" الحجارة والعصي... في الحرم الجامعي "

    ليس حسناً أن نسمع بين الحين والآخر، عن ممارسات غير مسؤولة تقوم بها فئة من الطلبة المستهترين في بعض من جامعاتنا، لتكون الحجارة والعصي وأدوات مماثلة وسائل للحوار والتعبير أو لانتصار جهة على أخرى ... فيتحول الحرم الجامعي في بعض من أجزائه، إلى ميدان شجار يُـلحق الأذى بالإنسان والمباني والآليات، من مندسين في اندفاعات هوجاء من خارج هذه الجامعات، يبرمجون في خطط حمقاء محكمة، كيفية التسلل لخلق الفوضى بتوقيت أخاله منسقاً مع فئات من الطلبة لا يروق لهم أن تبقى هذه الجامعات واحات حرية وأمان، لتقوم برسالتها العظيمة في بناء الحضارة وصناعة الأجيال.

أنه لـيحز في الصدر، أن يهز اتصال هاتفي كيان ولي أمر طالب منغمس في أعماله حتى أذنيه، أن هناك مشكلة قائمة في الجامعة ولابنه فيها نصيب... فتتحطم آماله ويخيب رجاؤه فيندب حظه قائلاً: هل شـّربت ولدي القيم وغذيته المثاليات وعلمته التسامح والصدق والطاعة قبل أن أقدمه للجامعة... واأسفاه فقد مضى الوقت! ومن هنا فإن اللوم يقع على البيت وطريقة تنشئة الأبناء فغياب رقابة الأهل يؤدي إلى انحراف أبنائهم وتشرذمهم، حتى إذا تهيأت لهم الحياة الأكاديمية الرحبة افرزوا شحنات وعقداً مختمرة في دواخلهم أقلها "استزلام" الطالب على زملائه، ومماحكته لأساتذته وانقياده لأصدقاء غير سـويين، رفقتهم في نهاية المطاف هالكة!

إن عدم اهتمام الطالب بمحاضراته وعدم الإصغاء جيداً لما يمليه أستاذه وهو يجود بثمار عرقه ونتاج دماغه وخبرته، فتراه حاضر الجسم غائب الذهن في القاعة...مما يدل على اتكال وهمي بنجاح قادم. وهذا يخلق نوعاً من الفراغ  سيؤول بالتالي إلى نشاطات وممارسات سلبية. وعليه فان اشغال الطلبة بالبحث والدراسة والاختبارات من غير تراخ، وضرورة تعبئة أوقات فراغهم بالتنقيب عن المصادر والمراجع، لتوسيع مداركهم وتوجيه طاقاتهم ومواهبهم نحو الإبداع والاستنباط ، وأن يكون سيفهم القلم وترسهم الكتاب في حياتهم الجامعية الرائعة، والتي لم تتيسر والحق يقال، لأولياء أمورهم في كثير من الأحيان!

ما نريده من طلبتنا أن يجمعوا طموح الشباب إلى الشعور بالمسؤولية، وبأن أولياء أمورهم بحاجة لهم، وهم ينتظرون على أحر من الجمر ساعة تخرجهم.

وعلى أساس أن لا تكتلات ونحن تحت ظلال علم مُخّضبٍ بالحق والخير في أكرم وطن، فإننا نأمل منهم أن يتراصوا ويتعاضدوا من كل منبت ومشرب ليكونوا بحق  غد  بلدهم المشرق ودرعه الواقيه في اليوم العصيب.

وإذا كان الحديث جارياً عن التنمية السياسية ودور الشباب، فإننا نسأل هل انتماء الطلبة لحزب معين عائد في أحد أسبابه لعدم وضوح رؤيتهم لمبادئ الأحزاب الأخرى المرخصة رسمياً، والمفترض أن توضح برامجها أم أن هناك أسباباً أخرى؟ مع إصرارنا أن لا يكون الحرم الجامعي ميداناً لنشاطات  أي منها... ومع غبطتنا لكل من يعمل على إيقاظ المواطنة الصالحة وتأليف القلوب ورص الصفوف لأننا نتفق على أن من يعيش على هذه الأرض الطيبة ويحافظ على ولاءات لغير هذا الوطن، سيدرك ذات يوم أنه جنح عن الطريق الصحيح بما صدر منه بحق وطنه الذي غذاه ورعاه وكرّمه.

 *********

قالت العرب : " من انحرف عن الجادة طالت طريقه ! "

horizontal rule

 

"ساحة باريس على جبل اللويبدة وهذه الملاحظات"

 بسرعة فائقة، تم تحويل ميدان  محمد علي العجلوني على جبل اللويبدة إلى الاسم الجديد ساحة باريس، وجرى الافتتاح الرسمي لهذه الساحة  برعاية معالي أمين عمان الكبرى ورئيس بلدية باريس بعد عملية تجميل وتشجير  وإنارة في غاية الروعة...

 ولطالما تمنينا، أن يقام في هذا الموقع نصب تذكاري يمثل فارساً يمتطي جواده، في تكريم رمزي هو أقل الواجب... لبطل من أبطال الأردن الميامين هو المغفور له محمد بن علي بن إبراهيم العجلوني، مع لوحة تتحدث عن مآثره وشجاعته ووفائه لرسالة الثورة العربية الكبرى منذ لقائه الشريف فيصل بن الحسين طيب الله ثراه سنة ١٩١٧ في العقبة في فترة هامة من تاريخ أمتنا الماجدة... 

   أما وضع هذه الساحة بعد إجراءات التحويل، فإنه لمن المؤسف أن تتحول إلى مكان تجمع يلتقي فيه مساء كل يوم وحتى ساعات متأخرة من الليل، صبية وشبان من مواقع مختلفة... بعضهم من هواة البطش واقتناء الأدوات الحادة في استعراض مستمر لفتوتهم، يتشاجرون على اتـفه الأسباب، ويعكرون هدوء وصفو هذا الجبل العريق، ويهددون أيضا أمن وسلامة سكانه... بينما يتحمس في الوقت نفسه، عشاق قيادة السيارات للطواف بسرعة البرق حول هذه الساحة والشوارع المحيطة للتباهي مع ما يواكب ذلك من تشفيط وتزمير... ورفع سماعات مسجلات سياراتهم بطريقة تمثل قلة حياء على المكشوف.

 ولما كانت الجهود قد تركزت على هذه الساحة فقط، فإننا نأمل أن تكون للارصفه حصة من العناية... إذ أن اغلبها أي من دوار المتـنـزه إلى ساحة باريس في وضع يدعو للرثاء والبكاء... والبعض الآخر يقع تحت سلطة أصحاب المحلات الذين ينشرون معروضاتهم المتنوعة على هذه الأرصفة بكل جرأة وتحدٍ. حتى يخيل للمواطن أنهم يدفعون رسوماً مقابل استغلالهم لكامل الرصيف في بعض من الأماكن... مما يضطر سكان هذا الجبل العريق وزوار المراكز الثقافية والفنية العديدة المتواجدة عليه، للنزول والسير على الشوارع بين المركبات واضعين قلوبهم على أكفهم! وشاكرين الله في الوقت نفسه على توفر مستشفى قريب يشكل نعمة لهم لإسعاف من تفترسه إحدى السيارات الطائشة.

 

horizontal rule

 

" يُغيرونَ على إنتاج الآخرين "

 ليس انتقاصاً من كرامة الكاتب أو المحاضر أو من إمكانياته الفكرية، أن يعزز مادة بحثه بقول ما أو أن يستشهد بفكرة كان استقى مادتها من كتاب أو بحث أو دراسة. ذلك أن هذا العمل هو إثراء وإسناد للمادة التي يرغب إيصالها إلى القارئ أو السامع، ولكنه خروج عن باب اللياقة الأدبية والأخلاقية إغفال المرجع أو المصدر الذي استقى منه المعلومة، ذلك أن نقل المادة أو الفكرة والتلاعب فقط بتغيير بعض مفرداتها أو صورها أو تعابيرها لإيهام القارئ أو غيره بأنها من عصارة فكره وغزارة مخزونه الثقافي والعلمي ومن نتاج بنات أفكاره، يندرج تحت مسمى القرصنة وعدم الأمانة .

وإذا كانت أعمال كهذه تبعث في النفس الأسى وتدل على مخزون ثقافي وعلمي هزيل، فإننا كثيراً ما نسمع عن وقوف أحدهم على منصة، بحماس واعتداد بالنفس لإلقاء محاضرة في ندوة أو حلقة دراسية وبيده أوراقها وهي حقيقة تمثـل جهد وسهر وإنتاج إنسان آخر... زاعماً أنها من إنتاجه بعد أن أجرى عليها تعديلاً طفيفاً، وعندما يصفق الحضور له عالياً على حسن إلقائه وإبداعه، يصاب بما يعرف بالهذيان فتراه يتـنحنح متبسماً ومتلفتا لمن هم عن يمينه وشماله واهما بإمكانياته الفكرية وسعة اطلاعه ومقنعاً نفسه أنها فعلاً من إنجازه وإعداده! وقد كان نسق قبل المحاضرة مع مضيفه الأسئلة التي يفترض أن تطرح عليه وعددها ومواقع سائليها... لقطع الطريق على أي مستفسر دخيل! ذلك أن باب الحوار إن فتح على مصراعيه سيتهاوى هذا المحاضر مغشياً عليه لا محالة... 

وما أظنني تعديت الحقيقة إن قلت، أن مؤلفات وأعمال علماء وأعلام مشاهير في حقول مختلفة والذين طوتهم الأرض، لم تسلم أيضاً من عبث العابـثـين، الذين اطمأنوا أن هؤلاء العلماء أثابهم الله جزاء أتعابهم ونفعنا بهم، لن يخرجوا من باطن الأرض لمحاسبتهم ومحاكمتهم !

    وهناك من يتحذلق وقد تمكن من تغيير بعض الجمل من مقالة كانت قد صدرت في مجلة عالمية ليوقع المقالة باسمه... وتكون مادته لينشرها محلياً غافلاً أن هناك من يتتبع ويقرأ وأن الثقافة ليست مقصورة عليه، المشكلة الأدهى استمرار اشتغاله بهذا الأسلوب مع مديح يتلقاه من نفرٍ سبق واتفق معهم على الإشادة به وبقلمه!

كما انه من الملاحظ إغفال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة في كثير من الأحيان الإشارة لأسماء الشعراء والكتاب والملحنين الذين قدموا أعمالهم الإبداعية ووظفوا ذكاءهم المتوقد لخدمة الفن النبيل وخصوصاً القصائد الشعرية الغنائية.     

وإذا كان "الاجترار طاعون الأدب العربي"  كما يقول كبار النقاد، فان تناول الفكرة الواحدة حول مسألة معينة ودوران مجموعة كتابات حولها بعد وضعها وتلبيسها قوالب مختلفة يشكل تقليداً وتطفلاً واستخفافاً بالقارئ  .

إن آفاق المعرفة رحبة واسعة، وعقل الإنسان خلاقٌ يَِِـلـذهُ البحث، ومن هنا فان سلب نجاح الآخرين واغتراف أعمالهم بالشكل المشار إليه، هو طعن في الظهر وتمويه للحقيقة وطموح أعوج عقيم!

horizontal rule

 

"من سد الكرامة إلى نهر الأردن "

 طالعنا باهتمام بالغ يوم ١٨/١٠/2004 في جريدة الرأي الغراء وفي صفحة محليات خبراً تحت عنوان "تفريغ بحيرة سد الكرامة من المياه المالحة يوم الأربعاء" الموافق ٢٠/١٠/٢٠٠٤

وقد جاء في الخبر "أن سلطة وادي الأردن ستقوم بتفريغ جزء من المياه المخزنة حالياً في بحيرة سد الكرامة والبالغ حجمها ٤٦ مليون متر مكعب من المياه، والتي أصبحت مالحة بسبب ذوبان الأملاح التي تغطي أرضية وجوانب بحيرة السد". ويضيف الخبر أن عملية تفريغ المياه المالحة تأتي ضمن الخطة الموضوعة في دراسات جدوى المشروع الاقتصادية لتحسين نوعية المياه التي سيتم تخزينها مستقبلا في سد الكرامة عن طريق تعبئة السد عدة مرات والتخلص من أملاح أرضية وجوانب البحيرة عن طريق أذابتها.

لقد حذرت كل الدراسات الجيولوجية المكثفة والبحوث العلمية العديدة، من خطورة إقامة هذا السد على هذا الموقع غير المستقر جيولوجياً لوقوعه على بؤرة زلزالية أولاً وثانياً لعدم امكانية الاستفادة من المياه التي ستخزن فيه... بسبب المياه الجوفية المالحة تحت جـِسمه والتي ستؤثر سلبياً على المياه التي ستخزن فيه. وهذا ما تحقق الآن جلياً على أرض الواقع مع الأسف!

ولما كان السد  قد استكمل بناؤه سنة ١٩٩٥ وتمت تعبئته عدة مرات وفرغت مياهه... فهل ثمة أمل يرتجى بعد من تحسين نوعية مياهه؟  أم أن "الطمي" المتراكم سيغطي بحيرة السد قبل الاستفادة منه! ثم ماذا يقول سكان المنطقة الذين وضعوا آمالهم على هذا السد بعد عشر سنوات من إتمامه دون الاستفادة منه... على أن السؤال الأهم الذي يجدر طرحه ألم يبق للأردن مشروع غير هذا السد كثير المشاكل ليصار إلى تنفيذه؟    

وإننا نتساءل في الوقت نفسه كمواطنين عاديين، ما فائدة المراكز العلمية والأكاديمية في بلدنا إذا كنا نصر على إقامة المشاريع دون الالتفات إلى البحوث والدراسات والتحذيرات التي يقوم بها الخبراء لمصلحة بلدنا العزيز، ولماذا يتم هدر وقتهم واستنزاف طاقاتهم إذا كانت القرارات جاهزة سلفاً للتنفيذ!

   إن الأمر الذي لا يروق لأحد، أن تلقى مأساة سد الكرامة والذي كلف الخزينة ما يعادل ٧٠ مليون دينار على عاتق حالة الجفاف التي سادت المنطقة... والتي أدت إلى انقطاع مياه فيضانات نهر اليرموك والأودية الجانبية حيث لم يكن ممكناً تعبئة السد بكميات من المياه تكفي لاستئناف غسل الأملاح. علما أن عمليات الغسيل ستستمر لخمس مرات في المستقبل كما يشير الخبر نفسه حتى تصبح ملوحة المياه مقبولة للاستعمال!

واخيراً لا مفر من التسليم بان اللوم لا يقع على القائمين على وزارة المياه والري حالياً، إذ أن مشاكل السد قد القيت على كواهلهم وقد استلموه على هذه الوضعية ... وهم يبذلون قصارى جهدهم لتحسين نوعية المياه التي ستخزن فيه، على أن المستفيد الوحيد من إقامة هذا السد وحتى هذه اللحظة هو نهر الأردن والذي سيبتلع الـ ٤٦ مليون متر مكعب من المياه شاكراً ممتناً منتظراً المزيد!

horizontal rule

 

" أســالــيـب مرفــوضــة "

غير مستحسنٍ أو مُستَحّبٍ، أن تـلـّوح فئة من الفعاليات التجارية أو الصناعية بين الحين والآخر وبأسلوب الوعيد، بنقل استثماراتها ومشاريعها من البلاد مدعية "وشر البـلية ما يضحك" أن هناك مؤامرات تحاك ضدها، لمجرد قيام الجهات المعنية بمضاعفة تدقيقها وتمحيصها لما يتم استيراده عن طريق البحر أو البر أو الجو ومدى مطابقته الفعلي للمواصفات والمقايـيـس، كذلك بالتحقق من الملاحظات التي ترد من المواطنين حول جودة وسلامة ما يعرض من أصناف في الأسواق، أو ما يتم إنتاجه محلياً تحت عنوان الغذاء ليورد للمطاعم والفنادق والمحلات، أو ما يتم تصنيعه لأغراض الأعمار والبناء وما اكثر ما يتشعب تحت هذا العــنوان من أصناف.

انه ليحز في النفس، أن يلـّوح البعض بصرف العاملين في شركاتهم أو مصانعهم وقطع أرزاقهم كنوع من الضغط غير المسؤول على الجهات الرسمية، فيما لو حاولت هذه الجهات الوصول إلى حقيقة مسألة تقتضيها طبيعة العمل. في الوقت الذي يفترض فيهم ومن باب المواطنة الصالحة احترام مستخدميهم ومنحهم الثقة بحاضرهم ومستقبلهم، ليعظم البناء وتتكامل المسيرة واضعين نصب أعينهم أن تجارتهم قد نمت وازدهرت، وأموالهم قد تكاثرت على أكتاف هؤلاء... وفي ظل ما هيأت لهم الدولة من فرص وامتيازات ما كانت لتـتـاح لهم في أي مكان آخر، بالاضافة إلى جهودهم الشخصية المشكورة .

وانه لأمر مؤسف أن تتشدق بعض الفعاليات الاقتصادية أن ملاحقة السلبيات والأخطاء والإعلان عنها بالطرق الرسمية يشكل تشويها لصورة الأردن، علماً أن هذا النهج يدل على المصداقية والوضوح وأن لا مكان بعد لأساليب الدهلزة واخفاء الحقائق... وفوق هذا ليأخذ المواطن الحيطة والحذر من أجل سلامته.

ما نريد تجليته وإيضاحه أن الدولة قادرة وبكل يسر وسهولة على إغراق الأسواق بالسلع الرئيسية اللازمة لمعيشة المواطنين، وببدائل ممتازة لأية سلعة يتخيل كائنا من كان...أن عدم توفرها من خلاله مباشرة سيعني انطباق الدنيا على بعضها البعض! 

أن محبة الوطن لا تكون بأساليب التهديد والوعيد بل بالوعي والارتفاع إلى مستوى المسؤولية، لكي تتحول الطاقات جميعها إلى قوة بناء للوطن والنهوض بمستقبل أبنائه. فالتاجر القدوة هو من يبذل كل ما بوسعه للبلوغ إلى مصلحة الوطن مهما كلفه الأمر، فهو الدليل والمرشد والمساعد لاخوته في وطنه وهو من يسهم مبتسما غير متذمر باستثماراته وبتشغيل أمواله داخل بلده بدلا من تكديسها في بنوك خارجية، وهو من يُبقي ولو نافذة واحدة مفتوحة من مكتبه الفاخر لمشاهدة أخوته المعوزين...عَـلَّ ضميره الحي يأمر قلمه فيكون ليناً عند إنشاء الأسعار وهذا ما نتوقعه من كافة فعالياتنا الاقتصادية والتجارية.

وليـتـنا ننطق بالحق، وحديث الحق شاق وعسير عند الكثيرين، كم أنعم الله عليهم في أردن الخير هذا من بركات… مرددين مع الشيخ المعلم بطرس البـستـانـي :

 

سـوادُ العــيــن يا وطـنـي فـداكــا         وقلبي لا يودُ سوى علاكا

رضِعتُ مع الحليب هواك صِرفا          فعززني وشرفـني هواكـا

horizontal rule

 

"من أجل سلامة رجال السير هذه الملاحظات"

 لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الكبير الذي يقوم به رجال السير وفاء للواجب، لتنظيم ومراقبة وتسهيل حركة المرور على الطرق، من أجل راحة المواطنين وسلامتهم، متحملين بشمم وكبرياء أشعة الشمس اللاهبة صيفاً والبرد اللاسع شتاءً.

ولما كان رجال السير من أبناء هذا المجتمع الطيب فإن سلامتهم تعني وتهم كل مواطن، وعلى هذا فإننا نرى في تقدم البعض منهم وبسرعة خاطفة، إلى منتصف الشارع في مواجهة مباشرة بأجسادهم لتوقيف مركبة غفل سائقها أم قصد... عدم استخدام الغماز أو وَضْعَ حزام الأمان، مما يشكل مجازفة وخطراً كبيراً على حياتهم... فيما لو فقد سائق المركبة المخالف السيطرة على مكابحها أو أصابه ضربٌ من فقدان التوازن أو كما يقال بالعامية "الـتخـم". وتكبر المصيبة لو أن مركبات أخرى ارتطمت بها بسبب التتابع والتوقف المفاجئ... وقد صار هذا الأسلوب رائجاً على نحو ما في عمان بعد أن كان يمارس على الطرق الخارجية مثل طريق جرش وغيرها من الطرق، كذلك من الملاحظ، أن بعضاً من شرطة المرور باللباس المدني والذين نحترم أمانتهم في أدائهم لواجبهم، صاروا يفعلون الشيء نفسه وبهذه الآلية الخطيرة في كثير من الحالات. علما أن إطاعة إشارات رجل المرور الآمرة بالحركة أو الآمرة بالوقوف أمر لا يتجاهله أحد. كما أننا نفهم أن الأوامر والتعليمات تشير إلى أن ضبط المخالفة المباشر أثناء الحركة يجب أن يتم بإيقاف السائق بأسلوب آمن وواضح!

كما أن الـدهـش يستحوذ علينا ونحن نرى الكثير من المركبات ذات اللوحات الحمراء، تمر من أمام الوظائف  بيسر على الرغم من عدم امتثال سائقيها لأوامر وضع حزام الأمان أو الغماز. وكأن سلامة سائقيها ليست على البال ولا على الخاطر... بينما سائقو السيارات ذات الألوان الأخرى تحت طائلة المسؤولية حيث تتم مخالفتهم من أجل أمانهم وسلامتهم!

إن اختيار مواقع وضع الوظائف جدير أن يدرس بعناية أكثر، فكيف نفسر وضع وظائف بعد نزول حاد يتبعه منعطف إلى اليمين... إذ حالما تفتح الإشارة ويتم توقيف سيارتين من أجل مخالفتهما مثلاً فان الثالثة لا محالة ستصدم ما يكون أمامها... والأمثلة كثيرة نزول جبل الحسين الحاد، التعبئة باتجاه العبدلي، ونزول اللويبده الحاد باتجاه وادي صقره، ونزول الدوار الثالث باتجاه المهاجرين، كما أن إغلاق شارع أو تحويل مسرب دون سبب هام كما يحصل أحياناً مقابل الماريوت باتجاه دوار الداخلية مما يؤدي إلى اضطرار السائق لاستخدام النفق المؤدي للاستقلال... أمر يستدعي النظر.

وإذا كانت المخالفة ليست هدفاً وهذا ما نسمعه من دوائرنا ذات الاحتكاك المباشر مع المواطن، فإننا نأمل أن يتم تفعيل كلمات مثل إرشاد، تنبيه، إنذار وعدم شطبها من القواميس اللهم إلا حيث تقتضي الضرورة.

وإننا فوق هذا وذاك، لنثمن الحملات التي تجري لملاحقة السائقين المتهورين من شبابنا والذين يقومون بمسلكيات خاطئة بعيدة عن عاداتنا وتقاليدنا، في حركاتهم البهلوانية وهم يجلسون خلف المقود على طرقنا... ذلك أن الصمت على ممارساتهم يشكل تشجيعا ضمنيا لهم ومباركة لمزيد من التمادي في العبثية بعناوينها المختلفة. آملين أيضا أن يتم ردع من يقوم برفع صوت مسجل سيارته ليتحف الناس بما اختاره لهم من أغان هابطة ولما يشكل هذا التصرف غير الحضاري من إقلاق لراحة المواطنين.

horizontal rule

 

"  مـن وحــي الهزة الأرضية "

كان النشاط على أشُـدِه البيع والشراء، والغرس والبناء، والتخطيط والتعليم، والسحب والإيداع... وفي لحظه من الزمن ترنحت الأرض ومن عليها  قليلاً... فارتجفت القلوب وتلعثمت الألسن فخرج الناس إلى الشوارع والأرصفة مذعورين... الغني الذي تفاخر بتفوقه على من كان اقل منه في الغنى، الرئيس والمرؤوس، الخادم والمخدوم، الخصم والحكم، كلهم على الطريق في خوف ورعدة طلباً للنجاة... تركوا كل شيء غناهم، وما  لهم... بما في ذلك علاجهم الذي لا ينتظم جسد الواحد منهم إلا بأخذ جرعاته وحتى بطاقات التعريف بهويتهم... وصاروا أشبه بالمعدمين، فذهبهم في هذا الظرف لن ينقذهم ولا فضتهم وقد يـتـبددان في لحظه... وأرباحهم ربما تـكـتـسح... وها هو تعب حياتهم يوشك أن يكون نسيجاً من عنكبوت وباطلاً كـقبض الريح... ولقد وصل شطط التفكير لدى فريق منهم إشاعة أن الأرصفة ستغوص بكل من كان واقفاً عليها!

وفي الوقت الذي تنادى الموظفون لترك مكاتبهم والتجار لتجارتهم والمعلمون والتلاميذ لصفوفهم، فان مواقف شرف وبطوله سجلت تلك الساعة العصيبة، فهنا مبضع جراح مع فريقه الطبي استمر يعمل في جسد متألم ليوقف جرح نازف،  وآخر في قسم الولادة  يُخرج إلى النور طفلاً يبكي عاتباً إقحامه معترك الحياة، ولرجال اقتضت طبيعة أعمالهم الالتصاق بمكاتبهم واضعين حياتهم بيد العناية الإلهية ولأمهات مكثن خلف قدورٍ يهيـئـن الطعام لقادمٍ لائـمٍ...سيحيل البيت شقاءً لو تأخر موعد إشباع بطنه!       

يا لها من ساعة تجربه رُدت فيها القلوب ، إذ لم تهتز الأجساد فيها فحسب بل الأحاسيس والمشاعر التي ظلت متعلقة بالأرضيات طويلاً.. وها هي تتعلق الآن بالرجاء الأعظم . وما أن أقبل الليل حتى اضطرمت التسبيحات وانطلقت لا من الألسن بل من القلوب التماساً لوجه من عنده علم الساعة فـقضى الناس أكثرهم الليل بطوله لا يغتمض لهم جفن مجاهرين بالدعاء.

وحين انقشعت المخاوف نسي الناس ما حدث، وهذه طبيعة الإنسان.. فعادوا إلى تلبية مآربهم الزمنية بكل الوسائل، يغربلون الناس، ويتلمسون ويترصدون هفوات بعضهم البعض ويشتغلون بأخبار القريب والبعيد. فيا حبذا لو أن الناس الذين كانوا منغمسين في منازعاتهم وتوقفوا مكرهين ولو لبرهة من الزمان أن تستيقظ ضمائرهم فيصلحون أمورهم بالحسنى ويتعاملون بالرأفة والرحمة... وكما هبـوا إلى الشوارع طلباً لنجاة أجسادهم أن يهبـوا لفعل الخير طلباً لسكينة نفوسهم..

أما وقد توفرت أحدث شبكات الرصد الزلزالي في سلطة المصادر الطبيعية والجامعة الأردنية يمكن من خلالها قياس الحركات الأرضية مع كفاءات متخصصة لها القول الفصل في هذا الشأن، فإننا نستغرب أن جهات عديدة لا تتوفر لديها الأجهزة وليست مختصة في موضوع الزلازل الأرضية قد استغلت هذه المناسبة للظهور إلى وسائل الأعلام المرئية وتقديم الاجتهادات والتنظيرات... مما أدى إلى اختلاط الأوراق على المواطنين الذين يسألون: هل يتحمل مثل هؤلاء نتائج ما يترتب على تصريحاتهم؟ وهنا نطلب بإصرار أن تقوم النقابات بتحديد تخصصات أعضائها ونخص بالذكر نقابة الجيولوجيين حتى يصار إلى الاتصال بهم في مثل هذه الحالات كلٌ ضمن اختصاصه ، مع عتبنا الشديد على الناس الذين أحاطوا  بالعرافين والمتنبئين الذين تـنامـى عددهم في ذلك اليوم... وصار كـلٌ يدلو بدلـوه في هذه المسألة.

لقد حصل ما حصل اختباراً للإنسان وتجديداً للإيمان، وإذا كان القدر يأتي بغتة ويوم المرء الأخير يجهله، فان الحقيقة الأسمى تتجلى في تفعيل الخير الكامن في قلب كل إنسان والارتفاع بتفكيره إلى ما وراء الحياة الزائلة وسرابها.

horizontal rule

 

من الحمام الزاجل إلى البريد الإلكتروني، وسيبقى صندوق البريد

 يا له هذا المفتاح الصغير كم تغلي القلوب كالــمراجل لهــيبته... إذ هو نُــقـطةُ تلاقٍ، يـقرب الأبعاد ويلغــي المسافات ويزيل الحدود... تفتح به بأصابع كالــجمر صندوق بريدك، لتجد رسـائل طالما انتــظرتها وعـللــت الآمال بطيّب أخبارها.

أما وقد قلص عصر التقنية وثورة الاتصالات وشبكات الإنترنت والبريد الإلكتروني من عمل هذه المكاتب، وما عادت رسائل الغرام تصل للعشاق موشحة بقبل وردية اللون، إذ أن الهواتف النقالة قد يسرت ذلك وأكثر منه... إلا أنه من الملاحظ كثرة الشكاوى من احتواء الصناديق البريدية لرســائل ومكاتيب غير عائدة لأصحاب هذه الصناديق ولا لأقربائهم ولا لأنسبائهم، حتى بات هذا الأمر يؤرق أصحابها الذين يتوقعون أن يكون مصير رسائلهم بالمثل في صناديق أخرى...

وإن كان هناك من يتصدى قائلاً أن العناوين المدونة لا تكون كاملة أو واضحة، فإن الحــقيقة على أرض الواقع تؤكد توفر الرقم البريدي الصحيح والمشفوع بالرمز البريدي على أغلب هذه الرسـائل... فلا ذريعة إذاً لأحد... وبناء عليه، فإن المشكلة تكمن في سرعة فرز الرسائل وإلقائها كيفما اتفق في الصناديق للانتـهاء من الشوالات المكدسـة، بغـض النظر عما يــترتب على هذا الفـعل من مضاعفـات ومخـاطر، وذلك لأن أغلب الرسائل الواردة عادة في البريد تحتاج إلى ردود وإجابات في وقت محدد لا يمكن تجاوزه فكيف إذا فــقدت طريقها بين الصناديق، مع تواجد بعض من الأنفار الفضوليين الذين يطـيب لهم فتح الرسائل الــمودعة في صناديقهم بطريق الخطأ حتى وإن كانت باللغة السيرلانكية... لصبية تحمل إليها أخباراً عن أطفالها وذويها... وقد قطعت بحاراً وصحارى لتخدم وترعى أطفالاً أو مسنين في سبيل لقمة العيش!

ومن جانب آخر، هناك من يقول أن ثمة ضغطاً على المكاتب البريديــة في العاصمة بــعد أن تضاعفت الأعمال المطلوبة بسبب تسديد فواتير الكهرباء والماء والهاتف... وحتى بيع اليانصيب الخيري الأردني كما هو قائم الآن في مكاتب البريد! فإننا نرى والحال هذه ضرورة تدعيم هذه المكاتب بطواقم أكثر من الموظفين لإنجاز هذه المهمات علماً أننا نرى أن هناك فائضاً كبيراً من الموظفين في المكاتب البريدية خارج العاصمة حيث يقل العمل!

إنه لأمر غير مقبول أن ترفض أغلب المكاتب البريدية تسليم نماذج لصياغة البرقيات عليها بينما كان هذا الأمر متيسراً على عهد وزارة المواصلات... وإن تــلطف أحد الموظفــين بإعطاء المواطن نســخة واحـــدة يتوجب على هذا المواطــن التحرك والتفتيش على مكتـبة تمتلك آلة تصوير لعمل نسخ أخرى، ذلك أن النسخ المطلوبة لكل برقية ثلاث حـسب الأوامر والتعـلــيمات، حتى إذا دون المواطن مقصده عليــها رفض المــكتب البريدي استلامها تحت حجج واهية، صندوق القبض مغلق، الآلة معطلة، لا نستــلم بعد الساعة كذا، أو يــجد البريد مغلقاً قبل الوقت المحدد له فيتوجه المواطن ساعياً مفتشاً على مكاتب بريد أخــرى، عسى أن يــتلطف أحدها بقبول برقية وقد أعياه التعب الجسدي والعقلي... وأنهك جيبه مصروف التنقل!

وفي الوقت نفسه، فأننا نكبر أمانة رجل البريد الحريص على استقبال إخوانه المواطنين بوجه باسم مثمنين حرصه على فرز البريد وختمه وتوزيعه بدقة وعناية، مع اهـتـمامه بإنجاز المهام الأخرى الموكولة إليه بصدر رحب، ونتمنى على الإدارة الجديدة للبريد، والمـسجل كشركة مستقلة منذ عام ٢٠٠٣ دعم ورعاية موظفي البريد تحفيزاً لهم وقد علمنا أن لا زيادات قد طرأت على رواتبـهم منذ ســنوات عدة لا بل تقلصت رواتبهم بسبب ارتفاع التأمين واقتطاع نسب أعلى من دخولهم من أجله!

 إن المكاتـب البريـدية في العالم تشكل وجــهاً حضارياً متميزاً له خصوصــيته، فهي مــهوى أفــئدة الزوار والأجانب، يـودعون فـيها إلى ذويــهم وأحـبائهم في أصقاع الدنيا بطاقات تروي ذكريات رحلاتهم، وتــراهم أيضاً  يقبلون على هذه المكاتب مستنصحين مسترشدين عن المواقع السياحية والتاريخية والأثرية، فهلا هيأنا ذلك نحن أيضاً في مكاتب بريدنا مع ما يلزم من كوادر.

horizontal rule

 

"ما بين الممنوع وبين المسموح"

 لا أحد ينكر الدور الذي يقوم به موظفو الدوائر الحكومية المختصة والمعنية بالاحتكاك اليومي المباشر مع المواطنين في كافة مواقعهم، وذلك للتأكد من التقيد بتطبيق القوانين والأنظمة لتنظيم أمور الحياة بجوانبها المختلفة وتصليح وتقويم أي اعوجاج أو خلل، ولوقف أي تجاوز للتعليمات من اجل الوصول إلى أقصى درجات الالتزام المسؤول.

إلا أن هناك مفارقات غريبة تحدث على أرض الواقع فالممنوعُ هنا مسموح هناك! إذ أنه في الوقت الذي تطبق فيه المخالفة وبأقصى سرعة  حال تواجد بعض العبوات من الاجبان أو المخللات أو الزيتون على سبيل المثال في محل ما لانقضاء فترة صلاحيتها ولو لأيام معدودات ، فإننا نرى في محلات أخرى أصناف الأجبان والمخللات والزيتون وما شابه وقد عرضت لتباع بالوزن  في أوعية من البلاستيك الملون أو الستينلس ستيل البراق تتحدى الزبائن ومن يعنيهم الأمر بأنها طويلة العمر خالدة، بدليل عدم توفر أية إشارات أو لوائح توضح تاريخ صلاحيتها ..ولربما يتذوق الزبون شيئاً منها وقد سال اللعاب انجرافاً لجمال المشهد ورائحته فينسى الاستفسار عن صلاحيتها، وان فعل فلدى بعض الباعة عبوات فارغة أو شبه معبأة هي هي لا تتغير على مدار العام...متوفرة في الموقع و تحمل التواريخ اللازمة دفاعا عن الموقف إن اقتضى الأمر!

ولنوسع البحث قائلين أن عبوات المكسرات والبهارات والشوكولاته والحلوى الصلبة مثل الدروبسات على نمط "الملبس الحامض حلو" رفيق درب طفولتنا الشهي أو ما يطلق عليه الآن مسمى الكانديز! فإن وجودها معبأة من مصادرها وعليها تاريخ الصلاحية أمر يقتضي العقاب في حال انقضائه.. أما إطلاق سراح محتوياتها وتفريغها لتباع بالوزن من دروج أنيقة دون تاريخ فأمر أشبه أن يكون جائزاَ وكأن المحلات أيضاً التي اختصت ببيع هذه الأصناف حللاَ بالوزن قد استثنيت من تعليمات الصلاحية !

والحديث ينسحب على تاريخ الصلاحية المُدوّن على عبوات الشراب المسحوق أو المركز السائل، فهي تحت المراقبة المستمرة والمسؤولية كيلا تباع بعد نفاذ الصلاحية وهذا شيء حسن... لكن إذا ما جرى تفريغ محتوياتها بعد انتهاء صلاحيتها، وأضيف إليها الماء والثلج وبيعت بكؤوس جذابة  دفعاَ للعطش فلا ضرر في ذلك!

وإذا كان الجواب على ما ورد أعلاه بان عينات تؤخذ باستمرار من هذه المواد للفحص فإننا نقول وهل يتم إجراء حجز تحفظي عليها لحين ظهور النتيجة؟ ومن أجل الدقة والواقعية نقول حتى تظهر نتيجة الفحص تكون المادة بيعت وجددت مرات ومرات كما أن اخذ عينات عن ماذا وماذا والأصناف التي تباع حللاً على مد البصر في كل مكان.   

إن ملاحقة باعة اللحوم والأسماك المسجاة تحملق مستغيثة من يبتاعها، وقد سلقتها الشمس لعدم وجود فريزرات صالحة لتأويها حتى وان دعمت بالثلج تمويهاً للحقيقة...ولا تحمل تاريخ صلاحية أهم كثيراً من تعقب بعض علب التونا أو السردين في محل لا تضرب الشمس معروضاته..وقد نسي التاجر أو موظفه عن غير قصد رفعها عن الرف فاقتضى الأمر مخالفته بالرغم من نداءاته للمراقب بأن يقوم بإعدام هذه المعلبات فوراً مترجياً وواعداً أن لا يتكرر الأمر في محله!

إن عرض البضائع أمام الدكاكين لتلفحها أشعة الشمس الحارقة وما يترتب على هذا من آثار سلبية على محتوياتها أمر لا يجب السكوت عنه.. 

لا نقصد مما أسلفنا أن تنشط حركة المخالفات، فنحن مع من يعنيهم الأمر في أن المخالفة ليست غاية الأجهزة المعنية ولكن نريد تصويباً لهذه الأمور بحكمة من أجل مصلحة المواطن، وإعطاء فرصة للتاجر بتوجيه إشعار له ليصوّب أوضاعه في أيام معدودات فقط في حال رصد خلل في نوعية الأصناف المعروضة قبل القبض على القلم لتدوين مخالفة!

horizontal rule

"البوابة الرئيسية للجامعة الأردنية وهذه الملاحظات"

 لا تملك وأنت تقف أمام البوابة الرئيسية للجامعة الأردنية بقبابها البيضاء المتألقة، إلا أن ترفع هامتك معتزاً بهذا الصرح الحضاري المتميز والذي أنشئ سنة ١٩٦٢ حسبما تشير لوحة جميلة بهية، يعلوها شعار الجامعة على يمين المدخل ومثلها باللغة الإنجليزية على شمال المدخل .

لكن الأمر الذي لا يبهج النفس، هو منظر الساحة الخارجية والمواجهة لهذه البوابة، حيث تنتشر بضعة أكشاك لا شك أنها تؤدي خدمة نافعة للطلبة، إلا أنها كما يبدو للرائح والغادي تتجاوز في مساحتها الرقعة المحددة لها بحيث تتعرض الأصناف المعروضة لأشعة الشمس اللاهبة! أما الأرصفة المحيطة بها، فإنها سوداء كالحة بفعل ما يسكب عليها من بقايا المشروبات الساخنة أو الباردة، وعلى الرغم من وجود عامل نظافة ترتسم على وجهه علامات الغضب المقرون بالصبر لاستهتار الكثير من الطلبة وتلذذهم بإلقاء عبوات المشروبات الغازية الفارغة، والكاسات البلاستيكية وعلب السجائر، وأكياس رقائق البطاطا والمناديل الورقية، بعد حشدها بمفرزات الأنف والغدد اللعابية وما تحمل من كوارث صحية... في تحد سافر لكل الأعراف الأدبية والبيئية. وتصل اللامبالاة ذروتها عندما ترى أحدهم  يتفيأ في ظل شجرة غاية في الجمال على رصيفٍ محاذٍ وقد أكب بنهم على التهام غذائه وشرب شرابه، حتى إذا انتهى من ذلك ألقى مخلفاته داخل حوض دائري يحيط بهذه الشجرة حُـفر لاحتواء المياه إرواء لها! 

ومن اللافت للانتباه، أن أحد الأرصفة المجاور لواحد من الأكشاك، قد برز منه جذع شجرة لم يتقن من قطعها عمله بالإتيان عليه كاملاً، ليكون مع ما بجانبه من مسامير بارزة مصيدة لقلب وتحطيم رأس من يتجرأ ويقترب... علماً أن الرصيف عينه بحاجة إلى صيانة عاجلة لانهيار جانب منه.

ومما لا ريب فيه، أن النفق المواجه للبوابة الرئيسية للجامعة يؤدي خدمة جليلة للطلبة بشكل خاص ولغيرهم من المواطنين المشاة الذين يقصدون الجامعة لمقاصد تهمهم، إلا أن وضعه الحالي يدعو للرثاء. فالأدراج والأرضيات تستغيث بمن يعيد لها نظافتها ورونقها... أما الجدران فقد تم تجييرها لصالح هواة إلصاق الإعلانات على اختلاف أشكالها وأنواعها.  وتصل المسألة ذروتها مع انتشار البائعين، فمنهم من يستخدم البسطات ومنهم من يفترش وبضاعته الأرض، وهم بمجملهم يعيقون حركة مرور المشاة، مع التواجد المكثف لمجموعات الأطفال الذين يلتصقون بالطلبة ولا ينفكون عنهم إلا إذا ابتاعوا منهم "العلكة"  وبعكس ذلك فالشتائم جاهزة، على أن تجار هذا "المول" كما يسميه طلبة الجامعة يفرحون ويصفرون لتحميس الأطفال لمزيد من القدح والردح!

وإننا إذ نكبر ونثمن جهود القائمين على الجامعة، وتمكنهم من استيعاب هذا الرقم الهائل من أعداد الطلبة، والحرص على تمكنهم من استيعاب مقرراتهم وتقديم أوفر الخدمات لهم. حيث أننا والحق يقال نشعر بالزهو من نظافة الساحات والمداخل والأدراج والأرصفة، لنتمنى أن يتم توعية الطلبة على ضرورة المحافظة على البيئة خارج بوابات الجامعة أيضا. كذلك تشجيع الأندية الطلابية للقيام بعمل نشاط خارج البوابات مع تحفيز أصحاب المواهب الفنية من رسم وديكور لتجميل الموقع الذي تحدثنا عنه، مع أملنا أن تتضافر الجهود الرسمية لتنظيم مواقع الأكشاك، وأماكن وقوف الحافلات وسيارات الأجرة، وكذلك لصيانة الأرصفة وطلائها وإنقاذ النفق وتجميل مداخله وإزالة البسطات الكثيرة عند مدخله من الشارع الرئيسي والتي تعيق حركة مرور المواطنين.


Back