدِ آثاري العظيمهْ
الفنون الخالدات
والقصور الرائعات
والقلاع الشامخات
تروي عن أمسي وأمجادي القديمهْ

أنا الأردن

نهري الخالد نهر الانبياءِ
عاصر العالم طفلا
كان للدهر سجلا
حين نَفْحُ الهَدْيِ هَلَّ
عندما هزَّ الدُّنى صوتُ السماءِ


أنا الأردن  
منذ فجر الكون ساح للنضالِ
أيّ عزمٍ عزم شعبي
يتحدى كلَّ صعبِ
دربه أشرف دربِ
أَبَدا يرنو لتحقيق الكمالِ

أنا الأردن

سلامٌ على النّاصرة

ألقى الأستاذ المهندس جرايسة، رئيس بلدية النّاصرة، محاضرة تناول فيها معاناة هذه المدينة المقدسة وصمود أهلها الأبطال، فعقّبتُ على المحاضرة بقصيدتي التالية:

 

سلامٌ على بلدةِ النّاصِرَهْ
 

سلامٌ على الدَّوْحَةِ النّاضِرَهْ
 

سلامٌ وألفُ سلامٍ على
 

عروس مدائننا الفاخرهْ
 

ثراها تَرَوّى بنهرِ الدِّما
 

تَدَفَّقَ مِنْ أُسْدِها الثّائِرهْ
 

وعاشتْ بها أمّ عيسى المسيح
 

مكَرَّمَةً .. مريمُ الطّاهِرهْ
 

وقامَ المسيحُ بها هادِياً
 

لِباري الوَرى .. الأَنْفُسَ الحائِرهْ
 

فَطوبى لها مِنْ تراثٍ مَهيبٍ
 

مجيد من الأَعْصُرِ الغابِرهْ
 

سلامٌ على بلدةِ النّاصِرَهْ
 

عرينِ حُماةِ الحِمى الصّابِرهْ
 

تسامى شبابُكِ بالتّضحِياتِ
 

فخطّوا سطور الفِدى العاطِرهْ
 

هتافاتهم من صميم الشَّغافِ
 

ومِنْ عُمْقِ أَعْماقِهِم صادِرهْ
 

لِعَيْنَيْكِ يا قُدسُ أرواحُنا
 

وأصواتُهُم باسمها هادِرهْ
 

دَرى المجدُ أنهمُ جندُهُ
 

وساحُ الفِدى فِعْلَهُمْ ناشِرهْ
 

ولا يعرفون نعوت المُحال
 

فَعَزْمَتُهُم في الوغى قاهِرهْ
 

ومهما نَقُلْ لَهُمُ من ثَناءٍ
 

تظلُّ قصائدُنا قاصِرهْ
 

فحيّوا معي بلدة النّاصِرهْ
 

وعاشت طَوال المدى ظافِرهْ
 

وعاشتْ فلسطينُنا حرّةً
 

بأَسْيافِ أبطالِها الباترهْ
 

أَخْفِضوا الهامَ لِلْخَليلِ الأَبِيَّهْ

 

أَخْفِضوا الهامَ لِلْخَليلِ الأَبِيَّهْ

قَلْعَةِ المَجْدِ والعُلى وَالْْحَمِيَّهْ

غابَةِ الأُسْدِ مُنْذُ كانَتْ .. وَصَرْحٌ

لِلْمَعالي والعِزَّةِ العَرَبِيَّهْ

كُلُّ شِبْرٍ مُقَدَّسٍ في ثَراها

قَدْ سَقاهُ .. نَهْرُ الدِّماءِ الزَّكِيَّهْ

فيها عاشَ الخَليلُ يَهْدي الحَيارى

لِلْهُدى واتِّقاءِ ربّ البَرِيَّهْ

يوقِظُ النّاسَ مِنْ سُباتٍ وَجَهْلٍ

يَنْشُرُ الحَقَّ والمَبادي السَّنِيَّهْ

كَمْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ عاشَ فيها

وَتَفَيّا ظِلالَها العَنْبَرِيَّهْ

هِيَ سُمٌّ بِحَلْقِ كُلِّ دَخيلٍ

وَهْيَ دَوْماً على الأَعاديْ عَصِيَّهْ

حَسْبُها عِزَّةً وَرِفْعَةَ شَأْنٍ

وَتَضْحِياتٍ مِن أَجْلِ دَعْمِ القَضِيَّهْ

حَسْبُها سُؤْدُداً وَفَخْراً وَمَجْداً

أنّها قَدَّمَتْ أَجَلَّ هَدِيَّهْ

هُمْ بَنوها زَيْنُ الشّبابِ وَأَهْلُ_

العَزْمِ قِدْماً أُوْلوا النُّفوسِ الرَّضِيَّهْ

كَمْ لَهُمْ مِنْ مَواقِفٍ وَسُطورٍ

مفعماتٍ بالتَّضْحِياتِ السَّخِيَّهْ

قَدْ أَضافوا إِلى الجِهادِ صِحافاً

صُنْوَ عِقْدٍ مِنَ اللآلي البَهِيَّهْ

إِنَّها أُمُّهُم خليلُ النَّشامى

عَلَّمَتْهُم الصِّدْقَ في الوَطَنِيَّهْ

أَنْ يَبيعوا أَرْواحَهُم كَيْ يُعَلّوا

رايَةَ العِزِّ فَوْقَ رَأْسِ الثُّرَيَّهْ

فَهُمُ لِلرَّدى يَسيرونَ شَوْقاً

يَتَغَنَّوْنَ يا ما أُحَيْلى المَنِيَّهْ

أَخْفِضوا الهامَ لِلْخَليلِ الأَبِيَّهْ

هِيَ أَهْلٌ لِلنُّورِ والحُرِّيَّهْ

بارَكَ اللهُ أَرْضَها وَحَماها

مِنْ أَذى الطّامِعينَ والبَرْبَرِيَّهْ

 

تحيّة مدن فلسطينية مناضِلَهْ

 

سَلامٌ على بيتَ لَحْمِ العَذِيَّهْ

سَلامٌ على طولِكَرْمَ الأَبِيَّهْ

سَلامٌ عليْكِ جِنينُ العَصِيَّهْ

سَلامٌ على نحالينَ الفَتِيَّهْ

سَلامُ البُطولَةِ وَالأَرْيَحِيَّه

سَلامٌ عليها وَأَلْفُ تَحِيَّهْ

إِلى شُهَداءِ العُلى والحَمِيَّهْ

تَسامى شَبابُكِ بالتَّضْحِياتِ

فَخَطُّوا سُطورَ الكِفاحِ الوَضِيَّهْ

وأَضْحَوْا حَديثَ الدُّنى عِنْدَما

مَضَوْا لِلرَّدى بِنُفوسٍ رَضِيَّهْ

فَمِنْ أَجْلِ حَقِّهِمُ لَمْ يَهابوا

يَهوداً وَلَمْ يَحْفَلوا بِالمَنِيَّهْ

فَساروا إِلى السّاحِ شُمَّ الأُنوفِ

شُموخاً وَلَمْ يَرْتَضوا بالدَّنِيَّهْ

وَرَوَّوْا ثَرَىً خالِداً بِالنَّجيعِ

لِتَخْضَرَّ دَوْحَةُ مَجْدٍ نَدِيَّهْ

لِتَحْريرِ أَرْضِهِمُ كَرَّسوا

حَياتَهُمُ قَدَّموها هَدِيَّهْ

فلسطينُ يا موطنَ الكِبْرِياءِ

وَمَهْدَ صَناديدنا اليَعْرُبِيَّهْ

سَتَبْقَيْنَ رَغْمَ العِدى حُرَّةً

يُفَدِّيْكِ نَهْرُ الدِّماءِ الزَّكِيَّهْ

"ولا بُدَّ لِلَّيْلِ أَنْ يَنْجَليْ"

وَتُشْرِقُ شَمْسُ عَلاءٍ بَهِيَّهْ

وَيَنْتَصِرُ الحَقُّ رَغْمَ الضَّلالِ

وَيَنْهَزِمُ الإِفْكُ والبَرْبَرِيَّهْ

 

تحيّة بيرزيت العربية الخالدة

أُلقِيَتْ بنادي بيرزيت الزاهر

 بيرَزَيْتٍ يا مُروجَ الحَبَقِ
 

أَيُّ قَلْبٍ سِحْرَها لَمْ يَعْشَقِ؟
 

يا صَبا النِّسْرينِ والوردِ النَّديْ
 

يا رِياضاً تُوِّجَتْ بالزَّنْبَقِ
 

يا كُرومَ التّينِ والزّيتونِ والعِنَبِ الشَّهْدِ الشَّهِيِّ الأَزْرَقِ
 

أَنْتِ دُنْيا مِنْ عَلاءٍ وَبَها
 

يا شُعاعَ المَجْدِ فوقَ المَفْرِقِ
 

أَرْضُكِ الفَيْحاءُ قِدْماً عُطِّرَتْ
 

بِدَمِ الصِّيْدِ الميامينِ النَّقي
 

فاخْفِضوا الهاماتِ إِجْلالاً لها
 

ولِماضيها العَريقِ العَبِقِ
 

فَثَراها العربيُّ المُنْتَمَى
 

أَسْطُرٌ مِنْ سُؤْدَدٍ لَمْ يُلْحَقِ
 

بورِكَتْ تُرْباً وأرْضاً جَمَعَتْ
 

كلَّ حُرٍّ وَأَبِيٍّ وَتَقِي
 

بيرَزَيْتٍ جَدِّدي ماضي الأُولَى
 

لَهُمُ الجُلَّى وباعُ السَّبَقِ
 

أَرْجِعي لِلذِّهْنِ عَهْداً سالِفاً
 

كانَ بِالأَمْجادِ عالي البَيْرَقِ
 

حينَ كانَ الضّادُ أُسْتاذَ الوَرى
 

والدُّنى تَحْيا بِلَيْلٍ مُطْبِقِ
 

قَسَماً بِالحَقِّ بِالأَبْطالِ بِالعُرْوَةِ الوُثْقى بِرَبِّ الفَلَقِ

أَنْ أَصونَ القُدْسَ أَفْدي حَوْضَها
 

مَنْ يُصِبْها بِأَذىً يَحْتَرِقِ
 

عاشَتِ القُدْسُ وَيَحْيا مَنْ على
 

عِشْقِ ساحِ المَهْدِ والأَقْصى بَقِيْ
 

نَحْنُ بالوَحْدَةِ نَسْتَرْجِعُها
 

بِالعَواليْ والقَنا والحَلَقِ
 

وإِذا ما السَّيْفُ يَوْماً نَطَقَتْ
 

شَفْرَتاهُ كانَ أَسْمى منطِقِ
 

وَبِسَمْعيْ هاتِفٌ يحفزني
 

لِغَدٍ مُنْتَصِرٍ مُؤْتَلِقِ
 

لِغَدٍ فيهِ نَرى رايَتَنا
 

تزحمُ الجَوْزاْ بِأَعْلى أُفُقِ
 

يا أَهالي بيرَزَيْتِ الأَوْفِيا
 

كانَ مِنْ أَغْلى المُنى أَنْ نَلْتَقي
 

نَلْتَقي فيْمَنْ تَحَلَّوا بِالإِبا
 

والبُطولاتِ وَحُسْن الخُلُقِ
 

نَهْضَةَ الأُرْدُنِّ قَدْ أَغْنَيْتُمُ
 

بِعَطاءٍ وَتَفانٍ مُطْلَقِ
 

إِنْ تَغِبْ عَنْ ساحِنا مَكْرُمَةٌ
 

نَلْقَها عِنْدَكُمُ كالغَيْدَقِ
 

يا أَهالي بيرَزَيْتٍ أَهْلَنا
 

أَبْشِروا في غَدِ عِزٍّ مُشْرِقِ
 

تحيّة بيت ساحور الجميلة الجليلة

 

بيتَ ساحورَ سلاماً وَتَحِيّهْ
 

عِشْتِ صَرْحاً للفِدى والوَطَنِيَّهْ
 

يا ابْنَةَ العَلْياءِ والماضي الذي
 

كادَ في الرِّفْعَةِ أَنْ يَعْلو الثُّرَيَّهْ
 

أَرْضُكِ الفَيْحاءُ قَدْ عَطَّرَها
 

نَفَحاتُ الفُلِّ والوَرْدِ النَّدِيَّهْ
 

وَثَراكِ طابَ عَرْفاً وَشَذى
 

بِدِما الغُرِّ الميامينِ الزَّكِيَّهْ
 

حَسْبُكِ فَخْراً بِأَنْ تُنْمَيْ إِلى
 

قُرَّةِ العَيْنِ فِلِسْطينَ الأَبِيَّهْ
 

بيتَ ساحورَ سلاماً خالِداً
 

مِنْ شَغافِ القَلْبِ يا روحَ الحَمِيَّهْ
 

كُلُّ شِبْرٍ فيكِ يَرْوي قِصَّةً
 

عَنْ بُطولاتِ الشَّبابِ المُضَرِيَّهْ
 

كُلُّ شِبْرٍ فيكِ يَرْوي قِصَّةً
 

عَنْ بُطولاتِ الشَّبابِ السّاحورِيَّهْ
 

رَغْمَ أَنْفِ القَيْدِ والأَسْرِ معاً
 

سَوْفَ تَبْقَيْنَ على الغازي عَصِيَّهْ
 

وَمِثالاً في صُمودٍ يُحْتَذَى
 

شَوْكَةً في حَلْقِ صِهْيونَ العَتِيَّهْ
 

إِنَّنا دَوْماً نُحَيِّيكِ على
 

وَقْفَةٍ هَزَّتْ كِيانَ العُنْصُرِيَّهْ
 

أَلْفُ مَرْحَى لَكِ يا ساحَ عَلاءْ
 

وَكِفاحٍ دَكَّ رُكْنَ الهَمَجِيَّهْ
 

لَسْتُ أَنْسى في حَياتي زَوْرَةً
 

لِمَغانيكِ الحِسانِ العَسْجَدِيَّهْ
 

مُنْذُ أَنْ زُرْتُكِ يا فاتِنَتي
 

بَقِيَتْ صورَتُكِ في الذِّهْنِ حَيَّهْ
 

سَوْفَ تَبْقَيْنَ بِقَلْبي أَبَداً
 

رَسْمَ عِزٍّ شامِخاً سامي المُحَيَّهْ
 

وَجَمالاً فائِقاً يَسْبي النُّهى
 

يَخْلُبُ اللُبَّ وَأَرْباضاً عَذِيَّهْ
 

لَنْ نَغُضَّ الطَّرْفَ حتّى تَرْجِعي
 

حُرَّةً تَزْهو بِأَبْرادٍ بَهِيَّهْ
 

نَحْنُ لَنْ نَنْسى فِلِسْطينَ التي
 

في نُفوسِ العُرْبِ تَحْيا أَبَدِيَّهْ
 

فَاصْبِري يا غابَةَ الأُسْدِ اصْبِري
 

سَوْفَ تَعْلو رايَةُ العُرْبِ الوَضِيَّهْ
 

وَسَيَمْحو الفَجْرُ في إِشْراقِهِ
 

ظُلْمَةَ اللّيْلِ بِأَنْوارٍ سَنِيَّهْ
 

مَرْحَباً أُسْتاذَ جيلٍ ناهِضٍ
 

وَأَديباً شاعِراً ذا عَبْقَرِيَّهْ
 

وَرِوائِيّاً أَريْباً مُبْدِعاً
 

"هاني عودِهْ" ضَيْفَ قِسّيسِ الرَّعِيَّهْ
 

سامِرٍ بِنْ عازَرٍ أَكْرِمْ بِهِ
 

فَهْوَ عُنْوانُ النَّدى والأَرْيَحِيَّهْ
 

مَرْحَباً في ضَيْفِنا ثانِيَةً
 

مِنْ شَغافِ القَلْبِ نُهْدِيهِ تَحِيَّهْ
 

وَلْنُحَيِّي بَيْتَ ساحورَ الإِبا
 

وَلْتَعِشْ رَغْمَ الأَعادي عَرَبِيَّهْ
 

هذا يومُ الأرضِ يا قُدْسُ

 هذا يومُ الأرضِ يا قُدْسُ .. فَأعْظِمْ فيهِ .. يَوْما

لنْ يَفيهِ الحقَّ ما .. ينثالُ تَبْياناً وَنَظْما

شعْبُنا الجبّار يا مَنْ .. لِذُرى العلْياءِ تُنْمَى

صار يومُ الأرضِ في .. بأسِكَ تاريخاً وَعِلْما

كنتَ في خَوْضِ المنايا .. فارِساً في الرَّوْعِ شَهْما

كي تصونَ الأرضَ .. تُبْقيها وكي تَجْتَثَّ ظُلْما

لمْ تَخَفْ هَوْلاً .. تَقَحَّمْتَ الرّدى طَوْداً أشَمَّا

بالنّضالِ المُسْتَميتِ المُرِّ .. قدْ زَلْزَلْتَ خَصْما

لمْ تَلِنْ مِنْكَ قَناةٌ .. وَأذَقْتَ الغازيْ سُمّا

قدْ تَمَرَّسْتَ بِفَنِّ الحرْبِ .. إقْداماً .. وَحَزْما

ألْفُ مَرْحَى للكفاحِ .. جَبْهةَ الطُّغْيانِ أدْمَى

قُلْ لألْمِرْتَ .. قُوانا .. تَسْحَقُ الصَّخْرَ الأصَمَّا

نحنُ في الميدانِ .. أقْدارٌ .. إذا ما الموتُ حُمَّا

فَبِجالوتٍ هَزَمْنا .. جيشَ هولاكو .. وَعُجْمَا

وَبِحِطّينَ غدا المُحْتَلُّ .. للأسْيافِ طُعْمَا

أرْضُنا .. أشْرَفُ أرْضٍ .. إننا نَدْعوها .. أمّا

كلُّ شِبْرٍ مِنْ ثَراها ... أقْدَسَ الآثارِ ضَمّا

فَمَسيحُ الحقِّ .. فيها .. ناشِرٌ خَيْراً وَسِلْما

وَإليها المُصْطَفى أسْرى بهِ .. الرّحمن يَوْما

عمرُ الفاروقُ قدْ أشْبَعَها .. ضَمّاً .. وَلَثْما

وَدَمُ الأبطالِ قدْ .. عَطّرَها أمْسِ وَقِدْما

هذا يومُ الأرْضِ يبدو .. بالدِّما بَدْراً أتَمَّا

هلَّلَ الدَّهْرُ لَهُ .. والحقُّ قدْ أصْدَرَ حُكْما

مَنْ يُضَحّي في سبيلِ الأرضِ راعيها يُسَمَّى

وَلَهُ الأرضُ ورأسُ الشَّرِّ بالنّيرانِ يُرْمَى

وَلَهُ التّمْجيدُ والجُلَّى وَذِكْرٌ عاشَ دَوْما

وَلَهُ الخُلْدُ وَيَبْقَى في سَماءِ الخُلْدِ .. نَجْمَا

 

نشيد القدس الخالدة

بمناسبة إعلان القدس عاصمة الثقافة العربية

 

القدسُ تُفَدّيها المُقَلُ

القدسُ القلبُ لها نُزُلُ

والروحُ لأرْبُعِها مَهْرُ

والموتُ لِنُصْرَتِها يَحْلو

 

والأقصى أبَداً نَذْكُرُهُ

وقِيامَةَ عيسى لنْ نَسْلو

يا أرضَ المُعْجزةِ الكُبْرى

الفجرُ المُشْرِقُ سَيُطِلُّ

 

يا زهرةَ كلِّ مَدائِنِنا

سيزولُ ويَنْحَسِرُ الليلُ

والنّصرُ سَتَعْلو رايَتُهُ

وسَيَخْرُجُ مِنْكِ المُحْتَلُّ

 

ما كانتْ أرضُ عُروبَتِنا

إلا بُرْكاناً يَشْتَعِلُ

وَاُباةً هِمَّتُها لَهَبٌ

وَسُيوفاً للحَقِّ تُسَلُّ

 

يا أرضاً بارَكَها الباري

وَرِحاباً عاشَ بِها الرُّسُلُ

لَنْ يَبْرَحَ طَيْفُكِ خاطِرَنا

فَمَكانُكِ في القلبِ يَحِلُّ

 

وَعُيونُ العُرْبِ صَباحَ مَساء

لِرُبوعِكِ دَوْماً تَرْتَحِلُ

وَشِفاهُ الأبطالِ صَلاةُ

مِنْ أجْلِ خَلاصِكِ تَبْتَهِلُ

 

مَنْ قالَ نَسيْنا قِبْلَتَنا

الحُرُّ المُؤْمِنُ لا يَسْلو

القدسُ تَعيشُ بِأعْيُنِنا

القدسُ سَيَفْديها الكُلُّ

 

قَسَماً بِدِماءِ الشُّهَداءِ

قَسَماً بِكُماةٍ ما ذَلّوا

سَنَعودُ لِساحِكِ يا قُدْسُ

سَنَعودُ ويَجْتَمِعُ الشَّمْلُ


 

بِطاقةُ وَجْدْ ... إلى القدس الشريف

بمناسبة إعلان القدس عاصمة الثقافة العربية

 

على جَناحِ نَسْمَةٍ شَرْقِيّهْ

نَدِيّةٍ.. نَقِيّةٍ.. شَذِيّهْ

أبُثُّها .. أشواقيَ القلْبِيّهْ

 

إليكِ يا قُدْسَ الهُدى والنّورِ

رَقْراقَةً كَهَمْسَةِ الغديرِ

فوّاحةً بالعِطْرِ والعبيرِ

في أزْهى باقاتٍ من الزّهور ... بَديعَةِ الألوان والتَّصْويرِ

 

تُهْدى مِنَ الحِمى إلى رِحابِكْ

تُلْقي عصا التَّرْحالِ في أعْتابِكْ

تُقَبِّلُ السّناءَ في إهابِكْ

وَتَسْتَحِمُّ في هوىً مَفْتونِ

في تُرْبِكِ المُقَدَّسِ الثّمينِ

وَتُغْمِضُ الأجْفانَ في سُكونِ

تَغْفو على هَيْنَمَةِ الحَنينِ

 

على جَناحِ طائرِ اليَمامِ

اُزْجي تحايا الحبِّ والهُيامِ

إلى مَغاني البِرِّ والسّلامِ

للقُدْسِ مَنْ نَفْديها بالعُيونِ

مُخْضَرَّةً كَنَبْتَةِ الزّيتونِ

مزروعةً بالفلِّ والنِسْرينِ

مِنْ أرضِنا الخَيِّرَةِ المِعْطاءِ ... مِنْ رَوْضَةٍ تَمورُ بالرُّواءِ

 

تجتازُ أسواراً مِنَ الأشواكِ

يَهُزُّها شَوْقٌ لكي تَلْقاكِ

تشقى فلا تهتزُّ كي تَراكِ

فَتَسْتَقِرُّ في الأقصى وفي القِيامَهْ ... وَقَلْبُها يَخْفُقُ كالحَمامَهْ

 

وَتَنْحَني تَضُمُّ صَرْحَ كِبْرِ

في بَهْجَةٍ فَيّاضَةٍ كالنَّهْرِ

 

على جَناحِ بُلْبُلِ الخَميلهْ

أبْعَثُها رِسالةً خَجولَهْ

إليكِ يا سيِّدَتي الجَليلهْ

 

إليكِ يا أمًّ البَها السَّنِيّهْ

يا زَهْرةَ المَدائِنِ العَذِيَّهْ

تنسابُ في رُبوعِكِ القُدْسِيَّهْ

تُمَجِّدُ الوفاءَ والصُّمودا ... تُقَبِّلُ الأشاوِسَ الاُسودا

 

وَتَنْثَني في لَهْفَةٍ وَوَجْدِ

                               إلى حِماكِ يا مَنارَ الخُلْدِ

تَصُبُّ في أذُنَيْكِ أسْمى عَهْدِ

مِنْ صِدْقِهِ تخْضَوْضِرُ النُّجودُ ... وَيَنْتَشي الآباءُ والجُدودُ

يقولُ في كلامِهِ الرَّقيقِ ... يا قُدْسُ لُقْيانا مع الشُّروقِ

 

أوبريت القدس الخالدة

 

يا قدسُ يا مَرابِعَ الخلودِ

يا قدس يا ريحانة الوجودِ

تحيةً يا مَعْقِلَ الأسودِ

* * *

قلوبنا إليكِ في ارتحالِ

شفاهنا ترنيمةُ ابتهالِ

سلمتِ يا مغانيَ الجلالِ

* * *

ورعى الباري حياض الحرمِ

وحمى ساح المكان الأعظمِ

موئلَ الإسراء يُفدى بِالدَّمِ

يا قُدْسُنا أبراجك السطورُ

فيها سنا أمجادِنا يمورُ

فتسطعُ القرونُ والعصورُ

ويعبِقُ النسرينُ والبَخورُ

فهذه يبوس من كنعانِ

تعلي بناء القدس جَلّ الباني

فتَصْدَعُ التاريخَ بالبرهانِ

وابنُ مروانٍ يَشيدُ الحَرَما

يحفظ العهد ويرعى الذِّمَما

يغرِس الفجر يشقّ الظُّلَما

* * *

يا قدس يا ريحانة السفوحِ

يا موطنَ الأذان والتسبيحِ

بالروح نحمي أقدسَ الصروحِ

مسرى النبيْ.. قيامة المَسِيحِ

* * *

أرضَ الهدى والخير والمكارمِ

يا صيحة الحق على المَظَالِمِ

يا غُرَّةً زانت جبين العالمِ

منزلُ الرُّسْلِ الكرام الطاهرينْ

ومُقامُ الشهداء الصابرين

ورحابُ المؤمنين الصالحين

* * *

تحدّثي يا قدس عن ماضينا

تحدثي ما زلت تذكرينا

فاروقَنا يقود مؤمنينا

يرسي انتصاراً خالداً مبينا

* * *

يرسي بنود الحق والسلامِ

والعدل والقانون والنظامِ

مستلهماً شريعة الإٍسلامِ

* * *

وصلاح الدين في حطين سارْ

يصرع المحتل في سيفٍ ونارْ

ويفك القدس من قيد الإسارْ

* * *

يا قدس يا فردوسنا المُفَدّى

إنّا قطعنا للدهور عهدا

أن نستطيب الموت أن نَرُدّا

كرامةً مهدورةً ومجدا

يا قِبلة الأنظار والخيالِ

يا دوحة قدسية الظلال

يا ملتقى الأحلام والآمال

* * *

شيد العُرْبُ حِماك الغاليهْ

قبل آلاف السنين الماضيهْ

وافتدَوْكِ بالدماء القانيهْ

* * *

يا قدسُ صبراً لن يطولَ الأسرُ

لن يهنأ الأعداء لن يُسَرّوا

يا قدس في حماكِ لن يَقِروا

سيرحلون عنكِ لا مفرُّ

ويعتلي أفْقَ الظلام فجرُ

* * *

فتصدحُ المآذنُ الحزينهْ

وتُقْرَعُ الأجراسُ في المَدِينَهْ

ويَطْلُعُ السلامُ والسكينهْ

 

إلى حُماة المدينة المقدّسة الخالده

 

سلامٌ عليكمْ لُيوْثَ العَريْنْ

حُماةَ حِمى قُدْسِنا الصّامدينْ

ثباتاً وصَبْراً بِساحِ الوَغَى

فَعَاقِبَةُ الصَّبْرِ نَصْرٌ مُبينْ

ولا تَبْخَلوا بالضَّحايا ولا

تَغُضّوا العيونَ عن الغاصِبينْ

أَلا اقْتَحِموا الهَوْلَ كيْ يَخْرُجوا

مِنَ المَسْجِدِ القُدُسيْ خائِبينْ

وَمَنْ يَبْذُلُ الرّوحَ كي يَفْتَديْ

ثَرى الأَقْصى مَثْواهُ في الخالِدينْ

سلامٌ عليكمْ لُيوْثَ العَريْنْ

حُماةَ حِمى قُدْسِنا الصّابِرينْ

أَلَسْتُمُ أَحْفادَ مَنْ ركّزوا

بيارقَهم في الوَرى فاتِحينْ

وكانوا مناراً يَشِعُّ الهُدى

وأَهْلَ السِّيادةِ في العالمينْ

وكانوا أُباةً إذا أُغْضِبوا

وَبُرْكانَ نارٍ على المُعْتَدينْ

أَعيْدوا لنا الأمسَ في وَثْبَةٍ

بها عَزْمُ أَجْدادنا المؤمنينْ

سلامٌ عليكمْ لُيوْثَ العَريْنْ

حُماةَ حِمى قُدْسِنا السّاهِرينْ

أَشاوِسَنا يا شموسَ الفِدى

ويا حِصْنَ مَهْدِ المسيحِ الحَصيْنْ

تَفانَوْا لِتَسْتَرْجِعوا حَقَّنا

وصونوا تُراثاً عظيماً وَدِيْنْ

وَشِيْدوا العُلى بِغَزيرِ الدِّما

فَمَنْ يَطْلُبِ المجدَ يَهْوَ المَنوْنْ

وَمِنْ أَجْلِ إنْقاذِ مَسْرى النّبيْ

وتَحْريْرِهِ كلُّ صَعْبٍ يَهوْنْ

 

جبل الزيتون القدسي

 

 في جبل الزيتون الأخضرْ

أورثني جدي زيتونه

باسقة رائعة المنظرْ

روحي بهواها مفتونةْ

تبدو متألقة بالنورْ

 ويهيم بقمتها شحرورْ

رويت ثراها بالعرق

بداء في لون الشفقِ

ورعيت.. رعيت طفولتها

كالأم تصون وحيدتها

حتى اشتدت وقسا العودَ

واخضر وطال الأملود

فغدت بالرفق تظللني

تددومتي.. وتقبلني

فاعيش هنيهات عذبهْ

وأطير بأجواء محبه

بالعطر تضرع واللون رَبِيعَ

أحببت الغرسة كل الحُبّ

حبا عذريا ملك القَلْب

إني اتذكر كم مره

هيأت الزيت من الزيتون

ومسحت به جنباً مطعون

وأضأت به قنديل صلاهُ

يهدي للدرب شقياً تاه

وضفرت أكاليل الغار

لأتوج هامة مغوار

ضحى بالروح لكي يفدي

حرمات الأقصى والمهد

أتذّكر أني ذات مساء

ألقيت بنفسي في إعياء

في حضن الأغصان الخضراء

 

عهد إلى الأقصى الخالد

 

لرحاب الطهر تحيتنا

للمسجد تهفو أمتنا

لحماة ترنو أعيننا

للاقصى ترخص أنفسنا

 

لن ننسى اربع قبلتنا

لن نسلو قمة عزتنا

فرؤاه تعيش بمقلتنا

لبيك فنحن على العهد

نفدي بالروح ثرى الخلد

ونحطم أثقال القيد

ونعلى رايات المجد

                         لبيك رحاب الاسراء

                        يا أرض القدس الغراء

                        يا دنيا نور وسناء
 

الويل لأعداء الحق

اعداء الرحمة والخلق

من احيوا قانون الرق

وأصابوا المسجد بالحرق

                         قسماً سنحطم من هدموا

                        وسنثأر ممن قد ظلموا

                        فهم أعداء الله هم

 يا قدس سلاما يا قدس

حنت لمغانيك النفس

صبرا فالجرح غدا يأسو

وستشرق يا قدس الشمس

                         ويفك عن الاقصى الأسر

                        وظلال الباطل تنحسر

                        والحق يسود وينتصر

يا اقصى موعدنا حنا

سترانا حولك شجعانا

نجثت صغاراً وهوانا

ونزيل قيودك بدمانا

                         ابشر يا اقصى بالفرج
        قد آذن صبحك بالبلج

                        اشتدي ازمة تنفرجي

 

المجدُ والخلودُ لغزّةَ الشهداء

 

إخْلَعْ نَعْلَيْكْ

فرمال الأرضِ مقدّسةٌ

بسناءِ الخُلْدِ مُطَهّرةٌ

بِدَمِ الأبْطالِ مُعَطَّرةٌ

*******

وشهيدٌ مُتَّشِحٌ بالنّورْ ... مقيمٌ عند البوّابهْ

يحرسها في يُمْناه السيفْ

فَيَبُثُّ بقلبِ الظلمِ الخوفْ

وصفوف الشّهدا تتوالى ... ورواء الجنّةِ يتلالا

من خير جِباهٍ ما ذَلّتْ ... هَزِئَت بالموتِ وما ولّتْ

*******

إخْلَعْ نَعْلَيْكْ

فالأرضُ رياضٌ من أزهارْ

نبتَتْ وَنَمَتْ بِدَمٍ فوّارْ

كالنّهرِ .. تدفَّقَ منْ أحرارْ

*******

ونساءٌ وشيوخٌ وصِغارْ ... سَخِروا بِسِياطِ الهمجيّهْ

ضحَّوْا ليَشيدوا الحريّهْ

سقطوا صرعى بيدِ الغدْرِ

لترفرفَ راياتِ النّصرِ

ويصوغوا صَرْحاً من فخْرِ ... يفترُّ لهُ ثغْرُ الدَّهْرِ

*******

إخْلَعْ نَعْلَيْكْ

فرياحُ الجنّةِ حيثُ تسيرْ

والسّاحُ تُدوّي بالتكبيرْ

وبيوتٌ أقْباسٌ من نورْ

وملائكةٌ حول الأسوارِ تدورْ

تتوعّدُ مَنْ ظَلَموا بفناءٍ وثُبورْ

*******

ونفوسٌ ظَمْأى لِجِهادِ

وهُتافٌ بالحقِّ يناديْ

وصمودٌ يهزأ بالحتْفِ

وَمَضاءٌ جَلَّ عن الوصْفِ

لِتُخَلِّدَ مُثُلَ الإنسانِ ... بِمِدادٍ مِنْ نهْرٍ قانِ

*******

يا غزّةُ في الأفُقِ الشّرقيْ

طَيْفٌ أخّاذُ السِّحْرِ نقيْ

عذراءُ بأبْرادٍ حَمْراءْ

وعلى مَفْرِقِها تاجُ ضِياءْ

يا غزّةُ .. تلك الحريّهْ

قَدِمَتْ تخْتالُ بثوبِ المجدْ

لِتَحُلَّ بِأرْضِكِ أرضِ الخُلْدْ

وتُعَمِّرَ بيتاً مِنْ نَخْلِ ... مُتَفَيِّأةً أنْدى ظِلِّ

 

لكِ يا غزّةُ .. مجدٌ سرمدي

 

لكِ يا غزّةُ .. مجدٌ سَرْمَدي

وَلَكِ القِدْحُ المُعَلَّى .. في غَدِ

ومن التاريخِ .. آياتُ الثّّنا

لِصُمودٍ هزَّ رُكْنَ المُعْتَدي

نحنُ والشّعبُ الفلسطينيْ الأبيْ

إخوةٌ .. في فَرَحٍ أو كَمَدِ

نحنُ والشّعبُ الفلسطينيْ معاً

سوفَ نُعْليْ مجدَ أمْسٍ عَسْجَدي

غزّةَ الأبطالِ يا أمَّ الأُلى

بذلوا الأرواحَ مَهْرَ السُّؤْدَدِ

أيُّ شِبْرٍ فيكِ لمْ يُسْقَ دماً

مِنْ شهيدٍ يَرِدُ الموتَ ظَمِي

أيُّ رُكْنٍ فيكِ لمْ يَثْوِ .. بهِ

قَسْوَرٌ حُرٌّ كريمُ المَحْتَدِ

نحنُ إنْ لمْ نقتحمْ ساحَ الرّدى

كيفَ نبني صَرْحَ عِزٍّ أوْطَدِ

بوْرِكَتْ أرْضُكِ يا دنيا الفِدى

يا حِمى كلِّ عزيزٍ أصْيَدِ

شَعْبُكِ المِقْدامُ .. مُذْ كان المدى

يَفْتَدي العَرْباءَ .. جَلَّ المُفتدي

حَسْبُ أحْرارَكِ فَخْراً أنَّهُمْ

في ميادين اللظى كالأُسُدِ

يا ربوعَ الخُلْدِ يا ثأراً على

شَفَةِ الأبطالِ من مُسْتَعْبِدِ

رغم هذا الليلِ ما زالَ على

وَجْهِكِ الآمالُ بالفجرِ النَّدي

أَبْشِري غزّةُ في مُسْتَقْبَلٍ

مُشْرِقٍ حُرٍّ كريمٍ أَمْجَدِ

 

أَلْفُ طُوبَى لِرُعاةٍ سَهِروا

مِنْ وَحي عيدِ الميلادِ المَجيد

 أصبحَ العالَمُ دِفْئاً إِثْرَ بَرْدِ
 

وانْتَشى يُصْغي إلى تَرْنيمِ حَمْدِ
 

وَعَلَتْ أَنْغامُ موسيقى السَّماءْ
 

أَرْوَعَ الأَلْحانِ للأَسْماعِ تُهْديْ
 

كُلُّ مَنْ في الأرضِ أَضْحى فَرِحاً
 

فَرَحَ الأطفالِ في أَلْعابِ جَدِّ
 

وبَدا كانونُ في فَصْلِ الشِّتاءْ
 

كَرَبيعٍ لاحَ في فُلٍّ وَوَرْدِ
 

والنُّجومُ الزُّهْرُ في آفاقِها
 

بَسَمَتْ مُشْرِقَةً تُوْحيْ بِوَعْدِ
 

أَلْفُ طُوبَى لِرُعاةٍ سَهِروا
 

تِلْكُمُ الليلةَ لَمْ يُعْنَوْا لِسُهْدِ
 

حَدِّثونا إِذْ رَأَيْتُمْ نَجْمَةً
 

نورُها قادَ خُطاكُمْ صَوْبَ مَهْدِ
 

كَيْفَ شاهَدْتُمُ سُلْطانَ الوَرى
 

في حِمَى كَهْفٍ بِلا ثَوْبٍ وَبُرْدِ
 

وَتُدَفّيْهِ خِرافٌ حَوْلَهُ
 

كَيْ تَقيْهِ مِنْ أَذى لَفْحَةِ بَرْدِ
 

وإِلى جانِبِهِ شَمْسُ البَهَا
 

مريمُ العَذْراءُ تَرْعاهُ بِوُدِّ
 

وعلى مَقْرُبَةٍ في وَرَعٍ
 

يوسُفُ الحارِسُ يُوْفيْ قُدْسَ عَهْدِ
 

وَمُلوكُ الشَّرْقِ ظَمْأَى أَقْبَلَتْ
 

تُهْدي للطِّفْلِ عَطاياها بِقَصْدِ
 

قَدَّمَتْ أَغْلى الهَدايا خُشَّعاً
 

مِنْ نُضارٍ وَلُبانٍ مَعَ نَدِّ
 

كُلُّ ما في الكَوْنِ أَضْحى باسِماً
 

آمِلاً مُسْتَبْشِراً في غَدِ سَعْدِ
 

كُلُّ مَنْ يَحْيا بِبُؤْسٍ وَشَقَا
 

جاءَ مَنْ يَحْميْهِ مِنْ ضيْقٍ وَكَيْدِ
 

لِلإِلهِ المَجْدُ في عَلْيائِهِ
 

وَسلامٌ في دُنَى شَرٍّ وَحِقْدِ
 

وَسُرورٌ في قُلوبٍ أَصْبَحَتْ
 

لِلْهُدى عَطْشَى وَإِيْمانٍ وَرُشْدِ
 

وَضِياْ الإِنْجيلِ إِشْراقٌ على
 

كُلِّ صَقْعٍ وَأَقاليمَ وَنَجْدِ
 

يا يَسوعُ الفاديْ يا نَبْعَ التُّقَى
 

أنتَ نورُ الرُّوحِ في لَيْلِ التَّرَدّيْ
 

في أَعاجيْبِكَ حَيَّرْتَ النُّهَى
 

عازَرٌ أَحْيَيْتَهُ مِنْ جَوْفِ لَحْدِ
 

كَمْ ضَريْرٍ وَكَسيْحٍ عاجِزٍ
 

صارَ يَمْشيْ وَحْدَهُ مِنْ دونِ قَوْدِ
 

أَيُّ بُشْرَى لَكَ يا عالَمَنا
 

رَبُّ هذا الكَوْنِ وافاكَ بِرِفْدِ
 

هُوَ مَنْ يَمْحو خَطايا آدَمٍ
 

بالدَّمِ المَسْفوحِ والشَّيْطانَ يُرْدِيْ
 

سوفَ نَبْقَى في سلامٍ دائِمٍ
 

إِنْ نَكُنْ لِلّهِ حَقّاً خَيْرَ جُنْدِ
 

وَلْنُجَسِّدْ مُثُلَ الإِنْجيلِ كَيْ
 

نُصْلِحَ المُعْوَجَّ والخاطِىءَ نَهْديْ
 

أَيُّها الطِّفْلُ الإلَهيْ مَرْحباً
ج

مُنْقِذَ الإِنْسانِ مِنْ ظُلْمٍ وَقَيْدِ
 

إِنَّنا نَرْجوكَ أَنْ تَبْقَى لَنا
 

كالأَبِ الْحَانيْ على بَيْتٍ وَوُلْدِ
 

لَكَ مِنّا ما حَيينا أَبَداً
 

حُبُّنا المَوْصولُ دَوْماً دونَ حَدِّ
 

وَمِنَ الرَّبِّ العَليْ خالِقِنا
 

في السَّماواتِ العُلَى إِكْليلُ مَجْدِ
 

وَهَنيْئاً بَيْتَ لَحْمٍ مَوْلِدُ السّيِّدِ الفادي حَباكِ تاجَ خُلْدِ

 

تحية عيد الميلاد المجيد

 

أَنْشِدِ الميلادَ شِعْراً مُلْهَما

وَاكْسُ بالدُّرِّ النَّضيدِ الكَلِما

وانْتَقِ الماسَ تُحَيّي مَنْ لَهُ

تَبْسِمُ الدنيا وَتَشْدو نَغَما

هاتِ أسْمى الشِّعْرِ في عيدٍ بهِ

يزدهي العالَمُ أرْضاً وَسَما

عيدِ ميلادِ المسيحِ المُرْتَجى

فتّحَ الوردُ لَهُ مُبْتَسِما

كانَ إشْراقُهُ يوماً خالداً

حقّقَ الإنسانُ فيهِ الحُلُما

أغْنى دُنْيانا ضياءً وَسَنا

ومروءآتٍ ففاضَتْ نِعَما

 

قادَهُم كي يعبدوا ربَّ الورى

بِعِظاتٍ بَزَّ فيها الحُكَما

فَلْنُحَيّي اليومَ بالإجلالِ مَنْ

حاربَ الشيطانَ حتّى هُزِما

واجَهَ الشرَّ بِصِدْقٍ وَمَضاء

وقِوى الإفْكِ بِعَزْمٍ حَطّما

أبْعَدَ الإنسانَ عن نهجِ الخطا

عالجَ المُعْوَجَّ حتّى قُوِّما

كانتِ الدّنيا ضلالاً ودجى

قبل أن يأتي وليلاً قاتِما

فأنارَ العَتْمَ في أنوارهِ

وغدا اليأسُ رجاءً خَيَّما

 

طوبى للمُسْتَضْعَفينَ الوُدَعا

والمساكينِ وَرَهْطِ الرُّحَما

فَلَهُمْ آخِرةٌ أجْراً لَهُم

وَلَهُمْ حقُّ خلودٍ عَمَما

 

دام صوتُ الحقِّ خَفّاقَ اللوا

نبذُلُ النّفْسَ ليبقى دائِما

وَلْتَعِشْ آياتُهُ مُشْرِقَةً

في جبينِ الأُفقِ تعْلو الأنْجُما

 

للإلَهِ المجدُ في عَلْيائِهِ

وعلى الأرضِ السلامُ ارْتَسَما

وسرورٌ غامِرٌ وَجْهَ الدُّنى

مِنْ سَنا الميلادِ يَمْحو الظُّلَمَا

نحنُ للأردنِّ جُنْدٌ مُخْلِصٌ

نحفَظُ العهدَ ونَرْعى الذِّمَما

ولقد أقْسَمْنا نَحْمي عَرْشَهُ

نُرْخِصُ الّروحَ فِداهُ والدِّما

 

تحيّة الثّورة العربيّة الكبرى الخالدة

 

قولوا تَحْيا للثّورة العربيّهْ
 

ثورةِ الحقِّ بالخُلودِ حَرِيّهْ
 

ثورةُ العدلِ ضدَّ ظُلْمٍ وجَوْرٍ
 

صفحاتٌ من سؤددٍ سرمديّهْ
 

أيُّ ذكرى توحي أجَلَّ اعْتزازٍ
 

يستثير القَريضَ والشّاعريّهْ
 

يومها مُفْعَمٌ فخاراً ومجدا  
 

يومُ بَذْلٍ وتضحياتٍ سخيّهْ
 

فَلْنُحَيِّيْ إشراقها باعتزازٍ
 

في الرّبوع العريقةِ الأردنيّهْ
 

ثورةٌ قادَها شريفٌ عظيمٌ
 

سِبْطُ طَهَ والدّوحَةِ النّبويّهْ
 

وَمَضى للوَغى جريئاً كَلَيْثٍ
 

يقْحَمُ الهَوْلَ وهو طَلْق المُحَيّهْ
 

خاضَ مِنْ أجْلِنا المعامِعَ حتّى
 

لا يُبَقّيْ للعَسْفِ أيَّ بقيّهْ
 

بأسه بأسُ مؤمنٍ بإلهٍ
 

يمنح النّصرَ للفئات التّقيّهْ
 

صبره صبر واثقٍ بكفاحٍ
 

يتحدّى هُوْجَ الرّياح العَتِيّهْ
 

إن من يسألِ المهيمنَ نصراً
 

ويضحّي يُعْطَى من خالق البشريّهْ
 

نحنُ في يومها المُمَجَّدِ نزهو
 

بالنّشامَى أهلِ الوفا والحَمِيَّهْ
 

فَهُمُ بالنّجيعِ ضحَّوْا لتحيا
 

دونَ قيدٍ بلادُنا المشرقيّهْ
 

وَحدةُ العرب بالنّفوس افْتَدَوْها
ج

بالضّحايا والنّارِ والمِدْفعيّهْ
 

كَمْ صِحافٍ من الفِدى سَطَّروها
 

في مَضاء الفرسانِ والمَشْرَفِيّهْ
 

إنها ثورة الحُسينِ هَدَتْهُمْ
 

وَهَبَتْهُمْ روح النّضال الفَتِيَّهْ
 

أنْ يَهُبّوا إلى الحِمامِ رجالاً
 

ليسَ يَرْضَوْنَ ذِلَّةً أو دَنِيَّهْ
 

مَنْ سِوى ثورةِ الحُسينِ أزالَتْ
 

عن بلادي الأغلالَ والتّابعيّهْ
 

مَنْ سوى نهضةِ الشّريفِ أطاحَتْ
 

بالقيودِ القَمْعيّةِ الهَمَجِيّهْ
 

فَلْنُحَيِّيْ الحسينَ شِبْلَ عليٍّ
 

مُنْقِذَ الضّادِ مِنْ لَظى بَرْبَريّهْ
 

كيْ يصونَ التراثَ ضَحّى بِعَرْشٍ
 

لمْ يُفَرِّط بأرضنا القُدُسِيَّهْ
 

وإلى قُبْرُصٍ نَفاهُ الأعاديْ
 

كي يُفَدّيْ قُدْسَ الخلودِ السَّنِيَّهْ
 

فَمَضى راضِياً قريرَ فؤادٍ
 

وسعيداً بأن يكون الضَّحِيَّهْ
 

أيُّ شِعْرٍ وأيُّ نَثْرٍ بليغٍ
 

لا يفيهِ بعضَ الثَّنا والتّحيّهْ
 

ثورةُ الحقِّ والحياةِ سَتَبْقى
 

ما حَيِيْنا رَهْنَ الضَّمائِرِ حَيَّهْ
 

يا حسينُ العظيمُ ألْفَ سلامٍ
 

مُفْعَمٍ في شذى الورود النّديّهْ
 

فلقدْ سِرْتَ للجهادِ بِصِدْقٍ
 

تتغنّى يا ما أُحَيْلَى المَنِيَّهْ
 

ليسَ مَنْ ماتَ فاسْتَراحَ بِمَيْتٍ
 

إنّما الموتُ في الحياةِ الزَّرِيَّهْ
 

قَدْ غَرَسْتَ الإبا وجَسَّدْتَ فينا
 

روحَ حُبِّ السِّيادةِ القوميَّهْ
 

أنْ نَبيعَ النُّفوسَ حتى يُضاهي
 

مجدُنا في الذُّرى النُّجومَ القَصِيَّهْ
 

يُكْتَبُ الخُلْدُ للذين تفانَوْا
 

في سبيل النُّهوضِ والحُريَّهْ
 

قولوا تَحْيا للثّورةِ العربيّهْ
 

صَيْحَةِ الحقِّ والحياةِ القويَّهْ
 

نحنُ في يومها المجيدِ نُحَيِّيْ
 

شعبَنا الحُرَّ والزُّنودَ الفَتِيَّهْ
 

إنَّ ما خَطَّ شعبُنا مِنْ عَلاءٍ
 

صُنْوَ عِقْدٍ من اللآليْ البَهِيَّهْ
 

كمْ صِحافٍ من تضحياتٍ جِسامٍ
 

صاغَها الصِّيْدُ بالدِّماءِ الزَّكِيَّهْ
 

كَمْ بِهَذي العقودِ ثارَ رجالٌ
 

مِنْ بني يَعْرُبٍ لأجْلِ القَضِيَّهْ
 

كَشَفَتْهُمْ كَرُّ الليالي سريعاً
 

أنهم أهلُ غايةٍ شخصيَّهْ
 

دَمَّروا موطن العروبةِ جَهْراً
 

وأساءوا للوحدةِ العربيّهْ
 

يا حسينُ العظيم يا ابْنَ عِظامٍ
 

للهُدَى ينْتمونَ والقُرَشِيَّهْ
 

كنتَ حقّاً للرّاشِدينَ امْتِداداً
 

كنتَ عنوانَ كلِّ نفسٍ زَكِيَّهْ
 

مهْما يمْضِ من القرونِ تباعاً
 

سوفَ تَحْيَا في الأنْفُسِ الوطنيّهْ
 

قولوا تَحْيا للثّورة العربيّهْ
 

صَيْحَةِ الحقِّ بالثَّناءِ حَرِيّهْ
 

حَسْبُها أنَّ مَنْ يُعَلِّيْ لِواها
 

فارسٌ تزدهي بِهِ القُرَشِيَّهْ
 

وارثُ السّؤددِ المعظّمُ عبدُ اللهِ
 

فَخْرُ الشَّبيبَةِ العربيَّهْ
 

هوَ حامي الحِمَى وبانيْ عُلاهُ
 

بالمضا والنُّهَى والعبْقَرِيَّهْ
 

عاشَ عاشَ المليكُ نَجْماً مُنيراً
 

مَجْدهُ الهاشِمِيُّ يَعْلو الثُّرَيَّهْ

 

توّجْتُ باسمكَ أشعاري

 

توّجْتُ باسمكَ أشعاري .. فصار له
 

فمُ الزّمانِ .. على الأحقاب قيثارا
 

أردنّ .. يا وطناً .. رقّتْ نسائمه
 

وطابَ سهلاً وأنجاداً وأغوارا
 

يحتلُّ أسمى مكانٍ .. في ضمائرنا
 

من الضّلوعِ له شيّدْنا أسوارا
 

مهدُ الحضارةِ آي النّور منه سرَتْ
 

تَهدي العوالمَ بلداناً وأقطارا
 

مفاخرٌ غنّتْ الدنيا بروعتها
 

كما يغنّي .. حداةُ البيد سُمّارا
 

أعْظِمْ بيومٍ يزين المجدُ مفرقَه
 

آساده سطّروا التاريخ أحرارا
 

السّيف في يدهم كالحقّ مُنْجَرِدٌ
 

لا يعرفون بوجه الموتِ إدْبارا
 

ضحَّوْا بأرواحهم كي يستقلّ حمىً
 

سما عَلاءً وأبطالاً وآثارا
 

يومُ العلى عيدُ الاستقلال تنفحُهُ
 

عرائسُ الخُلْدِ أزهاراً ونُوّارا
 

يومُ المفاخرِ الاستقلالُ ما بَرحَتْ
ج

حناجرُ الخُلْدِ تشدو فيه أشعارا
 

والثّورةُ الكبرى نورُ الشمسِ بُرْدَتُها
 

والعُرْبُ تُحْني لها الهاماتِ إكْبارا
 

قد وشّحَ الصفحاتِ البيضَ قادتُها
 

عزماً وبأساً وإيماناً وإصرارا
 

شادوا من البذْلِ طوداً شامخاً وذرى
 

فاقتْ برِفْعتها نجماً وأقمارا
 

بين المعالي وأردُنِّ العُلى العربي
 

عِشْق كما يعشق الغِرّيدُ أزهارا
 

في كلّ شبرٍ له فعلٌ ومكرمةٌ
 

فمُ الرّجولة يَروي عنه أسْفارا
 

شبابُهُ أُرْضِعَتْ حبَّ الفِدى قِدَماً
 

واسْتلْهَموا من تُراثِ الضّادِ أسرارا
 

مَنْ غيرُهُمْ يصنعُ الجُلّى بروحِهِمُ
 

وفي احتدامِ المنايا .. يأخُذُ الثّارا
 

يا عاهلَ الوطنِ المحبوبَ عِشْتَ لنا
 

فما تقومُ بِهِ قد جَلَّ أقْدارا
 

يا قائدَ الأردنِ المِقْدامَ دُمْتَ له
 

تَبْني عُلاهُ وللأعداءِ قهّارا
 

وتستعيد لنا التاريخَ ثانيةً
 

ودامَ عهدُكَ بالأمجادِ زَخّارا
 

فَلْنَرْفعِ الرّأسَ في استقلالِ أردُننا
 

ما قَبَّلَ النّورُ .. نور الصّبحِ أيّارا
 

وعاشَ للمجدِ عبدُ اللهِ عاهِلُنا
 

يُغْني الصّحائفَ إقْداماً وإيثارا
 

وعاشتِ الثّورةُ الكبرى لنا قَبَساً
 

تُثْري العروبة أبطالاً وثوّارا
 

من وحي الواقع

الوحدة العربية حُداءُ الأماني

 

وَحْدَةَ العُرْبِ يا حُداءَ الأماني
 

وَهُتافَ الأبطالِ عند المشانقْ
 

يا نشيدَ الخلودِ عَذْباً شَجيّاً
 

بالمرؤآتِ، بالمآثِرِ ناطِقْ
 

أنتِ أمنيّةُ الأماني تليدا
 

وطريفا، ذكراكِ ملءُ الخوافقْ
 

أنتِ حُلمُ الأُباةِ قِبْلَةُ جيلٍ
 

عربيٍّ لِشامِخِ المجدِ تائقْ
 

في حِماكِ الحياةُ فجْرٌ بَهِيٌّ
 

وَبِكِ العِزُّ شاهِقُ الصّرْحِ سامِقْ
 

وَحْدَةَ العُرْبِ إننا بالضّحايا
 

سوف نمْحو ما أوجدوا من فوارِقْ
 

فَلَنا هِمّةٌ تهزُّ الرّواسي
 

وَمَضاءٌ يُدَمِّرُ الخصْمَ ساحِقْ
 

تَخِذَ الخُلْدُ في ذرانا مَقيلا
 

فَأَبى أن يريمَ أو أنْ يُفارِقْ
 

وَحْدَةُ العُرْبِ سوف تبقى شعارا
 

سرمديّا والكلُّ بالنّصْرِ واثِقْ
 

إنّنا إخْوةٌ فَلَنْ نتوانى
 

عن لقاءٍ يذِلُّ صَعْبَ العوائِقْ
 

فاشْهَدي يا عصورُ مولدَ عهْدٍ
 

بِشَذا المجْدِ والسّيادةِ عابِقْ
 

بورِكَتْ غزّةٌ تُحَطِّمُ قيْداً
 

تغرسُ الفجْرَ ثامرَ الفَرْعِ وارِقْ
 

تتحدّى الرّدى تسجّلُ فوْزاً
 

للعُلى تفرشُ الجُسومَ نمارِقْ
 

أمّتي أمّةُ الخلودِ أنارَتْ
 

عالماً كان بالجهالةِ غارِقْ
 

حَمَلَتْ مَشْعَلَ الحضارةِ سارتْ
 

لكريمِ الحياةِ تَهْدي الخلائِقْ
 

تنصُرُ الحقَّ والفضيلةَ، تبْني
 

صَرْحَ عِلْمٍ وحكمةٍ وحقائقْ
 

 أمّتي أمّةُ المروءة والخلق
 

تصون العهود ترعى المواثِقْ
 

أمّتي أمّةُ الأشاوسِ دانتْ
 

لهم الأرضُ غَرْبُها والمشارِقْ
 

مُذْ تَنادَوْا إلى الجهادِ سراعا
 

واعْتَلَوْا للعُلى ظهور السّوابِقْ
 

قَسَماً لنْ نكونَ أحْفادَ عَمْروٍ
 

والمُثَنّى وابنِ الوليدِ وطارِقْ
 

إنْ توانى عنِ الجهادِ أبيٌّ
 

أو تخلّى عن الشّهادةِ وامِقْ
 

فَإلى حَوْمَةِ البطولةِ سيروا
 

وَلْيُدَوِّ النّضالُ كالهَوْلِ صاعِقْ
 

وإلى ساحةِ الجهادِ هَلُمّوا
 

وإلى النّصْرِ زَمْجِري يا فيالِقْ
 

وَلْيُجَلْجِلْ صوتُ العروبةِ رَعْداً
 

في ظِلالِ القَنا وَخَفْقِ البيارِقْ
 

موطنُ الجَلالِ والجَمال

 

لِعَيْنَيْكَ ذاتي ... فَخُذْ ما تُريدْ

فَأَنتَ المُنى ... أنتَ بَيْتُ القَصيدْ

أَيا مَوطِني الأُرْدُنَ المُفْتَدَى

حَباكَ الإلهُ الجَمالَ الفَريدْ

أَفيقُ على صوتِ شادي الطّيورِ

يُغَرِّدُ في الرَّوْضِ أَحْلى نَشيدْ

يَبُثُّ بِهِ ... نَبَأً مُبْهِجاً

بإِعْلانِ ميلادِ يومٍ جَديدْ

وَتَحْمِلُ لِلصَّدْرِ أَنسامُهُ

شَذىً صادِراً مِنْ حُقولِ الوُرودْ

وَأَمْواهُهُ كَوْثَرٌ ساحِرٌ

يُرَوّي الظَّمَاْ مُنْعِشٌ لِلْكُبودْ

وأَشْجارُهُ كَصَبايا حِسانٍ

يَمِسْنَ بِأَبْهى وَأَزْهى بُرودْ

وَيُشْجي المَسامِعَ فوقَ الرُّبى

أَغاني الرُّعاةِ تَهُزُّ النُّجودْ

وَيَبْدو بِفَصْلِ الرَّبيعِ البَديعِ

كَأَنَّ الطَّبيعَةَ في يومِ عيدْ

فَأَنّى مَضَيْتَ تَرى فِتْنَةً

وَأَنّى مَشَيْتَ فَآثارُ صِيْدْ

وَحَسْبُ حِمَى مَوْطِنيْ عِزَّةً

سَقَتْ كُلَّ شِبْرٍ دِماءُ الشَّهيْدْ

وَرَغْمَ طَوافي الدُّنَى لَمْ أَرَ

مَثيلاً لِرَوْعَتِهِ في الوُجودْ

فِداهُ .. فِدىً لِحِماهُ الحَبيبِ

أُضَحّيْ فَخوراً بِحَبْلِ الوَريْدْ

إِذا شِئْتُ تَشْبيهَ أُرْدُنِّنا

أُشَبِّهُهُ بِجِنانِ الخُلودْ

 

أشواق ... يا أردن

 

في كل ما أرى من البهاءِ

وما يثير الحسّ من رواءِ

وما يهزّ السّمع من غناءِ

 

أرى روابي الأردنِ الجميلة

والسّفح والرّياضَ .. والخميلة

تحضنني أغصانها الظليلة

تضمّني بلهفةٍ خجولة

 

وفي ابتسام الورد والزّهورِ

وفي انسياب الجدول الصغيرِ

وروعة الإشراق في البكورِ

 

يحملني السّنا إلى ربوعي

إلى رياض الأردنِ البديع

فتشرق العيون بالدّموعِ

وخافقي يضيق بالضّلوعِ

 

وإن شدا في روضه الحسّونُ

وصفّقَتْ من وجدها الغصونُ

ومال من هُيامه النّسرينُ

تراءى لي بيتُ أبي الأبرِّ

حيث الصّبا وذكريات عمري

فيخفق الحنين ملءَ صدري

يتوق للّقاء إثر الهجر

 

وفي الرّبيع الفاتن النّضيرِ

وفي افترار البرعم الغريرِ

وفي صداح البلبل المسحورِ

 

أرى مغاني الأردنِ الحبيبِ

تشدّني لصدرها الرحيبِ

إلى الثّرى المضمّخ الخضيبِ

تطوف بيْ دنيا من الطيوبِ

 

وإن غفا العالم في سلامِ

وأسدلت ستائر الظلامِ

تنقلني أجنحة الأحلامِ

 

إلى حمىً مقدّس الرّمادِ

إلى دنى الأبطال والروّادِ

فأنتشي وخافقي ينادي

ها أنَذا عدتُ يا بلادي


 

صَبا من الأردن

 الإخـــوانـيّـات

 

تحيّة الشِّعْر إلى شاعر الأمّه وأستاذ الأجيال

الأستاذ الدكتور جميل عَلّوشْ الأكرم حفظه الله

 

 شاعِرَ الأُمَّةِ أُهْديْكَ سَلاما
 

عاطِراً طابَ أَريْجَاً كالخُزامَى
 

يا أبا الفُصْحَى تَحايا كلِّ مَنْ
 

عَشِقَ الضّادَ وبِالآدابِ هاما
 

كُنْتَ للأجْيالِ أُسْتاذاً وَما
 

زِلْتَ في المَيْدانِ أُسْتاذاً هُمامَا
 

لكَ طُولُ الباعِ في نَهْضَتِنا
 

إِنَّ مِنْ حَقِّكَ أَنْ تُهْدَى وِساما
 

أنْتَ تَسْتَأْهِلُ إِكْليلَ سَنا
 

وَثَناءً مُسْتَفيْضاً واحْتِراما
 

يا أبا سالِمَ لَنْ يُوفيْكَ ما
 

في قوافي الشِّعْرِ مِنْ مَعْنَىْ تَسامَى
 

شاءَكَ اللهُ لِتَحْيا عَلَماً
 

وعلى وَجْهِ بَديْعِ النَّظْمِ شاما
 

فَلَقَدْ أَغْنَيْتَهُ أَيَّ غِنىً
 

في قَصيْدٍ جَلَّ مَعْنىً وَنِظاما
 

أَيُّها العالِمُ في الفُصْحى لَقَدْ
 

ذُدْتَ عَنْها مُخْلِصاً كَيْلا تُضامَا
 

وَبَلَغْتَ الشَّأْوَ عِلْماً راسِخاً
 

يا هِلالاً نورُهُ أَلْغَى الظَّلاما
 

أَنْتَ صُنْوٌ لأَميرِ الشُّعراء
 

شوقي والخوري وإيليّا تَماما
 

يا أخا التَّبْيانِ حَيّاكَ الحَيَا
 

وَلْتَعِشْ لِلضّادِ حِصْناً مُسْتَدامَا
 

يَشْهَدُ التّاريخُ قَدْ خَلَّدْتَ في
 

شِعْرِكَ الرّائِعِ أَشْعارَ القُدامى
 

هَذِهِ الأَجْيالُ لَنْ تَسْلُوَ مَنْ
 

أَمْضى في تَعْليمِها خَمْسينَ عاما
 

مُسْتَميْتاً تَبْنيْ جيلاً ناهِضاً
 

تَدْفَعُ المَهْرَ سُهاداً وَقِياما
 

هَمُّكَ الأَكْبَرُ تُعْليْ سُؤْدُداً
 

ذَلِكُمْ دَيْدَنُ مَنْ كانوا عِظاما
 

والنُّجومُ الزُّهْرُ في عَلْيائِها
 

لكَ قَدْ كانَتْ صِحاباً ونَدامى
 

يا جَميلَ الوَجْهِ والخُلُقِ وَيا
 

قَمَراً إِشْعاعُهُ يَمْحو القَتاما
 

كُنتَ فيما صُغْتَهُ مِنْ عَمَلٍ
 

مَثَلاً أَعْلى سُمُوّاً واسْتِقاما
 

شِعْرُكَ الخالِدُ صَوْتٌ صارِخٌ
 

يُلْهِمُ الأَجْيالَ كَيْ تَرْعى الذِّماما
 

كَيْ يَهُبّوا لِلْمَعالي قُدُماً
 

بِقَوافٍ تُضْرِمُ القَلْبَ اضْطِراما
 

تُوحيْ لِلْعُرْبِ بأنْ يَتَّحِدوا
 

وَبِأَنْ يَنْسَوْا خِلافاً وانْقِساما
 

نَحْنُ بِالْوَحْدَةِ نُحْيِيْ مَجْدَنا
 

أَمْسُنا الوَضَّا على الوَحْدَةِ قاما
 

نَحْنُ بِالْوَحْدَةِ نُمْسيْ قُوَّةً
 

تَهْزِمُ الغاصِبَ تَسْقيْهِ الحِماما
 

يا أبا سالِمَ يا رَمْزَ الوَفا
 

كُنْتَ في الذَّوْدِ عَنِ الفُصْحَى حُساما
 

صَوْتُكَ الحُرُّ سَيَبْقى داوياً
 

في سَما أُرْدُنِّنا حتّى تِهامَا
 

صَوْتُكَ الحُرُّ سَيَبْقى داوياً
 

يَتَحَدَّى رَعْدُهُ المَوْتَ الزُّؤَاما
 

أَسْأَلُ اللهَ شِفاءً عاجِلاً
 

ويُنَجّيْكَ اعْتِلالاً وَسُقاما
 

صانَكَ الباريْ وأَبْقاكَ لَنا
 

كَنْزَنا الغاليْ وَأَعْطاكَ السَّلاما
 

يا أبا سالِمَ دُمْ ذُخْرَ الحِمَى
 

وَلْتَعِشْ للشِّعْرِ والفُصْحَى إِماما

 

"أَوّلُ الزّمان" .. مساكِبُ الجُمانْ

في حفل إشهار كتاب الأستاذ الدكتور صادق التّميمي "أَوّلُ الزّمان"

 

بَغدادُ دارُ العِلْمِ مُذْ كانَ المَدى
 

وَمَنازِلُ الشُّعَراءِ والكُتّابِ
 

بَغدادُ مَهْدُ الفِكْرِ يَنْبوعُ النُّهى
 

دُنيا الفُنونِ ومُنْتَدى الآدابِ
 

صَرْحُ الثّقافةِ والتَّقَدُّمِ والحِجى
 

والكَوْنُ يَحْيا في دُجى وَضَبابِ
 

أَعْظِمْ بِها وَبِشَعْبِها الحُرِّ الأَبيْ
 

رَمْزِ النِّضالِ الرّائِدِ الغَلاّبِ
 

تاريخُهُ بِشَذا الكِفاحِ مُعَطَّرٌ
 

بِبَسالَةٍ وَبُطولَةٍ وَضِرابِ
 

صَفَحاتُهُ بيضٌ كإشْراقِ النَّدى
 

مَلأى فَخاراً طالَ هامَ سَحابِ
 

تَخِذَ الجِهادَ عَقيدةً مُتَسَرْبِلاً
 

روحَ الفِدى والكِبْرِ كالجِلْبابِ
 

دُكتورُ قَدْ أَتْحَفْتَنا بِمُجَلَّدٍ
 

ما خُطَّ فيهِ يَسْمو بالأَلْبابِ
 

لمّا بَدَأْتُ بِهِ القِراءَةَ شَدَّنيْ
 

حتّى وَصَلْتُ لآخِرِ الأبْوابِ
 

في غايَةِ الإِمْتاعِ حتّى خِلْتَنيْ
 

في رَوْضَةٍ أَحْسو كُؤُوسَ شَرابِ
 

ضَمَّنْتَهُ دُرَرَ البَيانِ وَزِنْتَهُ
 

بِرَفيعِ أَشْعارٍ وَحُسْنِ خِطابِ
 

وَجَمالِ أُسْلوبٍ تَبَدّى مُشْرِقاً
 

بِوَجيْزِ نَثْرٍ دونَما إِسْهابِ
 

فيهِ نَرى الماضيْ بِأبْهى صورَةٍ
 

وَرِضىً بِحُكْمِ الخالِقِ الوَهّابِ
 

أنتَ الصَّدوقُ بِقَوْلِهِ وَفَعالِهِ
 

والمُنْتَميْ لأكارِمِ الأنْسابِ
 

فَتَميمُ مِنْ خِيْرِ العَشائِرِ نَخْوَةً
 

وأَعَزُّها بِقَبائِلِ الأَعْرابِ
 

بَغْدادُ زُرْتُكِ في رَبيعِ شَبيْبَتيْ
 

فَبَقِيْتِ في قَلْبيْ وَمِلْءَ إِهابيْ
 

بَغدادُ زُرْتُكِ في شَبابي مَرَّةً
 

فَبَقِيْتِ شَمْساً فِيَّ دونَ غِيابِ
 

وَلَقَدْ سُحِرْتُ بِكُلِّ ما شاهَدْتُهُ
 

وَبِأَمْسِكِ الفَوّاحِ بالأَطْيابِ
 

وَبِمَجْدِكِ السّاميْ وَسالِفِ سُؤْدُدٍ
 

يَبْدو بِآثارٍ وَعالي قِبابِ
 

وَبِشَعْبِكِ الحُرِّ العِراقيِّ الوَفيّ
 

فَكَأَنَّني في مَوْطِنيْ وَصِحابيْ
 

مَهْما يَطُلْ لَيْلُ العِراقِ سَيَنْجَليْ
 

عَنْ نورِ صُبْحٍ رائِعٍ خَلاّبِ
 

والنَّصْرُ لِلشَّعْبِ العِراقيْ بَيِّنٌ
 

لِبُطولَةٍ وَلِتَضْحِياتِ شَبابِ
 

والقَيْدُ صارَ حَقيْقَةً تَحْطيمُهُ
 

والإحْتِلالُ مَصيْرُهُ لِيَبابِ
 

ذا مَنْطِقُ التّاريخِ أَنَّ النَّصْرَ
 

للأبطالِ دوماً ليسَ لِلإرْهابِ
 

إنَّ العِراقَ إذا تَبَنّى مَطْلَباً
 

لَمْ يَخْشَ صَعْباً أو عَظيمَ مُصابِ
 

لا بُدَّ أنْ يَحْيا حَياةَ كَرامَةٍ
 

لا بُدَّ أنْ يَبْقى رَفيعَ جَنابِ
 

فالمَجْدُ والعِزُّ التَّليدُ تَفَيَّآ
 

ظِلَّ الفُراتِ على مَدى الأحْقابِ
 

دُكْتورُ صادِقُ يا كَريمَ المُنْتَمى
 

أَهْدَيْتَ أُمَّتَنا أَجَلَّ كِتابِ
 

فَلَقَدْ جَمَعْتَ مِنَ اللطائِفِ صفوةً
 

 

مِنْ ذِكْرَياتٍ في الزَّمانِ عِذابِ
 

إِنّي لأُكْبِرُ فيكَ إِخْلاصاً فَلَمْ
 

تَنْسَ الطُّفولَةَ أَوْ زَمانَ تَصابيْ
 

لِمُعَلِّميْكَ وَأَصْدِقائِكَ والأُلى
 

كانوا رِفاقَكَ صَفْوَةَ الأَحْبابِ
 

وَكِفاحُكَ الدّاميْ لِشَعْبِكَ بَيِّنٌ
 

حتّى يُخَلَّصَ مِنْ شَقا وَعَذابِ
 

لَكَ يا أخي الفَذَّ الأَريْبَ مَوَدَّتيْ
 

فاقْبَلْ تَهانِيَّ مَعَ الإِعْجابِ
 

عاشَ العِراقُ وعاشَ أُرْدُنُّ الإِخا
 

في وَحْدَةٍ أَبَدِيَّةٍ وَتَحابِّ
 

خليل حيٌّ بِذِكراه

في رثاء فقيد الأردنّ خليل الصالح الخريسات أبو رامي طيَّبَ الله ثراه

مَنْ قالَ غابَ خليلُ الشّّهْمُ في التُّرَبِ
خليلُ حيٌّ بذكراهُ فَلَمْ يَغِبِ
إنّي أراهُ إذا حُدِّثْتُ عنْ شَمَمٍ
أو جاء ذِكْرُ رِجالِ الصّفْوَةِ العَرَبِ
وأجْتَلي وجْهَهُ الوضّاحَ إنْ طَرَقَتْ
مسامِعي رِفْعَةُ الأخلاقِ والحَسَبِ
أكْرِمْ بِخَيْرِ صديقٍ في مآثِرِهِ
أنْعِمْ بهِ مِنْ كريمِ الأصلِ والنّّسَبِ
إنَّ ابْنَ صالِحَ تَخْتالُ القوافي بِهِ
كالغيدِ تَرْفُلُ في أثوابها القُشُبِ
للهِ للأردُنِ المحبوبِ جُهْدُكُمُ
ذاكَ الذي يدعو للإكبارِ والعَجَبِ
خمسونَ عاماً ولمْ تَلْجأ إلى دَعَةٍ
في عَزْمِكَ الصُّلْبِ كالبتّارِ ذي الشُّطَبِ
خمسونَ عاماً تَحَدَّيْتَ الصِّعابَ فما
أوْلاكَ حقّاً بإكليلٍ من الذّهَبِ
في رِحْلَةٍ عَظُمَتْ في قَصْدِها شَرَفاً
بين المدائنِ في جِدٍّ وفي دَأبِ
ما قُمْتَ فيهِ من الأعمالِ مَفْخَرَةٌ
قَدْ سُجِّلَتْ في قلوبِ الشّعْبِ والكُتُبِ
عَلَّمْتَ جيلاً من الشُّبّانِ قاعِدَةً
المرءُ بالفِعْلِ لا بالقولِ والخُطَبِ
ذَكَّرْتَهُمْ بِجُدودٍ سادةٍ سَلَفوا
لَقَّنْتَهُمْ أن يكونوا خيرةَ النُّخَبِ
كيْ يَخْدُموا الأردُنَ الغالي بلا كَلَلٍ
لا يأبهونَ بِدَرْبٍ شائِكٍ صَعِبِ
طوبَى لِمَنْ جاوزَ الضَّحْضاحَ مُقْتَحِماً
قَلْبَ العُبابِ بِعَزْمٍ غيرِ مُضْطَرِبِ
والنّاسُ صِنفانِ .. سامٍ في مآرِبِهِ
أو مُغْرَمٌ ببريقِ المالِ والنَّشَبِ
هذا يرى في نهوضِ الشّعْبِ غايَتَهُ
وذاكَ يُمْعِنُ في لَهْوٍ وفي لَعِبِ
أردُنُّنا مَنْبِتُ العَلْيا وَمَنْشَؤُها
قُمْ سائِلِ الدَّهْرَ عَنْ أمجادِهِ يُجِبِ
أردُنُّنا غابةُ الآسادِ مَلْعَبُها
تَسْقي الأعادي كؤوسَ الموتِ إنْ تَثِبِ
أجنادُهُ الصّيدُ في اليرموكِ قد هَزَمَتْ
قُوى هِرَقْلَ ببأسٍ قُدَّ مِنْ لَهَبِ
أنباطُهُ شيّدوا البتراءَ مُعْجِزَةً
مِنَ البناءِ لتبقى آيَةَ الحِقَبِ
وفي الكرامةِ شادَ النّصرَ فِتْيَتُهُ
للعُرْبِ في وَقْعَةِ الإقدامِ والغَلَبِ
هذا الحِمى العربيْ أرْضٌ مباركةٌ
كَمْ عالِمٍ عاشَ في أظْلالِهِ ونبي
على ثَراهُ حضارات الورى نشأتْ
لمْ تَخْبُ أنوارُهُ يوماً وَتحَْتَجِبِ
في جنّةِ الخُلْدِ فَذٌّ جِهْبِذٌ عَلَمٌ
لهُ مكانتُهُ في قلْبِ كلِّ أبي
وَمِنْ أقاصي الحِمى كمْ نالَ تَكْرِمَةً
تُنْبيكَ عنْ فارِسٍ ذي هِمَّةٍ أرِبِ
في روضَةِ النّورِ مَثْوى حازِمٍ فَطِنٍ
يُنْمَى إلى بَلَدِ الأمجادِ والقُضُبِ
يُنْمَى إلى السّلْطِ مَهْدِ العِزِّ مِنْ قِدَمٍ
فَخْرِ المدائنِ ساحِ الخيلِ واليَلَبِ
في ذِمَّةِ اللهِ والأردُنِّ يا هَرَماً
مِنَ المآثِرِ يَعْلو شامِخَ السُّحُبِ
تأبينُكَ اليومَ تمجيدٌ لِمدرسةٍ
من الفضائلِ كيْ تبقى على الحِقَبِ
عليكَ منّا سلامٌ عاطِرٌ أبَداً
ما ذَهَّبَ النّورُ فجْراً شامِخَ الهِضَبِ
ذِكْراكَ فينا أبا رامي مُخَلَّدَةٌ
وباركَ اللهُ في أبنائكَ النُّجُبِ


 

فخر الشّبيبة

في رثاء فقيد الأردن الإعلامي المميّز سلطان عيسى سليمان حَتَّرْ .. تغمّده الله برحمته ورضوانه

ماذا أقولُ بِحَقِّ الأرْوَعِ العَلَمِ
 

سُلْطانَ حتَّرَ رَمْزِ النُّبْلِ والشَّمَمِ
 

فَخْرِ الشّبيبَةِ في قَوْلٍ وفي عَمَلٍ
 

وفي تَعَشُّقِهِ السّامي مِنَ القِيَمِ
 

يا مُشْرِقَ الوجْهِ ما يوماً رأيْتُكَ في
 

دَرْبي لَمَحْتُكَ جَهْماَ غيرَ مُبْتَسِمِ
 

نَبْعَ النّدى كُنْتَ قَلْباَ مُفْعَماً مُثُلاً
 

ما كُنْتَ تَنْسى صديقاً أوْ أخا رَحِمِ
 

ماذا أقولُ لِمَنْ يُنْمَى لِخَيْرِ أبٍ
 

وَخَيْرِ جَدٍّ جَليلِ القَدْرِ مِنْ كَلِمِ
 

فهذا عيسى مِثالُ الطّيْبِ والِدُهُ
 

مُذْ كانَ وَهْوَ صديقُ النّاسِ كُلِّهِمِ
 

وذا سُلَيْمانُ مَعْروفٌ بِأرْدُنِنا
 

جَدُّ الفَقيدِ كبيرُ الجاهِ مِنْ قِدَمِ
 

مَنْ قالَ إنَّ الثّنا إنْ لمْ تَشِدْهُ على
 

صَرْحِ الفَضائلِ والإيثارِ لمْ يَدُمِ
 

سُلْطانُ كُنْتَ مِثالاً في الوَفاءِ وفي
 

دُنيا المُروءَةِ والإقْدامِ والكَرَمِ
 

عَلَيْكَ أزْكى سَلامٍ عاطِرٍ أرِجٍ
 

يا مَنْ تَفَرَّدَ في فِكْرٍ وفي حِكَمِ
 

قَدْ كُنْتَ تَحْفَظُ للإنسانِ قيمَتَهُ
 

شأنَ الكِبارِ وَتَرْعَى حُرْمَةَ الذِّمَمِ
 

أكْبَرْتُ فيكَ دواماً هِمَّةً طَمَحَتْ
 

إلى المَعاليْ بِعَزْمٍ راسِخِ القَدَمِ
 

أسْمَى المَزايا بِها جُمِّلْتَ مِنْ صِغَرٍ
 

إذْ كُنْتَ دَوْماً مثالَ الفارِسِ الشَّهِمِ
 

كَرَّسْتَ عُمْرَكَ لِلْجُلَّى وَهِمْتَ بِها
 

فَكَمْ سَهِرْتَ لَها لَيْلاً وَلَمْ تَنَمِ
 

ترومُ خَيْرَ مكانٍ في الحِمى وَتَرى
 

أنتَ الجديرُ بما اُعْطِيْتَ مِنْ هِمَمِ
 

وما الرّجولَةُ إلا النَّفْسَ تَدْفَعُها
 

فيما يُؤَهِّلُها مَدْحاً بِكُلِّ فَمِ
 

حتّى بَلَغْتَ الذي أمَّلتَ بَعْدَ عَنَا
 

وَصِرْتَ مَرْجِعَ في القانونِ والنُّظُمِ
 

وللإذاعةِ كَمْ قَدَّمْتَ تَضْحِيَةً
 

مِنْ أجْلِ رِفْعَتِها أجْزَلْتَ في الدَّعَمِ
 

كَرَّسْتَ جُهْدَكَ للإعْلامِ تَرْفِدُهُ
 

حتّى يَظَلَّ سَنىً في حُلْكَةِ الظُّلَمِ
 

إنّي لأقْسِمُ ما قدَّمْتَ وَطَّدَهُ
 

وفي الصِّحافةِ ما يُغْني عَنِ القَسَمِ
 

خَلَّفْتَ أنْقى سِجِلٍّ حافِلٍ مُثُلاً
 

بِالنُّبْلِ مُزْدَهِرٍ بالعِلْمِ مُزْدَحِمِ
 

والنّاسُ صِنْفانِ هَدّامٌ بِفِطْرَتِهِ
 

وآخَرٌ شأنُهُ إصْلاحُ مُنْهَدِمِ
 

كَمْ مَرَّ فيكَ مِنَ الأعْبا وَمِنْ خَطَرٍ
 

فَكُنْتَ كَالطَّوْدِ في إقْدامِكَ العَرِمِ
 

والمَرْءُ لَيْسَ بِما يَحْياهُ مِنْ عُمُرٍ
 

لكن بما أسْدى للأوطانِ مِنْ نِعَمِ
 

في جَنَّةِ اللهِ حَيْثُ النّورُ مُؤْتَلِقٌ
 

فَذٌّ أصيلٌ لأهْلِ المَكْرُماتِ نُمِيْ
 

يا آل حَتَّرَ حُيِّيْتُمْ فَنَهْضَتُنا
 

أغْنَيْتُموها بِبَذْلٍ فائِقٍ وَدَمِ
 

وفي سبيلِ مَعاليها وسُؤدُدِها
 

كَمْ قَسْوَرٍ بَطَلٍ قَدَّمْتُمُ وَكَمي
 

حَيّوا الفُحيصَ بإجْلالٍ وَتَكْرِمَةٍ
 

كَمْ أنْجَبَتْ مِنْ رِجالِ السّيْفِ والقَلَمِ
 

ذِكْراكَ سُلْطانُ في الوُجدانِ باقِيَةٌ
 

ما ذَهَّبَ النّورُ فَجْراً شامِخَ القِمَمِ
 

لَنْ نَسْلُوَ اسْمَكَ ما غَنَّتْ بَلابِلُنا
 

على الغُصونِ جَميلَ الشَّدْوِ والنَّغَمِ
 

عَلَيْكَ ألْفُ سَلامٍ خالِدٍ أبَداً
 

ما أنْضَرَ الزَّهْرَ فَيْضُ الغَيْثِ مِنْ دِيَمِ
 

عَزاؤُنا ماجِدُ الغالي وإخْوَتُهُ
 

بَنوكَ مَنْ عُرِفوا في رائِعِ الشِّيَمِ
 

يَحْذونَ حَذْوَكَ مِنْ أجْلِ العُلى قُدُماً
 

في هِمَّةٍ كَمضاءِ الباتِرِ الخَذِمِ
 

يَحْذونَ حَذْوَكَ مِنْ أجْلِ العَلاءِ كما
 

تَخْطو الشُّبولُ خُطى الآسادِ في الأجَمِ
 

تحيّة مهرجان الأردن

 

مِهْرَجانَ الأردُنِّ ألْفُ تَحِيَّهْ

زَيَّنَتْها أبْهى الوُرودِ الشَّذِيَّهْ

مَرْحباً مرحباً بِرَمْزٍ مَهيبٍ

ومثالٍ للنّهضَةِ الفِكْرِيَّهْ

وَبِسوقٍ لِمِرْبَدٍ وَعُكاظٍ

وَبِصَرْحِ الموسيقى والشّاعِريَّهْ

وَبِعَرْضٍٍ لِكُلِّ فَنٍّ رفيعٍ

ومنارٍ للنّهضةِ الوطنيَّهْ

ها هُنا ها هُنا الحضارةُ شَبَّتْ

في الرُّبوعِ العَذِيَّةِ الأردُنيّهْ

حَدَّثَ الدّهْرُ عَنْ عُلاها بِفَخْرٍ

إِذْ تَسامَتْ على النُّجومِ القَصِيَّهْ

أنبياءُ الإلهِ جاءوا حِمانا

يَحْمِلونَ الهُدى إلى البَشَريَّهْ

وَسُفوكْليسُ في المسارحِ يُعْليْ

رايَةَ الفَنِّ وَهْوَ طَلْقُ المُحَيَّهْ

إنّما الأُرْدُنُ العريقُ بلادي

مُتْحَفٌ للرّوائِعِ العالميَّهْ

تلك بترا آيَ الزّمانِ ستبقى

شاهِداً أنّنا أوْلوْ مَدَنِيَّهْ

أُرْدُنُ المجدِ مُنْذُ كانَ ويبقى

مُتْحَفَ الفنِّ دائماً وَنَدِيَّهْ [2]

وطني للضّيوفِ أرْحَبُ بَيْتٍ

وَبَنوهُ أهْلُ النّدى والحَمِيَّهْ

مِهْرَجانَ الأردُنِّ كُلُّنا شَوْقٌ

لاجْتِلا طَلْعَةِ الفنونِ السَّنِيَّهْ

نتمنّى لهُ نجاحاً كبيراً

في ظلالِ القيادةِ الهاشميَّهْ

 

نشيد مدارس العروبة

 

إلى العُلى مدارسَ العُروبهْ ..... حُثّي خُطَى أجْيالِنا الحَبيبَهْ

عِلْماً وَخُلْقاً زَوِّدي الشّبيبهْ .... حتى يُعَلّوا نَهْضَةَ الأوطانْ

 

سيري إلى الأمامِ في ثَباتِ .... وَوَجِّهي البَنينَ والبناتِ

بُثّي بِهِمْ مَحاسِنَ الصِّفاتِ .... أسْمَى مَزايا نُخْبَةِ الشُّبّانْ

 

مدارسَ العُروبةِ الأصيلهْ .... لا زِلْتِ في دُنْيا الوَفا اُمثولَهْ

تُغْني الحِمَى أعمالُها الجَليلهْ .... في البَذْلِ والعَطاءِ والتَّفانْ

 

أجْدادُنا أعَاظِمُ الأجدادِ .... أصْواتُهُمْ شبابَنا تُنادي

أنْ يَسْتَعيدوا سالِفَ الأمْجادِ .... بالعَزْمِ والإيمانِ والعِرْفانْ

 

أرْدُنُّ يا مَنارَةَ العُلومِ .... يا قِبْلَةَ الأنْظارِ مِنْ قَديمِ

يا مَصْدَرَ اعْتِزازِنا العَظيمِ .... فيكَ ازْدَهَتْ حضارَةُ الإنسانْ

 

يا مَوْطِني عِشْ خافِقاً لِواكَ .... شِعارُنا أنْ نَبْتَني عُلاكَ

أرْواحُنا مَرْهونَةٌ فِداكَ .... أرْدُنَّنا يا أرْوَعَ البُلْدانْ

  

نشيد أطفال العرب

 نحنُ أطفالُ العَرَبْ ... للغَدِ الآتي عِمادْ

ولنا أسْمى أرَبْ ... في لِقاءٍ واتِّحادْ

سوفَ نمضي في دَأَبْ ... وَتَفانٍ واجْتهادْ

لا نُباليْ بالتَّعَبْ ... نَبْتَني مَجْدَ البلادْ

 

وحدةُ العُرْبِ الكِرامْ ... في دَمي طولَ الحَياهْ

تَحْيا في روحيْ دوامْ ... وعلى ثَغْريْ صلاهْ

هيَ في قلبي هُيامْ ... ونشيد في الشِّفاهْ

فَبِها نَيْلُ المرامْ ... وَبِها نَحْيا أُباهْ

 

نَحْنُ أحْفادُ الرَّشيدْ ... والمُثَنّى والوليدْ

شَيَّدوا المجدَ التَّليدْ ... في جهادٍ وجهودْ

عَنْ خُطاهُمْ لنْ نَحيدْ ... فَهُمُ خَيْرُ الجُدودْ

فَلْنَكُنْ صُنْوَ الأُسودْ ... سُؤدُداً نَبْنيْ جديدْ

 

إِهْتفوا في قوَّةِ ... عاشَ عاشَ الأُرْدُنُ

فَهْوَ حِصْنُ الوَحْدَةِ ... وَهْوَ نِعْمَ المَوْطِنُ

لِلْعُلى يا إِخْوَتي ... إِنْهَضوا لا تَنْثَنوا

فيها مَجْدُ الأُمَّةِ ... نَحْنُ فيها نُؤْمِنُ


 

بطاقة حُب إلى الأستاذ الدّكتور الفيلسوف  جلال زوّاد فاخوري

 أُحَيِّيْ جَلالَ أَرَقَّ تَحِيَّهْ
 

أُزَيِّنُها بالوُرودِ الشَّذِيَّهْ
 

أُحَيِّيْ أَخي الفيلسوفَ الأَثيرَ
 

ورمزَ البُطولَةِ والأَرْيَحِيَّهْ
 

فَقَدْ خاضَ حرباً ضَروساً عَواناً
 

وكان مِثالَ القُوى المَعْنَوِيَّهْ
 

وَأُكْبِرُ فيهِ سُمُوَّ الرُّؤى
 

وَآراءَهُ الحُرَّةَ الفَلْسَفِيَّهْ
 

جلالُ التَّهاني بما سَطَّرَتْ
 

يَراعُكَ مِنْ فِكَرٍ جَوْهَرِيَّهْ
 

تُحَلِّقُ بالرّوحِ نَحْوَ العَلاءِ
 

وتجتازُ آفاقَها الدُّنْيَوِيَّهْ
 

بِأُسْلوبِ نَثْرٍ بَديعٍ رفيعٍ
 

بِأَلْفاظِهِ نَفْحَةُ الشّاعِرِيَّهْ
 

وَرَصَّعْتَهُ بالبَيانِ الفَريدِ
 

وآيُ البَلاغَةِ فيهِ غَنِيَّهْ
 

فجاءَ كروضِ الزّهورِ الجميلِ
 

ودُنيا سَنىً وسناءٍ وَضِيَّهْ
 

خيالُكَ يعلو بنا للفضاء
 

ويغزو بُدورَ السَّماءِ القَصِيَّهْ
 

ونقْدُكَ فيهِ طقوسُ الجِلاد
 

أَحَدُّ من السّيفِ والمَشْرَفِيَّهْ
 

أَبا غَيْثَ بورِكْتَ تُهْدي النُّفوسَ
 

دروساً بهذي الحياةِ العَتِيَّهْ
 

هياكلَ من شامخاتِ الصُّمودِ
 

وَوِقْفَةَ قَسْوَرَةٍ مَلْحَمِيَّهْ
 

معانيها تسمو بنا للنجوم
 

وتَرقى تِجاهَ السّماءِ العَلِيَّهْ
 

ثلاثون ملحمةً قد كَتَبْتَ
 

فَأَغْنَيْتَ فيها الحِجى اليَعْربيَّهْ
 

وكم من رجال عرفناهُمُ
 

ذوي همّةٍ وجُسومٍ قويّهْ
 

أَصابهَمُ ما أُصِبْتَ بهِ
 

فلم يصمِدوا فَتَهاوَوْا ضَحِيَّهْ
 

حياتُكَ سِفْرُ جهادٍ عظيمٍ
 

وَبَذْلٍ وصبْرٍ ونَفْسٍ أَبِيَّهْ
 

حياتُكَ فيها كِفاحُ الشِّدادِ
 

وروعةُ أَسطورةٍ أُرْدُنِيَّهْ
 

وصبرُكَ أصبحَ أنشودةً
 

فما كنتَ يوماً تهابُ المَنِيَّهْ
 

وكنتَ كشيحانَ في الكِبْرِياء
 

وما كنتَ يوماً لِترضى الدَّنِيَّهْ
 

وَعِشْتَ جلالُ تُغَذّي النُّهى
 

بما في خيالِكَ مِنْ أَلْمَعِيَّهْ
 

أَبا غَيْثَ يا أيّها الفيلسوفُ
 

ويا مَنْ تَفَرَّدَ بالعبقريَّهْ
 

كتابُكَ فيهِ العجيبُ العُجابُ
 

وومضةُ أفكارهِ سرمَدِيَّهْ
 

أيحترق الثّلج ذا ممكنٌ
 

أَثَمَّةَ في الكونِ نارٌ خَفِيَّهْ
 

بِعِقدِ اللآلىءِ دَبَّجْتَهُ
 

بآياتِك الطَّلْقةِ المنطقيَّهْ
 

ولستُ أُبالِغُ فيما أَقولُ
 

فقد هَزَّ إِعْجازُهُ الأَغْلَبِيَّهْ
 

وَأَجْمَعَ أَهْلُ الحِجى كُلُّهُمْ
 

بِأَنَّكَ موغِلُ في الجوهريَّهْ
 

تآليفُكَ الرّائِعاتُ الحِسانُ
 

بتمجيدِ أهلِ العُقولِ حَرِيَّهْ
 

ويا أُرْدُنَ المجد..

ويا أُرْدُنَ المجدِ حيِّ جلالَ
 

فقد سَجَّلَ اسمَكَ عندَ الثُّرَيَّهْ

 

تحيّة إلى الأديبة المُبْدِعة عَدْلَه الكوز

في إشهار كتابها البليغ "لُطفاً القمر يحترق"

 

التّحايا والتَّجِلَّه ... لَكِ في أبْهَجِ لَيْلَهْ

يا ابْنَةَ الكوز الذي لم ... يُغْفلِ التّاريخُ أَصْلَهْ

فلقد أَثْنى عليه ... ذاكِراً بالفَخْرِ فِعْلَهْ

أَنْتِ تُنْمَيْنَ لِقَوْمٍ ... خَلَّدوا الفِكْرَ وَأَهْلَهْ

أَنْجَبوا "عَدْلَه" فَشَعَّتْ ... في سَما القِصَّةِ شُعْلَهْ

قَدْ أَضاءَتْ في كتابٍ ... قَيِّمٍ سامي الأَدِلَّهْ

أَلبسته من مُوَشّى ... نَثْرِها السّاحِرِ حُلَّهْ

كَمْ بهِ من أبدع الشعر ... الذي جاء بِجُمْلَهْ

وبه فلسفةٌ مُثْلى ... تُضِيْ للمَرْءِ عَقْلَهْ

منذُ كان البدءُ ... والكِلْمَةُ للإنسانِ قِبْلَهْ

عَدْلَه تيهي بكتابٍ ... مُلْهَمُ العَقْلِ أَجَلَّهْ

جاءَ في أَرْقى بَيانٍ ... قَلَّ أَنْ نَقْرَأَ مِثْلَهْ

فيهِ إِعْجازُ معانٍ ... مُشْرِقاتٍ كالأَهِلَّهْ

لو على الفولاذِ حَطَّتْ ... كانَ سَهْلاً أَنْ تَفُلَّهْ

وبه يحترق البدرُ ... وذي الدّنيا بِغَفْلَهْ

كم حَوى مِنْ حكمةٍ ... توحي إلى التّائِهِ سُبْلَهْ

فأَتى سِفْراً نَفيساً ... رائِعَ الأُسْلوبِ جَزْلَهْ

مُفْرداً مَبْنَىً وَمَعْنَىً ... ليسَ سهلاً أَنْ تَحُلَّهْ

زدتِ فيه بيدر الآدابِ في الأُرْدُنِّ غَلَّهْ

نِلْتِ فيهِ الشُّكْرَ والإِطْنابَ والإِعْجابَ كُلَّهْ

وبه للسُّؤْدُدِ القَوميِّ تَحْنانٌ وَغُلَّهْ

أَبْشِري إِنَّ لنا في غَدِنا المُقْبِلِ جَوْلَهْ

سَيَرى التاريخُ من حَمْلاتِنا أَعْنَفَ حَمْلَهْ

نحنُ أَهْلُ الإِنْتِفاضاتِ أولو عَزْمٍ وَصَوْلَهْ

منذُ ذي قارَ وسيفُ النّصْرِ لَمْ يَبْرَحْ مَحَلَّهْ

فبحطّينَ هزمْنا المُعْتَدي شَتَّتْنا شَمْلَهْ

وبجالوتَ سحقْنا كَتْبغا العاتي وخَيْلَهْ

وقتلنا هَمَجَ التّاتارِ جَمْعاً شَرَّ قَتْلَهْ

وهزمنا الرّومَ والفُرْسَ بيَرْموكَ وَدِجْلَهْ

والحسينُ ابْنُ عليٍّ ... أَخْرَجَ التُّرْكَ بِحَمْلَهْ

حَرَّرَ الأُمَّةَ مِنْ ظُلْمٍ وطغيانٍ وَذِلَّهْ

نحنُ لنْ ننسى حِمى الأَقْصى الذي بُورِكَ حَوْلَهْ

سوف نَسْخو بالدَّمِ القاني لكي نَنْصُرَ أَهْلَهْ

سَنُعيدُ الأَقْصى والقُدْسُ ستَغْدو مُسْتَقِلَّهْ

وفلسطينُ ستُضْحي في غَدِ الأَيّامِ دَوْلَهْ

سُنَّةُ اللهِ بأَنْ يجتاحَ نورُ الصُّبْحِ لَيْلَهْ

وجناحُ العَدْلِ لا بُدَّ بِأَنْ يَبْسطَ ظِلَّهْ

وأَخيراً لكِ كُلُّ الشُّكْرِ يا أَرْوَعَ عَدْلَه

 

بطاقة حُب إلى الأخ الكبير سعيد قعوار العصامي

 سعيدُ قعوارُ في أخلاقِهِ مَثَلُ
 

دُسْتورُهُ في الحياةِ الصِّدقُ والعَمَلُ
 

هو العِصامِيُّ إِقْداماً وتضحيةً
 

ما شادَهُ شاهِدٌ في أنّهُ رَجُلُ
 

تاريخُهُ بِكَريمِ الفِعْلِ مُمْتَلِىءٌ
 

وفي سَجايا بِهِنَّ النّاسُ قد ذُهِلوا
 

ذو قُدرةٍ ومَضاءٍ عَزَّ صُنْوُهُما
 

وفي طليعة مَنْ ضَحَّوْا ومَنْ بذلوا
 

سعيدُ قعوارُ أَحْيا في مَزيّتهِ
 

ما قَدْ تحلّى به أجدادُهُ الأُوَلُ
 

أرسى مؤسّسة كبرى بهمّتِهِ
 

وقد بنى مثلما الأَعلامُ قد فَعَلوا
 

وكلُّ فَذٍّ كبيرٍ خَلْفَهُ امْرأةٌ
 

تُذكي به عَزْمَةً كالنّارِ تَشْتَعِلُ
 

فأُمّ إلْياسَ بالإخلاص قد عُرِفَتْ
 

يَزيْنُها العِلْمُ والإِخلاصُ والمُثُلُ
 

أبقاهما اللهُ في عِزٍّ وفي رَغَدٍ
 

يحدوهما دائماً الحبُّ والأَمَلُ
 

والله يحفظ إِلْياساً وإِخوَتَهُ
 

يُعْلونَ ما قَدْ بَناهُ الوالِدُ البَطَلُ
 

تحيّة من القلب إلى النِّطاسي البارع الدكتور الأديب محمد بشير شريم

 

أُحَيِّي الطَّبيبَ الأديبَ القَديرْ
 

مُحمّدْ بشيرَ" شريمَ الأثيرْ
 

عَرفتُه في السَّلْطِ نِعْمَ الفَتى
 

لطيفاً خجولاً رقيق الشُّعورْ
 

وكانَ مِثالاً بآدابِهِ
 

وخُلْقٍ رَضِيٍّ قليلِ النَّظيرْ
 

فَأَكْبَرْتُ هذي السّجايا الحِسانَ
 

لَعَمْري توسَّمْتُ فيهِ الكثيرْ
 

فكانَ بِحَقٍّ كما خِلْتُهُ
 

نبيلاً .. بكُلِّ احْتِرامٍ جَديرْ
 

وللشّعبِ كرَّسَ كُلَّ الجُهود
 

لِيَحْميهِ شَرَّ الدُّخانِ الخَطيرْ
 

وصارَ يُحاضِرُ لا يَنْثَني
 

وفي الصُّحْفِ يكتبُ شيئاً مُثيرْ
 

وأَلَّفَ كُتْباً تبدّى بها
 

أديباً حَصيفاً أَريْباً كَبيرْ
 

أديباً يُشارُ لَهُ بالبَنانِ
 

وصاحِبُ مَبْدأَ حَيُّ الضّميرْ
 

وقدَّرَهُ الشّعبُ لمّا غدا
 

لِحَقِّ النِّسا في الحَياةِ نَصيرْ
 

أُهَنّيهِ مِنْ كلِّ قلبي على
 

عُلُوِّ مكانتهِ في الصّدورْ
 

أُحَيّيهِ نِعْمَ الطّبيبُ الأمين
 

ونِعْمَ الأديبُ الرّصينُ الوَقورْ
 

أُبَشِّرهُ بِغَدٍ زاهِرٍ
 

غَدٍ فيهِ يَشْغَلُ كُرْسي وَزيرْ
 

رَحْمَهْ

 سألْتُها عن اسْمِها .. فأجابت إسمي رَحْمَهْ وأنا من رام الله .. لكنني ولدتُ في بَلَدِكَ السّلط .. أَلا تقول فيَّ شِعْراً؟ فتَطَلَّعْتُ إليها .. وقلتُ بالطّبع .. وبعد دقائق، كانت هذه الأبيات التي قلتُ فيها:

 

أَجْمَلُ الأسماءِ في مَعْنى وَمَبْنَى .. إِسْمُ رَحْمَهْ

مَعْدِنُ اللُّطْفِ وفي الآدابِ .. والأَخْلاقِ قِمَّهْ

وَجْهُها رَفَّتْ على عُنّابِهِ .. أَرْوَعُ بَسْمَهْ

صوتُها صافٍ رقيقٌ .. ناعِمُ الهَمْسِ كَنَسْمَهْ

في حِمى السَّلْطِ تَرَبَّتْ .. وإِلى "رامَ الله" تُنْمَهْ

وهيَ في البيتِ .. وأَنّى عملتْ .. يَنْبوعُ نِعْمَهْ

إِنّها فيما تُؤَدّي مِنْ عَطاءٍ صُنْوُ "كَرْمَهْ"

صانَها اللهُ لِتَبْقى .. في سَماءِ النُّبْلِ نَجْمَهْ

 

ألف مرحى للمرأة العربية

تتفرّد هذه القصيدة بأنها القصيدة اليتيمة في الشعر العربي التي تؤرّخ للمرأة العربية منذ أسماء بنت أبي بكر إلى اليوم.

 

ألف مرحى للمرأة العربية
 

هي بالمجد والخلود حَرِيّهْ
 

يومها لاح كالربيع رواء
 

يتجلّى في حلّةٍ سندسيهْ
 

يومها حافلٌ كفاحاً وبذْلاً
 

يتبدّى مذ كانت البشريهْ
 

أَخْفِضوا الهامَ إنها خير رمزٍ
 

للتفاني والسّجايا الرّضيّهْ
 

مَنْ سواها عند الخطوب يضحّي
 

في سبيل العلاء والحريّهْ
 

أيّ شعرٍ وأيّ نثرٍ نضيدٍ
 

لا يفيها بعض الثّنا والتّحيّهْ
 

في خضمّ الحياة جنّة عدْنٍ
 

في الصحارى هي الورود النّديّهْ
 

تُلهمُ الفنّ في سموّ المعاني
 

هي صرح البناء والمدنيّهْ
 

من عيون المها وسِحرِ لماها
 

كان وحي الفنون والشّاعريهْ
 

خلف كلّ العظامِ تكمن أنثى
 

مَنْ سواها يفتق العبقريهْ
 

هي أمّ وزوجة وهي أختٌ
 

هي عشق الأرواح للأبديّهْ
 

كم بتاريخنا المجيد صِحافٌ
 

سطّرتها بالتّضحيات السّخيّهْ
 

عزّنا السّالف الرّفيع بَنَتْهُ
 

بالكفاح المرير والمشرفيّهْ
 

خلف سعد وخالد .. خلف عمروٍ
 

والمُثَنّى .. فتاتنا المضريهْ
 

كانت الملهب الرجال حماساً
 

أَوَ ننسى الخنساء في القادسيّهْ
 

هذه خولة تقصّ علينا
 

كيف قادت، وهي الفتاة، السّريّهْ
 

كم لها من مواقفٍ خالداتٍ
 

مفعماتٍ بالبذْلِ والأريحيّهْ
 

صوت أسماء لا يزال يدوّي
 

حين قالت يا ما أحيلى المنيّهْ
 

مُتْ شهيداً من أجل حقّكَ يا ابني
 

إنما الموت في الحياة الرّزيّهْ
 

علّمتْ وُلْدها المروءةَ قدماً
 

لقّنتهم روح الإبا والحميّهْ
 

أن يسيروا إلى المنايا رجالاً
 

ليس يرضَوْنَ ذلّة أو دنيّهْ
 

غرست فيهم المكارم غرساً
 

علّمتهم مبادىء الوطنيّهْ
 

بنتُ بوحيرد الجزائر أعْلَتْ
 

راية العزّ فوق هام الثّريّهْ
 

ذاك أوراسُ شاهدٌ أزلي
 

عن إباء وعزة قوميّهْ
 

بنت بغداد بالمنون استهانت
 

وأطاحت بالهجمة الفارسيّهْ
 

كي يظل العراق حراً وتبقى
 

صرحَ جُلّى البوّابة الشرقيهْ
 

ألف مرحى للمرأة لأردنية
 

هي بالمجد والخلود حريّهْ
 

حيِّها اليوم في فلسطين ترسي
 

علمَ النصر بالدماء الزكيّهْ
 

كلّ يوم تَروي المعارك عنها
 

وقفة صدّعت قوى الهمجيهْ
 

لا تهاب العدو تُصْليه ناراً
 

تتحدى أولمرت والبربريهْ
 

لا تخاف الرّدى لأجل حماها
 

لا تبالي هوج الرياح العتيّهْ
 

عينها لاستعادة القدس يَقظى
 

ولِعودِ الحقوق ترنو صديّهْ
 

إنها اليوم بالبطولة تُحْيي
 

في ضمير الشّعوب روح القضيّهْ
 

تبذل الرّوح في انتفاضة شعبٍ
 

ليس ينسى ربوعه القدسيهْ
 

لها في عيدها الممجّد نَهدي
 

عقد فخرٍ من اللآلي البهيهْ
 

ولها الكل ينحني باحترام
 

فَلْتَعِشْ حرّة وألف تحيّهْ
 

تحيّة الشّاعرات العربيّات

 

هاتِ البُحورَ الزّاخِراتْ
 

للشاعِراتْ المُبْدِعاتْ
 

طابَتْ سُويْعاتُ المساء
 

أَكْرِمْ بِرَهْطِ المُلْهَماتْ
 

ما جاءَ في أَشْعارِكُنَّ
 

مِنَ المَعاني ْالرّائِعاتْ
 

قَدْ جَلَّ عَنْ وَصْفٍ بما
 

بُهِرَتْ بِهِنَّ مُخَيَّلاتْ
 

وَسَمَتْ بِأَرْواحِ الجميعِ
 

إلى النُّجومِ السّامِقاتْ
 

فالشِّعْرُ أَعْذَبُ ما يكونُ
 

إِذا تَدَفَّقَ مِنْ مَهاةْ
 

والقلبُ مِنْ شَغَفٍ يقولُ
 

لِكُلِّ سَمْعٍ خُذْ وَهاتْ
 

أَرِجَ المساءُ بِكُنَّ بَلْ
 

أَرِجَتْ بِكُنَّ الأُمْسِياتْ
 

والوقتُ أصبحَ لَحْظَةً
 

فَكَأنَّهُ مِنْ ثانِياتْ
 

شِعْرٌ هو السِّحْرُ الحَلالُ
 

يَسيلُ مِنْ أَحْلى لَهاةْ
 

هاروتُ يَنْفُثُ فيهِ مِنْ
 

سِحْرٍ كَحَدِّ المُرْهَفاتْ
 

إِنَّ النِّساءَ بِهذهِ الدُّنْيا
 

رَياحينُ الحَياةْ
 

لا يَحْلو شَيْءٌ دونَهُنَّ
 

ولا تَقَرُّ الأُمْنِياتْ
 

هَلاّ أَعَدْتُمْ صُنْوَ هَذي
 

في السِّنينِ القادِماتْ
 

حتّى تَظَلَّ الأُمْسِياتُ
 

بِذي الرّوائِعِ حافِلاتْ
 

لَوْلا نِساءٌ مِثْلُ أسْما
 

بِنْتُ بَكْرِ الخالِداتْ
 

أَوْ مِثْلُ خَوْلَةَ أو جَميلَةَ
 

والحسانِ الباسِلاتْ
 

ما كانَ خالِدُ أو قُتَيْبَةُ
 

والبُطولَةُ والثَّباتْ
 

ماذا أُحَدِّثُ عَنْ سَجايا
 

أو مَزايا الفُضْلَياتْ
 

ماذا أُحَدِّثُ عَنْ كَمالٍ
 

قَدْ تَفَرَّدَ في الصِّفاتْ
 

إِنَّ القَريضَ لَعاجِزٌ
 

عَنْ وَصْفِ حِزْبِ المُثْلَياتْ
 

أوْ مَنْحِ بعضِ الحقِّ للغيدِ
 

الحِسانِ النّاهِضاتْ
 

فَلْيَفْتَخِرْ وَطَنُ العُروبَةِ
 

بالنِّساءِ الرّائِداتْ
 

نافَسْنَ في الشِّعْرِ الرِّجالَ
 

فَكُنَّ خَيْرَ مُنافِساتْ
 

قَدْ أسْلَسَ الشِّعْرُ القِيادَ
 

وَأَسْلَسَتْهُ القافِياتْ
 

فَأَتَيْنَ بِالفَنِّ الرَّفيعِ
 

وبالمعاني السّامِياتْ
 

أُرْدُنُّ لَنْ يَبقى بَعيداً
 

عَنْ نَتاجِ الخَيِّراتْ
 

الباذِلاتِ الجُهْدَ في
 

عَزْمٍ كَعَزْمِ الرّاسِياتْ
 

لا نَهْضَةٌ تُرْجَى بِمَنْأَى
 

عَنْ أَكُفِّ السَّيِّداتْ
 

وإذا أنا شِئْتُ الحقيقةَ
 

فالنِّسا هُنَّ البُناةْ

 

بطاقة حب إلى كل طفل يحتفل بعيد ميلاده

 

عيدُ ميلادِكَ هَزَّ البُرْعُمَ الوَسْنانَ فَافْتَرْ
 

وأَفاقَ الوردُ والنرجسُ والمنثورُ والزَّهْرْ
 

وشدا الشحرورُ ألحاناً بها الأرواحُ تُسْحَرْ
 

وغصونُ اللوزِ مِنْ فَرطِ الهُيامِ الطَّلَّ تَنْثُرْ
 

وشعاعُ الأملِ الدافىءِ يَنْسابُ كَكَوْثَرْ
 

والدُّنى طِيْبٌ وعطرٌ والنّسيمُ العذبُ عَنْبَرْ
 

يا ملاكاً مُذْ أتى للبيتِ كلُّ البيتِ نَوَّرْ
 

هَلَّلَ القلبُ لِلُقْيا وجهه الزّاهيْ وَكَبّرْ
 

والشّذى في كلّ ركنٍ والربيعُ الغضُ والنَّشْرْ
 

إنه أروع معنىْ لِلِقاءِ النبل والطُّهْرْ
 

أَمَلُ الأسرةِ والأوطانِ إِذْ ينمو وَيَكْبرْ
 

يَسْحَرُ اللُّبَّ بِلَفْظٍ حينما ينسابُ كالدُّرْ
 

وَقْعُهُ في السَّمْعِ موسيقى تفوقُ الشّعر والنَّثْرْ
 

فَلَهُ في النفسِ تمثالٌ وفي المُقلَةِ مِنْبَرْ
 

حولُهُ الحبُّ ينابيعُ حنانٍ تتقَطَّرْ
 

وهو أغلى من كنوزِ الذّهَبِ الوهّاجِ والتِّبْرْ
 

يا ملاكاً في شَغافِ القلبِ قد حَلَّ وفي الصَّدْرْ
 

أنتَ تُفدى في عيونِ الأبِ والأمِّ وأَكْثَرْ
 

صانكَ الباري من الشرِّ لِتَبْني وتُعَمِّرْ
 

تعشقُ العلياءَ تصبو لِرَفيعِ الخُلْقِ والفِكْرْ
 

في حمى الأردنِّ مَنْ بالرّوحِ والمُهْجَةِ يُمْهَرْ
 

قَسَماً لولاكَ ما أضحى جبينُ العمرِ أخْضَرْ
 

إلى الطالب في بَدْءِ العام الدّراسي

 حَمَلَتْ في مُنْبَثِقِ الفَجْرِ
قُبَّرَةٌ .. باقاتِ الزَّهْرِ
للطّالِبِ قَدْ نُقِشَ عليها
آياتُ التَّهْنِئَةِ البِكْرِ
وتقولُ لَهُ يَوْمُكَ يَبْقى
مِنْ أحلى أيّامِ العُمْرِ
أَكْرِمْ بالطّالِبِ يَحْفِزُهُ
شَوْقٌ لِلْعِلْمِ بِلا حَصْرِ
فَالْعِلْمُ سِلاحٌ فَعّالٌ
لِبِناءِ الرِّفْعَةِ والفَخْرِ
والطّالِبُ في غَدِهِ الآتي
عُنْوانُ أَمانيْنا الخُضْرِ
كَمُعَلِّمِ جيْلٍ يَهْديْهِ
للنّوْرِ .. إلى سُبُلِ الخَيْرِ
وَمُحامٍ يرفَعُ صَوْتَ الحَقِّ _
فَيُضْحي الباطِلُ في خُسْرِ
وأَديْبٍ يُغْني نَهْضَتَهُ
بالنَّثْرِ الرّائِعِ والشِّعْرِ
وَطَبيْبٍ يَدْفَعُ مِبْضَعُهُ
عَنْ شَعْبي غائِلَةَ الشَّرِّ
وَكَقائِدِ جُنْدٍ يَوْمَ الرَّوْعِ _
يُعَلّي راياتِ النَّصْرِ
حَيِّ الطلابَ وَتِهْ بِهِمُ
بالرَّهْطِ النُّجَباءِ الغُرِّ
حَيِّ السّاعيْنَ إلى العَلْيَاْ
بَعَظيْمِ الجِدِّ .. وبالصَّبْرِ
صَوْتُ الأُرْدُنِّ يُهيْبُ بِكُمْ
فَأَجيْبوا نِداءَ أَبٍ بَرِّ
لِلْعِلْمِ تَنادَوْا .. وَارْتَشِفوا
مِنْ نَبْعِ التَّعْليْمِ الثَرِّ
وَتَحَلَّوْا بِالأخْلاقِ يَكُنْ
شَأْنٌ لَكُمُ في ذا العَصْرِ
لا صَعْبَ إِزاءَ إِرادَةِ مَنْ
كانتْ عَزْمَتُهُ كالجَمْرِ
فالسُّؤْدَدُ لا يُبْنى إلاّ
بِكِفاحٍ مُتَّصِلٍ مُرِّ
لا تَنْسَوْا ماضِيَ أُمَّتِكُمْ
فَلْيَخْلُدْ أَبَداً في الصَّدْرِ
كَمْ شادَتْ لِلْعِلْمِ صُروْحَاً
غَنّى فيها ثَغْرُ الدَّهْرِ
واللهُ يُبارِكُ سَعْيَكُمُ
لِبِناءِ غَدٍ زاهٍ حُرِّ
وَلْيَرْعَ الأُرْدُنَّ الباريْ
صَرْحَاً لِلْعِلْمِ وَلِلْفِكْرِ

 

أُغنية حُبّ إلى فلاحِنا الطيِّب

 

تَخْضَوْضِرُ الرَّوابي                      لما تَراكَ تَظْهَرْ

حُيِّيتَ يا فلاحْ

وَتَنْبُتُ الأَماني                          في كَفِّكَ المُطَهَّرْ

وَتشْرَعُ الأَفراحْ

وتَرْحَلُ الدَّياجي                        والأُفْقُ قدْ تَعَطَّرْ

في مَشْرِقِ الصَّباحْ

فَدّانُكَ الفَتِيُّ                           فلاحَنا النَّبيلا

في سِحْرِهِ فَريدْ

ما النَّغَمُ الشَّجِيُّ                        ينسابُ سَلْسَبيلا

يُقَبِّلُ الورودْ

إِيْقاعُهُ عُلْوِيُّ                           يا فارِساً أَصيلا

فلاحَنا المجيدْ

سِرْ يا فَتى الطَّليعَهْ                      يا قُدْوَةَ الشُّبَانِ

فالحَرْثُ كَنْزُنا

 واحمِ حِمَى الطَّبيعَهْ                     في هِمَّةِ الشُّجْعانِ

كي يبقى عِزُّنا

واحْفَظْ لنا شَريعَهْ                      تَقولُ في بيانِ

الأَرْضُ أُمُّنا

 

حنين إلى الوطن

 

أُلقي عصا التّرحال في بلدي
بلدي أعزُّ عليّ من كبدي
فالأردن المحبوب في نظري
بالسحر يشبه جنّة الخُلْدِ
ومياه أنهره وروعتهاأشهى على كبدي من الشّهْدِ
ونسيمه العطري كمْ حملتْ
نفحاته للصدر من ورد
ورياضه الغنّاء .. فتنتها
تسمو وأيم الله عن عدِّ
وطيوره .. إنْ غرّدَتْ سَحَراً
خِلْتَ الجمادَ اهتزَّ مِن وجدِ
وحِسانُهُ تَيَّمْنَني وأنا
صبٌّ بِحُسْنِ الوجهِ والقدِّ
أَكْرِمْ بهِ .. وبأهلهِ أهلي
أَعْظِمْ بهِ من موطن المجد
ولقد ذكرتُ الأردنَ الغالي
وأنا غريبٌ جالسٌ وحدي
فاشتدَّ تحناني لأرْبُعِهِ
وكَسَتْ دموعي صفحةَ الخدِّ
وودِتُ لو مُلِّكْتُ أجنحةً
لأطير للأحبابِ والولدِ
وأقصّ للخلان .. أعلمهم
أني أقَضّي الليل بالسُّهْدِ
لم يستطِعْ قصرٌ وأرْوِقَةٌ
ومجامر البَخّور والندِّ
ومفاتنٌ ومباهجٌ ورؤىً
تغري غريب الدار بالبُعدِ
لم تُلْهِني تلك المفاتن عن
أرضي ولم تُبعدْني عن قصدي
فبقيتُ .. روحي في حمى وطني
تحيا هناك .. وخَلَّفَتْ جسدي
حتى إذا طيف الرّحيلِ بدا
غنّيْتُ كالنّاجي من القيدِ
وتوجّهَتْ في عودتي روحي
للخالق الرّحمن بالحمدِ
ولثمتُ تربة موطني وأنا
هيمان في فرحٍ بلا حدِّ
يا أردنَ الصّيدِ الأولى قسماً
إني سأرعى حرمة العهد
فاسلمْ ودُمْ ذُخْراً لأمّتنا
تفدي ثراكَ جحافل الأُسدِ

 

إلى الرّاعي في بلدي

 حَمَلَتْ أزكى تحيّهْ نفحَةُ الفجرِ النّقيّهْ
لكَ في المرعى على تلك السّفوح العّسْجَديّهْ
أو بأفياءِ الحقولِ المخملياتِ الشّذيّهْ
يا سميرَ الأيْكِ يا إلْفَ الأزاهيرِ النّديّهْ
كلها تبسمُ لما تلتقي فيكَ حَيِيّهْ
أيّها الحادي على أنغام سحرٍ قُدسيّهْ

مِنْ شحاريرِ الرّبى تشدو الأغاني السّرمديّهْ
ومن الأجراسِ تُزْجيها خطى أحلى شَلِيّهْ
تدرسُ الكون بصمتٍ صُنْوَ أهلِ العبقريّهْ
باحثاً عن سرِّ هاتيك الأمورِ الجوهريّهْ
قُلْ لنا هل رَوَت البطحاءُ أسراراً خَفِيّهْ؟
عن جدودٍ عظماءٍ كانوا عنوان الحَمِيّهْ
خلّدوا الخير وكانوا مِنْ بُناةِ المدَنيّهْ
أيّها العازفُ من وحي الهنيهاتِ الطَّلِيّهْ
إذ ترى القطعانَ جَذْلى تأكل العُشب هَنِيّهْ
والمروجَ الخضرَ نَشْوى والرياضَ السُّنْدسيّهْ
مِن صميمِ الروحِ في الناي الترانيم الشَّجِيّهْ
مِن مواويلِ العتابا والأغاني الأردنيّهْ
عن حكايا الغيدِ لما تَرِدُ الماءَ عَشِيّهْ
كيف تمشي في دلالٍ كَظِباءٍ في بَرِيّهْ
والعيون النّجل تروي قصصَ الحبِّ الصَّدِيّهْ
أيها الراعي الذي يمتاز في نُبْلِ الطَّوِيّهْ
بورك الجهد فهذا هو عين الوطنيّهْ
بوركت حبّاتُ هذا العرقِ الثّرِّ رَضِيّهْ
قانعاً فيما حباك الله فالنّفسُ غَنِيّهْ
يا أخي العالمُ في الجوهرِ راعٍ ورَعِيّهْ
 

من وحي الثلوج

 كوجهِ بلادي البهيِّ الجميل
 

رؤى الثلج في السّفحِ والرّوضةِ
 

مساكبُ شمسٍ تَشِعُّ السَّنا
 

تَدَفّقُ في الحُسنِ والفتنةِ
 

تُدَثِّرُ أرضَنا دنيا الرُّواءِ
 

ببيضِ البرُودِ .. وبالرّوعةِ
 

فتبدو كخَوْدٍ كَساها البياض
 

مزيداً من الدّلِّ والرّقّةِ
 

فيا وافداً من رحابِ السماء
 

تجمَّلَ بالطّهرِ والعفَّةِ
 

أهلَّ فكان ابتهاجَ الحمى
 

أنار محيّاهُ .. بالبسمةِ
 

وكان لقاؤهُ عيدَ الطفولة
 

والغيدِ والشّيبِ والصِّبْيَةِ
 

وبين يديهِ غَفَتْ أرضُنا
 

تنعّمُ في رائع الغفوةِ
 

وتحلُم في موسمٍ طيِّبٍ
 

يبشِّرُ بالخصبِ والغَلّةِ
 

هلا بكَ ضيفاً عزيزَ القدومِ
 

رسولَ الندى الثّرِّ والنعمةِ
 

هلا بكَ في الأردنِ المفتَدَى
 

بفيضِ النّجيعِ وبالمهجةِ
 

فما مِثْلُهُ في الورى موطنٌ
 

تميّزَ بالسّحر كالجنّةِ
 

نما المجد فيهِ وغنّى لهُ
 

فمُ الدّهرِ أروع أغنيةِ
 

عَشِقْتُكَ أردنُّ همتُ بواديك
 

بالحَزْنِ بالتّلِّ بالرّبوةِ
 

وغنّيتُكَ الشعرَ من خافقي
 

فإنّكَ تسكنُ في مقلتي
 

إذا كان لي من أمانٍ كبارٍ
 

فتخليدُ ذِكرِكَ أمنيّتي
 

ويا أهلنا في ربوع الحمى
 

وبالرّيفِ والغَوْرِ والبلدَةِ
 

عطاءً فإنّ الحياةَ عطاء
 

تميَّزَ بالنّبل والرحمةِ
 

عطاءً لكلِّ أخٍ مُعْسِر
 

يعاني من الضّيقَ والشِّدّةِ
 

وصانَ المهيمنُ أردنّنا
 

حمى للمحبّةِ والوَحدةِ
 

وصانَ المهيمنُ أردنّنا
 

حمى للمحبّةِ والوَحدةِ
 

أمّي


أمّي أحْبَبْتُكِ يا أمي
 

يا أعذبَ لَفْظٍ مِلْء فَمي
 

أنتِ الوجهُ المنظورُ
 

من الباري يتألّقُ في الظُّلَمِ
 

أحشاؤكِ كانت مُضطجعي
 

ودماؤكِ منها فَيْضُ دمي
 

واللفظُ الأول كان على
 

شفتي ماما أحلى نَغَمِ
 

رُبّيتُ بِحِضْنِكِ حتّى نما
 

عودي ومَشَيْتُ على قَدَمي
 

أغفو وغِناكِ يُهدْهِدُني
 

وعيونكِ يقْظى لمْ تَنَمِ
 

وسروري قُرْبَكِ أبديٌّ
 

فلأنتِ حِمايَ ومُعْتَصَمي
 

أنفاسُكِ إذْ تلفحُ وجهي
 

أندى وأرقّ من النسمِ
 

في الكربِ حنانكِ يمنحني
 

أملاً ويقوّي من عزمي
 

وحديثُكِ موسيقى تشجي
 

سمْعي في لحنٍ مُنْسَجِمِ
 

فلأنتِ ملاكي الحارسُ في
 

ضيقي وشفائي من سَقَمي
 

مَنْ مثْلُكِ تضحية وندى
 

ووفاء جلَّ عن الكَلَمِ
 

أمّاهُ معلّمتي الأولى
 

أفديكِ بثغْرٍ مُبتسِمِ
 

مَنْ أسمى هدفٍ علّمني
 

مَنْ ألْهَمَني خيرَ القيمِ
 

إلاكِ فأنتِ موجّهتي
 

لجليلِ المعنى والكرمِ
 

مهما ضحّيتُ فلنْ أوفي
 

بعضاً لحقوقِكِ يا أمي
 

فجزاكِ الباري خيْرَ جَزا
 

عمّا أسْدَيْتِ من النِّعَمِ
 

سيظلُّ وفائي أغنيةً
 

أتلوها أبداً في قَسَمي
 

وسيبقى حبّكِ في قلبي
 

ما لاح الفجرُ على القِمَمِ
 

فَتَنَتْ روْحيَ جَمْلَهْ

 فَتَنَتْ رُوْحِيَ جَمْلَهْ

بِفَمٍ عَذْبٍ وَمُقْلَهْ

وَجَبيْنٍ مَرْمَرِيٍّ

فاضَ نوراً كالأَهِلَّهْ

وَقِوامٍ غُصْنِ بانٍ

مَاسَ في أبْدَعِ حُلَّهْ

وَبِصَوْتٍ مُخْمَلِيٍّ

عاطِفِيٍّ لَنْ تَمَلَّهْ

وَجْهُهَا المُشْرِقُ يَغْزو

القَلْبَ في أَرْوَعِ طَلَّهْ

فإذا طالَعَهُ الصَّبُّ

سَلا مَنْ كانَ حَوْلَهْ

ثَغْرُها .. رَفَّتْ على

عُنّابِهِ .. بَسْمَةُ طِفْلَهْ

بَسْمَةٌ تَحْتَلُّ قَلْبَ المَرْءِ

مِنْ أَوَّلِ وَهْلَهْ

لَوْ على الفولاذِ رَفَّتْ

كانَ .. سَهْلاً .. أَنْ تَفُلَّهْ

شَعْرُها غابَةُ طِيْبٍ

الشّذى يَغْمُرُ ظِلَّهْ

يا عَروسَ الشِّعْرِ إنّيْ

أُكْبِرُ الحُسْنَ وَأَهْلَهْ

فَاحْذَرِيْ أنْ تَقْتُليْنيْ

يا فَتاتي شَرَّ قَتْلَهْ

لا تلوميْني إذا ما

قلبي بالسِّحْرِ تَدَلَّهْ

فَالدُّنى لولاكِ يا

جَمْلَةُ صَحْراءُ مُمِلَّهْ

فَإِذا تُيِّمْتُ كُفّيْ

اللومَ عَنْ عَقْلٍ تَوَلَّهْ

طَيْفُكِ الأخّاذُ يغزو

نَوْمَهُ في كلِّ لَيْلَهْ

 

ظَبْيٌ مِنْ بَلَدي

 

ظَبْيٌ فَتّانٌ .. مِنْ بَلَديْ

يَسْبيْ بِاللَحْظِ وَبِالقَدِّ

وَمُحَيّا كالْبَدْرِ جَمالاً

والشَّعْرُ مُروجٌ مِنْ نَدِّ

والثَّغْرُ .. تَبارَكَ مُبْدِعُهُ

أَحْلى وأَلَذُّ مِن الشَّهْدِ

آياتُ مَحاسِنِهِ كُثْرٌ

تَسْمو واللهِ على عَدِّ

إِنْ مَرَّ بِقُرْبيْ تَغْمُرُنيْ

نَفحاتٌ مِنْ عِطْرِ الوَرْدِ

أَوْ حَدَّثَ تَلْقانيْ أُصْغيْ

لأغانيْ شُحْرورٍ غَرِدِ

وَأُحِسُّ إِذا بَسَمَ .. الدّنيا

تَتَبَسَّمُ عَنْ أَحْلَى وَعْدِ

يا ظَبْياً مِنْ أَرْضِ بلادي

الأُرْدُنِّ .. تَمَيَّزَ بِالصَّدِّ

مِنْ سِحْرِ عُيونِكَ أشْعاريْ

وَقريْضي المُفْعَمُ بالوَجْدِ

إِنْ غَنَّى البُلْبُلُ هَيْماناً

فَإِليكَ أَغانيهِ يُهْديْ

أَوْ مالَ النَّرْجِسُ في وَلَهٍ

فَبِحُسْنِكَ إِعْجاباً يُبْديْ

أَوْ طالَعَنيْ طَيْفٌ حَسَنٌ

مَوّارٌ بِالسِّحْرِ الفَرْدِ

إِلا وَرَأيْتُ بِهِ أَثَراً

مِنْ حُسْنِكَ يا أَسْمى قَصْدِ

يا مَنْ توحيْ لي رَوْعَتُهُ

آياتِِ الحِكْمَةِ والرَّشَدِ

سَتَظَلُّ لِحاظُكَ مُلْهِمَتيْ

لَسَبيلِ السُّؤْددِ والمَجْدِ

 

عِتاب

 

تَقولينَ يا زهرتي قدْ كَبُرْتَ ..

فَهَلاّ تَخَلَّيْتَ عَنْ دَوْحَتيْ؟

تَجاوزْتَ عام (الخَماسينَ) لا

تَظُنَّنَ أَنَّكَ صَبٌّ فَتيْ

فَدَعْني أُفَتِّشُ عَنْ بُلْبُلٍ

غَريْرٍ يُغَرِّدُ في رَوْضَتيْ

وَيُسْمِعُني رائِعَ الأُغْنِياتِ

بِصَوْتٍ أَرَقَّ مِنَ النَّسْمَةِ

بِرَبِّكَ .. لا تَقْتَرِبْ مِنْ حِمايَ

وَدَعْني وَشَأْني .. وَحُرِّيَتي

رُوَيْدَكِ .. لا تُسْرِفيْ في العِتابِ

ولا تُكْثِري اللوْمَ .. يل ظَبْيَتيْ

لَئِنْ قَدْ كَبُرْتُ .. فَحُبّي نَمَا

وَزادَ هُياميَ بالوَرْدَةِ

وَصِرْتُ أُقَدِّرُ ما حُسْنُها

وأَيُّ كُنوزٍ بِها ثَرَّةِ!

أَنا الآنَ أَعْرِفُ مَعْنى الهُيامِ ..

وَما ضَمَّ بُرْدَاهُ مِنْ فِتْنَةِ

وَأُدْرِكُ سِرَّ الجَمالِ الفَريْدِ

وما فيهِ مِنْ بالِغِ الرَّوْعَةِ

لَئِنْ صِرْتُ كَهْلاً فَقَدْ رَسَّخَتْ

هَواكِ الليالِيَ فيْ مُهْجَتيْ

وَعُدْتُ أَراكِ بِعَيْنِ الحَقيْقَةِ

لا بالعَواطِفِ .. والنَّزْوَةِ

وَأَلْمَحُ فيْكِ سَناءَ حَياتيْ

وَوَحْيَ فُؤاديْ .. وأُمنيَّتيْ

لِعَيْنَيْكِ كُلُّ قَريْضيْ البَديعِ

وَكُلُّ حُدائيَ .. يا قِبْلَتيْ

فَيا زَهْرَتيْ لا تَرُدِّي العَميْدَ

ولا تُبْعِديْهِ عَنِ الجَنَّةِ

ولا تَحْفَلي بِبَياضٍ بَدا

فإِنَّ جَنانِيْ لَظى جَمْرَةِ

 

سَدُّ " الوَحْده " العَتيد

بَنَيْناهُ يَعْكِسُ وَحْدةَ كِلْمَهْ

بَنَيْناهُ طَوْعَ إِرادَةِ أُمَّهْ

نَفيْ بِبِنائِهِ عَهْداً وَذِمَّهْ

يُضاعِفُ يَرْموكُ مِنْ عَزْمِنا

وَيَبْعَثُ فينا مَضاءً وَهِمَّهْ

 

قَهَرْنا الصِّعابَ لِيَبْقى مَنيعا

أَقَمْنا سِياجاً عَلَيْهِ الضُّلوعا

سَقَيْنا ثَراهُ الشَّذِيَّ نَجيْعا

رَفَعْناهُ صَرْحَ حياةٍ مَهيْبا

يُحيْلُ قِفارَ حِمانا رَبيْعا

 

أَرَدْناهُ سَدّاً مَنيعاً وَطِيْدا

لِيَرْبِطَ بالغَدِ أَمْساً مَجيْدا

فَنَذْكُرَ خالِدَنا والوَليْدا

وما شِدْنا مِنْ سُؤْدُدٍ شامِخٍ

فَنَمْضيْ بِبأْسٍ يَفُلُّ الحَديْدا

 

سَلَكْنا لِنَحْميهِ دَرْبَ النِّضالِ

لِنُعْليْ بِناهُ سَهِرْنا الليالي

وَأَرْخَصْنا مِنْ أَجْلِهِ كُلَّ غالي

لِيَبْقى وَيَسْلَمَ دُنْيا عَطاءٍ

وَيُغْني حِمانا بِثَرِّ الغِلالِ

 

بَنَيْناهُ كَمْ مِثْلَهُ قَدْ بَنَيْنا

بِأَمْسِ فَسَلْهُ يُحَدِّثْكَ عَنّا

حَضارَتُنا .. باسْمِها الدَّهْرُ غَنّى

وكانَ لنا النَّصْرُ في الحادِثاتِ

يُظَلِّلُ أَعْلامَنا كيفَ شِئْنا

 

نُفَدّيْكَ يا سَدُّ ما قَدْ حَيِيْنا

لأُرْدُنِّنا تَبْقى كَنْزاً ثَميْنا

وَصَرْحاً عَظيماً يُناجي القُرونا

وَيَرْويْ لأَجْيالِنا في غَدٍ

بِأَنّا بُناةٌ وَنَحْمي العريْنا


 

هذه أرضي .. وهذا بلدي

 هذه أرضي .. وهذا بلَدي

صُنْوُ رُوحي وَمَقامُ الوَلَدِ

هذه أرضي التي خضَّبَها

بالدَّمِ القاني حُماةُ السُّؤْدُدِ

إنّها مَثْوى جُدودٍ عُظَماءْ

شَيَّدوا أَرْفَعَ مَجْدٍ عَسْجَدي

وَيْلَ مَنْ يَدْنو إلى ساحَتِها

فالرَّدَى يَلْقى اللئيمَ المُعْتَدي

لا مَكاناً لِدَخيلٍ .. طامِعٍ

في حِمى الأُرْدُنِّ غابِ الأُسُدِ

وَطَني مَهْدُ العُلى طولَ المَدى

عِزُّهُ ضاهى عُلُوَّ الفَرْقَدِ

أَبْذُلُ النَّفْسَ لأُعْلي شَأْنَه

في مَضاءٍ باسِلٍ مُتَّقِدِ

خابَ ظَنُّ الخَصْمِ إِنْ ظَنَّ على

أَرْضِنا يَحْظى بِعَيْشٍ أَرْغَدِ

مَنْبِتُ الأَبْطالِ لِلْغازي لَظَىً

وَجَحيمٌ لِلأَعادي أَبَدي

سَأَفي بالعَهْدِ لِلأُرْدُنِّ لا

أَنْثَني عَنْ هَدَفي أو مَقْصِدي

مُرْخِصاً في حَوْمَةِ الجُلَّى دَمي

حامِلاً روحي على كَفِّ يَدي

غايَتي إِرْجاعُ ماضٍ ماجِدٍ

بِكِفاحي وَبِنا أَسْمى غَدِ

 

المجدُ والخلود لشهدائنا الأبطال

 أَخْفِضوا الهامَ لِرَهْطِ الشُّهَداءْ

فَهُمُ أَهْلٌ لِمَجْدٍ وَثَناءْ

كَرَّسوا النَّفْسَ لأسْمى مَبْدَأٍ

بورِكَ المَبْدا وَأَعْظِمْ بالفِداءْ

إِنَّهُمْ رَمْزُ التَّفاني والوَفا

خَلَّدوا الأُرْدُنَّ في بَذْلِ الدِّماءْ

كُلُّ شِبْرٍ مِنْ ثَرانا شاهِدٌ

عَنْ بُطولاتٍ وَعَزْمٍ وَمَضاءْ

جُرْأَةٌ أَكْرِمْ بِها مِنْ جُرْأَةٍ

تَتَجَلّى فيها روحُ البُسَلاءْ

شُهَدا الأُرْدُنِّ نِبْراسُ هُدىً

في دَياجي الليْلِ للشَّعْبِ ضِياءْ

خُلُقٌ سامٍ رَضِيٌّ فاضِلٌ

فيهِ نورٌ مِنْ سَجايا الأَتْقِياءْ

والمُروءَاتُ التي قاموا بِها

لا يَفيها الحَقَّ شِعْرُ الشُّعَراءْ

والدُّنَى قدْ عَظَّمَتْ ما بَذَلوا

كَيْ يَظَلَّ الأَمْنُ مَرْفوعَ اللواءْ

في سَبيلِ اللهِ والحَقِّ قَضَوْا

ضَرَبوا الأَمْثالَ في حُسْنِ البَلاءْ

حَسْبُهُمْ فَخْراً وَمَجْداً أَنَّهُمْ

بِالدِّما نالوا رِضَى رَبِّ السَّماءْ

قَسَماً لولا نَجيعُ الشُّهَداءْ

لَمْ يُشَدْ سُؤْدَدُ أو يُبْنى عَلاءْ

فَلْنُمَجِّدْ دائِماً ذِكْرَهُمُ

إِنَّ في الذِّكْرِ خلوداً وبَقاءْ
 

صوت العصر

 

أَيُّ صوتٍ يطوفُ بالكون يَدْعو
 

مَنْ تَوانى عن النُّهوضِ وَأَحْجَمْ
 

هادِراً كالرُّعودِ في كلِّ أُفْقٍ
 

موقِظاً للحَياةِ مَنْ كانَ يَحْلُمْ
 

قُمْ تَأَمَّلْ رَكْبَ الحَضارَةِ يَجْريْ
 

لا تُضِعْ فُرْصَةً تَلوحُ فَتَنْدَمْ
 

إِنَّهُ صَوْتُ عَصْرِنا ليسَ يَخْفى
 

يُسْمِعُ الصُّمَّ والجُمودَ يُحَطِّمْ
 

فلماذا لا نَستَجيبُ لِداعٍ
 

هو داعي الشُّروقِ والنّوْرِ والعِلْمْ
 

ولماذا لا نَلْحَقُ الرَّكْبَ صُبْحاً
 

قبل أن يَجْثُمَ المَسا ويُخَيِّمْ
 

حينَ أَرْنو إلى السَّماءِ بِطَرْفيْ
 

أَلْمَحُ المرْكَبَ الفَضائِيَّ كالسَّهْمْ
 

يَزْرَعُ الأُفْقَ شُعلَةً مِنْ ضِياءٍ
 

تَتَجَلّى عندَ المَجَرَّةِ كالنَّجْمْ
 

وعلى صَفْحَةِ السَّماءِ تَبَدَّتْ
 

طائِراتٌ فوقَ السَّحابِ تُحَوِّمْ
 

والمُحيطُ العَظيمُ فاضَ سَفيْناً
 

يَهْزِمُ المَوْجَ في مَسيْرٍ مُنَظَّمْ
 

كلُّ يَوْمٍ لِلْغَرْبِ أَلْفُ اخْتِراعٍ
 

يَدْعَمُ العِلْمَ والجَهالَةَ يَهْزِمْ
 

مَعْقِلُ البَدْرِ في السَّماءِ غَزَوْهُ
 

واستباحوا حَوْضاً مَنيْعاً وَمُحْكَمْ
 

بينما نحنُ لَمْ نَزَلْ في سُباتٍ
 

لَمْ نَزَلْ حَيْثُ نحنُ لَمْ نَتَقَدَّمْ
 

كلُّنا يُضْمِرُ الأذى لأخيهِ
 

جاعِلاً صَفْوَ عَيْشِهِ مِثْلَ عَلْقَمْ
 

فَمَتى رايَةُ المَحَبَّةِ تَعْلوْ
 

وَيَسودُ الوِئامُ والشَّمْلُ يَلْتَمّْ
 

ومتى يجمعُ الصُّفوفَ لِواءٌ
 

والتّآخيْ على الرُّبوعِ يُخَيِّمْ
 

وَيَحِلُّ الوِفاقُ بَعْدَ التَّجافيْ
 

ويزولُ الشِّقاقُ والسَّبُّ والشَّتْمْ
 

ومتى أُمَّتيْ تُفيْقُ وَتَصْحوْ
 

مِنْ رُقادٍ وبالحَضارَةِ تُسْهِمْ
 

آنَ يا أُمَّتيْ تَذْكُرُ ماضٍ
 

مُشْرِقٍ كالضِّياءِ إِمّاْ تَبَسَّمْ
 

قدْ رَفَعْتِ في العالَميْنَ مَناراً
 

مِنْ سَناءٍ والكَوْنُ كالليلِ مُظْلِمْ
 

أنْتِ شَيَّدْتِ للعلومِ صُروحاً
 

أنْشَدَ الدَّهْرُ باسْمِها وَتَرَنَّمْ
 

كُنْتِ بالأَمْسِ مَهْدَ عِلْمٍ وَفِكْرٍ
 

للوَرى كُنْتِ قُدْوَةً وَمُعَلِّمْ
 

أَفَتَرْضَيْنَ بعدَ هذا بِجَهْلٍ
 

وشُعوبُ الدُّنى الكواكبَ تَزْحَمْ
 

جَدِّدي العَزْمَ واسْتَجيْبي نِداءً
 

وانْهَضيْ إِنَّ في النُّهوضِ لَمَغْنَمْ
 

لا ينالُ الخلودَ إِلا مُضَحٍّ
 

ساحَةَ الهَوْلِ والرَّدى يَتَقَحَّمْ
 

يُكْتَبُ المَجْدُ للذينَ أَفاقوا
 

لا تُرَجَّى دُنيا العَلاءِ لِنُوَّمْ
 

في محراب عرار

 

مجدٌ على هام القوافي سَرْمَدُ
 

آيٌ من السحر الحلال تُخَلَّدُ
 

معنىً تُصيخُ له النجومُ بِسمْعها
 

لفْظٌ هو الدرّ النضيدُ يُجَسَّدُ
 

جِرْسٌ شجيٌّ صُنْوُ موسيقى غِنا
 

زريابُ يعشقها ويهفو مَعْبَدُ
 

بحرٌ بفنّ العبقرية زاخرٌ
 

فيه النُّضارُ مُكَدَّسٌ والعَسْجَدُ
 

مَنْ ذلك الشادي برائع صوتهِ
 

مَنْ ذلك الموصوف فيما نقصدُ
 

مَنْ كان في دنيا الفرائد قمّةً
 

تعلو على قمم الجبال وتبْعُدُ
 

مَنْ ذا الذي يحتل أسمى منزلٍ
 

في ذِرْوةِ الشعر المجنّحِ فَرْقَدُ
 

هذا عرارٌ قد تبدّى طيفهُ
 

ما كان عن كوخ النّدامى يبعُدُ
 

رغمَ الرّدى ما زال يحيا بيننا
 

فالرّوح في شرع السماء تُؤبَّدُ
 

وعرارُ حُجّتنا وبرهانٌ على
 

ماضٍ نضاليٍّ وشعبٍ يصمدُ
 

تَحْدو خُطانا رايُ أعظمِ ثورةٍ
 

كبرى وتاريخٌ عظيمٌ أمجدُ
 

ما كنّا مُذْ كنّا سوى أهلِ الفِدى
 

وإذا أهاب بنا العُلى نستأسدُ
 

يا شاعرَ الأردنِّ قِصَّ على الدُّنى
 

قِصصَ الكفاح فما تقولُ يُؤكَّدُ
 

كم ظالمٍ ثرنا عليه لأنّنا
 

في غير نهج الحقّ لا نتقيَّدُ
 

نحنُ الأباةُ الصّيدُ يروي عزمنا
 

أنّا لغير الله لسنا نسجُدُ
 

جرشٌ تُحَدِّثُ وهي ناطقةُ الرؤى
 

وُلِدَ العُلى في ساحِنا والسّؤدَدُ
 

إنْ قيل ما الأردنُّ ما أمجادُهُ
 

قُلْنا هي البتراءُ عنّا تَشْهَدُ
 

وتخاطب الدّنيا بأن جدودَنا
 

من أصلدِ الصّخر المدائنَ شيَّدوا
 

من أرضنا مهد النبّوّة والهُدى
 

شعَّ الضّياءُ على الورى كي يهتدوا
 

مَنْ مثلُ شاعرنا الكبيرِ عراقةً
 

أصل كريمٌ مُنْتَماهُ ومَحْتِدُ
 

كان الشجاعَ بقولِهِ وفَعالِهِ
 

نِعْمَ الأديبُ اليعربيُّ المفردُ
 

وعزيمةٌ مُضَريّةٌ مشبوبةٌ
 

عن مَطْلَبِ العليا به لا تقعُدُ
 

ما كان إلا رائداً ومُجدّداً
 

في شعره العملاق ليس يُقَلِّدُ
 

كان الأديبَ المستنيرَ مفكّراً
 

بتراثهِ العالي الذرى يتقيَّدُ
 

بُرْدُ الأصالةِ والعروبةِ بُرْدُهُ
 

وله سجايا رائعاتٌ تُحمَدُ
 

أبداً يحثُّ إلى المعالي ركْبَهُ
 

فكأنّهُ سامي الكواكبِ يقصِدُ
 

يا بُلْبُلاً في حُبِّ موطنه شدا
 

أحلى أغانيه وظلَّ يُغَرِّدُ
 

هاروتُ يُصغي هائماً لِحُدائِهِ
 

ماروتُ في محرابهِ يتعبّدُ
 

ما كان هذا السّحر لولا أنّهُ
 

تحوي مقاليدَ العَروضِ لهُ يَدُ
 

يا شاعرَ الوطنيةِ المحبوبَ كم
 

ناديتَ أُسْدَ الضّادِ كي يتوحّدوا
 

كم قُلْتَ في شعرٍ رفيعٍ شيِّقٍ
 

سيروا وأمجادَ الأوائلِ جَدِّدوا
 

هيّا إلى الجُلّى بعزْمٍ صادِقٍ
 

وعلى السُّهى نَصْرَ العروبةِ شيِّدوا
 

واستمسكوا بالوحدة الكبرى فلا
 

عنها نَحيدُ لكي يكون لنا غَدُ
 

ليعودَ مجدُ العُرْبِ خفّاق اللوا
 

فالحقُّ يُعْليهِ قَناً وَمُهَنَّدُ
 

لا عاش في الوطن الكبير على المدى
 

مَنْ في سبيل القدسِ لا يستشهِدُ
 

ويلٌ لمنْ ظنَّ الظّنون بأمتي
 

تحتَ الرّمادِ لظىً رهيبٌ مُزْبِدُ
 

أعرارُ كنتَ لسانَنا وضميرَنا
 

يا شاعرَ الشّعراءِ إنّكَ أوْحَدُ
 

راحوبُ تروي في خرير مياهِها
 

كم مرّةٍ كان اللقا والموعدُ
 

وظباءُ وادي السّير تذكرُ أنّها
 

في سحرها كانت قريضَكَ تَرْفِدُ
 

وكذاكَ عجلونٌ ورَمُّ وماحصٌ
 

والسَّلْطُ والأردنُّ شِعركَ تُنْشِدُ
 

يا أيها الصوتُ الحبيبُ لِقَلْبِنا
 

يا مَنْ بهِ تزْهو وتفخرُ إرْبدُ
 

أردُنّنا أبداَ بِذِكْرِكَ هاتفٌ
 

وبديعُ دُرِّكَ في القلوبِ مُخَلَّدُ
 

كمْ بِتَّ وحدَكَ لم تَذُقْ طعْمَ الكَرى
 

مِنْ أجلِهِ والليلُ جَفْنٌ مُسْهَدُ
 

كنتَ المُعَبِّرَ عن أماني شعبنا
 

في النهضةِ الكبرى وعيشٍ يُسعِدُ
 

مَنْ للحمى والشعبِ نَفْحُ قصيدِهِ
 

أمسى خلودُ الذِّكْرِ فيما يَحْصِدُ
 

الذكرى المئويّة لميلاد الشاعر الكبير حسني فريز


لِتَكُنْ ذرانا الشّامخاتُ مُقامَهُ
ففقيدُنا منها استقى إلهامَهُ
وَلْيَهْدِهِ الشّعرُ المجنّحُ تاجهُ
فالشّعرُ كان نجيّه وهُيامَهُ
وليغمرِ الوردُ الشّذي ضريحهُ
فالوردُ كان سميرَهُ وغرامَهُ
وليحضُنِ الأردنُّ شاعره الذي
غناه طيلة عمرهِ أنغامهُ
ولْتَرْثِهِ القدسُ التي تحريرُها
مِنْ قبضة الدّخلاء كان مُرامَهُ
وَلْتَبْكِهِ الوحدةُ الكبرى التي
كانت لتحقيق العُلى صَمْصامَهُ
أعْظِمْ بحُسْني شاعراً ومفكِّراً
قد كان للأدبِ الرّفيعِ إمامَهُ
أكْرِمْ بهِ أستاذَ جيلٍ مؤمناً
لم ينسَ قطُّ الضّادَ أو إسلامَهُ
قد كان في دعم المعارفِ رائداً
والعِلْمُ قد حيّا له إسهامَهُ
تَخِذَ التّفاني مبدأً حتّى يرى
أردنَّنَا فوق السُّهى ونظامَهُ
وهو المجَلّي بالفَعالِ وهكذا
تَلْقى على مرِّ العصورِ عظامَهُ
حُرٌّ .. أبيٌّ مؤمِن برسالةِ العيش
الكريمِ ولا يُطيقُ حَرامَهُ
عَشِقَ الأصالَةَ لم يَحِدْ عنْ دربِها
وبأوْجُهِ الدُّخلاءِ سَلَّ حُسامَهُ
لِتَكُنْ ذُرى البلقاءِ تلك مقرّهُ
ففقيدنا منها استقى إقْدامَهُ
حسني فريزٌ كان عنوان الإبا
وعلى جَنانِ البأسِ شدَّ حِزامَهُ
رجُلٌ إذا أبدى الزّمانُ نيوبَهُ
كان الصَّبورَ .. أخا المضاءِ هُمامَهُ
فذٌّ إداريٌّ شُجاعٌ عادِلٌ
في الحقِّ لا يخشى قويّاً لامَهُ
عشقَ المعاني السّامياتِ
وكانت المُثُلُ الرّفيعَةُ راحَهُ ومُدامَهُ
لا خيرَ في جاهِ الحياةِ ومالِها
إنْ لم يكُ الشّرفُ الرّفيعِ قَوامَهُ
يا شاعرَ الحُبّ الكبيرَ وأنتَ مَنْ
للحُبِّ عاشَ وقد وعى أحْكامَهُ
الحبُّ لولا سحرُهُ ورواؤُهُ
ما فتّحَ الزّهر النّديْ أكمامَهُ
لو جسّدَ الكونُ الحياةَ محبّةً
ما جرَّحَتْ دامي الحروبِ سلامَهُ
للهِ للوطنِ الذي أحبَبْتَهُ
أعطيتَ ما ملَكَتْ يداكَ زِمامَهُ
أأبا نَوَارٍ قَرَّ عيناً إنّ ما
أغْنَيْتَ فيهِ الفنَّ بلَّ أُوامَهُ
ما صُغْتَ مِنْ أدَبٍ وشعرٍ رائعٍ
أضحى على صدرِ التّراثِ وِسامَهُ
طُلاّبُكَ الصِّيدُ الأماجِدُ في الحِمى
صاروا مشاعِلَهُ .. غَدَوْا حُكّامَهُ
يحذون حذْوَكَ في التّفاني والعطا
فالشِّبْلُ يتبعُ في الخُطى ضِرغامَهُ
سيظلُّ ذِكْرُكَ خالِداً في موطني
ما ذهَّبَتْ شمسُ الضُّحى آجامَهُ
فاهْنَأ جوارَ المبدعين بعالمٍ
في ساحِهِ نَصَبَ الخلودُ خيامَهُ

 

ذكرى شاعر شعراء الأردن الأمير الفارس " نمر ابن عدوان

 

يا غيثُ نَدِّ ثرى نمرِ ابن عدوانِ
ما أشرقَ الفجرُ أو كرَّ الجديدانِ
نِمْرٌ أميرُ قوافي الشعرِ في بلدي
وفي العراقِ وسوريّا ولبنانِ
نمرُ الأجَلُّ به يزهو القريضُ كما
تزهو العرائس في درٍّ ومرجانِ
نمرُ ابنُ عدوانَ شيخ الشعر إنّ له
في قلب كل أريبٍ صَرْحَ إيوانِ
في سحر شعرك ... حرّكْتَ الجمادَ فما
أولاكَ حقاً بإكليلٍ بِعِقْيانِ

ما صُغْتَهُ من قصيدٍ رائعٍ جَزِلٍ
يكادُ ينطقُ عن أشعار حسّانِ
أنشدْتَ للوطنِ الغالي ملاحمَه
يا فارساً جاءَ من أصلابِ فرسانِ
ما كنتَ مُذْ كنتَ إلا شاعراً بطلاً
سامي المبادىء تهوى رِفْعةَ الشانِ
كرّسْتَ في شعركَ السامي الذُرى مُثُلاً
خلّدت في دُرّكَ المكنونِ أوطاني
حتّى غدا شعركَ الفيّاض منتشراً
على فمِ الشّعبِ من شيبٍ وشُبّانِ

في شونةِ العزّ والأبطال منبتُهُ
أرضِ النّدى والوفا ديوانِ ضيفانِ
دارِ المكارمِ منشأها وديرتها
عون الدّخيل وغوث الحائرِ العاني
أخت الحضارة والعمران في زمن
أردنّنا عاش فيه عهدَ عرفانِ
أهفو إليها لعلّ العيش يهنأ لي
ما بين أهلي وأصحابي وإخواني
حسبي فخاراً وحسبي عزّةً بلدٌ
في كلّ شبرٍ به آثارُ قُربانِ
يا شاعراً ملْهَماً في الشعرِ مبتكراً
ما جاء فيه رواه القاصي والدّاني
إذا تغنّى بوضْحا في قصائده
أضحى الصّبا يتهادى مثْلَ نشْوانِ
والرّوضُ يعْبَقُ والأزهارُ راقصةٌ
والطّير نشْوى تغنّي فوق أفْنانِ
والقلبُ يخفقُ والأرواحُ هائمةٌ
والأفقُ رجْعُ صدى شعر والحانِ
مَنْ مثْلُ نمْرٍ إذا ما قال ملحمةً
خِلْتَ البوادي له تُصْغي بتحنانِ
مَنْ مثْلُهُ إنْ شدا في الفخرِ ملحمةً
خِلْتَ البوادي له تُصْغي بتحنانِ

يا أرْدُنَ السّؤددِ الموروثِ يا وطني
قُمْ سائلِ الدّهرَ عن أمجادِ عمّانِ
أليسَ فيكَ حضاراتُ الورى وُلِدَتْ
وشمسُ عِلْمكَ في الأقطارِ شمسانِ
أبناؤكَ البُسَلا قد شيّدوا قِدَماً
"
بترا" العظيمةَ من صخْرٍ وصوّانِ

والصّيدُ جُنْدُكَ في اليرموكِ قد هزموا
جيشاً لُهاماً قويّ البأس روماني
هذا الحِمى قلعةٌ شمّاءُ شامخةٌ
بالصّعبِ تهزأ ... قواها نار بركانِ
هذا الحمى راية عَلويّةٌ خَفَقَتْ
في كلّ معركةٍ والفوزُ فوزانِ
يا نمرُ يا شاعرَ الشّعرا وفارسهم
ويا أميراً على شعرٍ وتَبْيانِ
تكريمُكَ اليومَ تكريمُ الأُلى صدقوا
ما عاهدوا الله في صدْقٍ وإيمانِ
تكريمُكَ اليومَ إحْياءٌُ لكوكبةٍ
ذكراها تبقى لأجيالٍ وأزْمانِ
عرائسَ الشعرِ حيِّ نجمَ أُرْدُنِنا
مَنْ ينتمي لخيار الناسِ "عَدواني"
تاريخه حافلٌ في كلّ مأثرةٍ
أما القريضُ ففيه السّحرُ سِحرانِ
أردنّ خَلِّدْ ومَجِّدْ شاعراً بطلاً
تهفو له الروح في سرٍّ وإعلانِ
سَلِ المعاركَ كم أبلى بساحتها
تُنْبيكَ عن بطلٍ في كلّ ميدانِ
والناسُ مُذْ خلقَ الرّحمنُ عالمنا
الناس مذْ كان هذا الكون صنفانِ
هذا يرى في سما العَليا سعادته
وذاكَ يُمعنُ في فسقٍ وبهتانِ

في ذمّة الله والتاريخ يا عَلَماً
له مكانتهُ في كلّ وجدانِ
ما مُتَّ يا نمرُ ذكراكم ممجّدةٌ
فالذّكرُ للمرءِ عمرٌ خالدٌ ثاني
ما مُتَّ يا نمرُ ذكراكم ممجّدةٌ
فالذّكرُ للمرءِ عمرٌ خالدٌ ثاني

  

بطاقة امتنان وشكران إلى ابنتي نادرة العزيزة

 

 

لا يسَعُني وقد قارب هذا الديوان على رؤية النور إلا أن أتوجّه بغاية الشكر والإمتنان إلى ابنتي العزيزة نادرة على ما بذلت من جهد كبير في مطالعته ومراجعته وتدقيقه وتوثيقه وإخراجه وتصحيح الأخطاء المطبعية.

إن بياني لَعاجزٌ حقاً عن إيفائها حقّها من الثّناء لِما أسهَمَتْ به من عناية فائقة، فقد سهرت الليالي الطوال إلى جانب الكمبيوتر تقرأ وتحقّق وتصلّح وتضبط، كذلك أعادت النظر في المؤلَّف متحمّلة الإجهاد حتى غدا مستكملاً لكل العناصر التي يتطلّبها ديوان الشِّعر المميَّز ... وأضيف إلى هذا، أن نادرة لم تشارك في هذا الديوان فَحَسْبْ، بل شاركت مشاركة فعّالة في الإشراف على عددٍ لا بأس به من دواوين شعري وكتبي الأخرى في الأدب والرواية والمسرحية والمقالة باذلةً أقصى الإمكانات غيرَ عابئةٍ بالتعب والعناء.

حفظها الله ومتّعها بالسعادة وباركها ... إنه سميعٌ مجيب الدّعاء

 

سليمان المشيني

تموز 2010

 كلمة حق

 لا يسعني وقد رأى النور هذا الديوان إلا وأن أتقدّم بالشكر والتقدير إلى الأستاذ الدكتور العالم عبد طالب الزّاهري الحجايا الذي واكب طباعة هذا الديوان على حساب وقته الثمين وتعدّد مسؤولياته، وما كان ليقوم بما قام به من جهد لولا تقديره للأدب والشعر والفن وما يتحلّى به من سجايا حميدة، والشيء من معدنه لا يُستغرب .. حفظه الله وحيّاه.

 المؤلف سليمان المشّيني

  الفهرس

 

تقديم: أَخي وَصَديقي سُلَيْمان المشّيْني شِعْر الأستاذ الدكتور جَميل عَلّوشْ.

أغلى الغوالي شعر بديع رباح

سليمان المشّيني ظاهرةٌ اخْتَرَقَت الزّمن، بقلم الأستاذ الدكتور الفيلسوف جلال زوّاد فاخوري.

صباح النّورِ يا وَجْناءْ

البلدانيّات

 إنْ تَسَلْ عَنّي فإنّيْ أُرْدُنِي.

البتراء الخالدة .. ثانية عجائب الدّنيا السّبع

مادبا .. قلعة الكبرياء

جرش العربية الخالدة

الطفيلة .. الواحة الظّليلَهْ

عمّان عروسنا الجميلة

السّلط

العصماء في تحيّة الأردن

تحيّة الكرك الزّهراء

بطاقة إجلال إلى القدس شمس المدائن

اللؤْلُؤَةُ البهيّهْ في تحيّة الكرك العَذِيَّهْ

الأزرق الجميل

ليالي العقبة

أنا الأردن

سلامٌ على النّاصرة

تحيّة الخليل

تحيّة مدن فلسطينية مناضِلَهْ

تحيّة بيرزيت

تحيّة بيت ساحور

هذا يومُ الأرضِ يا قُدْسُ

نشيد "القدس الخالدة" .. بمناسبة إعلان القدس عاصمة الثقافة العربية

بِطاقةُ وَجْدْ ... إلى القدس الشريف

أوبريت القدس الخالدة

إلى حُماة المدينة المقدّسة

جبل الزّيتون القدسي

عهد إلى الأقصى الخالد

المجد والخلود لغزّة الشهداء

لكِ يا غزّة .. مجدٌ سرمدي

أَلْفُ طُوبَى لِرُعاةٍ سَهِروا .. مِنْ وَحي عيدِ الميلادِ المَجيد

تحيّة عيد الميلاد المجيد

تحيّة الثّورة العربيّة الكبرى

توّجتُ باسمِكَ أشعاري .. في عيد الإستقلال

من وحي الواقع .. الوحدة العربية حُداءُ الأماني

موطن الجلال والجمال

أشواق يا أردن

 الإخوانيات

 تحيّة الشِّعْر إلى شاعر الأمّه الأستاذ الدكتور جميل عَلّوشْ

أوّل الزّمان مساكب الجمان

خليل حيّ بذكراه

فخر الشّبيبة .. سلطان حتّر

تحيّة مهرجان الأردن

نشيد مدارس العروبة

نشيد أطفال العرب

بطاقة حب إلى الدكتور جلال فاخوري

تحيّة الشِّعر إلى الأديبة عدلة الكوز

بطاقة حب إلى سعيد قعوار

تحيّة من القلب إلى الدكتور محد بشير شريم

رَحْمَهْ

ألفُ مرحى للمرأة العربيّه

تحيّة الشّاعرات العربيات

بطاقة حب إلى كل طفل يحتفل بعيد ميلاده

إلى الطالب في بدء العام الدراسي

أغنية حب إلى فلاّحنا الطيِّب

حنين إلى الوطن

إلى الرّاعي في بلدي

من وحي الثلوج

أمّي

فَتَنَتْ روحي جَمْلَه

ظَبْيٌ فَتّان

عِتاب

سدّ الوحدة

هذه أرضي وهذا بلدي

المجد والخلود لشهدائنا الأبطال

صوت العصر

في محراب عرار

الذكرى المئويّة لميلاد الشاعر الكبير "حسني فريز"

ذكرى شاعر شعراء الأردن .. الأمير الفارس " نمر ابن عدوان"

 بطاقة امتنان إلى ابنتي العزيزة نادرة

كلمة حق

 للمؤلف الكتب المطبوعة والمخطوطة التالية:

 صَبا من الأردن (شعر):

إثنا عشر جزءاً تحمل نفس الإسم، طبع حتى اليوم أحد عشر جزءاً.

 يا حياة المجد عودي (أناشيد).

 

روايات:

"سبيل الخلاص"، "زاهي وعنود" (مطبوعتان)، و"الشارع المعبّد بالذهب" (مخطوطة).

 

 مسرحيّات:

"بطل من أوراس" (مطبوعة)، و"أميرة جرش"، و"عودة قراقوش"، ومسرحيات أخرى (مخطوطة)، و"مع العبقريات"، و"شموس لا تغيب" (مطبوعة)، و"موعد في القدس" و"من روائع القصص العالمية (موضوعة ومترجمة ومطبوعة).

 

 مخطوطات:

"مساكب شمس"، "أولئك آبائي"، "شخصيات ومواقف"، "نحو البناء"، "صبا من المهجر"، "الموشحات الأندلسية"، "سطور وأمجاد"، "أَرِج البيان"، "في البدء كان الكلمة"، "محاضرات في الأدب العربي"، إبنة الأردن وزهرته الفريدة".


وقد صدر عن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع عام 2009، كتاب بعنوان: "سليمان إبراهيم المشّيني شاعراً وأديباً وإنساناً"، تأليف الأستاذ الدكتور أسامة يوسف شهاب.

  

نشيد القدس الخالدة

 

القدسُ تُفَدّيها المُقَلُ

القدسُ القلبُ لها نُزُلُ

والروحُ لأرْبُعِها مَهْرُ

والموتُ لِنُصْرَتِها يَحْلو

 

والأقصى أبَداً نَذْكُرُهُ

وقِيامَةَ عيسى لنْ نَسْلو

يا أرضَ المُعْجزةِ الكُبْرى

الفجرُ المُشْرِقُ سَيُطِلُّ

 

يا زهرةَ كلِّ مَدائِنِنا

سيزولُ ويَنْحَسِرُ الليلُ

والنّصرُ سَتَعْلو رايَتُهُ

وسَيَخْرُجُ مِنْكِ المُحْتَلُّ

 

ما كانتْ أرضُ عُروبَتِنا

إلا بُرْكاناً يَشْتَعِلُ

وَاُباةً هِمَّتُها لَهَبٌ

وَسُيوفاً للحَقِّ تُسَلُّ

 

يا أرضاً بارَكَها الباري

وَرِحاباً عاشَ بِها الرُّسُلُ

لَنْ يَبْرَحَ طَيْفُكِ خاطِرَنا

فَمَكانُكِ في القلبِ يَحِلُّ

 

وَعُيونُ العُرْبِ صَباحَ مَساء

لِرُبوعِكِ دَوْماً تَرْتَحِلُ

وَشِفاهُ الأبطالِ صَلاةُ

مِنْ أجْلِ خَلاصِكِ تَبْتَهِلُ

 

مَنْ قالَ نَسيْنا قِبْلَتَنا

الحُرُّ المُؤْمِنُ لا يَسْلو

القدسُ تَعيشُ بِأعْيُنِنا

القدسُ سَيَفْديها الكُلُّ

 

قَسَماً بِدِماءِ الشُّهَداءِ

قَسَماً بِكُماةٍ ما ذَلّوا

سَنَعودُ لِساحِكِ يا قُدْسُ

سَنَعودُ ويَجْتَمِعُ الشَّمْلُ

 

[1] الشِّعْرَى : نَجْم

[2] نَدِيَّهْ – أي نادِيَهُ

BACK